توزيع 120 طنا من الأرز على الأسر المتعففة

البحرين ... رصيد زاخر من العطاءات الخيرية

| محرر الشؤون المحلية

تهتم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بجانب‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وتولي‭ ‬اهتماما‭ ‬خاصا‭ ‬لجانب‭ ‬التكافل‭ ‬الاجتماعي؛‭ ‬حرصا‭ ‬على‭ ‬صون‭ ‬حياة‭ ‬الشعب‭ ‬وكرامته،‭ ‬وذلك‭ ‬استنادا‭ ‬إلى‭ ‬مبادئ‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬السمحة،‭ ‬حيث‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬التكافل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬لفئات‭ ‬المجتمع‭ ‬كافة،‭ ‬وعلى‭ ‬الأخص‭ ‬الفئات‭ ‬الأكثر‭ ‬احتياجا،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تخفيف‭ ‬الأعباء‭ ‬المعيشية‭ ‬عن‭ ‬الأسر‭ ‬البحرينية‭ ‬محدودة‭ ‬الدخل‭.‬

وتمتلك‭ ‬البحرين‭ ‬رصيدا‭ ‬زاخرا‭ ‬من‭ ‬العطاءات‭ ‬الخيرية‭ ‬والإنسانية،‭ ‬حيث‭ ‬مثلت‭ ‬تلك‭ ‬المساهمات‭ ‬الخيرية‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬البحرين‭ ‬تأكيدا‭ ‬متجددا‭ ‬لحرص‭ ‬قيادته‭ ‬الحكيمة‭ ‬على‭ ‬تلمُّس‭ ‬احتياجات‭ ‬الشعب،‭ ‬وإدراك‭ ‬المقاصد‭ ‬النبيلة‭ ‬التي‭ ‬يتوخاها‭ ‬ويرجوها؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأمن‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والاستقرار‭ ‬الاقتصادي‭.‬

وتمثل‭ ‬سيرة‭ ‬حكام‭ ‬البحرين‭ ‬الأوائل‭ ‬خير‭ ‬شاهد‭ ‬علىالكرم‭ ‬والنخوة‭ ‬العربية،‭ ‬وتوج‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفه‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬سيرة‭ ‬العطاء‭ ‬بمأسسة‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬الخيرة‭ ‬التي‭ ‬أثمرت‭ ‬عن‭ ‬تشكيل‭ ‬مجموعة‭ ‬مؤسسات‭ ‬خيرية‭ ‬وإنسانية،‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المسيرة‭ ‬التنموية‭ ‬الشاملة‭ ‬التي‭ ‬رسخها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭.‬

الكرم‭ ‬البحريني

وبلا‭ ‬شك،‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬حدود‭ ‬للكرم‭ ‬البحريني،‭ ‬إذ‭ ‬يتسابق‭ ‬المواطنون‭ ‬بالمشاركة‭ ‬الفعّالة‭ ‬بكل‭ ‬الحملات‭ ‬الخيرية‭ ‬والإنسانية‭ ‬لمساعدة‭ ‬مريض‭ ‬أو‭ ‬محتاج،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬المسلمون‭ ‬يصمون‭ ‬عن‭ ‬الطعام‭ ‬والشراب‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل،‭ ‬فلا‭ ‬تصوم‭ ‬اليد‭ ‬السخية‭ ‬البحرينية‭ ‬عن‭ ‬العطاء،‭ ‬وتقديم‭ ‬الخير‭ ‬الواجب‭ ‬لأخيه‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬كرامته،‭ ‬فنرى‭ ‬البحرينيين‭ ‬بفطرتهم‭ ‬الطيبة‭ ‬وتسامحهم،‭ ‬يتسابقون‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬أعمال‭ ‬الخير‭ ‬وإعانة‭ ‬المحتاجين،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الذي‭ ‬يعكس‭ ‬دائما‭ ‬معنى‭ ‬التكافل‭ ‬والتراحم‭ ‬بين‭ ‬المسلمين‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬المباركة‭.‬

