أكدت بالحجج والأدلة أن شكوى الدوحة لا تستند إلى أي أساس قانوني

الإمارات تفند ادعاءات قطرية كيدية بجنيف

| أبوظبي ـ سكاي نيوز عربية

قدمت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬أمس‭ ‬الجمعة،‭ ‬بيانها‭ ‬أمام‭ ‬لجنة‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬التمييز‭ ‬العنصري‭ ‬في‭ ‬جنيف،‭ ‬مفندة‭ ‬الإدعاءات‭ ‬القطرية‭ ‬الكيدية،‭ ‬والتي‭ ‬زعمت‭ ‬أن‭ ‬التدابير‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬ردا‭ ‬على‭ ‬الممارسات‭ ‬القطرية‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬التطرف‭ ‬والجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬تشكل‭- ‬وفقا‭ ‬لادعاء‭ ‬قطر‭ ‬“تمييزًا‭ ‬عنصريًا”‭ ‬بموجب‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬أشكال‭ ‬التمييز‭ ‬العنصري‭ .‬

وفي‭ ‬استعراضها‭ ‬أمام‭ ‬اللجنة،‭ ‬قدمت‭ ‬الإمارات‭ ‬الحجج‭ ‬القانونية‭ ‬والأدلة‭ ‬الواقعية‭ ‬والإثباتات‭ ‬أن‭ ‬شكوى‭ ‬قطر‭ ‬لا‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬أساس‭ ‬قانوني،‭ ‬و”هو‭ ‬الأسلوب‭ ‬القطري‭ ‬المعتاد‭ ‬في‭ ‬تلفيق‭ ‬الادعاءات‭ ‬أمام‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية،‭ ‬إذ‭ ‬تشكل‭ ‬شكوى‭ ‬قطر‭ ‬أمام‭ ‬لجنة‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬التمييز‭ ‬العنصري‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬حملة‭ ‬العلاقات‭ ‬العامة‭ ‬القطرية‭ ‬المليئة‭ ‬بالمعلومات‭ ‬الملفقة‭ ‬والمغلوطة‭ ‬والتي‭ ‬ترمي‭ ‬إلى‭ ‬صرف‭ ‬الانتباه‭ ‬عن‭ ‬العواقب‭ ‬الوخيمة‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬المنطقة‭ ‬بسبب‭ ‬سياسات‭ ‬قطر‭ ‬الداعمة‭ ‬للإرهاب‭ ‬والجماعات‭ ‬المتطرفة،‭ ‬والتي‭ ‬نعاني‭ ‬من‭ ‬نتائجها‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬الحوادث‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬دول‭ ‬العالم”،‭ ‬حسبما‭ ‬أوردت‭ ‬وكالة‭ ‬الأنباء‭ ‬الإماراتية‭.‬

وأوضحت‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬كلمتها‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬لتسهيل‭ ‬دخول‭ ‬المواطنين‭ ‬القطريين‭ ‬المرحب‭ ‬بهم‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬السياسات‭ ‬السلبية‭ ‬لحكومتهم‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬الجماعات‭ ‬المتطرفة‭ ‬والإرهابية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أرجاء‭ ‬المنطقة‭.‬

وأكدت‭ ‬الإمارات‭ ‬علي‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬تم‭ ‬قطع‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬قطر‭ ‬في‭ ‬صيف‭ ‬2017،‭ ‬اعتمدت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬التدابير‭ ‬التي‭ ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬تعنت‭ ‬الدوحة‭ ‬في‭ ‬الوفاء‭ ‬بالتزاماتها،‭ ‬وأن‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬لم‭ ‬تستهدف‭ ‬الشعب‭ ‬القطري‭.‬

وأوضحت‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬موقفها‭ ‬بأنه‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التدابير،‭ ‬عدلت‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬الإجراء‭ ‬الممنوح‭ ‬للمواطنين‭ ‬القطريين‭ ‬بدخول‭ ‬أراضيها‭ ‬بدون‭ ‬تأشيرة،‭ ‬واستبدلت‭ ‬ذلك‭ ‬بنظام‭ ‬مجاني‭ ‬للتصريح‭ ‬بالدخول،‭ ‬والذي‭ ‬يتطلب‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬القطريين‭ ‬التقدم‭ ‬بطلب‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬موافقة‭ ‬قبل‭ ‬دخول‭ ‬الإمارات،‭ ‬ويجوز‭ ‬تقديم‭ ‬ذلك‭ ‬الإجراء‭ ‬إلكتروني‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خط‭ ‬هاتفي‭ ‬مباشر‭ ‬ساخن‭ ‬والذي‭ ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2017‭. ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬وضع‭ ‬شرط‭ ‬دخول‭ ‬لمواطني‭ ‬أي‭ ‬دولة،‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬اعتيادي‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬تصنيفه‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬“التمييز‭ ‬العنصري”‭ ‬ولا‭ ‬يمثل‭ ‬انتهاكًا‭ ‬لاتفاقية‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬أشكال‭ ‬التمييز‭ ‬العنصري،‭ ‬بحسب‭ ‬الوكالة‭.‬

