عبدالله بن أحمد: الكتاب يتتبع بالرصد والتحليل المشروع الإصلاحي الشامل والمتجدد

“دراسات” ينظم غدا قراءة فكرية لـ “عقدان مزهران”

| المنامة - بنا

بمشاركة‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬السياسية‭ ‬والفكرية‭ ‬البحرينية‭ ‬والعربية،‭ ‬يقيم‭ ‬مركز‭ ‬البحرين‭ ‬للدراسات‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬والطاقة‭ ‬قراءة‭ ‬فكرية‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬“عقدان‭ ‬مزهران”‭ ‬الذي‭ ‬أصدره‭ ‬المركز‭ ‬منتصف‭ ‬فبراير‭ ‬الماضي،‭ ‬ويتحدث‭ ‬عن‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬خلال‭ ‬العقدين‭ ‬الماضيين‭.‬

ويشارك‭ ‬في‭ ‬الندوة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الأسبق‭ ‬ونائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الأعيان‭ ‬في‭ ‬الأردن‭ ‬سمير‭ ‬الرفاعي‭ ‬بقراءة‭ ‬معمقة‭ ‬لفصل‭ ‬عبقرية‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬فيما‭ ‬سيسلط‭ ‬رئيس‭ ‬جامعة‭ ‬الأزهر‭ ‬في‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬محمد‭ ‬الحرصاوي‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬قيم‭ ‬المواطنة،‭ ‬وتقدم‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬هادي‭ ‬اليامي‭ ‬ورقة‭ ‬عن‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬فيما‭ ‬تستعرض‭ ‬رئيسة‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬فوزية‭ ‬زينل‭ ‬بورقة‭ ‬عملها‭ ‬إنجازات‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬كسب‭ ‬الحقوق‭ ‬إلى‭ ‬عدالة‭ ‬الشراكة،‭ ‬وتتحدث‭ ‬الأمين‭ ‬العامة‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬هالة‭ ‬الأنصاري‭ ‬عن‭ ‬نهضة‭ ‬البحرين‭ ‬بين‭ ‬“ضوئي”‭ ‬العهد‭ ‬والإنجاز،‭ ‬ويشارك‭ ‬في‭ ‬الندوة‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬البحرينية‭ ‬الوازنة‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات‭. ‬

وأوضح‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬مركز‭ ‬البحرين‭ ‬للدراسات‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬والطاقة‭ ‬“دراسات”‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬أن‭ ‬الندوة‭ ‬ستسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تضمنه‭ ‬الكتاب‭ ‬من‭ ‬استعراض‭ ‬للرؤية‭ ‬الحكيمة‭ ‬والمستنيرة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك،‭ ‬وجهود‭ ‬جلالته‭ ‬الرائدة‭ ‬والعظيمة،‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬نهضة‭ ‬شاملة‭ ‬على‭ ‬المستويات‭ ‬كافة،‭ ‬وما‭ ‬أثمرت‭ ‬عنه‭ ‬تلك‭ ‬الجهود‭ ‬السامية‭ ‬من‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬متميزة‭ ‬وغير‭ ‬مسبوقة،‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أوجه‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬إذ‭ ‬أصبحت‭ ‬المملكة‭ ‬نموذجًا‭ ‬يحتذى‭ ‬في‭ ‬التطوير‭ ‬والنماء‭ ‬والإصلاح‭ ‬والحريات،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬“الكتاب‭ ‬يرصد‭ ‬مسيرة‭ ‬إنجازات‭ ‬العاهل‭ ‬المفدى‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقدين‭ ‬كاملين،‭ ‬والتي‭ ‬أفضت‭ ‬إلى‭ ‬ترسيخ‭ ‬دولة‭ ‬القانون‭ ‬والمؤسسات‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ملكية‭ ‬دستورية‭ ‬عصرية”‭.‬

وأكد‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬أن‭ ‬الكتاب‭ ‬يتتبع‭ ‬بالرصد‭ ‬والتحليل‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬الشامل‭ ‬والمتجدد،‭ ‬بقيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬الذي‭ ‬شكل‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بما‭ ‬اشتمل‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬رفيعة‭ ‬ومبادئ‭ ‬ثابتة،‭ ‬للانتقال‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬مصاف‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة،‭ ‬مشددًا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬النجاحات‭ ‬والمكتسبات‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الصعد‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬وغيرها‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬حصرها،‭ ‬فالبحرين‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لجلالته‭ ‬حاضرًا‭ ‬مزدهرًا،‭ ‬وترتكز‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬دستورية‭ ‬وقانونية‭ ‬متينة،‭ ‬أهلتها‭ ‬لتخطو‭ ‬خطوات‭ ‬متسارعة‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬النهضة‭ ‬والبناء‭.‬

