جولة “البلاد” الرمضانية: أمهاتنا.. زوجاتنا.. أخواتنا.. بناتنا.. يتحملن العبء الأكبر

كلمة سحرية تطفىء نار المطابخ.. “تسلم إيدك يا الأجودية”

| سعيد محمد

ها‭ ‬نحن‭ ‬نقترب‭ ‬شيئًا‭ ‬فشيئًا‭ ‬من‭ ‬وداع‭ ‬شهر‭ ‬الله‭ ‬المبارك‭.. ‬العشر‭ ‬الأواخر‭ ‬أقبلت‭ ‬بكل‭ ‬نسماتها‭ ‬الروحانية‭ ‬الربانية‭ ‬العظيمة‭.. ‬ومعها‭ ‬أقبلت‭ ‬القلوب‭ ‬للدعوات‭ ‬بالعود‭ ‬سالمين‭ ‬غانمين‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬المقبل‭ ‬سائلين‭ ‬المولى‭ ‬العلي‭ ‬القدير‭ ‬أن‭ ‬يبلغنا‭ ‬جميعًا‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عام‭.. ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬لحظات‭ ‬هذه‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭ ‬العظيمة‭ ‬المباركة‭.. ‬هناك‭ ‬وجوه‭ ‬تضيء‭ ‬بالحب‭ ‬والخير‭ ‬والبهاء‭.. ‬وأيدٍ‭ ‬تغمرنا‭ ‬بالبركات‭.. ‬وأرواح‭ ‬تعيش‭ ‬فينا‭.. ‬هن‭: ‬أمهاتنا‭.. ‬زوجاتنا‭.. ‬أخواتنا‭.. ‬بناتنا‭.. ‬هن‭ ‬اللواتي‭ ‬يتحملن‭ ‬العبء‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬المنزل‭ ‬إلى‭ ‬تحضير‭ ‬طعام‭ ‬الإفطار‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المطابخ‭ ‬بحرارتها‭ ‬وحلاوتها‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد‭.. ‬حرارة‭ ‬الأفران‭ ‬وحلاوة‭ ‬الشعور‭ ‬بفرحة‭ ‬الأسرة‭ ‬أثناء‭ ‬الإفطار‭.‬

حسنًا‭.. ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل،‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نغمرهن‭ ‬أيضًا‭ ‬بالمشاعر‭ ‬والكلمات‭ ‬الطيبة‭ ‬والهدايا‭ ‬إن‭ ‬أمكن‭.. ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬العيد،‭ ‬مرآتكم؟‭ ‬جولة‭ ‬“البلاد”‭ ‬الرمضانية‭ ‬بحثت‭ ‬عن‭ ‬الكلمة‭ ‬السحرية‭ ‬التي‭ ‬تفرح‭ ‬النسوة،‭ ‬وتطفيء‭ ‬نار‭ ‬المطابخ‭ ‬وحر‭ ‬العمل،‭ ‬فما‭ ‬هي‭ ‬يا‭ ‬ترى؟

ما‭ ‬لينه‭ ‬إلا‭ ‬لصراخ؟

الوالدة‭ ‬“خديجة”‭ ‬كانت‭ ‬سعيدة‭ ‬بالتحدث‭ ‬مع‭ ‬“البلاد”‭ ‬لكن‭ ‬بلا‭ ‬صوت‭ ‬ولا‭ ‬صورة‭! ‬فهي‭ ‬تقول‭ ‬أنها‭ ‬“مو‭ ‬مال‭ ‬جرايد‭! ‬ونحن‭ ‬نقول‭ ‬لها‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬“البلاد”‭ ‬وكل‭ ‬صحف‭ ‬البلد‭ ‬هي‭ ‬منكم‭ ‬وإليكم‭ ‬جميعًا‭.. ‬تبتسم‭ ‬لتختصر‭ ‬الإجابة‭ :‬”ويش‭ ‬يا‭ ‬ولدي‭ ‬الكلمة‭ ‬التي‭ ‬تفرحنا‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬الله؟‭ ‬كل‭ ‬شي‭ ‬طيب‭ ‬وكل‭ ‬كلمة‭ ‬زينة‭ ‬تفرحنا؟‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬لينه‭ ‬إلا‭ ‬لصراخ‭ ‬والهواش‭ ‬خاصة‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬أبونا‭ (‬كناية‭ ‬عن‭ ‬رب‭ ‬البيت‭) ‬ما‭ ‬يرتاح‭ ‬إلى‭ ‬إذا‭ ‬شاف‭ ‬“سفرة‭ ‬شطولها”‭... ‬تضحك‭.. ‬ومع‭ ‬هذا‭ ‬فهي‭ ‬تقول‭ ‬ما‭ ‬يجول‭ ‬بخاطرها‭ :‬”يا‭ ‬ولدي‭.. ‬سعادة‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬بالدعاء‭ ‬والصلاة‭ ‬وقراءة‭ ‬القرآن‭ ‬لينزل‭ ‬الخير‭ ‬على‭ ‬الجميع،‭ ‬أما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالنساء،‭ ‬فأبسط‭ ‬كلمة‭.. ‬“رحم‭ ‬الله‭ ‬والديش‭ ‬تكفي”‭.‬

