“الأعلى الإسلامي” يندد بالأعمال الإرهابية والتخريبية بالسعودية والإمارات

مواجهة التهديدات داخليًّا وخارجيًّا تستدعي وحدة الموقف والكلمة

| الجفير - المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية

رفع‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬أسمى‭ ‬آيات‭ ‬التهاني‭ ‬والتبريكات‭ ‬إلى‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ورئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وإلى‭ ‬حكومة‭ ‬وشعب‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬والأمتين‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬بمناسبة‭ ‬العشر‭ ‬الأواخر‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك،‭ ‬داعيًا‭ ‬إلى‭ ‬اغتنام‭ ‬هذه‭ ‬الليالي‭ ‬الفضيلة‭ ‬في‭ ‬التقرب‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬البر‭ ‬والإحسان،‭ ‬وتعزيز‭ ‬مشاعر‭ ‬الألفة‭ ‬والمحبة‭ ‬بين‭ ‬الجميع،‭ ‬وإشاعة‭ ‬الخير‭ ‬ونشر‭ ‬السلام،‭ ‬سائلاً‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬أن‭ ‬يجعلها‭ ‬أيام‭ ‬خير‭ ‬وبركة‭ ‬وأمن‭ ‬وأمان‭ ‬تعم‭ ‬جميع‭ ‬المسلمين‭ ‬والعالم،‭ ‬ويعيدها‭ ‬على‭ ‬بلادنا‭ ‬وأمتنا‭ ‬باليمن‭ ‬والبركات‭. ‬

وفي‭ ‬جلسته‭ ‬الاعتيادية‭ ‬التي‭ ‬انعقدت‭ ‬صباح‭ ‬أمس‭ ‬برئاسة‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬أشاد‭ ‬المجلس‭ ‬بالمضامين‭ ‬العالية‭ ‬التي‭ ‬تضمنتها‭ ‬توجيهات‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬لدى‭ ‬ترؤس‭ ‬جلالته‭ ‬الاجتماع‭ ‬المشترك‭ ‬لمجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬والمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للدفاع،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬التوجيهات‭ ‬السامية‭ ‬تعكس‭ ‬الرؤية‭ ‬الحكيمة‭ ‬لجلالته‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالشأن‭ ‬المحلي‭ ‬والإقليمي‭ ‬والدولي‭. ‬مثمنًا‭ ‬حرص‭ ‬جلالته‭ ‬على‭ ‬التزام‭ ‬الجميع‭ ‬بالثوابت‭ ‬والمواقف‭ ‬الوطنية،‭ ‬وبنبذ‭ ‬استغلال‭ ‬المنابر‭ ‬الدينية‭ ‬للتطرف‭ ‬والتعاطف‭ ‬مع‭ ‬الأعمال‭ ‬الإرهابية‭ ‬وبث‭ ‬الفرقة‭ ‬والفتنة‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬الواحد،‭ ‬وتأكيد‭ ‬جلالته‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬الصف‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬الواحد‭ ‬وطمأنته‭ ‬الجميع‭ ‬بأن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ستواجه‭ ‬بحزم‭ ‬أي‭ ‬محاولة‭ ‬لإثارة‭ ‬الفتنة‭ ‬أو‭ ‬شق‭ ‬الصف‭ ‬أو‭ ‬الخروج‭ ‬عن‭ ‬الثوابت‭ ‬الوطنية‭.  ‬كما‭ ‬أبدى‭ ‬المجلس‭ ‬تأييده‭ ‬التام‭ ‬لما‭ ‬تضمنته‭ ‬الكلمة‭ ‬السامية‭ ‬لصاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬لدى‭ ‬استقبال‭ ‬جلالته‭ ‬أمس‭ ‬الأول‭ ‬المهنئين‭ ‬من‭ ‬أهالي‭ ‬محافظات‭ ‬المملكة‭ ‬بمناسبة‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك،‭ ‬وتأكيد‭ ‬جلالته‭ ‬أن‭ ‬نسيجنا‭ ‬الوطني‭ ‬الحي‭ ‬هو‭ ‬خط‭ ‬دفاعنا‭ ‬الأول‭ ‬لتماسك‭ ‬جبهتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬لصد‭ ‬أشكال‭ ‬العنف‭ ‬والتطرف‭ ‬كافة،‭ ‬وإحباط‭ ‬أي‭ ‬محاولات‭ ‬لإثارة‭ ‬فتن‭ ‬شق‭ ‬الصف،‭ ‬بالابتعاد‭ ‬عن‭ ‬سوء‭ ‬استخدام‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تستخدم‭ ‬لما‭ ‬فيه‭ ‬خير‭ ‬البلاد‭ ‬وشعبها،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬معول‭ ‬إصلاح‭ ‬لا‭ ‬هدم،‭ ‬بناءً‭ ‬وتعزيزًا‭ ‬لمسيرة‭ ‬البناء‭ ‬الوطني‭ ‬لأهل‭ ‬البحرين‭ ‬برعاية‭ ‬الثوابت‭ ‬الوطنية‭ ‬وتأصيل‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬والتحلي‭ ‬بالمسئولية‭ ‬أمام‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يمس‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭. ‬

