أسباب صعوده إلى أعلى مستوى في 22 شهرًا

لماذا يتفوق الدولار الأميركي؟

| دبي - وكالات

تعيش‭ ‬العملة‭ ‬الأميركية‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الحالية‭ ‬أفضل‭ ‬حالاتها‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬2019،‭ ‬فمؤشر‭ ‬الدولار‭ ‬الرئيسي‭ ‬يُسجل‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى‭ ‬منذ‭ ‬22‭ ‬شهرًا،‭ ‬لتتفوق‭ ‬الورقة‭ ‬الخضراء‭ ‬على‭ ‬باقي‭ ‬أقرانها‭ ‬من‭ ‬العملات‭ ‬الرئيسية‭.‬

‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الدولار‭ ‬أظهر‭ ‬ضعفًا‭ ‬في‭ ‬الأداء‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬العام‭ ‬الجاري،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬شهد‭ ‬مؤخرًا‭ ‬تحسنًا‭ ‬ملموسًا‭ ‬بدعم‭ ‬عوامل‭ ‬عديدة‭ ‬أبرزها‭ ‬هدوء‭ ‬المخاوف‭ ‬تجاه‭ ‬السياسة‭ ‬النقدية،‭ ‬وتحسن‭ ‬البيانات‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ضعف‭ ‬أداء‭ ‬باقي‭ ‬العملات‭.‬

وفي‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬سجل‭ ‬مؤشر‭ ‬الدولار‭ ‬الرئيسي‭ ‬والذي‭ ‬يقيس‭ ‬الأداء‭ ‬أمام‭ ‬6‭ ‬عملات‭ ‬رئيسية‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى‭ ‬في‭ ‬22‭ ‬شهرًا‭ ‬حيت‭ ‬تجاوز‭ ‬مستوى‭ ‬98‭.‬32‭.‬

تحسن‭ ‬البيانات‭ ‬الاقتصادية

كان‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬تدهور‭ ‬أداء‭ ‬الدولار‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬هو‭ ‬الإغلاق‭ ‬الحكومي‭ ‬بسبب‭ ‬أزمة‭ ‬بناء‭ ‬الجدار‭ ‬الحدودي‭ ‬وما‭ ‬ترتب‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬توقعات‭ ‬بتباطؤ‭ ‬حاد‭ ‬للاقتصاد‭ ‬قد‭ ‬يصل‭ ‬للركود‭.‬

‭ ‬وتأكد‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬عبر‭ ‬البيانات‭ ‬السلبية‭ ‬وتخفيض‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬لتقديرات‭ ‬نمو‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭.‬

ولكن‭ ‬منذ‭ ‬الشهر‭ ‬الماضي‭ ‬والبيانات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬تتحسن‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬خفض‭ ‬الصندوق‭ ‬مجددًا‭ ‬تقديرات‭ ‬النمو‭.‬

وأظهرت‭ ‬البيانات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬أن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأميركي‭ ‬أضاف‭ ‬196‭ ‬ألف‭ ‬وظيفة‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬مقارنة‭ ‬مع‭ ‬33‭ ‬ألف‭ ‬وظيفة‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬أقل‭ ‬مستوى‭ ‬في‭ ‬17‭ ‬شهرًا‭.‬

‭ ‬وواصلت‭ ‬البيانات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬تعافيها،‭ ‬حيث‭ ‬ارتفعت‭ ‬مبيعات‭ ‬التجزئة‭ ‬الأميركية‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬أيضًا‭ ‬بأعلى‭ ‬وتيرة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬ونصف‭ ‬وذلك‭ ‬بنحو‭ ‬1‭.‬6‭ %.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬قطاع‭ ‬العقارات‭ ‬الأميركي‭ ‬أظهر‭ ‬تحسنًا‭ ‬ملحوظًا،‭ ‬حيث‭ ‬ارتفعت‭ ‬المبيعات‭ ‬الجديدة‭ ‬للمنازل‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬كذلك‭ ‬إلى‭ ‬692‭ ‬ألف‭ ‬وحدة،‭ ‬وهو‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى‭ ‬منذ‭ ‬نوفمبر‭ ‬2017‭.‬