أجمل‭ ‬وأرقى‭ ‬المفردات

وكما‭ ‬هي‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأمهات،‭ ‬تقول‭ ‬فاطمة‭ ‬“أم‭ ‬آمنة”‭ ‬وهي‭ ‬“حناية‭ ‬محترفة‭ ‬وفنانة”‭ ‬أن‭ ‬شهر‭ ‬الله‭ ‬يعلمنا‭ ‬أعظم‭ ‬الدروس‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬ومن‭ ‬أصدق‭ ‬ما‭ ‬يلزمنا‭ ‬تعلمه‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬ذوي‭ ‬خلق‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬خلق‭ ‬القرآن‭ ‬وقدوتنا‭ ‬النبي‭ ‬محمد‭ ‬“ص”،‭ ‬وبالفعل،‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬المتعلق‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الجهد‭ ‬التي‭ ‬تبذله‭ ‬النساء‭.. ‬صغار‭ ‬وكبار‭.. ‬متزوجات‭ ‬وربات‭ ‬بيوت‭ ‬وغير‭ ‬متزوجات‭.. ‬ونتحدث‭ ‬هنا‭ ‬عن‭ ‬اللواتي‭ ‬يعملن‭ ‬بصدق‭ ‬ويبذلن‭ ‬جهدًا‭ ‬للمساعدة‭ ‬وإعداد‭ ‬الإفطار‭ ‬وإنجاز‭ ‬أعمال‭ ‬المنزل‭.. ‬لنقول‭ ‬إن‭ ‬أجمل‭ ‬وأرقى‭ ‬المعاني‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تريح‭ ‬من‭ ‬العناء‭ :‬”رحم‭ ‬الله‭ ‬والديكم‭.. ‬سلمت‭ ‬إيدكم‭.. ‬أبدعتم‭.. ‬جزاكم‭ ‬الله‭ ‬خير‭ ‬الجزاء”‭ ‬حتى‭ ‬العيال‭ ‬يتعلمون‭ ‬أيضًا‭ ‬هذه‭ ‬العبارات‭ ‬الراقية‭.‬

“ينافخون‭ ‬نوم‭.. ‬ويهاوشون”‭!‬

ينافخون‭ ‬نوم‭.. ‬خاصة‭ ‬أولادنا‭ ‬“العاطلين‭ ‬بليه‭ ‬شغل”‭.. ‬ما‭ ‬ينامون‭ ‬إلا‭ ‬الصبح‭ ‬الساعة‭ ‬سبع‭ ‬ثمان‭.. ‬سهر‭ ‬من‭ ‬عقب‭ ‬السحور‭ ‬والصلاة‭ ‬مع‭ ‬ربعهم‭ ‬ولين‭ ‬طلعت‭ ‬الشمس‭ ‬ناموا‭.. ‬ووقت‭ ‬الفطور‭ ‬قاموا‭ ‬ما‭ ‬شاء‭ ‬الله‭ ‬عليهم‭.. ‬وتعال‭ ‬عاد‭ ‬لين‭ ‬السفرة‭ ‬ناقصة‭ ‬طبق‭ ‬يحبونه‭.. ‬شوف‭ ‬الهواش‭ ‬والصراخ‭.. ‬انزين‭ ‬انته‭ ‬نايم‭ ‬طول‭ ‬النهار‭ ‬واعصابك‭ ‬مرتاحة‭ ‬حقويش‭ ‬بعد‭ ‬يا‭ ‬أولادي‭ ‬هالصراخ‭... ‬لا،‭ ‬وتعال‭ ‬شوف‭ ‬المتزوجين‭ ‬من‭ ‬أولادنا،‭ ‬بعض‭ ‬نسوانهم‭ ‬مثلهم‭ ‬نافخينها‭ ‬نومة‭ ‬ووقت‭ ‬المغرب‭ ‬قعدت‭ ‬الحجية‭ ‬يزعم‭ ‬جاهزة‭ ‬للمساعدة‭.‬‭. ‬طبعًا‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النسوة‭ ‬قالوا‭ ‬ذلك‭ ‬وهم‭ ‬“شايلين‭ ‬عليه‭.. ‬ما‭ ‬أعرفهم‭ ‬ولا‭ ‬يعرفوني”‭.‬

عمل‭ ‬مضاعف‭ ‬خلال‭ ‬رمضان

وتتفق‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬عبير‭ ‬“أم‭ ‬مشاري”‭ ‬وزهر‭ ‬“أم‭ ‬أبرار”‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬الكلام‭ ‬الجميل‭ ‬والمعاملة‭ ‬الحسنة،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬أم‭ ‬في‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬الشهور‭.. ‬طيلة‭ ‬السنة،‭ ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الواحد‭ ‬وكل‭ ‬لحظة‭ ‬وكل‭ ‬لقاء‭ ‬مع‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬الأهل‭ ‬والأقارب‭ ‬والأصدقاء‭ ‬بل‭ ‬ومع‭ ‬عامة‭ ‬الناس‭ ‬أيضًا‭ ‬فالكلمة‭ ‬الطيبة‭ ‬صدقة‭ ‬وتفتح‭ ‬أبواب‭ ‬الرزق‭ ‬والخير‭ ‬فما‭ ‬بالك‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تبذله‭ ‬الأمهات‭ ‬والبنات‭ ‬في‭ ‬البيوت‭ ‬يكون‭ ‬مضاعفًا‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬خصوصًا‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬العصر‭ ‬حتى‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬السحور،‭ ‬وهذا‭ ‬الجهد‭ ‬كله‭ ‬سعادة‭ ‬للأمهات‭ ‬والزوجات‭ ‬والبنات،‭ ‬وكلما‭ ‬شعر‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة‭ ‬بالسعادة‭ ‬كلما‭ ‬كانت‭ ‬سعادة‭ ‬النساء‭ ‬والفتيات‭ ‬بما‭ ‬قاموا‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬عمل‭.‬