بعد 31 سنة من تقدمه بالطلب لإمداد منزله بالخدمات

براءة مواطن من “سرقة المياه”

برأت‭ ‬المحكمة‭ ‬الصغرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الثالثة‭ ‬مواطنا‭ ‬بحرينيا‭ ‬مما‭ ‬ادعت‭ ‬به‭ ‬هيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬من‭ ‬اتهام‭ ‬بأنه‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬خدمات‭ ‬المياه‭ ‬بطريقة‭ ‬مخالفة‭ ‬للقانون‭ ‬مما‭ ‬يعتبر‭ ‬سرقة‭ ‬للمياه؛‭ ‬لثبوت‭ ‬أنه‭ ‬تقدم‭ ‬بطلب‭ ‬للهيئة‭ ‬قبل‭ ‬31‭ ‬عاما‭ ‬بطلب‭ ‬إمداد‭ ‬منزله‭ ‬بالماء‭ ‬والكهرباء،‭ ‬بعدما‭ ‬أزالت‭ ‬الهيئة‭ ‬عداد‭ ‬المياه‭ ‬الخاص‭ ‬به‭ ‬مدعيا‭ ‬موظفيها‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬توصيله‭ ‬له‭ ‬بطريق‭ ‬الخطأ‭ ‬وأعادوه‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭ ‬وعندها‭ ‬بدأت‭ ‬القضية‭.‬

وأشارت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يكفي‭ ‬أن‭ ‬تشك‭ ‬في‭ ‬صحة‭ ‬إسناد‭ ‬التهمة‭ ‬إلى‭ ‬المتهم‭ ‬لكي‭ ‬تقضي‭ ‬ببراءته،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الشك‭ ‬يفسر‭ ‬دائما‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬المتهم،‭ ‬وأنها‭ ‬بعدما‭ ‬محصت‭ ‬الدعوى‭ ‬وأحاطت‭ ‬بوقائعها‭ ‬وظروفها‭ ‬وملابساتها‭ ‬وأدلة‭ ‬الإثبات‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬الاتهام‭ ‬عليها‭ ‬عن‭ ‬بصر‭ ‬وبصيرة‭ ‬وفطنت‭ ‬إليها‭ ‬ووازنت‭ ‬بينها،‭ ‬فإنها‭ ‬تجد‭ ‬أن‭ ‬الأدلة‭ ‬القائمة‭ ‬في‭ ‬الدعوى‭ ‬قد‭ ‬أحاطها‭ ‬الشك‭ ‬والريبة،‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬معها‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تطمئن‭ ‬إلى‭ ‬القضاء‭ ‬بإدانته‭ ‬وتوقيع‭ ‬العقوبة‭ ‬عليه‭.‬

وتتمثل‭ ‬التفاصيل‭ ‬حسبما‭ ‬وردت‭ ‬بمرافعة‭ ‬وكيل‭ ‬المواطن‭ ‬أن‭ ‬موكله‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬تقدم‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1988‭ ‬بطلب‭ ‬لهيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬لإمداد‭ ‬منزله‭ ‬بالكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬بشكل‭ ‬مؤقت‭ ‬ودفع‭ ‬الرسوم‭ ‬المستحقة‭ ‬والبالغ‭ ‬قدرها‭ ‬40‭ ‬دينارا‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الخدمة‭ ‬وتم‭ ‬توصيل‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬طلبها‭ ‬إليه‭.‬

إلا‭ ‬انه‭ ‬تفاجأ‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2014‭ ‬عندما‭ ‬تقدم‭ ‬بطلب‭ ‬ثان‭ ‬للهيئة‭ ‬لتوصيل‭ ‬عداد‭ ‬آخر‭ ‬لمنزله‭ ‬ودفع‭ ‬رسما‭ ‬مستحقا‭ ‬لهذه‭ ‬الخدمة‭ ‬وقدره‭ ‬25‭ ‬دينارا،‭ ‬وتقدم‭ ‬مرة‭ ‬ثالثة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬2018‭ ‬بمعاملة‭ ‬جديدة‭ ‬طلب‭ ‬فيها‭ ‬تقديم‭ (‬خدمة‭ ‬ماء‭) ‬لمنزله،‭ ‬بحضور‭ ‬مأمور‭ ‬ضبط‭ ‬قضائي‭ ‬تابع‭ ‬للهيئة‭ ‬ويحرر‭ ‬ضده‭ ‬مخالفة‭ ‬توصيل‭ ‬غير‭ ‬قانوني‭ ‬للمياه،‭ ‬متهما‭ ‬إياه‭ ‬بالسرقة‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬المياه‭ ‬العامة،‭ ‬وأحيل‭ ‬البلاغ‭ ‬للنيابة‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬وجهت‭ ‬له‭ ‬تهمة‭ ‬اختلاس‭ ‬المياه‭ ‬المملوكة‭ ‬لهيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والمياه‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬المياه‭ ‬العامة‭.‬

وأمام‭ ‬المحكمة‭ ‬أوضح‭ ‬المواطن‭ ‬أنه‭ ‬تقدم‭ ‬بعدة‭ ‬طلبات‭ ‬للهيئة‭ ‬وهي‭ ‬الجهة‭ ‬المختصة‭ ‬بمثل‭ ‬هذه‭ ‬الخدمة،‭ ‬وأثبت‭ ‬ما‭ ‬ذكره‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المستندات‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬بها‭ ‬وبطاقة‭ ‬مراجعة‭ ‬حول‭ ‬معاملة‭ ‬خدمة‭ ‬مياه‭ ‬جديدة،‭ ‬وأفاد‭ ‬بأن‭ ‬العمال‭ ‬التابعين‭ ‬لهيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬سبق‭ ‬وحضروا‭ ‬لمنزله،‭ ‬وأنهم‭ ‬من‭ ‬قاموا‭ ‬بتوصيل‭ ‬أنابيب‭ ‬المياه‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬المياه‭ ‬العامة‭ ‬إلى‭ ‬منزله،‭ ‬وذلك‭ ‬بعدما‭ ‬قاموا‭ ‬بإزالة‭ ‬العداد‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تركيبه‭ ‬من‭ ‬قبلهم‭ ‬بداعي‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬تركيبه‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الخطأ‭.‬