عدنان يوسف: البحرين لها الفضل في نشأة البنوك الإسلامية

تدشين شعار الاحتفال باليوبيل الذهبي لقطاع المصارف

| علي الفردان من المنامة | تصوير خليل ابراهيم

دشن‭ ‬محافظ‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي،‭ ‬رشيد‭ ‬المعراج‭ ‬أمس‭ ‬شعار‭ ‬الاحتفال‭ ‬بمرور‭ ‬100‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي،‭ ‬والذي‭ ‬ستقام‭ ‬فعالياته‭ ‬برعاية‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬المقبل،‭ ‬إذ‭ ‬أكد‭ ‬المحافظ‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬كانت‭ ‬سباقة‭ ‬في‭ ‬فتح‭ ‬المجال‭ ‬للقطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬للاستثمارات‭ ‬الأجنبية،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬تغلق‭ ‬الأبواب‭ ‬أمام‭ ‬البنوك‭ ‬الأجنبية،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬المملكة‭ ‬قبلة‭ ‬للبنوك‭ ‬وساهم‭ ‬في‭ ‬تدريب‭ ‬وإعداد‭ ‬القيادات‭ ‬والعاملين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭.‬

ورفع‭ ‬المعراج‭ ‬الستار‭ ‬عن‭ ‬شعار‭ ‬الاحتفال‭ ‬باليوبيل‭ ‬الذهبي‭ ‬للقطاع‭ ‬المصرفي،‭ ‬إذ‭ ‬أعدت‭ ‬جمعية‭ ‬مصارف‭ ‬البحرين‭ ‬برنامجا‭ ‬حافلا‭ ‬للاحتفاء‭ ‬بالمناسبة‭ ‬التي‭ ‬تتضمن‭ ‬فعاليات‭ ‬تكريم‭ ‬قدامى‭ ‬القادة‭ ‬المصرفيين،‭ ‬إصدار‭ ‬طابع‭ ‬تذكاري،‭ ‬إصدار‭ ‬عملة‭ ‬تذكارية،‭ ‬إصدار‭ ‬كتاب‭ ‬توثيقي‭ ‬عن‭ ‬تاريخ‭ ‬المصارف‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بطبعة‭ ‬فاخرة،‭ ‬وإقامة‭ ‬معرض‭ ‬للصور‭ ‬والمعدات‭ ‬المصرفية‭.‬

ووصف‭ ‬المعراج‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬“الحدث‭ ‬بالكبير‭ ‬بالنسبة‭ ‬للبحرين،‭ ‬إذ‭ ‬شكل‭ ‬ذلك‭ ‬بروز‭ ‬قطاع‭ ‬اقتصادي‭ ‬خارج‭ ‬قطاع‭ ‬النفط،‭ ‬محرك‭ ‬للنمو‭ ‬الاقتصادي‭ (...) ‬التطورات‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬للقطاع‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأربعين‭ ‬الماضية‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬لتحدث‭ ‬لو‭ ‬لا‭ ‬وجود‭ ‬رعاية‭ ‬واهتمام‭ ‬من‭ ‬أعلى‭ ‬المستويات‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وأحب‭ ‬أن‭ ‬أشير‭ ‬للدور‭ ‬القيادي‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بمبادراته‭ ‬الكريمة‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬والاهتمام‭ ‬بهذا‭ ‬القطاع‭ ‬ورعايته،‭ ‬خصوصا‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬رئيساً‭ ‬لمجلس‭ ‬إدارة‭ ‬مؤسسة‭ ‬نقد‭ ‬البحرين،‭ ‬وساهم‭ ‬بتطور‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬وإرساء‭ ‬ركائزه‭ ‬القوية”‭. ‬

ووجه‭ ‬المعراج‭ ‬شكره‭ ‬واعتزازه‭ ‬لجميع‭ ‬العاملين‭ ‬والقادة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي،‭ ‬إذ‭ ‬ساهمت‭ ‬الكوادر‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬القطاع‭.‬

وانطلق‭ ‬العمل‭ ‬المصرف‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬مع‭ ‬أول‭ ‬بنك‭ ‬تأسس‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مئة‭ ‬عام،‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1920‭ ‬تحديدا،‭ ‬وهو‭ ‬بنك‭ ‬ستاندرد‭ ‬تشارترد‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬آنذاك‭ ‬اسم‭ (‬البنك‭ ‬الشرقي‭ ‬المحدود‭).‬

‭*‬17%‭ ‬مساهمة‭ ‬القطاع‭ ‬بالناتج‭ ‬المحلي

ويشغل‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬المرتبة‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬بعد‭ ‬النفط،‭ ‬حيث‭ ‬يساهم‭ ‬بمعدل‭ ‬17‭% ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي،‭ ‬إذ‭ ‬يحقق‭ ‬القطاع‭ ‬نموا‭ ‬سنويا‭ ‬يبلغ‭ ‬بالمجمل‭ ‬نحو‭ ‬10‭%.‬

وتوظف‭ ‬مؤسسات‭ ‬القطاع‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬14‭ ‬ألف‭ ‬موظف،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬65‭% ‬منهم‭ ‬بحرينيون،‭ ‬كما‭ ‬تحتضن‭ ‬المملكة‭ ‬حاليا‭ ‬382‭ ‬مؤسسة‭ ‬مالية‭ ‬بمجموع‭ ‬موجودات‭ ‬يبلغ‭ ‬192‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسات‭ ‬98‭ ‬بنكا‭ ‬بينها‭ ‬21‭ ‬مصرف‭ ‬إسلامي‭.‬

وذكرت‭ ‬جمعية‭ ‬البحرين‭ ‬للمصارف‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬المئة‭ ‬سنة‭ ‬الماضية،‭ ‬سجلت‭ ‬البحرين‭ ‬قصص‭ ‬نجاحات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الصناعة‭ ‬المصرفية‭ ‬والمالية،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬النهضة‭ ‬المصرفية‭ ‬والمالية‭ ‬الحقيقية‭ ‬والتي‭ ‬قادها‭ ‬بكل‭ ‬اقتدار‭ ‬وحكمة‭ ‬ونظرة‭ ‬ثاقبة‭ ‬وبعيدة‭ ‬آنذاك‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬صاحب‭ ‬العظمة‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬وصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر،‭ ‬تمت‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬السبعينات‭ ‬مع‭ ‬إدخال‭ ‬تجربة‭ ‬بنوك‭ ‬الأوفشور‭ ‬وتحول‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬قبلة‭ ‬لكبرى‭ ‬البنوك‭ ‬العالمية‭ ‬المعروفة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تأسيس‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المصارف‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تأخذ‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬المالي‭ ‬والمصرفي‭ ‬العالمي‭ ‬المرموق‭ ‬للمملكة‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬أشاد‭ ‬رئيس‭ ‬الجمعية،‭ ‬عدنان‭ ‬يوسف،‭ ‬بجهود‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬والتنظيمية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬التشريعات‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬البحرين‭ ‬قبلة‭ ‬للبنوك‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

وأشار‭ ‬أنه‭ ‬لو‭ ‬لا‭ ‬ترحيب‭ ‬البحرين‭ ‬بالبنوك‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬الثمانينات‭ ‬لما‭ ‬نما‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬الإسلامي‭ ‬ليكون‭ ‬هناك‭ ‬عشرات‭ ‬البنوك‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭.‬