وخارج‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬فإن‭ ‬اقتصاد‭ ‬الصين‭ ‬الذي‭ ‬أثار‭ ‬مخاوف‭ ‬كثيرة‭ ‬مؤخرًا‭ ‬حول‭ ‬تباطؤه‭ ‬أظهر‭ ‬تحسنًا‭ ‬في‭ ‬الأداء‭ ‬حيث‭ ‬نما‭ ‬عند‭ ‬مستوى‭ ‬6‭.‬4‭ % ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬متجاوزًا‭ ‬التقديرات‭ ‬عند‭ ‬6‭.‬3‭ %.‬

انحسار‭ ‬الذعر‭ ‬من‭ ‬سياسة‭ ‬الفيدرالي

في‭ ‬الشهر‭ ‬الماضي‭ ‬نمت‭ ‬مخاوف‭ ‬المستثمرين‭ ‬تجاه‭ ‬بنك‭ ‬الاحتياطي‭ ‬الفيدرالي‭ ‬عقب‭ ‬اجتماعه‭ ‬الأخير‭ ‬والذي‭ ‬أعلن‭ ‬تراجعه‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬قرار‭ ‬يخص‭ ‬زيادة‭ ‬معدل‭ ‬الفائدة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭.‬

وقال‭ ‬البنك‭ ‬عقب‭ ‬اجتماعه‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬الذي‭ ‬قرّر‭ ‬خلاله‭ ‬تثبيت‭ ‬معدل‭ ‬الفائدة‭ ‬إنه‭ ‬يتوقع‭ ‬عدم‭ ‬رفع‭ ‬معدل‭ ‬الفائدة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬مقابل‭ ‬التوقعات‭ ‬السابقة‭ ‬لزيادتها‭ ‬مرتين،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬خفض‭ ‬تقديراتها‭ ‬زيادتها‭ ‬في‭ ‬2020‭ ‬من‭ ‬مرتين‭ ‬إلى‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭.‬

تدهور‭ ‬أوضاع‭ ‬الاقتصاديات‭ ‬الأخرى

وإن‭ ‬كانت‭ ‬الأوضاع‭ ‬تتحسن‭ ‬داخل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬فإن‭ ‬عدم‭ ‬اليقين‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يسيطر‭ ‬على‭ ‬الأجواء‭ ‬داخل‭ ‬أوروبا،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يضغط‭ ‬على‭ ‬اليورو‭ ‬والاسترليني‭ ‬ويدعم‭ ‬مركز‭ ‬الدولار‭.‬

‭ ‬ويتضح‭ ‬ذلك‭ ‬التراجع‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬أصعدة،‭ ‬فمؤشر‭ ‬مديري‭ ‬المشتريات‭ ‬المركب‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬اليورو‭ ‬سجل‭ ‬مستوى‭ ‬51‭.‬3‭ ‬نقطة‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬الجاري،‭ ‬وهو‭ ‬ثالث‭ ‬أدنى‭ ‬مستوى‭ ‬منذ‭ ‬نوفمبر‭ ‬2014،‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬انكماش‭ ‬النشاط‭ ‬الصناعي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬اليورو‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬التضخم‭ ‬داخل‭ ‬منطقة‭ ‬اليورو‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬التباطؤ‭ ‬حيث‭ ‬وصل‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬عند‭ ‬مستوى‭ ‬1‭.‬4‭ %.‬

وصرح‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬صانعي‭ ‬السياسة‭ ‬في‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬الأوروبي‭ ‬أن‭ ‬توقعات‭ ‬البنك‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وردية‭ ‬للغاية‭ ‬مقارنة‭ ‬بالواقع‭ ‬لأن‭ ‬النمو‭ ‬الضعيف‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬والتوترات‭ ‬التجارية‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬قائمة‭.‬

ووجّهت‭ ‬مذكرة‭ ‬لبنك‭ ‬“جولدمان‭ ‬ساكس”‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬الشهر‭ ‬الجاري‭ ‬بشراء‭ ‬الدولار‭ ‬والسندات‭ ‬بسبب‭ ‬الاضطرابات‭ ‬في‭ ‬الأفق‭ ‬بالنسبة‭ ‬للاقتصاديات‭ ‬الأخرى‭.‬

وترى‭ ‬المذكرة‭ ‬أن‭ ‬الدولار‭ ‬هو‭ ‬أفضل‭ ‬رهان‭.‬