حققن إنجازات مشرفة رغم المصاعب

فارسات بحرينيات يرفعن راية الوطن

ركوب‭ ‬الخيل‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬له‭ ‬تاريخ‭ ‬عريق‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬العصور،‭ ‬فما‭ ‬هو‭ ‬مُتعارف‭ ‬عليه‭ ‬أنها‭ ‬رياضة‭ ‬الآباء‭ ‬والأجداد‭. ‬النساء‭ ‬اليوم‭ ‬دخلن‭ ‬مجال‭ ‬الفروسية‭ ‬بشكل‭ ‬قوي‭ ‬وأصبحن‭ ‬ينافسن‭ ‬الفارسين،‭ ‬بل‭ ‬يحققن‭ ‬إنجازات‭ ‬ومناصب‭ ‬مُشرفة‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬التحقيق‭ ‬سنعرض‭ ‬أبرز‭ ‬الفارسات‭ ‬الناجحات،‭ ‬ونسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أهم‭ ‬المصاعب‭ ‬ونظرة‭ ‬المجتمع‭ ‬لهن‭.‬

‭ ‬نطاق‭ ‬عالمي

منال‭ ‬فخراوي‭ ‬أول‭ ‬وأصغر‭ ‬فارسة‭ ‬بحرينية‭ ‬بدأت‭ ‬أولى‭ ‬سباقاتها‭ ‬بمشاركتها‭ ‬بأول‭ ‬سباق‭ ‬قدرة‭ ‬يُقام‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬العام‭ ‬1999،‭ ‬حيث‭ ‬ترشَحت‭ ‬بعد‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السباق‭ ‬لدخول‭ ‬الفريق‭ ‬الأميري‭ ‬عند‭ ‬تأسيسه‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬اليوم‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬الفريق‭ ‬الملكي‭. ‬وتقول‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬سنوات‭ ‬عديدة‭ ‬بالمراكز‭ ‬الأولى،‭ ‬وأول‭ ‬مشاركة‭ ‬عالمية‭ ‬لي‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬العالم‭ ‬للناشئين‭ ‬في‭ ‬إيطاليا‭ ‬2013‭. ‬واليوم‭ ‬أمتلك‭ ‬أنا‭ ‬وأخي‭ ‬إسطبلا‭ ‬خاصا،‭ ‬حيث‭ ‬يتدرب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفرسان‭ ‬والفارسات‭ ‬فيه‭. ‬

أما‭ ‬دانة‭ ‬الدوسري‭: ‬بداياتي‭ ‬في‭ ‬ركوب‭ ‬الخيل‭ ‬هي‭ ‬حب‭ ‬وتعلق‭ ‬ووراثة‭ ‬ثم‭ ‬إنجازات‭ ‬أفتخر‭ ‬ويفتخر‭ ‬بها‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬حولي‭. ‬لتتحول‭ ‬الهواية‭ ‬إلى‭ ‬تحديات‭ ‬ومنافسات‭ ‬كثيرة‭ ‬حققت‭ ‬إنجازات‭ ‬ومراكز‭ ‬أولى‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المسابقات‭. ‬كانت‭ ‬أول‭ ‬مشاركة‭ ‬لدانة‭ ‬خارج‭ ‬البحرين‭ ‬العام‭ ‬‮٢٠١٣‬‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬وإيطاليا‭ ‬في‭ ‬كأس‭ ‬الشيخة‭ ‬فاطمة‭ ‬بنت‭ ‬مبارك‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬للنساء‭ ‬نالت‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬المركز‭ ‬الرابع،‭ ‬وتمكنت‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬لقب‭ ‬أول‭ ‬فارسة‭ ‬عربية‭ ‬حاصله‭ ‬على‭ ‬النخبة،‭ ‬ومنظمة‭ ‬في‭ ‬الفريق‭ ‬الملكي‭ ‬للفروسية‭.‬

‭ ‬نطاق‭ ‬خليجي

تقول‭ ‬دانة‭ ‬السعيد‭: ‬بدأ‭ ‬معي‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالخيل‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭ ‬وزاد‭ ‬شغفي‭ ‬كلما‭ ‬كبرت،‭ ‬حيثُ‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬مجرد‭ ‬هواية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تطور‭ ‬وصار‭ ‬رغبةً‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬السباقات‭ ‬والمنافسة‭ ‬بها‭. ‬حصلت‭ ‬السعيد‭ ‬على‭ ‬المركز‭ ‬الثالث‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬العام‭ ‬2016،‭ ‬والمركز‭ ‬الرابع‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬الفتيات‭ ‬بدولة‭ ‬الكويت‭ ‬العام‭ ‬2018،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬الشيخة‭ ‬فاطمة‭ ‬بنت‭ ‬مبارك‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العام‭ ‬2019‭.‬

أما‭ ‬الفارسة‭ ‬فاطمة‭ ‬البستكي،‭ ‬فشاركت‭ ‬في‭ ‬سباقات‭ ‬البحرين‭ ‬لتكملة‭ ‬التأهيليات‭ ‬المطلوبه‭ ‬،‭ ‬وشاركت‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬كأس‭ ‬الملك‭ ‬مسافة‭ ‬‮١٢٠‬‭ ‬كيلومترا،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬كانت‭ ‬لها‭ ‬مشاركتان‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭. ‬وتقول‭: ‬أطمح‭ ‬للاستمرار‭ ‬بالمشاركة‭ ‬في‭ ‬السباقات‭ ‬الفروسية‭ ‬وعدم‭ ‬التوقف‭.‬

نطاق‭ ‬محلي

تقول‭ ‬مريم‭ ‬القطامي‭ ‬إن‭ ‬حب‭ ‬الخيل‭ ‬كان‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬ولكن‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬سبب‭ ‬عائقا‭ ‬أمامها‭ ‬هو‭ ‬قلة‭ ‬وجود‭ ‬الفارسات‭ ‬في‭ ‬اسطبلات‭ ‬التدريب،‭ ‬وبحكم‭ ‬كونها‭ ‬أم‭ ‬لخمسة‭ ‬أطفال‭ ‬كانوا‭ ‬بعمر‭ ‬صغير‭ ‬زاد‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬صعوبة‭ ‬الأمر‭. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬السنين‭ ‬وجدت‭ ‬الفرصة‭ ‬بالبدء‭ ‬وتمسكت‭ ‬بها‭. ‬وأشارت‭ ‬القطامي‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬تطمح‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬سباقات‭ ‬القدرة‭ ‬والترساج‭.‬

إلى‭ ‬رحاب‭ ‬عيسى‭ ‬الهاوية‭ ‬لركوب‭ ‬الخيل‭ ‬أيضا،‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬تنتمي‭ ‬لعائلة‭ ‬تضم‭ ‬محترفين‭ ‬في‭ ‬ركوب‭ ‬الخيل‭ ‬والتحكيم،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬العرف‭ ‬السائد‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬منعها‭ ‬من‭ ‬التعمق‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الهواية،‭ ‬وكانت‭ ‬فقط‭ ‬تتابع‭ ‬الفرسان‭ ‬برفقة‭ ‬عائلتها‭ ‬وركوب‭ ‬الخيل‭ ‬بشكل‭ ‬محدود‭. ‬وتقول‭ ‬إنها‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬التدرب‭ ‬على‭ ‬ركوب‭ ‬الخيل‭ ‬عندما‭ ‬ارتبطت‭ ‬بزوجها‭ ‬الذي‭ ‬يُعتبر‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬المُدربين‭ ‬الدوليين،‭ ‬حيث‭ ‬شجعها‭ ‬على‭ ‬الاستمرار‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬مدربة‭ ‬للفتيات،‭ ‬واليوم‭ ‬هي‭ ‬رئيسة‭ ‬الفريق‭ ‬النسائي‭ ‬الخيري‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬محرق‭ ‬للفروسية‭. ‬

فرص‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين

تؤكد‭ ‬القطامي‭ ‬أن‭ ‬فرص‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬ركوب‭ ‬الخيل‭ ‬بالمملكة‭ ‬متاحة‭ ‬للجنسين‭ ‬بالمستوى‭ ‬نفسه،‭ ‬وأضافت‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬ينقصنا‭ ‬هو‭ ‬وجود‭ ‬إسطبلات‭ ‬خاصة‭ ‬للسيدات‭ ‬بوجود‭ ‬مدربات‭ ‬محترفات‭. ‬توافقها‭ ‬دانة‭ ‬السعيد‭: ‬فرص‭ ‬النساء‭ ‬لا‭ ‬تعتبر‭ ‬محدودة،‭ ‬وهي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬رغبة‭ ‬الفتاة‭ ‬وشغفها‭ ‬بالوصول‭ ‬إلى‭ ‬المعايير‭ ‬المطلوبة‭ ‬للمنافسة‭ ‬كفارسة‭. ‬أما‭ ‬فاطمة‭ ‬البستكي‭: ‬فرص‭ ‬الفتيات‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬محدودة‭ ‬وذلك‭ ‬لوجود‭ ‬سباق‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭ ‬للفتيات،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬يستطيعون‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬السباقات‭ ‬العادية‭ ‬كالمواسم‭.‬

