نقلة نوعية في سرعة إصدار التراخيص

“بنايات”.. دعم القطاع العقاري في البحرين

| المنامة - مباشر

يبدو‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬بنايات‭ ‬لإصدار‭ ‬رخص‭ ‬البناء‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬سيحوّل‭ ‬القطاع‭ ‬العقاري‭ ‬إلى‭ ‬قطاع‭ ‬تنموي‭ ‬تطويري‭ ‬يعزّز‭ ‬الاقتصاد‭ ‬ويساهم‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬التنمية‭. ‬ووفق‭ ‬الرؤية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للبحرين‭ ‬2030،‭ ‬تستهدف‭ ‬المملكة‭ ‬جعل‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬شريكًا‭ ‬أساسيًّا‭ ‬في‭ ‬الدفع‭ ‬بعجلة‭ ‬التنمية‭ ‬والتطوير‭ ‬ودعم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭.‬

ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬النظام‭ ‬الجديد‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬سرعة‭ ‬إصدار‭ ‬الرخص‭ ‬العقارية،‭ ‬وسيفتح‭ ‬المجال‭ ‬لاستقطاب‭ ‬المشاريع‭ ‬الاستثمارية‭ ‬في‭ ‬عقارات‭ ‬البحرين‭ ‬بسهولة،‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تسهيل‭ ‬إجراءات‭ ‬إصدار‭ ‬التراخيص‭.‬

ما‭ ‬هو‭ ‬“بنايات”؟

هو‭ ‬النظام‭ ‬المعني‭ ‬بإصدار‭ ‬تراخيص‭ ‬البناء‭ ‬لجميع‭ ‬المشاريع‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬استثمارية‭ ‬أم‭ ‬سكنية‭ ‬أم‭ ‬صناعية‭ ‬أم‭ ‬تجارية‭ ‬أم‭ ‬خلافه‭.‬

ويسمح‭ ‬النظام‭ ‬للمكاتب‭ ‬الهندسية‭ ‬المرخصة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬تقديم‭ ‬طلبات‭ ‬رخص‭ ‬البناء،‭ ‬والاستعلام‭ ‬عن‭ ‬حالتها،‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬خدمات‭ ‬استشارية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬المعنية،‭ ‬ودفع‭ ‬الرسوم،‭ ‬والاستعلام‭ ‬عن‭ ‬التشريعات‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬خدمات‭ ‬أخرى‭ ‬متعلقة‭ ‬بالبناء‭.‬

ويقوم‭ ‬النظام‭ ‬على‭ ‬ثلاث‭ ‬مراحل،‭ ‬الأولى‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬إلكتروني‭ ‬مطور‭ ‬لإصدار‭ ‬تراخيص‭ ‬البناء‭ ‬تم‭ ‬الانتهاء‭ ‬منها،‭ ‬والثانية‭ ‬تتمحور‭ ‬حول‭ ‬إصدار‭ ‬دليل‭ ‬موحد‭ ‬لاشتراطات‭ ‬تراخيص‭ ‬البناء‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬تطبيقه‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬الماضي‭.‬

‭ ‬ويتضمن‭ ‬الدليل‭ ‬اشتراطات‭ ‬التخطيط‭ ‬والتطوير‭ ‬العمراني،‭ ‬شئون‭ ‬البلديات،‭ ‬الطرق،‭ ‬الكهرباء،‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي،‭ ‬ترشيد‭ ‬المياه،‭ ‬العزل‭ ‬الحراري،‭ ‬الطيران‭ ‬المدني،‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني،‭ ‬المناطق‭ ‬الصناعية‭.‬

‭ ‬أما‭ ‬الثالثة‭ ‬فتتمثل‭ ‬في‭ ‬إصدار‭ ‬تشريعات‭ ‬تتيح‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬ممثلاً‭ ‬بالمكاتب‭ ‬الاستشارية‭ ‬المرخصة‭ ‬القيام‭ ‬بأعمال‭ ‬مراجعة‭ ‬الرسومات‭ ‬والخرائط‭ ‬والبيانات‭ ‬التي‭ ‬على‭ ‬ضوئها‭ ‬يتم‭ ‬إصدار‭ ‬رخصة‭ ‬البناء‭.‬

مزايا‭ ‬ومحفزات

يشرك‭ ‬نظام‭ ‬“بنايات”‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬باعتباره‭ ‬شريكًا‭ ‬أساسيًّا‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬إصدار‭ ‬تراخيص‭ ‬البناء،‭ ‬عبر‭ ‬نظام‭ ‬إلكتروني‭ ‬يسهل‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬كانت‭ ‬سابقة‭.‬

كذلك‭ ‬يتيح‭ ‬إصدار‭ ‬رخصة‭ ‬البناء‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬5‭ ‬أيام‭ ‬عمل‭ ‬للعقارات،‭ ‬مقارنة‭ ‬بفترة‭ ‬أطول‭ ‬خلال‭ ‬النظام‭ ‬القديم‭.‬

‭ ‬ومنذ‭ ‬انطلاق‭ ‬العمل‭ ‬بالنظام‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2018،‭ ‬تم‭ ‬إصدار‭ ‬رخص‭ ‬بناء‭ ‬لنحو‭ ‬173‭ ‬وحدة‭ ‬سكنية،‭ ‬عبر‭ ‬موقع‭ ‬الحكومة‭ ‬الإلكتروني‭.‬

