استخرجت 17 تأشيرة باسم المؤسسة لتحسين دخلها المالي

سنة مع وقف التنفيذ لمديرة زوّرت توقيع مدرسة

| عباس إبراهيم

رفضت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬استئناف‭ ‬سيدة‭ ‬“45‭ ‬عامًا”‭ ‬مدانة‭ ‬باستعمال‭ ‬توقيع‭ ‬إلكتروني‭ ‬خاص‭ ‬بالمدرسة‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬فيها‭ ‬منذ‭ ‬20‭ ‬عامًا،‭ ‬واستغلته‭ ‬في‭ ‬استخراج‭ ‬17‭ ‬تأشيرة‭ ‬عمل‭ ‬“فيزا”‭ ‬وبيعها‭ ‬لآخرين‭ ‬ولحسابها‭ ‬الخاص،‭ ‬بمبلغ‭ ‬200‭ ‬دينار‭ ‬للفيزا‭ ‬الواحدة‭ ‬وبمجموع‭ ‬3400‭ ‬دينار،‭ ‬مبررة‭ ‬ذلك‭ ‬بتحسين‭ ‬دخلها‭ ‬المالي،‭ ‬وتم‭ ‬افتضاح‭ ‬أمرها‭ ‬بسبب‭ ‬شخصين‭ ‬كان‭ ‬يرغب‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬كفالة‭ ‬أحد‭ ‬الأجانب‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬جلبهم‭ ‬بتلك‭ ‬التأشيرات‭ ‬على‭ ‬كفالة‭ ‬المدرسة‭.‬

‭ ‬وأيّدت‭ ‬المحكمة‭ ‬معاقبتها‭ ‬بالحبس‭ ‬لمدة‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭ -‬عقوبة‭ ‬مخففة‭- ‬وكذلك‭ ‬وقف‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقوبة‭ ‬لمدة‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬تبدأ‭ ‬منذ‭ ‬صدور‭ ‬حكم‭ ‬الاستئناف‭.‬

وتشير‭ ‬أوراق‭ ‬القضية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تفاصيل‭ ‬ضبط‭ ‬المستأنفة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬الأشخاص‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬توجه‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬وهي‭ ‬مقر‭ ‬عمل‭ ‬المتهمة،‭ ‬والتقى‭ ‬بالمختصين‭ ‬من‭ ‬الإدارة،‭ ‬وطلب‭ ‬منهم‭ ‬السماح‭ ‬له‭ ‬بنقل‭ ‬كفالة‭ ‬سيدة‭ ‬عربية‭ ‬الجنسية‭ ‬من‭ ‬المدرسة‭ ‬إلى‭ ‬كفالته،‭ ‬لكن‭ ‬الموظف‭ ‬المختص‭ ‬تفاجأ‭ ‬بطلبه‭ ‬كون‭ ‬أن‭ ‬المدرسة‭ ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬أية‭ ‬موظفة‭ ‬بالاسم‭ ‬الذي‭ ‬طلبه‭ ‬الشخص‭ ‬المذكور،‭ ‬فقال‭ ‬له‭ ‬إن‭ ‬المدرسة‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬قريب‭ ‬أو‭ ‬بعيد‭ ‬بكفالة‭ ‬هذه‭ ‬السيدة،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬المدرسة‭ ‬لم‭ ‬تعيّن‭ ‬أحدًا‭ ‬من‭ ‬فترة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬الشخص‭ ‬استخرج‭ ‬لهم‭ ‬جواز‭ ‬سفر‭ ‬السيدة‭ ‬المذكورة‭ ‬التي‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬كفالتها‭ ‬إليه،‭ ‬وكذلك‭ ‬بطاقة‭ ‬إقامتها‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأوراق‭ ‬الثبوتية،‭ ‬والتي‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬السيدة‭ ‬العربية‭ ‬تحت‭ ‬كفالة‭ ‬المدرسة‭ ‬وأنه‭ ‬ليس‭ ‬مخطئًا‭.‬

