طريق لابد أن يمشي فيه ملالي إيران

| جعفر الخراز

منذ‭ ‬أن‭ ‬خيمت‭ ‬سحابة‭ ‬الشر‭ ‬السوداء‭ ‬لنظام‭ ‬الملالي‭ ‬على‭ ‬سماء‭ ‬المنطقة‭ ‬وشعوب‭ ‬وبلدان‭ ‬المنطقة‭ ‬تواجه‭ ‬أوضاعا‭ ‬غير‭ ‬مألوفة‭ ‬حيث‭ ‬الفتن‭ ‬والمواجهات‭ ‬والصراع‭ ‬والاختلافات‭ ‬والانقسامات،‭ ‬وكان‭ ‬مهندس‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬المشبوه،‭ ‬لكن‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬وصل‭ ‬حاليا‭ ‬إلى‭ ‬نهاية‭ ‬الخط‭ ‬وبات‭ ‬يمشي‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬الطريق‭ ‬الذي‭ ‬دفع‭ ‬إليه‭ ‬شعوب‭ ‬وبلدان‭ ‬المنطقة‭ ‬وجعلها‭ ‬تكتوي‭ ‬بنيران‭ ‬الحروب‭ ‬والمواجهات‭ ‬المفتعلة،‭ ‬وليس‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬يشعر‭ ‬بحالة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬من‭ ‬الخوف‭ ‬والرعب‭ ‬خصوصا‭ ‬عندما‭ ‬نرى‭ ‬التناقض‭ ‬والتخبط‭ ‬والتوتر‭ ‬مهيمنا‭ ‬على‭ ‬مواقفه‭ ‬وتصريحاته‭.‬

الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬الذي‭ ‬يقف‭ ‬بوجه‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬ويرفضه‭ ‬ويناضل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تغييره‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬إسقاطه،‭ ‬لا‭ ‬يرى‭ ‬فيما‭ ‬يجري‭ ‬للنظام‭ ‬أمرا‭ ‬يتعلق‭ ‬ويرتبط‭ ‬به‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬شأن‭ ‬خاص‭ ‬بالنظام‭ ‬الطائش‭ ‬وعليه‭ ‬أن‭ ‬يدفع‭ ‬ثمن‭ ‬أخطائه‭ ‬ويعرف‭ ‬ما‭ ‬نتيجة‭ ‬الوقوف‭ ‬ضد‭ ‬إرادة‭ ‬شعبه‭ ‬وضد‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬ليست‭ ‬لديه‭ ‬أية‭ ‬مشكلة‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬والمقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬الرافضة‭ ‬للنظام،‭ ‬بل‭ ‬يؤيدها،‭ ‬لكن‭ ‬مشكلته‭ ‬مع‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬الذي‭ ‬تجاوز‭ ‬حدوده‭ ‬كثيرا،‭ ‬حيث‭ ‬صار‭ ‬خطرا‭ ‬وتهديدا‭ ‬كبيرا‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم،‭ ‬لذلك‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬مواجهته‭ ‬والتصدي‭ ‬له‭ ‬وردعه‭ ‬وإيقافه‭ ‬عند‭ ‬حده‭.‬

التصريحات‭ ‬الصادرة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬قادة‭ ‬النظام‭ ‬والتي‭ ‬تسعى‭ ‬لإظهار‭ ‬النظام‭ ‬قويا‭ ‬ومتماسكا‭ ‬وفي‭ ‬مستوى‭ ‬المواجهة‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية،‭ ‬تصريحات‭ ‬صارت‭ ‬أشبه‭ ‬بنكت‭ ‬وطرائف‭ ‬يتناقلها‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬حيث‭ ‬يسخرون‭ ‬منها‭ ‬ويضحكون‭ ‬عليها،‭ ‬لأنها‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬سخف‭ ‬النظام‭ ‬وتخبطه‭ ‬وعدم‭ ‬معرفته‭ ‬ماذا‭ ‬سيفعل‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬رمى‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬التهلكة‭ ‬التي‭ ‬طالما‭ ‬حاول‭ ‬تجنبها‭ ‬بممارسة‭ ‬الخدع‭ ‬والأكاذيب‭ ‬والمناورات،‭ ‬لكنه‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬وجد‭ ‬نفسه‭ ‬وجها‭ ‬لوجه‭ ‬أمام‭ ‬الواقع‭ ‬المر‭ ‬ولابد‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يمشي‭ ‬إلى‭ ‬نهاية‭ ‬النفق‭ ‬الذي‭ ‬صار‭ ‬فيه‭ ‬حيث‭ ‬نهايته‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬شك‭.‬

40‭ ‬عاما‭ ‬وهذا‭ ‬النظام‭ ‬الأرعن‭ ‬المتطفل‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬والمعادي‭ ‬له‭ ‬وللإنسانية‭ ‬جمعاء،‭ ‬يجثم‭ ‬على‭ ‬صدر‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬وشعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬ويقوم‭ ‬بممارسة‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬اختلاق‭ ‬المشاكل‭ ‬والأزمات‭ ‬ودفع‭ ‬الأوضاع‭ ‬للتوتر‭ ‬والتأثير‭ ‬السلبي‭ ‬على‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬إصرار‭ ‬الملالي‭ ‬على‭ ‬تصدير‭ ‬التطرف‭ ‬الديني‭ ‬والإرهاب‭ ‬وإبقاء‭ ‬نفوذهم‭ ‬المشبوه‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬المنطقة‭ ‬وتوسيع‭ ‬الدائرة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مواظبتهم‭ ‬على‭ ‬تهديد‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬العالمي‭. ‬“الحوار”‭.‬