أصحاب محال “الهملة” يشتكون.. و “سوق العمل” غائبة

“فري فيزا” يسمكرون السيارات بالشوارع

| المحرر الاقتصادي

اشتكى‭ ‬أصحاب‭ ‬محلات‭ ‬سمكرة‭ ‬وصبغ‭ ‬سيارات‭ ‬في‭ ‬الهملة‭ ‬من‭ ‬مزاحمة‭ ‬عمال‭ ‬“الفري‭ ‬فيزا”‭ ‬والعاملين‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تراخيص‭ ‬وسجلات‭ ‬تجارية،‭ ‬لأعمالهم‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬اضر‭ ‬بتجارتهم‭ ‬وسبب‭ ‬لهم‭ ‬خسائر‭ ‬كبيرة‭. ‬وقالوا‭ ‬إن‭ ‬هؤلاء‭ ‬يعملون‭ ‬على‭ ‬قارعة‭ ‬الطريق‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬محلات‭ ‬غير‭ ‬مرخصة‭ ‬بعيدة‭ ‬قليلا‭ ‬عن‭ ‬الشوارع‭ ‬العامة،‭ ‬بأسعار‭ ‬زهيدة‭ ‬كونهم،‭ ‬لا‭ ‬يدفعون‭ ‬مصاريف‭ ‬إضافية‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬الزبائن‭ ‬يفضلونهم‭ ‬بهدف‭ ‬التوفير‭.‬

وحمّلوا‭ ‬هيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬كاملة،‭ ‬اذ‭ ‬اعتبروها‭ ‬لا‭ ‬تقوم‭ ‬بدورها‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭ ‬خصوصا‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتفتيش‭ ‬والمتابعة‭.‬

وجالت‭ ‬“البلاد”‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الشوارع‭ ‬الخلفية‭ ‬لمنطقة‭ ‬الهملة‭ ‬الصناعية‭ (‬قرب‭ ‬سوق‭ ‬واقف‭) ‬ولاحظت‭ ‬وجود‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬العمالة‭ ‬الآسيوية‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬على‭ ‬سمكرة‭ ‬السيارات‭ ‬وحدادتها‭ ‬وإعادة‭ ‬صبغها‭ ‬بأسعار‭ ‬زهيدة‭.‬

ولوحظ‭ ‬أنهم‭ ‬يفترشون‭ ‬الطرقات‭ ‬الخلفية‭ ‬غير‭ ‬المعبدة،‭ ‬أي‭ ‬يعملون‭ ‬أمام‭ ‬دكاكين‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬فيها‭ ‬سجلات‭ ‬تجارية‭.‬

ويبادر‭ ‬هؤلاء‭ ‬العمال‭ ‬بسؤال‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬يمر‭ ‬الطريق‭ ‬بأن‭ ‬كان‭ ‬يريد‭ ‬صبغ‭ ‬سيارته‭ ‬أو‭ ‬تصليح‭ ‬الضربات‭ ‬التي‭ ‬فيها،‭ ‬ويعرضون‭ ‬أسعارا‭ ‬متدنية‭ ‬بأقل‭ ‬من‭ ‬20‭% ‬أو‭ ‬30‭% ‬عن‭ ‬أسعار‭ ‬الكراجات‭ ‬العادية‭.‬

من‭ ‬جهته‭ ‬يقول‭ ‬صاحب‭ ‬محل‭ ‬سمكرة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬ويدعى‭ ‬حسين‭ ‬سلمان‭ ‬انه‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يستقبل‭ ‬زبائن‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬السابق،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬آسيويين‭ ‬من‭ ‬الفري‭ ‬فيزا‭ ‬يقفون‭ ‬بأول‭ ‬الشارع‭ ‬ويصطادون‭ ‬السيارات‭ ‬الداخلة‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة‭ ‬ويعرضون‭ ‬عليهم‭ ‬إنجاز‭ ‬العمل‭ ‬وصبغ‭ ‬السيارة‭ ‬بأسعار‭ ‬قليلة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أضر‭ ‬بتجارته‭ ‬وكبده‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخسائر‭.‬

وبين‭ ‬أن‭ ‬محله‭ ‬مرخص‭ ‬ويدفع‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يترتب‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬مصاريف‭ ‬كالإيجار‭ ‬والكهرباء‭ ‬ورسوم‭ ‬السجل‭ ‬ورواتب‭ ‬العمال‭ ‬ورسوم‭ ‬هيئة‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬الكلفة‭ ‬مرتفعة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعله‭ ‬غير‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬منافسة‭ ‬هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يتكلفون‭ ‬أي‭ ‬شيء،‭ ‬سوى‭ ‬الأدوات‭ ‬وأحيانا‭ ‬إيجار‭ ‬محل‭.‬

ودعا‭ ‬هيئة‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬إلى‭ ‬تكثيف‭ ‬التفتيش‭ ‬على‭ ‬هؤلاء،‭ ‬لحمايته‭ ‬هو‭ ‬ومن‭ ‬مثله‭ ‬في‭ ‬السوق‭.‬