وأكد‭ ‬المجلس‭ ‬أن‭ ‬مواجهة‭ ‬التهديدات،‭ ‬داخليًّا‭ ‬وخارجيًّا،‭ ‬تستدعي‭ ‬وحدة‭ ‬الموقف‭ ‬والكلمة‭ ‬بما‭ ‬يحفظ‭ ‬البلاد‭ ‬ويصونها‭ ‬ويكرس‭ ‬فيها‭ ‬القيم‭ ‬الجامعة‭ ‬الأصيلة‭ ‬والثوابت‭ ‬الوطنية‭ ‬التاريخية،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬على‭ ‬الدور‭ ‬المهم‭ ‬والحساس‭ ‬للمنابر‭ ‬الدينية‭ ‬التي‭ ‬جُعلت‭ ‬لتكون‭ ‬داعية‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬وإلى‭ ‬الدين‭ ‬الحنيف‭ ‬وقيمه‭ ‬ومقاصده‭ ‬ومبادئه‭ ‬التي‭ ‬تشيع‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬النفوس‭ ‬والمجتمعات‭. ‬

إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬هنأ‭ ‬المجلس‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بمناسبة‭ ‬تكريم‭ ‬سموه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬كقائد‭ ‬عالمي‭ ‬له‭ ‬إسهامات‭ ‬عظيمة‭ ‬ورؤى‭ ‬وأفكار‭ ‬ومبادرات‭ ‬حققت‭ ‬نجاحات‭ ‬وإنجازات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الصحة،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التكريم‭ ‬المستحق‭ ‬لسموه‭ ‬هو‭ ‬تكريم‭ ‬للبحرين،‭ ‬وتقدير‭ ‬عالمي‭ ‬لما‭ ‬حققته‭ ‬من‭ ‬نجاحات‭ ‬لافتة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭.‬

وفي‭ ‬موضوع‭ ‬منفصل،‭ ‬رحب‭ ‬المجلس‭ ‬بدعوة‭ ‬عاهل‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود‭ ‬لعقد‭ ‬قمتين‭ ‬طارئتين‭ ‬لقادة‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬وقادة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬تزامنًا‭ ‬مع‭ ‬القمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬العادية‭ ‬لمنظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة‭ ‬للبحث‭ ‬الجماعي‭ ‬المشترك‭ ‬حول‭ ‬المستجدات‭ ‬والتحديات‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬موقف‭ ‬موحد‭ ‬يضمن‭ ‬لدول‭ ‬المنطقة‭ ‬وشعوبها‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والنماء،‭ ‬ويسهم‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين‭.‬

كما‭ ‬أدان‭ ‬المجلس‭ ‬الاعتداء‭ ‬الصاروخي‭ ‬الآثم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المليشيات‭ ‬الانقلابية‭ ‬في‭ ‬الجمهورية‭ ‬اليمنية‭ ‬تجاه‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة‭ ‬ومدينة‭ ‬جدة،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬العدائي‭ ‬الآثم‭ ‬ضد‭ ‬أقدس‭ ‬البقاع‭ ‬وأشرفها‭ ‬يعد‭ ‬تجاوزًا‭ ‬خطيرًا‭ ‬وانتهاكًا‭ ‬صارخًا‭ ‬لحرمة‭ ‬المكان‭ ‬المقدس‭ ‬والشهر‭ ‬الكريم،‭ ‬واستفزازًا‭ ‬لمشاعر‭ ‬المسلمين‭ ‬كافة،‭ ‬ويكشف‭ ‬عن‭ ‬انسلاخ‭ ‬مرتكبيه‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬القيم‭ ‬الدينية‭ ‬والأخلاقية‭ ‬والإنسانية‭. ‬

