قيادة المركبات في شهر رمضان
| د.علي الصايغ
نشاهد الكثير من الفيديوهات من مختلف دول العالم العربي والإسلامي عن ملاسنات ومشاجرات تقع بين قادة المركبات في الشوارع والطرقات العامة، ويصل بعضها إلى حد العراك بالأيدي، والتسبب بإصابات للأطراف المتنازعة، وإن نظرنا إلى بعض الأسباب التي أدت إلى نشوب هذه المشاجرات والمعارك يتبين لنا أنها أسباب بسيطة، لا ترتقي إلى كونها سبباً مقنعاً أو كبيراً، يمكن أن يؤدي إلى مثل هذه النتائج الوخيمة، والمظاهر المخجلة حقيقة، التي لا تمثل أي عربي أو مسلم، خصوصا ونحن في شهر الله، الشهر الذي يتعاظم به الأجر، وتعم به الرحمات، وينعم سبحانه على خلقه من واسع فضله ونعمه ورضوانه.
فأيا يكون السبب، لن يكون مدعاة لنشوب شجار أو عراك، كما أن التسامح وكظم الغيظ والعفو من سمات الدين الإسلامي، الذي أورثنا إياها، وتأصلت في شخصياتنا حتى غدت من سماتنا الأساسية، لا تنفك عن كونها جزءاً لا يتجزأ من هويتنا الإسلامية الشخصية، هذا إلى جانب كوننا في اختبار دائم، وفي شهر رمضان على وجه التحديد، وبالتالي فنحن أمام تمحيص رباني يقيم طريقة استفادتنا، وتعاملنا، وتعاطينا مع الشهر الفضيل، وهي فرصة عظيمة لإبراز أخلاقنا الإسلامية؛ إبراز السخاء في التسامح، وكظم الغيظ، والإحسان إلى الآخرين، وإبداء الحسنة، لا السيئة، والتقيد بتعاليمنا الإسلامية، وصفاتنا المنعوتة على مر الزمن.
ومن المعروف أن الصيام ليس صيام الأكل والشرب فقط، إنما هو صيام عن كل التصرفات والأعمال التي قد تسيء إلى الغير، ولا تمثل أخلاقنا الإسلامية المتعارف عليها، وإن شهر رمضان فرصة عظيمة لنا جميعاً حتى نبرز الجوانب الإيجابية فينا، ونمتنع عن أية تصرفات سلبية قد تسيء لشخصنا وغيرنا، وبالتالي فإن الالتزام بآداب الطريق جزء أصيل من التزامنا الدائم كمسلمين.