جهود‭ ‬سابقة

آزرت‭ ‬جهود‭ ‬الدولة‭ ‬بالعقود‭ ‬الماضية‭ ‬أنشطة‭ ‬الجمعيات‭ ‬الأهلية‭ ‬والأندية‭ ‬الوطنية‭ ‬بمختلف‭ ‬مسمياتها؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تنفيذ‭ ‬مجموعة‭ ‬مشروعات‭ ‬خيرية‭ ‬وإنسانية،‭ ‬وكانت‭ ‬ترنو‭ ‬أنظار‭ ‬رؤساء‭ ‬المنظمات‭ ‬الأهلية‭ ‬لقيادة‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬تزكيتهم‭ ‬أو‭ ‬دعمهم‭ ‬أو‭ ‬رعايتهم‭ ‬لمشروعات‭ ‬تمثل‭ ‬الحاجة‭ ‬الملحة‭ ‬بالفترة‭ ‬الماضية،‭ ‬مثل‭ ‬تمويل‭ ‬مشروعات‭ ‬لمحو‭ ‬الأمية‭ ‬أو‭ ‬تحصين‭ ‬الشباب‭ ‬بالمعلومات‭ ‬الثقافية‭ ‬والدينية،‭ ‬أو‭ ‬إطلاق‭ ‬حملات‭ ‬صحية‭ ‬بالأمراض‭ ‬المنتشرة‭ ‬بتلك‭ ‬الفترة،‭ ‬أو‭ ‬توفير‭ ‬اللقاحات‭ ‬المناسبة‭ ‬لمكافحة‭ ‬الأمراض‭ ‬أو‭ ‬تمويل‭ ‬بناء‭ ‬مقار‭ ‬للجمعيات‭ ‬والأندية‭ ‬وغيرها‭ ‬الكثير‭.‬

المؤسسة‭ ‬الخيرية

ومنذ‭ ‬انطلاق‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك،‭ ‬أراد‭ ‬جلالته‭ ‬أن‭ ‬يوحد‭ ‬الجهود‭ ‬نحو‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التركيز‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬البناء‭ ‬المجتمعي‭ ‬ويقوي‭ ‬اللُحمة‭ ‬الوطنية،‭ ‬فقرر‭ ‬جلالته‭ ‬تشكيل‭ ‬المؤسسة‭ ‬الخيرية‭ ‬الملكية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2001،‭ ‬وأسند‭ ‬رئاستها‭ ‬لنجله‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬سنة‭ ‬2007،‭ ‬وقد‭ ‬نجحت‭ ‬المؤسسة‭ ‬الخيرية‭ ‬الملكية‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬الحاضن‭ ‬الأم‭ ‬للأيتام‭ ‬والأرامل‭ ‬الذين‭ ‬فاق‭ ‬عددهم‭ ‬10‭ ‬آلاف،‭ ‬وذلك‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬كريمة‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬الفخري‭ ‬للمؤسسة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك،‭ ‬الذي‭ ‬يحرص‭ ‬على‭ ‬اللقاء‭ ‬السَّنوي‭ ‬بالأيتام‭ ‬ويعانقهم‭ ‬عناق‭ ‬الأب‭ ‬لأبنائه،‭ ‬ويتابع‭ ‬بكل‭ ‬حرصٍ‭ ‬واهتمام‭ ‬مسيرتهم‭ ‬التَّعليمية‭ ‬نحو‭ ‬غدٍ‭ ‬أفضل،‭ ‬حيث‭ ‬فاق‭ ‬عدد‭ ‬الخريجين‭ ‬الذين‭ ‬استفادوا‭ ‬من‭ ‬البعثات‭ ‬والمنح‭ ‬الدراسية‭ ‬الجامعية‭ ‬الـ‭ ‬460‭ ‬طالبا‭ ‬وطالبة‭ ‬حتى‭ ‬العام‭ ‬2018،‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬4096‭ ‬مستفيد‭ ‬من‭ ‬الرعاية‭ ‬التعليمية‭.‬

هذا‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬اهتمام‭ ‬المؤسسة‭ ‬بتوفير‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬8‭ ‬آلاف‭ ‬مستحق،‭ ‬ومنحها‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬تشمل‭ ‬توفير‭ ‬العلاج،‭ ‬والدعم‭ ‬المعيشي‭ ‬ومساعدة‭ ‬الزواج‭ ‬إلى‭ ‬25‭,‬558‭ ‬مستفيد‭ ‬حتى‭ ‬مارس‭ ‬2019،‭ ‬ذلك‭ ‬وفقا‭ ‬لأحدث‭ ‬إحصاءات‭ ‬صادرة‭ ‬عن‭ ‬المؤسسة‭ ‬الخيرية‭ ‬الملكية‭.‬

وابتهج‭ ‬الأيتام‭ ‬بمكارم‭ ‬ملكيةٍ‭ ‬لا‭ ‬تنضب،‭ ‬حيث‭ ‬تجاوزت‭ ‬الـ‭ ‬106‭ ‬آلاف‭ ‬مكرمة‭ ‬بشهر‭ ‬رمضان‭ ‬حتى‭ ‬العام‭ ‬2019،‭ ‬فيما‭ ‬بلغت‭ ‬مجموع‭ ‬المكارم‭ ‬الملكية‭ ‬التي‭ ‬صرفت‭ ‬للأيتام‭ ‬في‭ ‬العيدين،‭ ‬235‭,‬809‭ ‬مكرمة‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬موزعة‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬التالي‭: ‬123‭,‬544‭ ‬مكرمة‭ ‬لأعياد‭ ‬الفطر‭ ‬السعيدة،‭ ‬و112,265‭ ‬مكرمة‭ ‬صرفت‭ ‬لأعياد‭ ‬الأضحى‭ ‬المباركة‭.‬