وندد‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬بالأعمال‭ ‬الإرهابية‭ ‬والتخريبية‭ ‬التي‭ ‬استهدفت‭ ‬محطات‭ ‬ضخ‭ ‬النفط‭ ‬بالسعودية‭ ‬وعددًا‭ ‬من‭ ‬السفن‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬الإقليمية‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات،‭ ‬كما‭ ‬استنكر‭ ‬بشدة‭ ‬جميع‭ ‬الأعمال‭ ‬والتفجيرات‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لها‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬العواصم‭ ‬والمدن‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬ضرورة‭ ‬الموقف‭ ‬الدولي‭ ‬الموحد‭ ‬والمسئول‭ ‬لمواجهة‭ ‬أخطار‭ ‬الاعتداءات‭ ‬الإرهابية‭ ‬بكل‭ ‬حزم‭ ‬وقوة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬

بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬انتقل‭ ‬المجلس‭ ‬إلى‭ ‬بحث‭ ‬الموضوعات‭ ‬المدرجة‭ ‬على‭ ‬جدول‭ ‬أعماله،‭ ‬وأخذ‭ ‬علمًا‭ ‬بالتوجيه‭ ‬السامي‭ ‬من‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬بإقامة‭ ‬حفل‭ ‬خاص‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬إحياء‭ ‬ليلة‭ ‬القدر‭ ‬المباركة‭ ‬يُكرَّم‭ ‬فيه‭ ‬71‭ ‬من‭ ‬قراء‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الذين‭ ‬تشرفوا‭ ‬بتمثيل‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬المسابقات‭ ‬الدولية‭ ‬للقرآن‭ ‬الكريم‭ ‬في‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لصاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك،‭ ‬وحققوا‭ ‬فيها‭ ‬مراكز‭ ‬متقدمة،‭ ‬وذلك‭ ‬تقديرًا‭ ‬وتشجيعًا‭ ‬ودعمًا‭ ‬من‭ ‬جلالته‭ ‬لقراء‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬وتتويجًا‭ ‬للنشاط‭ ‬القرآني‭ ‬والعمل‭ ‬الدؤوب‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬كتاب‭ ‬الله‭ ‬العزيز‭ ‬ورعاية‭ ‬قرائه‭ ‬وحفظته‭ ‬ودعم‭ ‬مراكز‭ ‬تعليمه،‭ ‬ورعاية‭ ‬المسابقات‭ ‬القرآنية‭ ‬الدولية‭ ‬والمحلية‭ ‬التي‭ ‬تنظمها‭ ‬البحرين،‭ ‬وآخرها‭ ‬الدورة‭ ‬الرابعة‭ ‬والعشرون‭ ‬من‭ ‬جائزة‭ ‬البحرين‭ ‬الكبرى‭ ‬للقرآن‭ ‬الكريم‭ ‬التي‭ ‬أُقيمت‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬واختتمت‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي،‭ ‬والتي‭ ‬نظمها‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬ووزارة‭ ‬العدل‭ ‬والشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬والأوقاف‭. ‬

بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬ناقش‭ ‬المجلس‭ ‬تقرير‭ ‬لجنة‭ ‬إبداء‭ ‬الرأي‭ ‬الشرعي‭ ‬عن‭ ‬أحكام‭ ‬دفن‭ ‬الأجنة‭ ‬والأعضاء‭ ‬البشرية،‭ ‬وقرر‭ ‬المجلس‭ ‬اعتماد‭ ‬التقرير‭ ‬وتوصياته‭. ‬واختتم‭ ‬جلسته‭ ‬باستعراض‭ ‬الرسائل‭ ‬والطلبات‭ ‬الواردة‭ ‬واتخذ‭ ‬بشأن‭ ‬ما‭ ‬يلزم‭ ‬من‭ ‬القرارات‭.‬