“لآلئ آل محمود” كانت تركز على تجارة اللؤلؤ وصياغة الذهب

محمد آل محمود عراقة عائلية بتجارة اللؤلؤ تمتد لـ 130 عامًا

| علي الفردان

آل‭ ‬محمود‭ ‬توارثوا‭ ‬تجارة‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬منذ‭ ‬1890

افتتاح‭ ‬أول‭ ‬محل‭ ‬رسمي‭ ‬لـ‭ ‬“لآلئ‭ ‬المحمود”‭ ‬في‭ ‬1980

اللؤلؤ‭ ‬للحاضر‭ ‬والمستقبل‭ ‬فهو‭ ‬زينة‭ ‬وخزينة

‭ ‬آل‭ ‬محمود‭ ‬عائلة‭ ‬خطباء‭ ‬وطواويش

مقولة‭ ‬لوالده‭: ‬“مثلما‭ ‬ربيتكم‭ ‬ربيت‭ ‬عقود‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬معكم”

العائلة‭ ‬تحكم‭ ‬في‭ ‬الخلافات‭ ‬بين‭ ‬الطواويش‭ ‬والغواصين

مهنة‭ ‬تجارة‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬خصلة‭ ‬الصبر

جيل‭ ‬الشباب‭ ‬يواصل‭ ‬مسيرة‭ ‬الآباء‭ ‬والأجداد

آل‭ ‬محمود‭: ‬لدينا‭ ‬عقود‭ ‬لؤلؤ‭ ‬استغرقت‭ ‬صناعتها‭ ‬40‭ ‬عامًا

 

تعد‭ ‬عائلة‭ ‬آل‭ ‬محمود‭ ‬من‭ ‬العوائل‭ ‬المعروفة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وبالتحديد‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬الحد‭ ‬بالمحرق‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬العائلة‭ ‬معروفة‭ ‬بشيوخها‭ ‬ورجال‭ ‬الدين‭ ‬وعلماء‭ ‬الشرع‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يقومون‭ ‬بالخطابة‭ ‬وأمور‭ ‬القضاء،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬أيضا‭ ‬لعبت‭ ‬دورًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬تجارة‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬البحرين‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الخليج،‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬البحرين‭ ‬مركزًا‭ ‬لجمع‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬بالخليج‭ ‬وبيعه‭ ‬للأسواق‭ ‬العالمية‭ ‬خصوصًا‭ ‬الهند‭. ‬وللتعرف‭ ‬على‭ ‬تاريخ‭ ‬العائلة‭ ‬الحافل‭ ‬بالعطاء‭ ‬كان‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭ ‬وقفة‭ ‬مع‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬لشركة‭ ‬“لآلئ‭ ‬آل‭ ‬محمود”،‭ ‬محمد‭ ‬عبدالرزاق‭ ‬آل‭ ‬محمود،‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬الجيل‭ ‬الواعد‭ ‬الذي‭ ‬يواصل‭ ‬مسيرة‭ ‬نجاح‭ ‬عريقة‭ ‬بدأها‭ ‬أجداده‭ ‬قبل‭ ‬قرابة‭ ‬130‭ ‬عامًا‭.‬

 

تاريخ‭ ‬ممتد‭ ‬منذ‭ ‬1890

يبدأ‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬محمود‭ ‬حديثه‭ ‬بتحديد‭ ‬تاريخ‭ ‬مباشرة‭ ‬العائلة‭ ‬لتجارة‭ ‬اللؤلؤ،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أنها‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬زمن‭ ‬بعيد،‭ ‬فقد‭ ‬استطاعت‭ ‬العائلة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬وثائق‭ ‬ومراسلات‭ ‬تعود‭ ‬لما‭ ‬قبل‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬التاريخ‭ ‬السابق‭ ‬لبدء‭ ‬العائلة‭ ‬في‭ ‬تجارة‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬في‭ ‬1913‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المراسلات‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬عثر‭ ‬عليها‭ ‬مع‭ ‬تجار‭ ‬البصرة‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬تاريخ‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭.‬

