الهيئة تشرع في تحديد موقفها من “إنترنت الأشياء”

“الاتصالات” تدرس المخاطر الأمنية لمستخدمي النقال

| علي الفردان

تعتزم‭ ‬هيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬الاتصالات‭ ‬البحرينية‭ ‬إجراء‭ ‬دراسة‭ ‬لتحديد‭ ‬المخاطر‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تعترض‭ ‬مستخدمي‭ ‬الهواتف‭ ‬المتنقلة‭ ‬مع‭ ‬تزايد‭ ‬استخدام‭ ‬البيانات‭ ‬والهواتف‭ ‬في‭ ‬إنجاز‭ ‬المعاملات‭ ‬والتواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬حتى‭ ‬باتت‭ ‬جزءا‭ ‬أساسياً‭ ‬من‭ ‬حياة‭ ‬المواطنين‭.‬

وطرحت‭ ‬الهيئة‭ ‬مناقصة‭ ‬عامة‭ ‬دولية‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬خدمات‭ ‬استشارية‭ ‬لإعداد‭ ‬دراسة‭ ‬حول‭ ‬المخاطر‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬مستخدمي‭ ‬الهواتف‭ ‬النقالة‭.‬

وتشير‭ ‬وثائق‭ ‬المناقصة،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬الاتصالات‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تعيين‭ ‬خبير‭ ‬استشاري‭ ‬مؤهل‭ ‬بشكل‭ ‬مناسب‭ ‬لإجراء‭ ‬دراسة‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬الحقائق‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تساعد‭ ‬أصحاب‭ ‬المصلحة‭ ‬الرئيسيين‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬تأثير‭ ‬تهديدات‭ ‬الهواتف‭ ‬المحمولة‭ ‬بالكامل‭ ‬على‭ ‬مقدمي‭ ‬خدمات‭ ‬الاتصالات،‭ ‬والمستخدمين‭ ‬النهائيين،‭ ‬وقطاعات‭ ‬الخدمات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والأساسية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

وسيتم‭ ‬إغلاق‭ ‬باب‭ ‬التقدم‭ ‬للمناقصة‭ ‬التي‭ ‬فتحتها‭ ‬هيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬الاتصالات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مجلس‭ ‬المناقصات،‭ ‬بتاريخ‭ ‬23‭ ‬يونيو‭ ‬المقبل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬فتح‭ ‬مظاريف‭ ‬العطاءات‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬نفسه‭.‬

إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬طرحت‭ ‬الهيئة‭ ‬مناقصة‭ ‬أخرى‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬خدمات‭ ‬استشارية‭ ‬لإعداد‭ ‬وثيقة‭ ‬توضح‭ ‬موقف‭ ‬هيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬الاتصالات‭ ‬تجاه‭ ‬انترنت‭ ‬الأشياء‭.‬

وفي‭ ‬تفاصيل‭ ‬الدعوة،‭ ‬تسعى‭ ‬هيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬الاتصالات‭ ‬إلى‭ ‬تعيين‭ ‬استشاري‭ ‬مؤهل‭ ‬بشكل‭ ‬مناسب‭ ‬لإجراء‭ ‬دراسة‭ ‬حول‭ ‬“إنترنت‭ ‬الأشياء”،‭ ‬إذ‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬الاستشاري‭ ‬إجراء‭ ‬مراجعة‭ ‬تحدد‭ ‬التطورات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬والسوقية‭ ‬والتنظيمية‭ ‬العامة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بإنترنت‭ ‬الأشياء‭ ‬وتقديم‭ ‬تأثير‭ ‬إنترنت‭ ‬الأشياء‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والمستهلكين‭ ‬والقطاعات‭ ‬الرئيسية‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬المملكة‭.‬

ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تتزايد‭ ‬أهمية‭ ‬انترنت‭ ‬الأشياء‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬مع‭ ‬بدء‭ ‬تشغيل‭ ‬خدمة‭ ‬الجيل‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬الاتصالات،‭ ‬والتي‭ ‬تبدأ‭ ‬البحرين‭ ‬إطلاقه‭ ‬خلال‭ ‬الشهر‭ ‬المقبل،‭ ‬والذي‭ ‬يوفر‭ ‬سرعات‭ ‬انترنت‭ ‬عالية‭ ‬قد‭ ‬تفوق‭ ‬1‭ ‬جيجابت‭ ‬في‭ ‬الثانية،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬إمكانية‭ ‬توسيع‭ ‬منتجات‭ ‬وخدمات‭ ‬وتطبيقات‭ ‬انترنت‭ ‬الأشياء‭ ‬والتي‭ ‬تتطلب‭ ‬شبكة‭ ‬اتصالات‭ ‬سريعة‭ ‬جداً‭ ‬لنقل‭ ‬المعلومات‭ ‬بين‭ ‬الأجهزة‭ ‬وبعضها‭ ‬بالسرعة‭ ‬المطلوبة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬فتحت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المخاوف‭ ‬بشأن‭ ‬إمكانية‭ ‬اختراق‭ ‬الشبكة‭ ‬والتأثير‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان‭ ‬اليومية‭ ‬مع‭ ‬زيادة‭ ‬ارتباطه‭ ‬بالشبكة‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬إلى‭ ‬حظر‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬معدات‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬“هواوي”‭ ‬الصينية‭ ‬بدواعي‭ ‬المخاوف‭ ‬الأمنية‭.‬

يذكر‭ ‬أن‭ ‬“إنترنت‭ ‬الأشياء”‭ ‬يُقصد‭ ‬به‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬الإنترنت‭ (‬الشبكة‭) ‬الذي‭ ‬يتيح‭ ‬التفاهم‭ ‬بين‭ ‬الأجهزة‭ ‬المترابطة‭ ‬مع‭ ‬بعضها‭ (‬عبر‭ ‬بروتوكول‭ ‬الإنترنت‭)‬،‭ ‬وتشمل‭ ‬هذه‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأدوات‭ ‬والمستشعرات‭ ‬والحساسات‭ ‬وأدوات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬المختلفة‭ ‬وغيرها‭. ‬ويتخطى‭ ‬هذا‭ ‬التعريف‭ ‬المفهوم‭ ‬التقليدي‭ ‬وهو‭ ‬تواصل‭ ‬الأشخاص‭ ‬مع‭ ‬الحواسيب‭ ‬والهواتف‭ ‬الذكية‭ ‬عبر‭ ‬شبكة‭ ‬عالمية‭ ‬واحدة‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬بروتوكول‭ ‬الإنترنت‭ ‬التقليدي‭ ‬المعروف‭. ‬وما‭ ‬يميز‭ ‬إنترنت‭ ‬الأشياء‭ ‬أنه‭ ‬يتيح‭ ‬للإنسان‭ ‬التحرر‭ ‬من‭ ‬المكان،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬الشخص‭ ‬يستطيع‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬الأدوات‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬التواجد‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬محدّد‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬جهاز‭ ‬معين‭.‬