الثقة المفرطة واحتفالات نصف النهائي وراء الخسارة

المنامة‭... ‬سبعة‭ ‬عشر‭ ‬عجاف‭ ‬خليجيا

| محمد الدرازي

تواصل‭ ‬غياب‭ ‬الأندية‭ ‬الوطنية‭ ‬لكرة‭ ‬السلة‭ ‬عن‭ ‬تحقيق‭ ‬لقب‭ ‬البطولة‭ ‬الخليجية‭ ‬للأندية‭ ‬الأبطال‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬عصيا‭ ‬على‭ ‬فرقنا‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عقد‭ ‬ونصف‭.‬

وكان‭ ‬آخر‭ ‬لقب‭ ‬خليجي‭ ‬قد‭ ‬تحقق‭ ‬بواسطة‭ ‬فريق‭ ‬المنامة‭ ‬عام‭ ‬2001،‭ ‬عندما‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬الكأس‭ ‬في‭ ‬النسخة‭ ‬الحادية‭ ‬والعشرين‭ ‬التي‭ ‬استضافها‭ ‬وأقيمت‭ ‬منافساتها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬المملكة‭.‬

وتواجدت‭ ‬أندية‭ ‬السلة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬البطولات‭ ‬الخليجية‭ ‬بقوة‭ ‬ممثلة‭ ‬بفريقي‭ ‬المنامة‭ ‬والأهلي‭ ‬صاحبي‭ ‬النصيب‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬المشاركات‭ ‬الخليجية‭.‬

المنامة‭ ‬وخلال‭ ‬مشاركاته‭ ‬في‭ ‬البطولة،‭ ‬ظفر‭ ‬باللقب‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬مناسبتين‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬حقق‭ ‬لقب‭ ‬نسختي‭ ‬1995‭ ‬و2001‭ ‬اللتين‭ ‬أقيمتا‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬يمتلك‭ ‬الأهلي‭ ‬الرصيد‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬مرات‭ ‬الفوز‭ ‬باللقب‭ ‬الذي‭ ‬حققه‭ ‬عامي‭ ‬1985‭ ‬و1988‭. ‬

أمّا‭ ‬فريق‭ ‬المحرق،‭ ‬الذي‭ ‬سجل‭ ‬ظهوره‭ ‬في‭ ‬البطولة‭ ‬في‭ ‬4‭ ‬مناسبات،‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬اللقب‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مشاركاته‭.‬

اللقب‭ ‬يعاند‭ ‬المنامة

وبات‭ ‬لقب‭ ‬البطولة‭ ‬الخليجية‭ ‬يعاند‭ ‬فريق‭ ‬المنامة‭ ‬للموسم‭ ‬الخامس‭ ‬على‭ ‬التوالي،‭ ‬إذ‭ ‬بعد‭ ‬3‭ ‬مواسم‭ ‬من‭ ‬حصول‭ ‬زعيم‭ ‬كرة‭ ‬السلة‭ ‬البحرينية‭ ‬على‭ ‬المركز‭ ‬الثالث‭ ‬في‭ ‬البطولة،‭ ‬ابتسم‭ ‬الحظ‭ ‬له‭ ‬أخيرا‭ ‬في‭ ‬بلوغ‭ ‬المباراة‭ ‬النهائية‭ ‬في‭ ‬الموسمين‭ ‬الماضي‭ ‬والجاري،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬تحقيق‭ ‬اللقب‭ ‬بات‭ ‬عصيا‭ ‬على‭ ‬الفريق‭ ‬الأزرق‭.‬

الامارات‭ ‬تواصل‭ ‬احتكار‭ ‬البطولة

وتواصل‭ ‬احتكار‭ ‬الأندية‭ ‬الإماراتية‭ ‬للبطولة‭ ‬للسنة‭ ‬الخامسة‭ ‬على‭ ‬التوالي،‭ ‬إذ‭ ‬بعد‭ ‬سيطرة‭ ‬أندية‭ ‬قطر‭ ‬على‭ ‬البطولة‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬2012،‭ ‬2013‭ ‬و2014،‭ ‬بسطت‭ ‬الإمارات‭ ‬هيمنتها‭ ‬على‭ ‬عرش‭ ‬البطولة‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬2015‭ ‬الذي‭ ‬توّج‭ ‬فيه‭ ‬الأهلي‭ ‬بطلا‭ ‬للمسابقة،‭ ‬وحافظ‭ ‬على‭ ‬لقبه‭ ‬عامي‭ ‬2016‭ ‬و2017،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬الشارقة‭ ‬لقب‭ ‬النسخة‭ ‬الماضية‭ ‬2018‭.‬

الثقة‭ ‬المفرطة

إخفاق‭ ‬المنامة‭ ‬المتكرر‭ ‬في‭ ‬منافسات‭ ‬البطولة،‭ ‬وفشله‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬اللقب‭ ‬للموسم‭ ‬الثاني‭ ‬على‭ ‬التوالي‭ ‬الذي‭ ‬يصعد‭ ‬فيه‭ ‬الفريق‭ ‬إلى‭ ‬المباراة‭ ‬النهائية،‭ ‬كشف‭ ‬عن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬حرمته‭ ‬من‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬الكأس‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬تهيئة‭ ‬الأرضية‭ ‬الخصبة‭ ‬للفريق،‭ ‬لاسيما‭ ‬بعد‭ ‬إخفاقه‭ ‬المحلي‭ ‬المتمثل‭ ‬بفقدانه‭ ‬بطولتي‭ ‬الدوري‭ ‬والكأس‭.‬

ومن‭ ‬أهم‭ ‬تلك‭ ‬الأسباب‭ ‬هي‭ ‬الثقة‭ ‬المفرطة‭ ‬التي‭ ‬اجتاحت‭ ‬لاعبي‭ ‬فريق‭ ‬المنامة‭ ‬عقب‭ ‬الفوز‭ ‬على‭ ‬فريق‭ ‬شباب‭ ‬أهلي‭ ‬دبي‭ ‬الإماراتي‭ ‬في‭ ‬مواجهات‭ ‬الدور‭ ‬نصف‭ ‬النهائي،‭ ‬وتسببت‭ ‬في‭ ‬حرمان‭ ‬زعيم‭ ‬كرة‭ ‬السلة‭ ‬البحرينية‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬اللقب‭ ‬الخليجي‭.‬

ثقة‭ ‬اللاعبين‭ ‬المفرطة‭ ‬والتسليم‭ ‬بحصول‭ ‬الفريق‭ ‬على‭ ‬لقب‭ ‬البطولة‭ ‬أثرت‭ ‬سلبا‭ ‬وانعكست‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬الفريق‭ ‬بالنحو‭ ‬الغير‭ ‬منتظر‭ ‬والمتوقع‭ ‬حدوثه‭.‬

سيناريو‭ ‬مكرر

وجاء‭ ‬سيناريو‭ ‬المباراة‭ ‬النهائية‭ ‬للنسخة‭ ‬الجديدة‭ ‬من‭ ‬البطولة‭ ‬الخليجية،‭ ‬مكررا‭ ‬وطبق‭ ‬الأصل‭ ‬لنهائي‭ ‬النسخة‭ ‬الماضية‭ ‬التي‭ ‬أقيمت‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬العمانية‭ ‬مسقط‭.‬

وتشابه‭ ‬سيناريو‭ ‬المباراتين‭ ‬في‭ ‬بسط‭ ‬الفريق‭ ‬الاماراتي‭ ‬بقيادة‭ ‬المدرب‭ ‬عبدالحميد‭ ‬ابراهيم،‭ ‬سيطرته‭ ‬وفرض‭ ‬أفضليته‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬بداية‭ ‬المباراة‭ ‬وحتى‭ ‬النهاية‭.‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬فريق‭ ‬المنامة‭ ‬إلا‭ ‬ملاحقة‭ ‬منافسه‭ ‬وتقليص‭ ‬الفارق‭ ‬الذي‭ ‬يحدثه‭ ‬الشارقة‭.‬

المشهد‭ ‬تكرر‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬أرقام‭ ‬المباراتين،‭ ‬إذ‭ ‬تعادلت‭ ‬النتيجة‭ ‬في‭ ‬مناسبة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬لقاء،‭ ‬حيث‭ ‬عادل‭ ‬المنامة‭ ‬النتجية‭ ‬في‭ ‬نهائي‭ ‬الموسم‭ ‬الماضي‭ ‬بنهاية‭ ‬الشوط‭ ‬الأول‭ ‬47‭/‬47،‭ ‬فيما‭ ‬جاء‭ ‬التعادل‭ ‬الوحيد‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الأخير‭ ‬بواسطة‭ ‬ثلاثية‭ ‬لاعب‭ ‬61‭/‬61‭.‬

‭ ‬وكان‭ ‬للاستعجال‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬التصويب‭ ‬الثلاثي‭ ‬نصيب‭ ‬في‭ ‬تشابه‭ ‬الأحداث،‭ ‬إذ‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬فيه‭ ‬الفريق‭ ‬بحاجة‭ ‬لضمان‭ ‬إحراز‭ ‬النقاط،‭ ‬يصر‭ ‬لاعبو‭ ‬المنامة‭ ‬على‭ ‬التصويبات‭ ‬الثلاثية‭ ‬الغير‭ ‬مركزة‭ ‬بسبب‭ ‬الاستعجال‭ ‬في‭ ‬إنهاء‭ ‬الهجمات،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أعطى‭ ‬الشارقة‭ ‬فرص‭ ‬متتالية‭ ‬لأن‭ ‬يوسع‭ ‬الفارق‭ ‬وينهي‭ ‬اللقاءين‭ ‬لصالحه‭.‬

عدم‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الدرس

وبكل‭ ‬تأكيد،‭ ‬فإن‭ ‬الفريق‭ ‬المنامي،‭ ‬لم‭ ‬يستوعب‭ ‬درس‭ ‬البطولة‭ ‬الخليجية‭ ‬الماضية‭ ‬جيدا،‭ ‬برغم‭ ‬التجربة‭ ‬المرة‭ ‬والحسرة‭ ‬التي‭ ‬مروا‭ ‬بها‭.‬

المنامة‭ ‬دعم‭ ‬نفسه‭ ‬بمدير‭ ‬فني‭ ‬جديد‭ ‬بعد‭ ‬التعاقد‭ ‬مع‭ ‬المدرب‭ ‬الوطني‭ ‬سلمان‭ ‬رمضان،‭ ‬وعزز‭ ‬عناصره‭ ‬بمحترفين‭ ‬جدد،‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬كله،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يفهم‭ ‬الدرس‭ ‬الأهم،‭ ‬فقد‭ ‬اختلفت‭ ‬الظروف‭ ‬وبقت‭ ‬النتيجة‭ ‬واحدة‭.‬

حنكة‭ ‬عبدالحميد

تفوق‭ ‬المدرب‭ ‬الإماراتي‭ ‬عبدالحميد‭ ‬ابراهيم‭ ‬على‭ ‬المدربين‭ ‬الوطنيين‭ ‬سلمان‭ ‬رمضان‭ ‬وعقيل‭ ‬ميلاد‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬المباراة‭ ‬ومجاراتها‭ ‬تكتيكيا،‭ ‬حيث‭ ‬نجح‭ ‬الفريق‭ ‬الإماراتي‭ ‬بفضل‭ ‬حنكة‭ ‬مدربه‭ ‬في‭ ‬امتصاص‭ ‬ضغط‭ ‬المنامة‭ ‬وغلق‭ ‬المساحات‭ ‬أمام‭ ‬أهم‭ ‬مصوبي‭ ‬الفريق‭ ‬والتقليل‭ ‬من‭ ‬نقاط‭ ‬قوتهم‭.‬

 

يا‭ ‬فرحة‭ ‬ما‭ ‬تمت

عاشت‭ ‬جماهير‭ ‬فريق‭ ‬المنامة‭ ‬فرحة‭ ‬عارمة‭ ‬عقب‭ ‬فوز‭ ‬فريقها‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬شباب‭ ‬أهلي‭ ‬دبي‭ ‬في‭ ‬الدور‭ ‬نصف‭ ‬النهائي‭.‬

واقتحمت‭ ‬الجماهير‭ ‬المنامية‭ ‬أرضية‭ ‬الملعب‭ ‬بعد‭ ‬صافرة‭ ‬النهاية،‭ ‬وأفرطت‭ ‬في‭ ‬الفرحة‭ ‬مع‭ ‬لاعبي‭ ‬فريقها،‭ ‬وكأن‭ ‬الفريق‭ ‬قد‭ ‬رفع‭ ‬كأس‭ ‬البطولة‭.‬

هذا‭ ‬الأمر‭ ‬ساهم‭ ‬بقدر‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬معنويات‭ ‬اللاعبين‭ ‬بشكل‭ ‬زائد‭ ‬عن‭ ‬اللزوم،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬الخطوة‭ ‬الأهم‭ ‬لم‭ ‬تأت‭ ‬بعد‭.‬

وانتابت‭ ‬جماهير‭ ‬المنامة‭ ‬الأحزان‭ ‬بعد‭ ‬خسارة‭ ‬الفريق‭ ‬للمواجهة‭ ‬النهائية‭.‬