المجتمع‭ ‬ونظرته‭ ‬للفارسة

ترى‭ ‬رحاب‭ ‬بأن‭ ‬المجتمع‭ ‬اليوم‭ ‬تغيّر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬وأصبح‭ ‬يتقبل‭ ‬فكرة‭ ‬وجود‭ ‬المدربات‭ ‬والفارسات‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬وقد‭ ‬شاهدت‭ ‬الإقبال‭ ‬المتزايد‭ ‬من‭ ‬الفتيات‭ ‬برغبتهم‭ ‬للتدرب‭ ‬على‭ ‬ركوب‭ ‬الخيل‭ ‬والوصول‭ ‬للاحترافية‭. ‬لتعارضها‭ ‬فخراوي‭: ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الأهالي‭ ‬إلى‭ ‬اليوم‭ ‬لديهم‭ ‬تخوف‭ ‬من‭ ‬فكرة‭ ‬ركوب‭ ‬الفتاة‭ ‬للخيل،‭ ‬ولكن‭ ‬البعض‭ ‬منهم‭ ‬تصححت‭ ‬لديهم‭ ‬هذه‭ ‬المعلومات‭ ‬الخاطئه‭ ‬ولا‭ ‬يمانعون‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭.‬

أبرز‭ ‬المصاعب

تشير‭ ‬منال‭ ‬فخراوي‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬المصاعب‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الفروسية‭ ‬اليوم‭ ‬هي‭ ‬قلة‭ ‬التشجيع‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬بعض‭ ‬الأهالي‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬الدعم‭ ‬المادي‭. ‬وتضيف‭ ‬مريم‭: ‬عامل‭ ‬الوقت‭ ‬وتنظيمه‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬الصعوبات‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬المواسم‭. ‬تؤكد‭ ‬الدوسري‭: ‬المصاعب‭ ‬توجد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات،‭ ‬ولكن‭ ‬يمكن‭ ‬تجاوزها‭ ‬بفعل‭ ‬اللازم‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬المشكلات‭ ‬داخل‭ ‬المجال‭ ‬وخارجه‭.‬

مدى‭ ‬اهتمام‭ ‬البحرين‭ ‬بالفارسات

أوضحت‭ ‬السعيد‭ ‬أن‭ ‬الاهتمام‭ ‬متواجد‭ ‬للجنسين،‭ ‬ويتم‭ ‬الدعم‭ ‬من‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬والشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭. ‬وتقول‭ ‬الدوسري‭ ‬تهتم‭ ‬البحرين‭ ‬بالنساء‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مجالات‭ ‬الرياضة‭ ‬الموجودة،‭ ‬ولكن‭ ‬رياضة‭ ‬ركوب‭ ‬الخيل‭ ‬صعبة‭ ‬ليس‭ ‬الجميع‭ ‬يمكن‭ ‬التمكن‭ ‬منها‭.‬

وفي‭ ‬الختام،‭ ‬أبدت‭ ‬دانة‭ ‬الدوسري‭ ‬كلمتها‭ ‬لجميع‭ ‬الفتيات‭ ‬اللاتي‭ ‬يرغبن‭ ‬للدخول‭ ‬بهذا‭ ‬المجال‭: ‬لكل‭ ‬بداية‭ ‬صعوبات‭ ‬يمكن‭ ‬تجاوزها‭ ‬بالاستمرار‭ ‬وتحدي‭ ‬المستحيل‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬الهدف،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬قد‭ ‬وصى‭ ‬بها‭ ‬الرسول‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭: ‬علمو‭ ‬أولادكم‭ ‬السباحة‭ ‬والرماية‭ ‬وركوب‭ ‬الخيل‭. ‬تضيف‭ ‬مريم‭: ‬لا‭ ‬تترددوا‭ ‬في‭ ‬دخول‭ ‬مجال‭ ‬الفروسية،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬تخطوا‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬إلا‭ ‬بأخذ‭ ‬موافقة‭ ‬أهاليكم‭. ‬وانتهت‭ ‬منال‭: ‬الطريق‭ ‬لعالم‭ ‬الفروسية‭ ‬أصبح‭ ‬سهلا‭ ‬وبسيطا‭ ‬مقارنة‭ ‬بالسابق،‭ ‬ولا‭ ‬تترددوا‭ ‬في‭ ‬السؤال‭ ‬والاستفسار‭ ‬وطلب‭ ‬المساعدة‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬مني‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬زميلاتي‭ ‬الأخريات‭.‬

 

كتبت‭: ‬رفيدة‭ ‬عبدالمحسن‭ ‬آل‭ ‬محمود

طالبة‭ ‬إعلام‭ ‬بجامعة‭ ‬البحرين