الصحافة والكلمة المسؤولة

| عبدعلي الغسرة

يعتز‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬المُوقر‭ ‬كثيرًا‭ (‬بالدور‭ ‬الوطني‭ ‬للصحافة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬تنوير‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬وتنمية‭ ‬الوعي‭ ‬والتعبير‭ ‬عن‭ ‬مختلف‭ ‬قضايا‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬وأمانة‭ ‬الكلمة‭) ‬مؤكدًا‭ ‬سموه‭ ‬الكريم‭ (‬مساندة‭ ‬الصحافة‭ ‬البحرينية‭ ‬لتأدية‭ ‬رسالتها‭ ‬النبيلة،‭ ‬وأن‭ ‬لرجال‭ ‬الصحافة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬مواقف‭ ‬مُشرفة‭ ‬في‭ ‬تجسيد‭ ‬أمانة‭ ‬الكلمة‭ ‬المسؤولة‭).‬

ويتجلى‭ ‬من‭ ‬حديث‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬أثر‭ ‬الكلمة‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬والمجتمع،‭ ‬فللكلمة‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬والمجتمع،‭ ‬فمن‭ ‬خلالها‭ ‬يجتمع‭ ‬الناس‭ ‬ويختلفون،‭ ‬وقد‭ ‬تثار‭ ‬الفتن‭ ‬وتُشن‭ ‬الحروب‭ ‬بسبب‭ ‬كلمة،‭ ‬ويحصل‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬ينفعه‭ ‬من‭ ‬العِلم‭ ‬بكلمة،‭ ‬وإصلاح‭ ‬أمر‭ ‬الناس‭ ‬يتم‭ ‬بكلمة،‭ ‬فكلمة‭ ‬واحدة‭ ‬تكفي‭ ‬لبناء‭ ‬أمم‭ ‬وهدم‭ ‬بعضها،‭ ‬وبكلمة‭ ‬تبدأ‭ ‬حياة‭ ‬إنسان‭ ‬وتنهي‭ ‬وجود‭ ‬آخر‭.‬

‭ ‬للكلمة‭ ‬دور‭ ‬وأهمية‭ ‬وتأثيرها‭ ‬مُتعدد‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬الحياتي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬للأفراد‭ ‬وللمجتمعات‭.‬

ومن‭ ‬صفات‭ ‬الكلمة‭ ‬المسؤولة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تلتزم‭ ‬بها‭ ‬الصحافة‭ ‬والصحافيون،‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الكلمة‭ ‬قولا‭ ‬بحق‭ ‬مُجردة‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬باطل‭ ‬وزيف‭ ‬واتهام‭ ‬وافتراء‭ ‬وكذب،‭ ‬ومن‭ ‬زيف‭ ‬الكلام‭ ‬الإشاعات‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬بعض‭ ‬وسائل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬أداةً‭ ‬لترويجها‭. ‬

ولتخليص‭ ‬المجتمع‭ ‬وأفراده‭ ‬من‭ ‬تداعياتها‭ ‬فقد‭ ‬فرض‭ ‬المجتمع‭ ‬قانونًا‭ ‬تأديبيًا‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يتناول‭ ‬ذلك‭ ‬ضد‭ ‬الآخرين‭ ‬دونما‭ ‬دليل‭ ‬منه‭.‬

‭ ‬لذا،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتم‭ ‬صياغة‭ ‬الكلمة‭ ‬صياغة‭ ‬سليمة‭ ‬وتجريدها‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬بذيئة‭ ‬ومن‭ ‬الألفاظ‭ ‬الجارحة،‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬النبز‭ ‬والتعريض،‭ ‬فجمال‭ ‬الكلمة‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬عفتها‭ ‬وطهارة‭ ‬لفظها‭ ‬ونظافة‭ ‬النطق‭ ‬بها،‭ ‬ويقول‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الإمام‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬أبي‭ ‬طالب‭ ‬“عليه‭ ‬السلام”‭ (‬إياك‭ ‬وما‭ ‬يستهجن‭ ‬من‭ ‬الكلام‭ ‬فإنه‭ ‬يحبس‭ ‬عليك‭ ‬اللئام‭ ‬وينفر‭ ‬عنك‭ ‬الكرام‭). ‬

واحتفلت‭ ‬مؤخرا‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وقيادتها‭ ‬وشعبها‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للصحافة،‭ ‬يوم‭ ‬التنوير‭ ‬المجتمعي،‭ ‬يوم‭ ‬الكلمة‭ ‬النظيفة‭ ‬والمسؤولة،‭ ‬والبحرين‭ ‬زاخرة‭ ‬بصحافتها‭ ‬وصحفييها‭ ‬الذين‭ ‬يتشرفون‭ ‬بحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬الكلمة‭ ‬الصادقة‭ ‬النزيهة،‭ ‬ويعتزون‭ ‬بمساندة‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬والحكومة‭ ‬الرشيدة‭ ‬جهودهم‭ ‬الوطنية‭ ‬بخدمة‭ ‬بلادهم‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمنها‭ ‬واستقرارها‭.‬