وقال‭ ‬آل‭ ‬محمود‭ ‬“حصلنا‭ ‬على‭ ‬وثائق‭ ‬يعود‭ ‬تاريخها‭ ‬لنهاية‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر،‭ ‬أي‭ ‬أي‭ ‬بحدود‭ ‬1890“‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬جهودا‭ ‬بدأت‭ ‬لتوثيق‭ ‬حياة‭ ‬الوالد‭ ‬والعائلة‭ ‬في‭ ‬كتاب،‭ ‬لكنه‭ ‬أقر‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الوقت؛‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التدوين‭ ‬سيكون‭ ‬مبني‭ ‬على‭ ‬وثائق‭.‬

وأوضح‭ ‬آل‭ ‬محمود‭ ‬أن‭ ‬بداية‭ ‬تاريخ‭ ‬العائلة‭ ‬في‭ ‬تجارة‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬محمود‭ ‬الجد‭ ‬الكبير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عبدالرزاق‭ ‬آل‭ ‬محمود،‭ ‬وهو‭ ‬مؤسس‭ ‬أول‭ ‬مدرسة‭ ‬أهلية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الحد،‭ ‬والذي‭ ‬اقتطع‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬منزله؛‭ ‬ليعلم‭ ‬أبناء‭ ‬المنطقة‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬العلوم‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬الحساب‭.‬

وكان‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬عبدالرزاق،‭ ‬والشيخ‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬والشيخ‭ ‬عبدالحميد،‭ ‬والشيخ‭ ‬أحمد،‭ ‬يقضون‭ ‬في‭ ‬الشرع‭ ‬بالأمور‭ ‬التي‭ ‬تتعلق‭ ‬بالخلافات‭ ‬في‭ ‬تجارة‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬ويحكمون‭ ‬بين‭ ‬المتخاصمين‭ ‬بين‭ ‬الغواصين‭ ‬والتجار،‭ ‬إذ‭ ‬كانوا‭ ‬يقدرون‭ ‬قيمة‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬حين‭ ‬نشوب‭ ‬خلافات‭ ‬بشأن‭ ‬السعر‭ ‬مثلا،‭ ‬فكان‭ ‬لهم‭ ‬القضاء‭ ‬والخطابة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مهنة‭ ‬“الطواشة”‭ ‬أي‭ ‬تجارة‭ ‬اللؤلؤة‭.‬

أول‭ ‬محل‭ ‬لشركة‭ ‬لآلئ‭ ‬المحمود

وبالحديث‭ ‬عن‭ ‬النشاط‭ ‬التجاري‭ ‬لشركة‭ ‬لآلئ‭ ‬المحمود‭ ‬وبداية‭ ‬افتتاح‭ ‬المحلات‭ ‬التجارية،‭ ‬يشير‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬للشركة‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬محمود،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أول‭ ‬محل‭ ‬افتتحه‭ ‬والده‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الطواويش‭ ‬بالمنامة‭ ‬بشكل‭ ‬رسمي،‭ ‬وقبل‭ ‬ذلك‭ ‬كان‭ ‬الطواويش‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬“العمارة”‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬العائلة‭ ‬تعمل‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬لديهم‭ - ‬أي‭ ‬الطواويش‭ - ‬مجالس‭ ‬ولا‭ ‬يمتلكون‭ ‬محلات‭ ‬وكانوا‭ ‬دائمي‭ ‬التحرك‭.‬

وبيّن‭ ‬أن‭ ‬والده‭ ‬تعلم‭ ‬مهنة‭ ‬الطواشة‭ ‬من‭ ‬أبوه‭ ‬عبدالرزاق‭ ‬بن‭ ‬محمود‭ ‬آل‭ ‬محمود‭ (‬مواليد‭ ‬1942‭) ‬من‭ ‬جده‭ ‬وخاله‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالحميد،‭ ‬إذ‭ ‬بدأ‭ ‬الوالد‭ ‬المهنة‭ ‬ومسيرة‭ ‬تأسيس‭ ‬شركة‭ ‬لآلئ‭ ‬المحمود‭ ‬بسجل‭ ‬تجاري‭ ‬رسمي‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1980،‭ ‬وقبلها‭ ‬كان‭ ‬العمل‭ ‬يمارس‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المحلات‭ ‬التجارية‭ ‬المعروفة‭ ‬اليوم‭.‬

بداية‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬محمود‭ ‬

تعلمت‭ ‬الحرفة‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬كنت‭ ‬صغيرا،‭ ‬فمنذ‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬عمري‭ ‬7‭ ‬سنوات‭ ‬كان‭ ‬الوالد‭ ‬يأخذني‭ ‬إلى‭ ‬غرفة‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬المنزل،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬“الخراق”‭ ‬و‭ ‬”فرد‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬“‭ ‬و‭ ‬”الشكاك”،‭ ‬و‭ ‬“تعلمنا‭ ‬فرد‭ ‬الألوان‭ ‬والأشكال‭ ‬والمجموعات‭ ‬ثم‭ ‬عطونا‭ ‬الخيط‭ ‬وعلمونا‭ ‬الشك‭ ‬وغيرها”‭. ‬وقال‭ ‬“عملت‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الأمور،‭ ‬جميعنا‭ ‬يعمل‭ ‬سواء‭ ‬الأخوان‭ ‬والأخوات‭ (...).‬

وتحدث‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬محمود‭ ‬عن‭ ‬طقوس‭ ‬تجارة‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬زالت‭ ‬باقية‭ ‬إلى‭ ‬اليوم‭ ‬“لا‭ ‬زلنا‭ ‬نستيقظ‭ ‬الصباح‭ ‬لعملية‭ ‬فرد‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬أو‭ ‬تصنيفه،‭ ‬فالفجر‭ ‬هو‭ ‬أفضل‭ ‬وقت‭ ‬لرؤية‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬النهار‭ ‬لغاية‭ ‬الظهر،‭ ‬فنور‭ ‬الشمس‭ ‬هو‭ ‬أفضل‭ ‬إنارة‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬والتجارة‭ ‬تكون‭ ‬دائما‭ ‬خلال‭ ‬أوقات‭ ‬النهار‭ (...) ‬تعلمنا‭ ‬ذلك‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭ ‬وتربينا‭ ‬عليه”‭.‬

ويشير‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الدراسة،‭ ‬لكنه‭ ‬بدأ‭ ‬التفرغ‭ ‬لهذه‭ ‬التجارة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الشركة‭ ‬بعد‭ ‬إنهاء‭ ‬فترة‭ ‬دراسته‭ ‬الجامعية‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الأعمال،‭ ‬إذ‭ ‬وجد‭ ‬هوايته‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬للمهنة‭ ‬ليندفع‭ ‬نحوها‭ ‬اندفاعا‭ ‬ويترك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الوظائف‭ ‬التي‭ ‬عرضت‭ ‬عليه‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬منصب‭ ‬في‭ ‬مختبر‭ ‬البحرين‭ ‬لفحص‭ ‬اللؤلؤ،‭ ‬فهو‭ ‬حاصل‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬احترافية‭ ‬من‭ ‬مختبر‭ ‬“جي‭ ‬آي‭ ‬أيه”‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬في‭ ‬فحص‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬شهادات‭ ‬في‭ ‬فحص‭ ‬الألماس‭.‬

وبدأ‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬محمود‭ ‬في‭ ‬التعمق‭ ‬في‭ ‬تجارة‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬“الطواشة”‭ ‬منذ‭ ‬نهاية‭ ‬تسعينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬قائلا‭ ‬“تسلمت‭ ‬المنصب‭ ‬القيادي‭ ‬في‭ ‬الشركة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2011‭ ‬إلى‭ ‬2013‭ ‬حين‭ ‬سلمني‭ ‬الوالد‭ ‬معظم‭ ‬الأمور،‭ ‬لكننا‭ ‬نعمل‭ ‬جميعنا‭ ‬في‭ ‬الشركة‭ ‬كعائلة،‭ ‬وقبلها‭ ‬كان‭ ‬أخي‭ ‬الأكبر‭ ‬جلال‭ (‬رحمه‭ ‬الله‭) ‬هو‭ ‬بمثابة‭ ‬أساس‭ ‬العمل‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الوالد“‭.‬

واستطرد‭ ‬في‭ ‬القول‭ ‬“إلى‭ ‬جانب‭ ‬الوالد‭ ‬أعمل‭ ‬أنا‭ ‬واثنتان‭ ‬من‭ ‬أخواتي‭ ‬في‭ ‬تجارة‭ ‬اللؤلؤ”‭. ‬

تطور‭ ‬العمل

كانت‭ ‬“لآلئ‭ ‬المحمود”‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬تجارة‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬وصياغة‭ ‬الذهب‭ ‬عيار‭ ‬21،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تطور‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬تجارة‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬“لآلئ‭ ‬المحمود”،‭ ‬بدأ‭ ‬ذلك‭ ‬منذ‭ ‬منتصف‭ ‬التسعينات‭ ‬بقيادة‭ ‬أخيه‭ ‬المرحوم‭ ‬جلال،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬إحدى‭ ‬أخواته،‭ ‬إذ‭ ‬كانوا‭ ‬خريجي‭ ‬بريطانيا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تصنيع‭ ‬المجوهرات‭. ‬وتم‭ ‬إدخال‭ ‬الألماس‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬في‭ ‬المجوهرات‭ ‬والساعات‭ ‬الفاخرة‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1994،‭ ‬وبعدها‭ ‬تم‭ ‬افتتاح‭ ‬ثاني‭ ‬فروع‭ ‬الشركة‭ ‬في‭ ‬مجمع‭ ‬العالي‭ ‬ليكون‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المكتب‭ ‬الرئيس‭ ‬في‭ ‬مجمع‭ ‬يتيم‭ ‬والذي‭ ‬تم‭ ‬افتتاحه‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1988‭. ‬وتأمل‭ ‬الشركة‭ ‬في‭ ‬تجديد‭ ‬محلها‭ ‬قريبًا‭ ‬في‭ ‬مجمع‭ ‬العالي،‭ ‬ولديها‭ ‬حاليًا‭ ‬4‭ ‬فروع،‭ ‬فإلى‭ ‬جانب‭ ‬فرعها‭ ‬الأقدم‭ ‬في‭ ‬مجمع‭ ‬يتيم‭ ‬والعالي‭ ‬لدى‭ ‬المجموعة‭ ‬فرعان‭ ‬في‭ ‬مجمع‭ ‬“مودا‭ ‬مول”‭.‬

التوجه‭ ‬لمجوهرات‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬البسيطة

وخلال‭ ‬السنوات‭ ‬الخمس‭ ‬الماضية،‭ ‬قامت‭ ‬شركة‭ ‬لآلئ‭ ‬المحمود‭ ‬بالتركيز‭ ‬على‭ ‬إدخال‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬في‭ ‬المجوهرات‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬الطلب،‭ ‬خصوصا‭ ‬المنتجات‭ ‬البسيطة‭ ‬والتي‭ ‬تكون‭ ‬أسعارها‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬الراغبين،‭ ‬لاسيما‭ ‬للسياح‭ ‬الأجانب‭ ‬الذين‭ ‬يرغبون‭ ‬في‭ ‬شراء‭ ‬منتجات‭ ‬تذكارية‭ ‬عن‭ ‬البحرين‭.‬

وقال‭ ‬“بدأنا‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬مزج‭ ‬الألماس‭ ‬واللؤلؤ‭ ‬في‭ ‬المجوهرات،‭ ‬وصياغة‭ ‬مجوهرات‭ ‬بسيطة‭ ‬تبدأ‭ ‬أسعارها‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬دينار،‭ ‬وصممنا‭ ‬منتجات‭ ‬لمختلف‭ ‬الأعمار‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬وحتى‭ ‬السيدات‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬السن”‭.‬

ارتفاع‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬

وأشار‭ ‬آل‭ ‬محمود‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬العشر‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وأن‭ ‬الإقبال‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الجنسيات‭ ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬فاللؤلؤ‭ ‬البحريني‭ ‬معروف‭ ‬دوليًا،‭ ‬فحينما‭ ‬يحضر‭ ‬مؤتمرات‭ ‬ومعارض‭ ‬دولية‭ ‬عن‭ ‬المجوهرات،‭ ‬الجميع‭ ‬يعرف‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬البحريني،‭ ‬وهذا‭ ‬سر‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬الملوك‭ ‬والأمراء‭ ‬في‭ ‬الهند‭ (‬المهراجا‭) ‬يفضلون‭ ‬ترصيع‭ ‬مجوهراتهم‭ ‬باللؤلؤ،‭ ‬ومنهم‭ ‬ملكة‭ ‬بريطانيا‭ ‬والتي‭ ‬استخدم‭ ‬في‭ ‬مقتنياتها‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬البحريني‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬الناس‭ ‬رجعت‭ ‬لطلب‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬الطبيعي‭ ‬خصوصا‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬البحريني‭ ‬والخليجي،‭ ‬“نرجع‭ ‬للمثل‭ ‬القديم‭ ‬الذي‭ ‬يقول‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬زينة‭ ‬وخزينة”،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬يعتبر‭ ‬استثمار‭ ‬مجدي‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬كونه‭ ‬زينة‭ ‬تتحلى‭ ‬بها‭ ‬النساء‭.‬

وأكد‭ ‬آل‭ ‬محمود‭ ‬أن‭ ‬شركات‭ ‬عالمية‭ ‬تطلب‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬البحريني‭ ‬لصناعة‭ ‬مجوهراتها،‭ ‬لكن‭ ‬معظم‭ ‬هذه‭ ‬العمليات‭ ‬تتم‭ ‬عبر‭ ‬وسطاء‭.‬

عقود‭ ‬لؤلؤ‭ ‬تستغرق‭ ‬40‭ ‬سنة

ويعتبر‭ ‬العقد‭ ‬هو‭ ‬أبرز‭ ‬المجوهرات‭ ‬التي‭ ‬تتميز‭ ‬بحبات‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬الكبيرة‭ ‬والمتجانسة،‭ ‬والتي‭ ‬يستغرق‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬حباتها‭ ‬وإكمال‭ ‬العقد‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬يشير‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬محمود‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬لدى‭ ‬الشركة‭ ‬عقود‭ ‬استغرق‭ ‬نظمها‭ ‬20‭ ‬و30‭ ‬وحتى‭ ‬40‭ ‬سنة؛‭ ‬ليكون‭ ‬العقد‭ ‬أكبر‭ ‬منه‭ ‬بنحو‭ ‬عام‭.‬

ويحيط‭ ‬عمل‭ ‬تجار‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬بالسرية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان،‭ ‬إذ‭ ‬يتكتم‭ ‬تاجر‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬على‭ ‬اللآلئ‭ ‬الثمينة‭ ‬أو‭ ‬العقود‭ ‬الثمينة،‭ ‬ويعطي‭ ‬تاجر‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬سعرا‭ ‬أعلى‭ ‬للؤلؤة‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هو‭ ‬أول‭ ‬شخص‭ ‬تعرض‭ ‬عليه‭ ‬لشرائها،‭ ‬كما‭ ‬يشير‭ ‬آل‭ ‬محمود‭.‬