كما‭ ‬حرصت‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬الترخيص‭ ‬لعددٍ‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الجمعيات‭ ‬الخيرية‭ ‬التَّابعة‭ ‬لوزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وتعتبر‭ ‬هذه‭ ‬المنظمات‭ ‬الأهلية‭ ‬شريكة‭ ‬أساسية‭ ‬وعونا‭ ‬للوزارة‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬لأكبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المتعففين،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تأمين‭ ‬وصول‭ ‬المساعدات‭ ‬الشهرية‭ ‬لهم،‭ ‬وصرف‭ ‬قرارات‭ ‬جمع‭ ‬المال‭ ‬لتنفيذ‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشروعات‭ ‬الخيرية‭ ‬والتنموية‭ ‬الهادفة‭.‬

منح‭ ‬ومضاعفات‭ ‬سنوية

ومع‭ ‬إطلالة‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬يتم‭ ‬تسليم‭ ‬منح‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭  ‬الرمضانية،‭ ‬ذلك‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الجمعيات‭ ‬والصناديق‭ ‬الخيرية‭ ‬لاستلامها،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬توزيع‭ ‬120‭ ‬طنا‭ ‬من‭ ‬الأرز‭ ‬على‭ ‬الأسر‭ ‬البحرينية‭ ‬المتعففة‭ ‬بما‭ ‬يعادل‭ ‬6000‭ ‬كيس‭ ‬سعة‭ ‬20‭ ‬كيلوجراما‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬تحرص‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬سنويا‭ ‬على‭ ‬مضاعفة‭ ‬قيمة‭ ‬المساعدات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ومخصص‭ ‬الإعاقة‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬حيث‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬مساعدة‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬15‭ ‬ألفاً‭ ‬و130‭ ‬بين‭ ‬أسر‭ ‬وأفراد،‭ ‬و10‭ ‬آلاف‭ ‬و959‭ ‬شخصا،‭ ‬مستفيدا‭ ‬من‭ ‬مخصص‭ ‬الإعاقة،‭ ‬بقيمة‭ ‬إجمالية‭ ‬تجاوزت‭ ‬الـ‭ ‬5‭ ‬ملايين‭ ‬دينار‭.‬

الدعم‭ ‬الاقتصادي

ويعتبر‭ ‬مشروع‭ ‬دعم‭ ‬الأسر‭ ‬المنتجة‭ ‬مثالا‭ ‬حيّا‭ ‬وناجحا‭ ‬على‭ ‬قدرة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تحويل‭ ‬الأسرة‭ ‬للنشاط‭ ‬التجاري‭ ‬الربحي،‭ ‬الذي‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬مداخيل‭ ‬مالية‭ ‬إضافية‭ ‬لميزانية‭ ‬الأسرة،‭ ‬وبما‭ ‬يمكّنها‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬وفر‭ ‬اقتصادي‭ ‬شهري،‭ ‬وتأمين‭ ‬متطلبات‭ ‬حياتها‭ ‬الكريمة،‭ ‬حيث‭ ‬طُرحت‭ ‬عدة‭ ‬برامج‭ ‬داعمة‭ ‬لهم‭ ‬كبرنامج‭ ‬تعزيز،‭ ‬ومشروع‭ ‬منتوجاتي،‭ ‬وبرنامج‭ ‬حرفة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬إتاحة‭ ‬الفرص‭ ‬لهم‭ ‬بالمشاركة‭ ‬في‭ ‬المعارض‭ ‬التي‭ ‬تقام‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المملكة‭ ‬وخارجها‭.‬

وتم‭ ‬طرح‭ ‬مشروع‭ ‬أكشاك‭ ‬“دانات”‭ ‬لرعاية‭ ‬المشروعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لذوي‭ ‬الإعاقة،‭ ‬وبرنامج‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬المجتمع،‭ ‬حيث‭ ‬يتعاون‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬بنك‭ ‬الأسرة‭ ‬مع‭ ‬المنظمات‭ ‬الأهلية،‭ ‬ويوفر‭ ‬لها‭ ‬التمويل‭ ‬عبر‭ ‬عدة‭ ‬طرق‭ ‬مبتكرة‭ ‬وميسرة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مصنع‭ ‬الأفكار‭ ‬الذي‭ ‬يقدم‭ ‬مساعدات‭ ‬للعملاء‭ ‬بتكوين‭ ‬الأفكار‭ ‬وتطويرها،‭ ‬ومساعدة‭ ‬أصحاب‭ ‬المشروعات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دورات‭ ‬تدريبية‭ ‬واستشارية،‭ ‬وطرح‭ ‬ورش‭ ‬عمل،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬مشروع‭ ‬الخدمات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬بجذب‭ ‬انتباه‭ ‬أصحاب‭ ‬المشروعات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬المملكة؛‭ ‬ليلتقوا‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬عمل‭ ‬واحدة‭.‬

كما‭ ‬رخصت‭ ‬الحكومة‭ ‬لإنشاء‭ ‬بنك‭ ‬الأسرة‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬مثالا‭ ‬على‭ ‬الشراكة‭ ‬بين‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬توفير‭ ‬قروض‭ ‬متناهية‭ ‬الصغر‭ ‬للفئات‭ ‬محدودة‭ ‬الدخل‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ضمانات‭ ‬بنكية‭ ‬لمساعدتها‭ ‬على‭ ‬إقامة‭ ‬مشروعات‭ ‬مدرة‭ ‬للدخل‭.‬

ووفقاً‭ ‬لأحدث‭ ‬إحصاءات‭ ‬بنك‭ ‬الأسرة،‭ ‬فقد‭ ‬حقق‭ ‬البنك‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الثماني‭ ‬الماضية‭ ‬تطورا‭ ‬مشهودا‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬التمويل‭ ‬للمشروعات‭ ‬متناهية‭ ‬الصغر‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬تمويلات‭ ‬مالية‭ ‬وخدمات‭ ‬غير‭ ‬مالية،‭ ‬حيث‭ ‬استطاع‭ ‬البنك‭ ‬زيادة‭ ‬عدد‭ ‬الأسر‭ ‬المستفيدة،‭ ‬وخدمة‭ ‬المشروعات‭ ‬الصغيرة‭ ‬من‭ ‬344‭ ‬أسرة‭ ‬ومشروعا‭ ‬صغيرا‭ ‬في‭ ‬2012‭ ‬إلى‭ ‬4000‭ ‬أسرة‭ ‬ومشروع‭ ‬صغير‭ ‬في‭ ‬2018،‭ ‬أي‭ ‬بنسبة‭ ‬زيادة‭ ‬بلغت‭ ‬1100‭ %‬،‭ ‬وكذلك‭ ‬استطاع‭ ‬البنك‭ ‬أن‭ ‬يزيد‭ ‬حجم‭ ‬التمويلات‭ ‬المالية‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الثماني‭ ‬السابقة،‭ ‬حيث‭ ‬قدرت‭ ‬الزيادة‭ ‬بـ‭ ‬595‭,‬976‭ ‬دينار‭ ‬في‭ ‬2012‭ ‬لترتفع‭ ‬إلى‭ ‬3‭,‬537‭,‬625‭ ‬دينار‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬2018‭ ‬أي‭ ‬بنسبة‭ ‬زيادة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬600‭ %.‬

وتشير‭ ‬الإحصاءات‭ ‬ذاتها‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البنك‭ ‬قد‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الأسر‭ ‬المنتجة‭ ‬والمشروعات‭ ‬الصغيرة‭ ‬بشكلٍ‭ ‬فعال،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬خطط‭ ‬مستقبلية‭ ‬لدعم‭ ‬الأسر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬طرح‭ ‬تمويلات‭ ‬أخرى‭ ‬تتماشى‭ ‬مع‭ ‬مبادئ‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬لتحسين‭ ‬المستوى‭ ‬المعيشي‭ ‬لها‭.‬

بث‭ ‬الخير

ومن‭ ‬منطلق‭ ‬الإصرار‭ ‬على‭ ‬بث‭ ‬روح‭ ‬الخير‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬قاطبة،‭ ‬فإن‭ ‬المشروعات‭ ‬التنموية‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬للمواطنين‭ ‬تظهر‭ ‬دلالات‭ ‬واضحة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬تسير‭ ‬بثبات‭ ‬نحو‭ ‬تعزيز‭ ‬التنمية‭ ‬والمستوى‭ ‬المعيشي‭ ‬للمواطن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مبادرات‭ ‬وبرامج‭ ‬تحقق‭ ‬متطلبات‭ ‬العيش‭ ‬الكريم،‭ ‬خصوصا‭ ‬للأسر‭ ‬المحتاجة‭ ‬والمتعففة‭ ‬والأيتام‭ ‬والأرامل،‭ ‬فجميعهم‭ ‬أبناء‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬المعطاء،‭ ‬الذي‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬جميع‭ ‬السبل‭ ‬المعززة‭ ‬للعيش‭ ‬الرغيد‭ ‬لهم‭ ‬طوال‭ ‬أشهر‭ ‬العام‭ ‬وبالذات‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬الخير‭ ‬والبركة‭ ‬والإيثار‭ ‬والعطاء،‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭.‬