“الإسكان” أجازت لهم الانتفاع بها ثم تنصلت

أحلام متضرري القروض العقارية مجمدة بثلاجة “التظلمات”

| سيدعلي المحافظة

مازالت‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬مستمرة‭ ‬في‭ ‬صم‭ ‬آذانها‭ ‬وإغلاق‭ ‬أبوابها‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬المتضررين‭ ‬من‭ ‬القرار‭ ‬رقم‭ ‬909‭ ‬لسنة‭ ‬2015‭ ‬الذي‭ ‬حظر‭ ‬على‭ ‬المنتفعين‭ ‬من‭ ‬القروض‭ ‬العقارية‭ ‬بإحدى‭ ‬الصيغ‭ ‬الإسلامية‭ ‬من‭ ‬الانتفاع‭ ‬بأي‭ ‬خدمة‭ ‬إسكانية‭.‬

المشكلة‭ ‬لا‭ ‬تتعلق‭ ‬بالقرار‭ ‬نفسه،‭ ‬وإنما‭ ‬في‭ ‬تطبيقه‭ ‬على‭ ‬المنتفعين‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬القروض‭ ‬بأثر‭ ‬رجعي،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أجازت‭ ‬الوزارة‭ ‬لهم‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬القروض،‭ ‬وتأكيدها‭ ‬عدم‭ ‬تأثيرها‭ ‬على‭ ‬استفادتهم‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬الإسكانية‭. ‬وبعد‭ ‬مرور‭ ‬4‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬صدور‭ ‬القرار‭ ‬لم‭ ‬تأت‭ ‬محاولات‭ ‬الاتصال‭ ‬والتظلم‭ ‬والشكوى‭ ‬للمتضررين‭ ‬بأي‭ ‬نتيجة‭ ‬تذكر‭. ‬

ولم‭ ‬تتوقف‭ ‬مساعي‭ ‬المتضررين‭ ‬على‭ ‬الشكوى‭ ‬والتظلم‭ ‬من‭ ‬القرار،‭ ‬بل‭ ‬تعدت‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬إعداد‭ ‬مستند‭ ‬قانوني‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬القانونيين‭ ‬أكدوا‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬تطبيق‭ ‬القرار‭ ‬بأثر‭ ‬رجعي‭ ‬يخالف‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬أجاز‭ ‬فيه‭ ‬القانون‭ ‬تطبيق‭ ‬هذه‭ ‬القاعدة‭ ‬القانونية‭.‬

وروى‭ ‬المتضررون‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭ ‬تفاصيل‭ ‬الحكاية‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬حين‭ ‬ذهب‭ ‬المواطنون‭ ‬للوزارة‭ ‬قبل‭ ‬العام‭ ‬2015؛‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬تضرر‭ ‬طلباتهم‭ ‬الإسكانية‭ ‬حال‭ ‬انتفاعهم‭ ‬بالقروض‭ ‬العقارية،‭ ‬فأكدت‭ ‬لهم‭ ‬الوزارة‭ ‬حينها‭ ‬عدم‭ ‬تأثيرها‭ ‬على‭ ‬انتفاعهم‭ ‬بالخدمات‭ ‬الإسكانية‭.‬

وأشاروا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بعضهم‭ ‬انتفع‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬القروض‭ ‬لشراء‭ ‬عقار،‭ ‬فيما‭ ‬استفاد‭ ‬منها‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭ ‬لكفالة‭ ‬أحد‭ ‬أقاربه‭ ‬أو‭ ‬ترميم‭ ‬منزل‭ ‬والده‭.‬