وحتى‭ ‬في‭ ‬بيع‭ ‬اللؤلؤ،‭ ‬يروي‭ ‬آل‭ ‬محمود‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬والده‭ ‬كان‭ ‬يحرص‭ ‬على‭ ‬بيع‭ ‬القطع‭ ‬المميزة‭ ‬على‭ ‬أشخاص‭ ‬يقدرون‭ ‬قيمة‭ ‬ما‭ ‬بحوزتهم‭ ‬من‭ ‬عقد،‭ ‬إذ‭ ‬يرى‭ ‬تاجر‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬أنه‭ ‬بذل‭ ‬جهدًا‭ ‬في‭ ‬نظم‭ ‬هذا‭ ‬العقد‭ ‬فنشأت‭ ‬علاقة‭ ‬خاصة‭ ‬معه،‭ ‬ويريد‭ ‬أن‭ ‬يقتنيه‭ ‬شخص‭ ‬يقدر‭ ‬قيمة‭ ‬هذا‭ ‬العقد‭.‬

ويستحضر‭ ‬آل‭ ‬محمود‭ ‬هنا‭ ‬مقولة‭ ‬والده‭ ‬“مثلما‭ ‬ربيتكم‭ ‬ربيت‭ ‬عقود‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬معكم”‭ ‬في‭ ‬كناية‭ ‬على‭ ‬الوقت‭ ‬الطويل‭ ‬الذي‭ ‬يستغرقه‭ ‬نظم‭ ‬عقد‭ ‬اللؤلؤ،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المهنة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬خصلة‭ ‬الصبر‭.‬

وأشاد‭ ‬آل‭ ‬محمود‭ ‬بتنظيم‭ ‬مهنة‭ ‬صيد‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬ومنح‭ ‬التراخيص،‭ ‬وهي‭ ‬خطوة‭ ‬كانت‭ ‬يطالب‭ ‬بها‭ ‬شخصيا‭ ‬منذ‭ ‬سنوات،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬البحرينيين‭ ‬الشباب‭ ‬استفادوا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬وحصلوا‭ ‬على‭ ‬تراخيص،‭ ‬وبدأوا‭ ‬بصيد‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬وكسب‭ ‬الأموال‭ ‬سواء‭ ‬كأفراد‭ ‬أو‭ ‬مجموعات،‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الغوص‭ ‬إلى‭ ‬الأعماق،‭ ‬إذ‭ ‬يكفي‭ ‬الدخول‭ ‬مشيا‭ ‬على‭ ‬الأقدام‭ ‬عند‭ ‬حدود‭ ‬الجزر‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬المحار‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬لؤلؤ‭ ‬ثمين‭.‬

ويشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬يعرضون‭ ‬عليه‭ ‬اللؤلؤ،‭ ‬ويشعر‭ ‬بالفرحة‭ ‬شخصيًا‭ ‬حين‭ ‬يراهم‭ ‬يتقاسمون‭ ‬المبلغ‭ ‬الذي‭ ‬حصلوا‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬صيدهم‭ ‬للؤلؤ‭. ‬

وبيّن‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يميز‭ ‬البحرين‭ ‬وحافظت‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬صناعة‭ ‬البحرين،‭ ‬هو‭ ‬منع‭ ‬تداول‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬والعمل‭ ‬في‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬المستزرع‭ ‬والصناعي،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬افتتاح‭ ‬مختبر‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬نهاية‭ ‬الثمانينات‭ ‬واكتسابه‭ ‬مكانة‭ ‬عالمية‭ ‬أكدها‭ ‬موقع‭ ‬البحرين‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.‬

الحفاظ‭ ‬على‭ ‬سمعة‭ ‬القطاع

وأشار‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬محمود‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يدير‭ ‬حاليًا‭ ‬معظم‭ ‬أعمال‭ ‬شركة‭ ‬“لآلئ‭ ‬آل‭ ‬محمود”،‭ ‬إذ‭ ‬يعتبر‭ ‬ذكر‭ ‬تجارة‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬مسؤولية‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬عاتقه‭ ‬كشاب؛‭ ‬لحفظ‭ ‬تراث‭ ‬واسم‭ ‬العائلة‭ ‬الذي‭ ‬ارتبط‭ ‬بتاريخ‭ ‬عريق‭ ‬في‭ ‬تجارة‭ ‬اللؤلؤ،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أنه‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬تطوير‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬قطاعا‭ ‬تتميز‭ ‬به‭ ‬البحرين‭.‬