وبعد‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬صحة‭ ‬تلك‭ ‬الإثباتات‭ ‬استدعت‭ ‬الإدارة‭ ‬المستأنفة،‭ ‬والتي‭ ‬تعمل‭ ‬لديهم‭ ‬منذ‭ ‬20‭ ‬عامًا‭ ‬وهي‭ ‬المختصة‭ ‬بمعاملات‭ ‬المدرسة‭ ‬مع‭ ‬هيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬والإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للجنسية‭ ‬والجوازات‭ ‬والإقامة،‭ ‬كونها‭ ‬هي‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬الشؤون‭ ‬الإدارية،‭ ‬والتي‭ ‬فاجأتهم‭ ‬بالاعتراف‭ ‬أنها‭ ‬هي‭ ‬بالفعل‭ ‬من‭ ‬قامت‭ ‬باستخراج‭ ‬تأشيرة‭ ‬عمل‭ ‬للسيدة‭ ‬المشار‭ ‬إليها‭ ‬باستخدام‭ ‬التأشيرات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمدرسة‭.‬

وأكدت‭ ‬المدانة‭ ‬أنها‭ ‬باعت‭ ‬التأشيرة‭ ‬مقابل‭ ‬مبلغ‭ ‬200‭ ‬دينار؛‭ ‬مدعية‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬تمر‭ ‬بضائقة‭ ‬مالية‭ ‬وتعهدت‭ ‬للإدارة‭ ‬بعدم‭ ‬تكرار‭ ‬الأمر،‭ ‬خصوصًا‭ ‬وأنها‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬فيها‭ ‬بمثل‭ ‬هذا‭ ‬الفعل‭ ‬طوال‭ ‬مدة‭ ‬خدمتها‭ ‬للمدرسة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬شفع‭ ‬إليها‭ ‬لدى‭ ‬الإدارة‭ ‬وتم‭ ‬قبول‭ ‬اعتذارها‭ ‬من‭ ‬قبلهم‭.‬

لكن‭ ‬ولسوء‭ ‬حظ‭ ‬المستأنفة‭ ‬فقد‭ ‬حضر‭ ‬شخص‭ ‬ثان‭ ‬للمدرسة‭ ‬وتحدث‭ ‬مع‭ ‬الإدارة‭ ‬عن‭ ‬رغبته‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬كفالة‭ ‬شخص‭ ‬عربي‭ ‬الجنسية‭ ‬إلى‭ ‬كفالته،‭ ‬وكذلك‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ذلك‭ ‬الشخص‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬المدرسة،‭ ‬فتمت‭ ‬الاستعانة‭ ‬مجددًا‭ ‬بالمستأنفة‭ ‬للتأكد‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬جلبته‭ ‬بنفسها‭ ‬كما‭ ‬الحالة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬عدمه،‭ ‬وكان‭ ‬الرد‭ ‬من‭ ‬المستأنفة‭ ‬أنها‭ ‬بالفعل‭ ‬جلبته‭ ‬باسم‭ ‬المدرسة،‭ ‬وأنها‭ ‬أجرت‭ ‬هذه‭ ‬العمليات‭ ‬مرتين‭ ‬فقط‭.‬

فلم‭ ‬تقتنع‭ ‬إدارة‭ ‬المدرسة‭ ‬بما‭ ‬قررته‭ ‬المدانة‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬أجرت‭ ‬تلك‭ ‬العمليات‭ ‬مرتين‭ ‬فقط،‭ ‬وتم‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬هيئة‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬والإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للجنسية‭ ‬والجوازات‭ ‬والإقامة،‭ ‬وبحصر‭ ‬أسماء‭ ‬الموظفين‭ ‬جميعا‭ ‬والأجانب‭ ‬خصوصا‭ ‬تحت‭ ‬اسم‭ ‬الشركة،‭ ‬فاتضح‭ ‬أن‭ ‬المستأنفة‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬جلب‭ ‬17‭ ‬شخصًا‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬جنسيات،‭ ‬مستعملة‭ ‬التأشيرات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمدرسة‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭.‬

‭ ‬وخلال‭ ‬التحقيق‭ ‬معها‭ ‬بالوقائع‭ ‬المنسوبة‭ ‬إليها،‭ ‬اعترفت‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬بيع‭ ‬تلك‭ ‬التأشيرات‭ ‬مقابل‭ ‬مبلغ‭ ‬200‭ ‬دينار،‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬إجمالي‭ ‬المبلغ‭ ‬الذي‭ ‬تحصلت‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬بيع‭ ‬تلك‭ ‬التأشيرات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمدرسة‭ ‬هو‭ ‬3400‭ ‬دينار،‭ ‬فتم‭ ‬تقديم‭ ‬بلاغ‭ ‬جنائي‭ ‬ضدها‭ ‬بشأن‭ ‬التزوير‭.‬