ولفتوا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬وبعد‭ ‬صدور‭ ‬القرار‭ ‬لجأوا‭ ‬للوزارة؛‭ ‬للتحقق‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬شمولهم‭ ‬ضمن‭ ‬هذا‭ ‬القرار،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬فاجأتهم‭ ‬حينها‭ ‬بتجميد‭ ‬طلباتهم‭ ‬الإسكانية‭ ‬ووقف‭ ‬علاوة‭ ‬بدل‭ ‬السكن‭ ‬عنهم،‭ ‬وإحالتهم‭ ‬على‭ ‬لجنة‭ ‬التظلمات‭ ‬للنظر‭ ‬في‭ ‬أمرهم‭. ‬ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬شكل‭ ‬المتضررون‭ ‬قائمة‭ ‬بلغت‭ ‬حتى‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬نحو‭ ‬50‭ ‬شخصا،‭ ‬وأرسلوا‭ ‬رسالة‭ ‬للوزير‭ ‬عبر‭ ‬البريد‭ ‬المسجل‭ ‬بالرأي‭ ‬القانوني،‭ ‬وتواصلوا‭ ‬مع‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التي‭ ‬أكدت‭ ‬عدم‭ ‬قانونية‭ ‬تطبيق‭ ‬القرار‭ ‬عليهم‭ ‬بأثر‭ ‬رجعي،‭ ‬ودعتهم‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬شكوى‭ ‬إدارية‭ ‬لدى‭ ‬محكمة‭ ‬الأمور‭ ‬المستعجلة‭.‬

وذكروا‭ ‬أنهم‭ ‬ومنذ‭ ‬بدء‭ ‬الفصل‭ ‬التشريعي‭ ‬الحالي‭ ‬تواصلوا‭ ‬مع‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬لطرح‭ ‬قضيتهم‭ ‬على‭ ‬الوزارة‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬حلول‭ ‬لها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬عددا‭ ‬قيلا‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬من‭ ‬استجابوا‭ ‬لطلبهم‭ ‬واكتفوا‭ ‬بمخاطبة‭ ‬الإسكان‭ ‬عبر‭ ‬رسائل‭ ‬شفهية‭ ‬ومكتوبة‭ ‬بدلا‭ ‬عن‭ ‬استخدامهم‭ ‬الأدوات‭ ‬الدستورية‭ ‬الملزمة‭ ‬للوزارة‭ ‬بالرد‭ ‬عليها‭.‬

وأشاروا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بعضهم‭ ‬سحبت‭ ‬شهادات‭ ‬استحقاقهم‭ ‬في‭ ‬التوزيعات‭ ‬الإسكانية‭ ‬فقط؛‭ ‬لكونهم‭ ‬سبق‭ ‬لهم‭ ‬الانتفاع‭ ‬بإحدى‭ ‬صيغ‭ ‬التمويل‭ ‬العقارية‭ ‬الإسلامية،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬انتفاعهم‭ ‬منها‭ ‬كان‭ ‬لغرض‭ ‬كفالة‭ ‬أحد‭ ‬أقاربهم،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬بعضهم‭ ‬سدد‭ ‬القرض‭ ‬قبل‭ ‬صدور‭ ‬القرار‭.‬

ولفتوا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬طلبت‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬المتضررين‭ ‬إرجاع‭ ‬علاوة‭ ‬السكن‭ ‬عن‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬انتفعوا‭ ‬فيها‭ ‬بالقرض‭ ‬العقاري‭ ‬وحتى‭ ‬موعد‭ ‬إيقافها‭ ‬عنه،‭ ‬مقابل‭ ‬السماح‭ ‬له‭ ‬بالانتفاع‭ ‬بإحدى‭ ‬الخدمات‭ ‬الإسكانية‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬أبدى‭ ‬فيه‭ ‬المتضررون‭ ‬استغرابهم‭ ‬لإغلاق‭ ‬الوزارة‭ ‬أبوابها‭ ‬في‭ ‬وجههم،‭ ‬أكدوا‭ ‬مطالبتهم‭ ‬الوزارة‭ ‬إنهاء‭ ‬معاناتهم‭ ‬والسماح‭ ‬لهم‭ ‬بالانتفاع‭ ‬بالخدمات‭ ‬الإسكانية‭.‬