“الأطباء” لوسائل الإعلام: تريثوا قبل النشر في شبهات الخطأ الطبي

| الجفير - جمعية الأطباء

أكدت‭ ‬جمعية‭ ‬الأطباء‭ ‬البحرينية‭ ‬أهمية‭ ‬عدم‭ ‬قيام‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬بنشر‭ ‬أو‭ ‬تضخيم‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬يشتبه‭ ‬فيها‭ ‬بوقوع‭ ‬خطأ‭ ‬طبي‭ ‬قبل‭ ‬صدور‭ ‬التقارير‭ ‬النهائية‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬حدوث‭ ‬الخطأ‭ ‬من‭ ‬عدمه،‭ ‬وحذرت‭ ‬الجمعية‭ ‬من‭ ‬التهويل‭ ‬والإثارة‭ ‬في‭ ‬تغطية‭ ‬تلك‭ ‬الحالات‭ ‬إعلاميا،‭ ‬لما‭ ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬الطبيب‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬والمريض‭ ‬وأهله‭ ‬والمجتمع‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭.‬

وتعليقا‭ ‬على‭ ‬خبر‭ ‬منشور‭ ‬أمس‭ ‬في‭ ‬الصحافة،‭ ‬ذكرت‭ ‬الجمعية‭ ‬أن‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتنظيم‭ ‬المهن‭ ‬والخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬تحقق‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬الحالة‭ ‬المذكورة،‭ ‬وشددت‭ ‬الجمعية‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬استباق‭ ‬الأحداث‭ ‬والقول‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬خطأ‭ ‬طبيا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬قبل‭ ‬صدور‭ ‬النتائج‭ ‬النهائية‭ ‬للتحقيق‭.‬

ونوهت‭ ‬رئيسة‭ ‬الجمعية‭ ‬غادة‭ ‬القاسم‭ ‬بما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬البيان‭ ‬الصحافي‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬الهيئة،‭ ‬الذي‭ ‬تضمن‭ ‬توضيحا‭ ‬عن‭ ‬مباشرة‭ ‬الهيئة‭ ‬التحقيق‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬الطفلة‭ ‬المذكورة،‭ ‬بكل‭ ‬حيادية‭ ‬ونزاهة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬لجان‭ ‬التحقيق‭ ‬في‭ ‬الهيئة،‭ ‬وتأكيد‭ ‬الهيئة‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬كل‭ ‬الإجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬عند‭ ‬انتهاء‭ ‬التحقيق‭.‬

وجددت‭ ‬القاسم‭ ‬دعوتها‭ ‬الإعلام‭ ‬بمختلف‭ ‬وسائله‭ ‬بالبحرين‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬تضخيم‭ ‬مسألة‭ ‬الأخطاء‭ ‬الطبية‭ ‬وتصويرها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬ظاهرة،‭ ‬فيما‭ ‬نرى‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬شكاوى‭ ‬المرضى‭ ‬لا‭ ‬ترقى‭ ‬لأن‭ ‬تكون‭ ‬خطأ‭ ‬طبيًا‭.‬

وقالت‭: ‬“عند‭ ‬أية‭ ‬شبهة‭ ‬خطأ‭ ‬طبي‭ ‬يتم‭ ‬تداول‭ ‬المعلومات‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬وشبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬دون‭ ‬التحقق‭ ‬من‭ ‬مصداقيتها،‭ ‬وفي‭ ‬غضون‭ ‬ساعات‭ ‬يتشكل‭ ‬رأي‭ ‬عام‭ ‬ضاغط‭ ‬على‭ ‬الجميع،‭ ‬ويكون‭ ‬الطبيب‭ ‬المتهم‭ ‬مدانا‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬تمت‭ ‬تبرئته‭ ‬ويطال‭ ‬المنظومة‭ ‬الصحية‭ ‬الرسمية‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدعاوى‭ ‬والاتهامات‭ ‬التي‭ ‬تنال‭ ‬من‭ ‬مصداقيتها‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد‭ ‬ويعاني‭ ‬المريض‭ ‬وأقاربه‭ ‬بسبب‭ ‬التوجس‭ ‬وفقدان‭ ‬الثقة‭ ‬بالأطباء‭ ‬والمنظومة‭ ‬الصحية”‭.‬

وتساءلت‭ ‬القاسم‭ ‬عن‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬التسرع‭ ‬بالنشر‭ ‬والتشهير‭ ‬بالطبيب‭ ‬بالبحريني،‭ ‬وقالت‭ ‬“إذا‭ ‬ثبت‭ ‬حدوث‭ ‬خطأ‭ ‬طبي‭ ‬فإن‭ ‬الطبيب‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يعاقب،‭ ‬ولكن‭ ‬لماذا‭ ‬تستمر‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬بوضع‭ ‬الطبيب‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬في‭ ‬مرمى‭ ‬سهامها؟‭ ‬فالطبيب‭ ‬ابن‭ ‬المجتمع،‭ ‬وفي‭ ‬مجتمع‭ ‬صغير‭ ‬مثل‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬لا‭ ‬يعقل‭ ‬أن‭ ‬يبادر‭ ‬الطبيب‭ ‬إلى‭ ‬الاستسهال‭ ‬في‭ ‬عمله‭ ‬والإساءة‭ ‬إلى‭ ‬شرف‭ ‬مهنته‭ ‬وإلى‭ ‬سمعته‭ ‬وإلى‭ ‬أهله‭ ‬ومجتمعه؟‭!‬”،‭ ‬وقالت‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬يجب‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬إبداء‭ ‬الثقة‭ ‬بقدرات‭ ‬وإمكانيات‭ ‬الطبيب‭ ‬البحريني‭ ‬يشجعه‭ ‬على‭ ‬بذل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬في‭ ‬عمله‭ ‬وتقديم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يمكنه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خدمة‭ ‬المريض‭.‬

وقالت‭ ‬القاسم‭: ‬“الصحافة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تأخذ‭ ‬دورها‭ ‬كشريك‭ ‬وطني‭ ‬فاعل‭ ‬للقطاع‭ ‬الصحي‭ ‬والطبي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بجميع‭ ‬مكوناته،‭ ‬وتدعمه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافه‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬والطبية‭ ‬للجميع‭ ‬وفقا‭ ‬لأفضل‭ ‬المعايير‭ ‬العالمية،‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬تحمل‭ ‬الطبيب‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬الركن‭ ‬الأساسي‭ ‬في‭ ‬المنظومة‭ ‬الصحية‭ ‬فوق‭ ‬طاقته،‭ ‬وتناصبه‭ ‬العداء‭ ‬دائما،‭ ‬وتجعله‭ ‬موضع‭ ‬تشهير‭ ‬واتهام‭ ‬دائمين”‭.‬