لم يقدم أي دليل على إساءة استعمال “العمل” سلطاتها

عاطل يطالب بـ 900 بدل تعطل و“الإدارية” ترفض

| عباس إبراهيم

رفضت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬المدنية‭ ‬الأولى‭ (‬الدائرة‭ ‬الإدارية‭) ‬دعوى‭ ‬تعويض‭ ‬تقدم‭ ‬بها‭ ‬مواطن‭ ‬لمطالبة‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بتعويضه‭ ‬نظير‭ ‬تعطله‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬بمبلغ‭ ‬900‭ ‬دينار؛‭ ‬وذلك‭ ‬لأنه‭ ‬لم‭ ‬يقدم‭ ‬ما‭ ‬يثبت‭ ‬للمحكمة‭ ‬أحقيته‭ ‬في‭ ‬صرف‭ ‬بدل‭ ‬التعطل‭ ‬إليه،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يقدم‭ ‬أي‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬إساءة‭ ‬الوزارة‭ ‬سلطتها‭ ‬في‭ ‬صرف‭ ‬هذا‭ ‬البدل‭ ‬إليه،‭ ‬كما‭ ‬ألزمته‭ ‬بمصروفاتها‭.‬

وذكرت‭ ‬المحكمة‭ ‬أن‭ ‬وقائع‭ ‬الدعوى‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬المدعي‭ ‬تقدم‭ ‬بلائحة‭ ‬دعوى‭ ‬ضد‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬ذكر‭ ‬فيها‭ ‬أنها‭ ‬طالب‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬بصرف‭ ‬بدل‭ ‬التعطل‭ ‬إليه،‭ ‬ولكن‭ ‬دون‭ ‬جدوى،‭ ‬مما‭ ‬حدا‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬إقامة‭ ‬دعواه‭ ‬بغية‭ ‬الحكم‭ ‬له‭ ‬بإلزام‭ ‬الوزارة‭ ‬بصرف‭ ‬بدل‭ ‬التعطل‭ ‬وقيمته‭ ‬900‭ ‬دينار‭.‬

من‭ ‬جهتها،‭ ‬ذكرت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬عبء‭ ‬الإثبات‭ ‬في‭ ‬المنازعة‭ ‬الإدارية‭ ‬لا‭ ‬يخرج‭ ‬عن‭ ‬الأصل‭ ‬العام‭ ‬الذي‭ ‬قرره‭ ‬قانون‭ ‬الإثبات،‭ ‬وهو‭ ‬وقوع‭ ‬هذا‭ ‬العبء‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬المدعي،‭ ‬فهو‭ ‬المكلف‭ ‬بإثبات‭ ‬دعواه‭ ‬والملزم‭ ‬بتقديم‭ ‬الدليل‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يدعيه،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬عيب‭ ‬إساءة‭ ‬استعمال‭ ‬السلطة‭ ‬أو‭ ‬الانحراف‭ ‬بها‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬العيوب‭ ‬القصدية‭ ‬في‭ ‬السلوك‭ ‬الإداري‭ ‬قوامها‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لدى‭ ‬الإدارة‭ ‬قصد‭ ‬إساءة‭ ‬استعمال‭ ‬السلطة‭ ‬أو‭ ‬الانحراف‭ ‬بها،‭ ‬وهذا‭ ‬العيب‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يشوب‭ ‬الغاية‭ ‬من‭ ‬القرار‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬الإدارة‭ ‬قد‭ ‬تنكبت‭ ‬وجه‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬يبتغيها‭ ‬القرار‭ ‬أو‭ ‬تكون‭ ‬قد‭ ‬أصدرت‭ ‬القرار‭ ‬بباعث‭ ‬لا‭ ‬يمت‭ ‬لتلك‭ ‬المصلحة،‭ ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬الأساس،‭ ‬فإن‭ ‬عيب‭ ‬إساءة‭ ‬استعمال‭ ‬السلطة‭ ‬يجب‭ ‬إقامة‭ ‬الدليل‭ ‬عليه؛‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يفترض‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬ولما‭ ‬كان‭ ‬ذلك،‭ ‬وإذ‭ ‬لم‭ ‬يقدم‭ ‬المدعي‭ ‬ثمة‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬ما‭ ‬يدعيه،‭ ‬إذ‭ ‬خلت‭ ‬الأوراق‭ ‬مما‭ ‬يفيد‭ ‬استحقاقه‭ ‬لبدل‭ ‬التعطل‭ ‬المطالب‭ ‬به،‭ ‬وإذ‭ ‬لم‭ ‬يقدم‭ ‬المدعي‭ ‬ثمة‭ ‬دليل‭ ‬يفيد‭ ‬إساءة‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬سلطتها‭ ‬في‭ ‬صرف‭ ‬هذا‭ ‬البدل‭ ‬إليه،‭ ‬وكانت‭ ‬مفردات‭ ‬الدعوى‭ ‬لا‭ ‬تتضمن‭ ‬أي‭ ‬عنصر‭ ‬أو‭ ‬دليل‭ ‬إثبات‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يصلح‭ ‬أداة‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬المقدور‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الحقيقة‭ ‬لإعمال‭ ‬رقابة‭ ‬القضاء‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬ترجيح‭ ‬صحة‭ ‬ما‭ ‬يدعيه‭ ‬المدعي‭ ‬وسلامة‭ ‬استخلاصه،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تغدو‭ ‬دعواه‭ ‬الماثلة‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬سند‭ ‬من‭ ‬الواقع‭ ‬والقانون‭ ‬جديرة‭ ‬بالرفض‭.‬