وأشار‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬حمدان‭ ‬النقبي،‭ ‬مدير‭ ‬إدارة‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬والتعاون‭ ‬الدولي،‭ ‬ممثل‭ ‬الإمارات‭ ‬أمام‭ ‬لجنة‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬التمييز‭ ‬العنصري،‭ ‬إن‭ ‬“هذه‭ ‬القضية‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ينبغي‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬الأساس‭ ‬أن‭ ‬تُعرض‭ ‬على‭ ‬لجنة‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬التمييز‭ ‬العنصري‭ ‬التابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬فهذه‭ ‬الشكوى‭ ‬لا‭ ‬تتعلق‭ ‬بالتمييز‭ ‬العنصري،‭ ‬إنها‭ ‬مجرد‭ ‬محاولة‭ ‬من‭ ‬قطر‭ ‬لإساءة‭ ‬استخدام‭ ‬لجنة‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬التمييز‭ ‬العنصري‭ ‬وتطويعها‭ ‬لأغراض‭ ‬سياسية”‭.‬

وأضاف‭: ‬“إن‭ ‬التدابير‭ ‬المعقولة‭ ‬والمتناسبة‭ ‬والمتفقة‭ ‬مع‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬والتي‭ ‬تخص‭ ‬المواطنين‭ ‬القطريين‭ ‬لا‭ ‬تندرج‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التمييز‭ ‬العنصري‭ ‬الذي‭ ‬تحظره‭ ‬الاتفاقية،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الغرض‭ ‬من‭ ‬الاتفاقية‭ ‬هو‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬المعاملة‭ ‬التمييزية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الصفات‭ ‬الثابتة‭ ‬مثل‭ ‬العرق‭ ‬أو‭ ‬اللون‭ ‬أو‭ ‬النسب‭ ‬أو‭ ‬الأصل‭ ‬القومي‭ ‬أو‭ ‬الإثني،‭ ‬وعليه‭ ‬لم‭ ‬تقم‭ ‬الدولة‭ ‬بأي‭ ‬انتهاك‭ ‬للاتفاقية‭ ‬“‭.‬

كما‭ ‬لفتت‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬انتباه‭ ‬لجنة‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬التمييز‭ ‬العنصري‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قطر‭ ‬قدمت‭ ‬دعوى‭ ‬مماثلة‭ ‬في‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية،‭ ‬مع‭ ‬استمرارها‭ ‬في‭ ‬الإجراءين‭ ‬بشكل‭ ‬متزامن،‭ ‬وحثت‭ ‬اللجنة‭ ‬على‭ ‬الإقرار‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬مزدوج‭ ‬المسار‭ ‬يمثل‭ ‬إساءة‭ ‬لاستخدام‭ ‬نظام‭ ‬الاجراءات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قطر،‭ ‬بينما‭ ‬يقتضي‭ ‬النهج‭ ‬الصحيح‭ ‬أن‭ ‬تبت‭ ‬اللجنة‭ ‬في‭ ‬المسألة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تنتهج‭ ‬قطر‭ ‬خيار‭ ‬“تصعيد”‭ ‬النزاع‭ ‬إلى‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬واحد‭ ‬،‭ ‬قبل‭ ‬اكتمال‭ ‬إجراءات‭ ‬اللجنة،‭ ‬وعليه‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬اللجنة‭ ‬الامتناع‭ ‬عن‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬النزاع‭.‬

“وقد‭ ‬وجدنا‭ ‬التراجع‭ ‬القطري‭ ‬والمطالبة‭ ‬بتشكيل‭ ‬هيئة‭ ‬توفيق‭ ‬وفقا‭ ‬للمادة‭ ‬‮١٢‬‭ ‬من‭ ‬الاتفاقية،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬قطر‭ ‬قد‭ ‬تجاوزت‭ ‬اختصاص‭ ‬اللجنة‭ ‬وذهبت‭ ‬لرفع‭ ‬الموضوع‭ ‬لمحكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية،‭ ‬لذا‭ ‬تجد‭ ‬قطر‭ ‬نفسها‭ ‬متخبطة‭ ‬وفي‭ ‬موقف‭ ‬ضعيف‭ ‬أمام‭ ‬قوة‭ ‬الحجج‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات”‭.‬

ونشير‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كافة‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اتخاذها‭ ‬سهلت‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المواطن‭ ‬القطري،‭ ‬كما‭ ‬أشارت‭ ‬دفوعنا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الخلاف‭ ‬الأساسي‭ ‬هو‭ ‬التوجهات‭ ‬السياسية‭ ‬الداعمة‭ ‬للتطرف‭ ‬والإرهاب‭ ‬للحكومة‭ ‬القطرية‭.‬

وقد‭ ‬أوضح‭ ‬النقبي‭ ‬أن‭ ‬قطر‭ ‬“اختارت‭ ‬أسلوب‭ ‬رفع‭ ‬الشكاوي،‭ ‬اعتقاداً‭ ‬منها‭ ‬بأنه‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬الكيدي‭ ‬سيسبب‭ ‬الضرر‭ ‬للدول‭ ‬المقاطعة،‭ ‬والحقيقة‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الأجدر‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬قطر‭ ‬بمراجعة‭ ‬سياساتها‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب،‭ ‬حيث‭ ‬نري‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬توجه‭ ‬رفع‭ ‬الشكاوي‭ ‬يضر‭ ‬بقطر‭ ‬وسمعتها‭ ‬ويرتد‭ ‬عليها”‭.‬