المحكمة قررت حبسه سنتين... ووكيله قدم تنازلا فرُفض

يعنف زوجته وبعد الطلاق يبيع سيارتها بتوقيع مزور

| محرر الشؤون المحلية

حبست‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬طليقا‭ ‬زور‭ ‬استمارة‭ ‬بيع‭ ‬زيارة‭ ‬طليقته‭ ‬لنفسه‭ ‬واستولى‭ ‬من‭ ‬حسابها‭ ‬البنكي‭ ‬على‭ ‬مبلغ‭ ‬500‭ ‬دينار‭ ‬دون‭ ‬وجه‭ ‬حق؛‭ ‬سنتين‭ ‬وغرمته‭ ‬مبلغ‭ ‬50‭ ‬دينارا‭ ‬لتعديه‭ ‬عليها‭ ‬بالضرب،‭ ‬وألزمته‭ ‬في‭ ‬الدعوى‭ ‬المدنية‭ ‬المرفوعة‭ ‬من‭ ‬طليقته‭ ‬بدفع‭ ‬تعويض‭ ‬مؤقت‭ ‬400‭ ‬دينار‭ ‬لصالحها،‭ ‬و20‭ ‬دينارا‭ ‬مقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة،‭ ‬ومصاريف‭ ‬الدعوى‭ ‬المدنية،‭ ‬وأمرت‭ ‬بمصادرة‭ ‬المحرر‭ ‬المزور‭.‬

وفي‭ ‬نظر‭ ‬القضية‭ ‬تقدم‭ ‬وكيل‭ ‬المتهم‭ ‬بإقرار‭ ‬تنازل‭ ‬صادر‭ ‬من‭ ‬طليقته‭ ‬مطالبا‭ ‬الحكم‭ ‬بانقضاء‭ ‬الدعوى‭ ‬الجنائية‭ ‬ضده،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬محامية‭ ‬طليقته‭ ‬أنكرت‭ ‬الإقرار‭.‬

وفي‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬قالت‭ ‬المحكمة‭ ‬إن‭ ‬التصالح‭ ‬جاءت‭ ‬عباراته‭ ‬غير‭ ‬ناجزة‭ ‬ومعلقة‭ ‬بشرط‭ ‬انقضاء‭ ‬العدة‭ ‬وعدم‭ ‬تعرضه‭ ‬لها‭ ‬أو‭ ‬تشويه‭ ‬سمعتها،‭ ‬وعلى‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بمسح‭ ‬صورها‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الأجهزة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬ووسائل‭ ‬التواصل،‭ ‬لكن‭ ‬تلك‭ ‬الشروط‭ ‬لم‭ ‬يثبت‭ ‬تحققها،‭ ‬فضلا‭ ‬عما‭ ‬قالته‭ ‬وكيلة‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬بأنها‭ ‬لا‭ ‬تقر‭ ‬بهذا‭ ‬التنازل،‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬يتعلق‭ ‬بالوقائع‭ ‬محل‭ ‬الاتهام،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬الجرائم‭ ‬المسندة‭ ‬للمتهم‭ ‬ليست‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬جرائم‭ ‬الشكوى‭ ‬التي‭ ‬تنقضي‭ ‬فيها‭ ‬الدعوى‭ ‬الجنائية‭ ‬بالتنازل،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬لا‭ ‬تعتد‭ ‬المحكمة‭ ‬بهذا‭ ‬التنازل‭. ‬ونظرا‭ ‬لظروف‭ ‬الدعوى‭ ‬وملابساتها،‭ ‬فإنها‭ ‬أخذته‭ ‬بقسط‭ ‬من‭ ‬الرأفة‭ ‬عملا‭ ‬بحقها‭ ‬المخول‭ ‬لها‭ ‬بمقتضى‭ ‬المادة‭ (‬72‭) ‬من‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭.‬

وأوضحت‭ ‬المحكمة‭ ‬أن‭ ‬وقائع‭ ‬القضية‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ (‬28‭ ‬عاما‭) ‬كان‭ ‬متزوجا‭ ‬من‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ (‬25‭ ‬عاما‭)‬،‭ ‬وتم‭ ‬الطلاق‭ ‬بينهما‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2018،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬وخلال‭ ‬العلاقة‭ ‬الزوجية‭ ‬قام‭ ‬بالتعدي‭ ‬عليها‭ ‬3‭ ‬مرات‭ ‬بيده،‭ ‬وتوجهت‭ ‬للمستشفى‭ ‬في‭ ‬المرة‭ ‬الثالثة‭ ‬وثبت‭ ‬بالتقرير‭ ‬الطبي‭ ‬وجود‭ ‬خدوش‭ ‬وكدمات‭ ‬وسحجات‭ ‬بالصدر‭ ‬والرأس‭ ‬والإبط،‭ ‬كما‭ ‬اتهمته‭ ‬طليقته‭ ‬بتزوير‭ ‬توقيعها‭ ‬على‭ ‬استمارة‭ ‬تحويل‭ ‬ملكية‭ ‬سيارتها،‭ ‬والتي‭ ‬قدمها‭ ‬للإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور،‭ ‬وتمكن‭ ‬من‭ ‬بيعها‭ ‬لشخص‭ ‬آخر‭ ‬دون‭ ‬علمها‭.‬

وثبت‭ ‬بتقرير‭ ‬خبير‭ ‬التزييف‭ ‬والتزوير‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬من‭ ‬وقع‭ ‬بخط‭ ‬يده‭ ‬على‭ ‬الاستمارة‭.‬

وثبت‭ ‬أنه‭ ‬بتاريخ‭ ‬15‭ ‬يناير‭ ‬2017‭ ‬سحب‭ ‬500‭ ‬دينار‭ ‬من‭ ‬حساب‭ ‬طليقته‭ ‬بعدما‭ ‬أخذ‭ ‬بطاقتها‭ ‬البنكية‭ ‬دون‭ ‬علمها‭ ‬لمعرفته‭ ‬السابقة‭ ‬برقمها‭ ‬السري‭.‬

وكانت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬قد‭ ‬وجهت‭ ‬للمتهم‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬العامين‭ ‬2017‭ ‬و‭ ‬2018،‭ ‬زور‭ ‬المحرر‭ ‬الرسمي‭ ‬“استمارة‭ ‬تحويل‭ ‬ملكية‭ ‬السيارة”‭ ‬المنسوب‭ ‬صدورها‭ ‬إلى‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬وذلك‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬وضع‭ ‬إمضاء‭ ‬مزور‭ ‬منسوب‭ ‬صدوره‭ ‬للبائع‭ -‬المجني‭ ‬عليها‭- ‬بغرض‭ ‬استعماله‭ ‬كمحرر‭ ‬صحيح،‭ ‬واستعمل‭ ‬المحرر‭ ‬المزور،‭ ‬إذ‭ ‬قام‭ ‬بتقديمه‭ ‬للإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬واستعمل‭ ‬توقيعا‭ ‬إلكترونيا‭ ‬خاصا‭ ‬بالمجني‭ ‬عليها،‭ ‬وهو‭ ‬الرقم‭ ‬السري‭ ‬لبطاقة‭ ‬الائتمان‭ ‬الخاصة‭ ‬بها،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬لغرض‭ ‬احتيالي‭ ‬دون‭ ‬تفويض‭ ‬منها،‭ ‬واعتدى‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬جسم‭ ‬طليقته،‭ ‬وأحدث‭ ‬بها‭ ‬الإصابات‭ ‬الموصوفة‭ ‬بالتقرير‭ ‬الطبي‭ ‬المرفق‭.‬