طليقته دفعت 9 آلاف من أصل 63 ألف دينار “كاش” وأقساط

إلغاء حكم أثبت ملكية بيت إسكان للزوج

| محرر الشؤون المحلية

قالت‭ ‬المحامية‭ ‬ابتسام‭ ‬الصباغ‭ ‬إن‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬المدنية‭ ‬أصدرت‭ ‬حكمًا‭ ‬بإلغاء‭ ‬ملكية‭ ‬بيت‭ ‬إسكان‭ ‬باسم‭ ‬الزوج‭ ‬فقط‭ ‬عقب‭ ‬طلاقه‭ ‬من‭ ‬زوجته،‭ ‬والتي‭ ‬أثبتت‭ ‬مشاركتها‭ ‬دفع‭ ‬الأقساط‭ ‬الخاصة‭ ‬بالوحدة‭ ‬السكنية‭ ‬مع‭ ‬طليقها،‭ ‬والذي‭ ‬يزعم‭ ‬أنها‭ ‬دفعت‭ ‬300‭ ‬دينار‭ ‬فقط،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أنها‭ ‬دفعت‭ ‬معه‭ ‬مبلغ‭ ‬9000‭ ‬دينار‭ ‬“كاش‭ ‬وأقساط”‭ ‬أثناء‭ ‬فترة‭ ‬زواجهما‭.‬

وذكرت‭ ‬وكيلة‭ ‬السيدة‭ ‬أن‭ ‬وقائع‭ ‬القضية‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬موكلتها‭ -‬المستأنفة‭- ‬كانت‭ ‬تزوجت‭ ‬من‭ ‬المستأنف‭ ‬ضده،‭ ‬وأثناء‭ ‬العلاقة‭ ‬الزوجية‭ ‬بادر‭ ‬بشراء‭ ‬عقار‭ ‬بنظام‭ ‬التمويل‭ ‬الإسكاني‭ ‬عبر‭ ‬الاقتراض،‭ ‬ولأن‭ ‬الاشتراطات‭ ‬التمويلية‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬متوافرة‭ ‬فيه،‭ ‬فقد‭ ‬اشترك‭ ‬مع‭ ‬زوجته‭ ‬آنذاك‭ ‬في‭ ‬طلب‭ ‬التمويل‭ ‬وتم‭ ‬تسجيل‭ ‬العقار‭ ‬مشتركًا‭ ‬بينهما،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬عمد‭ ‬إلى‭ ‬تطليقها‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬بعدما‭ ‬شاركته‭ ‬في‭ ‬السداد‭ ‬ودفعت‭ ‬“كاش”‭ ‬وأقساط‭ ‬البيت‭ ‬بلغ‭ ‬مجموعها‭ ‬9000‭ ‬دينار‭.‬

‭ ‬وتفاجأت‭ ‬موكلتها‭ ‬بطليقها‭ ‬يرفع‭ ‬ضدها‭ ‬دعوى‭ ‬ادعى‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ ‬شراكته‭ ‬مع‭ ‬مطلقته‭ ‬كانت‭ ‬صورية،‭ ‬زاعمًا‭ ‬أنه‭ ‬دفع‭ ‬باقي‭ ‬ثمن‭ ‬العقار،‭ ‬مما‭ ‬يحق‭ ‬له‭ ‬تسجيله‭ ‬باسمه‭ ‬بملكية‭ ‬منفردة،‭ ‬فحكمت‭ ‬له‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬بطلباته‭.‬

‭ ‬وبينت‭ ‬الصباغ‭ ‬أن‭ ‬السيدة‭ ‬طعنت‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬الحكم‭ ‬بالاستئناف،‭ ‬وطلبت‭ ‬قبل‭ ‬الفصل‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬الدعوى‭ ‬بإعادة‭ ‬المأمورية‭ ‬لخبير‭ ‬ليبحث‭ ‬اعتراضات‭ ‬المستأنفة‭ ‬وإحالة‭ ‬الاستئناف‭ ‬للتحقيق‭ ‬لتثبت‭ ‬مساهمتها‭ ‬بالمبلغ‭ ‬المذكور،‭ ‬وبإلغاء‭ ‬الحكم‭ ‬المستأنف‭ ‬والقضاء‭ ‬مجددًا‭ ‬برفض‭ ‬دعوى‭ ‬طليقها،‭ ‬ودفعت‭ ‬بتخلف‭ ‬الصورية‭ ‬في‭ ‬العقد‭ ‬وخلو‭ ‬الدعوى‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬عقد‭ ‬صوري‭.‬

‭ ‬من‭ ‬جهتها،‭ ‬قالت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬في‭ ‬حكمها‭ ‬إن‭ ‬المستأنف‭ ‬ضده‭ ‬لم‭ ‬يقدم‭ ‬الدليل‭ ‬على‭ ‬صورية‭ ‬شراكته‭ ‬مع‭ ‬المستأنفة‭ ‬في‭ ‬ملكية‭ ‬العقار،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬تقديمه‭ ‬من‭ ‬مستندات‭ ‬منها‭ ‬إقرار‭ ‬بالالتزام‭ ‬وعقد‭ ‬رسمي‭ ‬ببيع‭ ‬العقار،‭ ‬وعقد‭ ‬قرض‭ ‬مشمول‭ ‬برهن‭ ‬تأميني‭ ‬وجميعها‭ ‬موثقة‭ ‬لدى‭ ‬مكتب‭ ‬التوثيق‭ ‬تثبت‭ ‬صحة‭ ‬ملكية‭ ‬العقار‭ ‬بين‭ ‬المستأنفة‭ ‬والمستأنف‭ ‬ضده،‭ ‬وأن‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬استندت‭ ‬في‭ ‬حكمها‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬توصلت‭ ‬إليه‭ ‬بأن‭ ‬المستأنف‭ ‬ضده‭ ‬دفع‭ ‬مبلغ‭ ‬63‭ ‬ألفًا‭ ‬و22‭ ‬دينارًا‭ ‬ثمنًا‭ ‬للعقار،‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬دفعته‭ ‬المستأنفة‭ ‬هو‭ ‬فقط‭ ‬309‭ ‬دنانير‭.‬

‭ ‬ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مجرد‭ ‬دفع‭ ‬المستأنف‭ ‬ضده‭ ‬للجزء‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬العقار‭ ‬لا‭ ‬يثبت‭ ‬الصورية،‭ ‬كما‭ ‬لا‭ ‬يعطيه‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬المطالبة‭ ‬محل‭ ‬الدعوى،‭ ‬ويكون‭ ‬حقه‭ ‬منحصرًا‭ ‬في‭ ‬المطالبة‭ ‬بالمبالغ‭ ‬التي‭ ‬دفعها‭ ‬عن‭ ‬المستأنفة‭ ‬بعد‭ ‬إثباتها‭ ‬وليس‭ ‬بشطب‭ ‬ومحو‭ ‬مقدمة‭ ‬العقار‭ ‬وإثبات‭ ‬ملكيته‭ ‬له‭.‬

‭ ‬فلهذه‭ ‬الأسباب‭ ‬حكمت‭ ‬المحكمة‭ ‬بقبول‭ ‬استئناف‭ ‬السيدة‭ ‬شكلاً،‭ ‬وفي‭ ‬الموضوع‭ ‬بإلغاء‭ ‬الحكم‭ ‬المستأنف‭ ‬والقضاء‭ ‬مجددًا‭ ‬برفض‭ ‬دعوى‭ ‬المستأنف‭ ‬ضده‭ ‬وألزمته‭ ‬المصروفات‭ ‬وبمقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة‭.‬