وتكون‭ ‬الرخصة‭ ‬سارية‭ ‬المفعول‭ ‬لمدة‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬إصدارها‭.‬

رؤية‭ ‬عقارية‭ ‬استثمارية

وعلق‭ ‬فائق‭ ‬المنديل،‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لشركة‭ ‬الرؤيا‭ ‬للاستشارات‭ ‬العمرانية‭: ‬“نظام‭ ‬بنايات‭ ‬يعتبر‭ ‬ترجمة‭ ‬لإمكانيات‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬لتحقيق‭ ‬الطموحات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والعمرانية‭ ‬والاستثمارية”‭.‬

وأكد‭ ‬عصام‭ ‬خلف،‭ ‬وزير‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات،‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬الجديد‭ ‬يحقق‭ ‬مستوى‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬الكفاءة‭ ‬والإنتاجية‭ ‬ويسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬وتيرة‭ ‬أنشطة‭ ‬الاستثمار‭ ‬وقطاع‭ ‬العقارات‭ ‬والإنشاء،‭ ‬بما‭ ‬يدعم‭ ‬الرؤية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للمملكة‭.‬

‭ ‬ونوه‭ ‬بأن‭ ‬المشروع‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬النظام‭ ‬الإلكتروني‭ ‬المنظم‭ ‬لكافة‭ ‬العمليات‭ ‬الحكومية‭ ‬مستقبلاً،‭ ‬بطريقة‭ ‬تجعل‭ ‬منه‭ ‬ذكيًّا‭ ‬ومرنًا‭.‬

وفسّر‭ ‬الوزير‭ ‬تلك‭ ‬العمليات‭ ‬متضمنة‭ ‬مختلف‭ ‬الأدوات‭ ‬والمعلومات‭ ‬اللازمة‭ ‬للتراخيص،‭ ‬من‭ ‬اشتراطات‭ ‬البناء‭ ‬لكل‭ ‬قطعة‭ ‬أرض،‭ ‬وتحليل‭ ‬واحتساب‭ ‬أهم‭ ‬المعلومات‭ ‬اللازمة‭ ‬للترخيص،‭ ‬إلى‭ ‬إدارة‭ ‬ورقابة‭ ‬عملية‭ ‬تراخيص‭ ‬البناء‭ ‬وتدريب‭ ‬كافة‭ ‬الجهات‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬الجديد،‭ ‬بدءًا‭ ‬بالمكاتب‭ ‬الهندسية،‭ ‬ومرورًا‭ ‬بمهندسي‭ ‬البلديات‭ ‬وانتهاء‭ ‬بالجهات‭ ‬الخدمية‭ ‬الأخرى”‭.‬

قرارات‭ ‬داعمة

تزامنًا‭ ‬مع‭ ‬إصدار‭ ‬نظام‭ ‬بنايات،‭ ‬أصدرت‭ ‬البحرين‭ ‬قرارات‭ ‬تدعم‭ ‬النظام‭ ‬الجديد،‭ ‬حيث‭ ‬أصدر‭ ‬وزير‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬قرارين‭ ‬كان‭ ‬أولهما‭ ‬القيام‭ ‬بكل‭ ‬أو‭ ‬بعض‭ ‬أعمال‭ ‬مراجعة‭ ‬الرسومات‭ ‬والبيانات‭ ‬والمستندات‭ ‬والخرائط‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬لازمة‭ ‬لاستصدار‭ ‬التراخيص‭.‬

ويتضمن‭ ‬القرار‭ ‬الثاني‭ ‬وضع‭ ‬ضوابط‭ ‬وصلاحيات‭ ‬المكاتب‭ ‬الهندسية‭ ‬للقيام‭ ‬بأعمال‭ ‬المراجعة‭ ‬اللازمة‭ ‬لاستصدار‭ ‬تراخيص‭ ‬البناء‭ ‬وما‭ ‬تستلزمه‭ ‬أعمال‭ ‬المراجعة‭ ‬من‭ ‬متطلبات‭ ‬واشتراطات‭.‬

وخلال‭ ‬الفترة‭ ‬الحالية،‭ ‬يتم‭ ‬استقبال‭ ‬طلبات‭ ‬رخص‭ ‬البناء‭ ‬لجميع‭ ‬التصانيف‭ ‬للبناء‭ ‬الجديد‭ ‬التي‭ ‬تزيد‭ ‬مساحتها‭ ‬عن‭ ‬50‭ ‬مترًا‭ ‬مربعًا‭.‬

ومع‭ ‬حلول‭ ‬النصف‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬2019‭ ‬سيتم‭ ‬استقبال‭ ‬الأنواع‭ ‬الأخرى‭ ‬مثل‭ ‬الإضافة،‭ ‬الهدم،‭ ‬الترميم،‭ ‬التحويط،‭ ‬الحفريات‭ ‬والدفان‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬صدور‭ ‬أدوات‭ ‬قانونية‭ ‬لمشاركة‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬وهي‭ ‬المرحلة‭ ‬الثالثة‭ ‬للنظام‭.‬