وأيد‭ ‬أبو‭ ‬نواف،‭ ‬وهو‭ ‬صاحب‭ ‬محل‭ ‬سمكرة‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬المنطقة‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬به‭ ‬سلمان،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬المسألة‭ ‬باتت‭ ‬كأنها‭ ‬سوق‭ ‬سوداء،‭ ‬حيث‭ ‬يعمل‭ ‬هؤلاء‭ ‬بحرية‭ ‬تامة‭ ‬دون‭ ‬حسيب‭ ‬أو‭ ‬رقيب‭.‬

وتساءل‭ ‬“كيف‭ ‬لنا‭ ‬نحن‭ ‬أصحاب‭ ‬المحلات‭ ‬الرسمية‭ ‬منافسة‭ ‬هؤلاء،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تمت‭ ‬مقارنة‭ ‬الكفلة،‭ (...) ‬بالتأكيد‭ ‬لن‭ ‬نستطيع”‭.‬

من‭ ‬جهته‭ ‬يقول‭ ‬أحد‭ ‬الزبائن‭ ‬الذي‭ ‬فضل‭ ‬عدم‭ ‬ذكر‭ ‬اسمه‭ ‬انه‭ ‬اتفق‭ ‬مع‭ ‬أحد‭ ‬هؤلاء‭ ‬العمال‭ ‬لسمكرة‭ ‬وصبغ‭ ‬جانب‭ ‬كامل‭ ‬من‭ ‬سيارته‭ ‬اصابها‭ ‬حادث‭ ‬بحوالي‭ ‬70‭ ‬دينارا،‭ ‬فيما‭ ‬طلب‭ ‬معظم‭ ‬المحلات‭ ‬التي‭ ‬داخل‭ ‬السوق‭ ‬بين‭ ‬120‭ ‬و140‭ ‬دينارا‭.‬

وتابع‭ ‬“بصراحة‭ ‬سيارتي‭ ‬قديمة‭ ‬وأنا‭ ‬لا‭ ‬أبحث‭ ‬عن‭ ‬الجودة،‭ ‬أريد‭ ‬تصليحها‭ ‬وصبغها‭ ‬بأقل‭ ‬التكاليف،‭ (...) ‬وجدت‭ ‬عند‭ ‬هؤلاء‭ ‬طلبي،‭ ‬ولا‭ ‬يهمني‭ ‬أن‭ ‬كانوا‭ ‬نظاميين‭ ‬أم‭ ‬لا”‭.‬

وعند‭ ‬سؤاله‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يقوموا‭ ‬بالعمل‭ ‬بالطريقة‭ ‬الصحيحة‭ ‬كونه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬لديهم‭ ‬محل‭ ‬وأدوات‭ ‬كاملة،‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬مسألة‭ ‬الحدادة‭ ‬والصبغ‭ ‬لسيارة‭ ‬مثل‭ ‬سيارتي‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬ضمان،‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬معهم‭ ‬على‭ ‬دفع‭ ‬20‭ ‬دينارا‭ ‬مقدما،‭ ‬وعند‭ ‬الاستلام‭ (‬شرط‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬العمل‭ ‬مقبولا‭) ‬أدفع‭ ‬الباقي‭. ‬أحد‭ ‬العمالة‭ ‬تلك‭ ‬تحدث‭ ‬مع‭ ‬“البلاد”‭ ‬ضنا‭ ‬منه‭ ‬بأننا‭ ‬زبائن،‭ ‬يقول‭ ‬“نحن‭ ‬لا‭ ‬نضر‭ ‬أحدا،‭ ‬السوق‭ ‬مفتوحة‭ ‬ونحن‭ ‬نقدم‭ ‬أسعارا‭ ‬تنافسية‭ ‬والناس‭ ‬تريد‭ ‬الرخيص”‭.‬

وتابع‭ ‬“استأجرت‭ ‬محلا‭ ‬مع‭ ‬الكهرباء‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬سجل‭ ‬تجاري‭ ‬بالاتفاق‭ ‬مع‭ ‬صاحب‭ ‬العمارة،‭ ‬وبدأت‭ ‬بالعمل‭ ‬ونحن‭ ‬3‭ ‬شركاء،‭ (...) ‬السوق‭ ‬ضعيف‭ ‬ولكننا‭ ‬نعمل”‭.‬

وعند‭ ‬سؤاله‭ ‬لماذا‭ ‬أسعاركم‭ ‬رخيصة‭ ‬قياسا‭ ‬بالمحال‭ ‬الأخرى‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬الجودة‭ ‬هي‭ ‬هي،‭ ‬ولكنهم‭ ‬يرضون‭ ‬بربح‭ ‬قليل‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬المحلات‭ ‬الأخرى،‭ ‬ولم‭ ‬يعترف‭ ‬بأن‭ ‬رسوم‭ ‬الهيئة‭ ‬والسجل‭ ‬التجاري‭ ‬تحدث‭ ‬فرقا‭.‬

ويوجد‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ (‬أرقام‭ ‬غير‭ ‬رسمية‭) ‬حوالي‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬عامل‭ ‬مخالف‭.‬