فجر جديد

بحرينيون في “نوتردام”

| إبراهيم النهام

اللفته‭ ‬الجميلة‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬ممثلو‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي،‭ ‬وجمعية‭ (‬هذه‭ ‬هي‭ ‬البحرين‭) ‬بزيارة‭ ‬كنيسة‭ (‬نوتردام‭) ‬بباريس،‭ ‬تحمل‭ ‬بثناياها‭ ‬رسالة‭ ‬محبة‭ ‬وسلام،‭ ‬من‭ ‬شعب‭ ‬عربي‭ ‬عُرف‭ ‬أبناؤه‭ ‬كسفراء‭ ‬خير‭ ‬لبلدهم،‭ ‬أينما‭ ‬كانوا‭.‬

هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬تخاطب‭ ‬بثناياها‭ ‬مختلف‭ ‬الشعوب،‭ ‬حول‭ ‬ماهية‭ ‬هذه‭ ‬الرقعة‭ ‬الجغرافية‭ ‬الصغيرة‭ ‬من‭ ‬العالم،‭ ‬وكيف‭ ‬استطاعت‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬طويلة،‭ ‬لأن‭ ‬تكون‭ ‬موئلاً‭ ‬للتسامح‭ ‬والتقارب‭ ‬الديني‭.‬

‭ ‬وكانت‭ ‬الصحف‭ ‬المحلية‭ ‬قد‭ ‬أطلت‭ ‬علينا‭ ‬صبيحة‭ ‬يوم‭ ‬أمس،‭ ‬بصور‭ ‬الوفد‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬تشارك‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬منه،‭ ‬بدينه،‭ ‬وبمذهبه،‭ ‬وعقيدته،‭ ‬أحزان‭ ‬الفرنسيين‭ ‬على‭ ‬كنيستهم‭ ‬المحُترقة،‭ ‬بتجانس‭ ‬جميل،‭ ‬يؤكد‭ ‬للعالم‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬هي‭ ‬موطن‭ ‬كل‭ ‬الشعوب،‭ ‬والأديان،‭ ‬والملل‭.‬

‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬تُعد‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬نوعها،‭ ‬بعد‭ ‬نظيرتها‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2015،‭ ‬حيث‭ ‬تستحضر‭ ‬مجددًا‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬يحملها‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لعاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى،‭ ‬حول‭ ‬نشر‭ ‬مفاهيم‭ ‬التعايش‭ ‬والتسامح،‭ ‬والحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان،‭ ‬وأهمية‭ ‬النظر‭ ‬إليها‭ ‬كهامة‭ ‬للبشرية،‭ ‬ولبقائها‭.‬

في‭ ‬العاصمة‭ ‬المنامة،‭ ‬وبمسافة‭ ‬لا‭ ‬تتخطى‭ ‬الكيلومترين،‭ ‬تتجاور‭ ‬الكنائس‭ ‬والمعابد‭ ‬والمساجد‭ ‬والمآتم،‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب،‭ ‬في‭ ‬تمازج‭ ‬مذهل،‭ ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬له،‭ ‬لتحكي‭ ‬لأبنائنا،‭ ‬وللعالم،‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬أُسست‭ ‬كدولة‭ ‬للسلام،‭ ‬ولحرية‭ ‬العقيدة‭ ‬والمذهب‭.‬

‭ ‬وفي‭ ‬المناسبات‭ ‬الدينية،‭ ‬تتبلور‭ ‬هذه‭ ‬الصور‭ ‬والمشاهدات‭ ‬بأروع‭ ‬أشكالها،‭ ‬وألوانها،‭ ‬حيث‭ ‬تفتح‭ ‬دور‭ ‬العبادة‭ ‬أبوابها،‭ ‬للتزاور،‭ ‬والكل‭ ‬يتمنى‭ ‬لشريكه‭ ‬المُختلف،‭ ‬كل‭ ‬الخير،‭ ‬إنها‭ ‬البحرين‭ ‬المغايرة،‭ ‬التي‭ ‬أضحت‭ ‬اليوم‭ ‬وبسواعد‭ ‬أبنائها،‭ ‬هامة‭ ‬للبشرية،‭ ‬تُحترم،‭ ‬وتُقدر،‭ ‬ويُنظر‭ ‬إليها‭ ‬بكل‭ ‬تقدير‭ ‬وإعجاب‭.‬