وبين‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الأمناء‭ ‬أن‭ ‬الكتاب‭ ‬يتضمن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الفصول‭ ‬التي‭ ‬ترصد‭ ‬أبرز‭ ‬المحطات‭ ‬التاريخية‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الكرام،‭ ‬وصولًا‭ ‬إلى‭ ‬عهد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬استعراض‭ ‬الإنجازات‭ ‬والمبادرات‭ ‬التي‭ ‬يقودها‭ ‬جلالته‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬السياسية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬والأمنية‭ ‬والعسكرية،‭ ‬وفي‭ ‬رعاية‭ ‬وشراكة‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية،‭ ‬حتى‭ ‬تبوأت‭ ‬أعلى‭ ‬المناصب،‭ ‬كما‭ ‬يشتمل‭ ‬الكتاب‭ ‬على‭ ‬أرقام‭ ‬وإحصاءات‭ ‬توضح‭ ‬مدى‭ ‬الإنجاز‭ ‬الذي‭ ‬تحقق‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والصحية‭ ‬والتعليمية‭ ‬والثقافية‭ ‬والسياحية‭ ‬وغيرها،‭ ‬وكذلك‭ ‬ما‭ ‬تشهده‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬تطور‭ ‬مستمر‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الحريات‭ ‬العامة،‭ ‬وحرية‭ ‬الصحافة‭ ‬والإعلام،‭ ‬ورعاية‭ ‬جلالته‭ ‬للإبداع‭ ‬الفني‭ ‬والأدبي‭ ‬والعلمي‭ ‬والإنساني،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المجالات‭.‬

وقال‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬إن‭ ‬إصدار‭ ‬الكتاب‭ ‬أتى‭ ‬ضمن‭ ‬مساعي‭ ‬مركز‭ ‬البحرين‭ ‬للدراسات‭ ‬لتوثيق‭ ‬المنجزات‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك؛‭ ‬ليقدم‭ ‬منظورًا‭ ‬فكريًا‭ ‬متكاملًا‭ ‬يرصد‭ ‬ويوثق‭ ‬الفكر‭ ‬القيادي‭ ‬الإستراتيجي‭ ‬لجلالته،‭ ‬وآثاره‭ ‬الغامرة‭ ‬التي‭ ‬تبدت‭ ‬في‭ ‬مكانة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭. ‬

ويقدم‭ ‬الكتاب‭ ‬الذي‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬تأليفه‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المفكرين‭ ‬البحرينيين‭ ‬والعرب‭ ‬نموذجا‭ ‬خاصا‭ ‬متفردا‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬كمنارة‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬تؤدي‭ ‬أدوارا‭ ‬تتجاوز‭ ‬مفاهيم‭ ‬الحجم‭ ‬والكثافة‭ ‬السكانية؛‭ ‬لتصبح‭ ‬ذات‭ ‬أثر‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬في‭ ‬تحولات‭ ‬المنطقة‭.‬

يسلط‭ ‬الكتاب‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬جوانب‭ ‬شخصية‭ ‬لصاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك،‭ ‬بتميزها‭ ‬وتفردها،‭ ‬وسجاياها‭ ‬العميقة‭ ‬والسمحة‭ ‬التي‭ ‬حباها‭ ‬الله‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لتقود‭ ‬ركابها‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬حرجة‭ ‬من‭ ‬التاريخ،‭ ‬وتضع‭ ‬خلاصة‭ ‬وجدوى‭ ‬فكرها‭ ‬الإنساني‭ ‬والقيادي‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬البلاد‭ ‬وأهلها‭ ‬و‭ ‬مقيميها،‭ ‬وتستثمر‭ ‬قرونًا‭ ‬من‭ ‬التجربة‭ ‬المميزة‭ ‬لحكم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الكرام‭ ‬في‭ ‬النهوض‭ ‬بالبحرين‭ ‬ووضعها‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬مستقبل‭ ‬مزدهر‭ ‬زاهر‭.‬

ويتوزع‭ ‬الكتاب‭ ‬في‭ ‬10‭ ‬فصول‭ ‬واكبت‭ ‬رحلة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لعشرين‭ ‬عامًا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬قيادة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬مستهلًا‭ ‬فصوله‭ ‬من‭ ‬التأسيس‭ ‬التاريخي‭ ‬لحكم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬تمتد‭ ‬لـ‭ ‬3‭ ‬قرون‭ ‬استندت‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬شرعية‭ ‬الإنجاز،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬ليأتي‭ ‬دون‭ ‬استشراف‭ ‬العائلة‭ ‬المالكة‭ ‬لتطلعات‭ ‬البحرينيين‭ ‬وطموحاتهم،‭ ‬فحكم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ارتكز‭ ‬دائمًا‭ ‬على‭ ‬علاقة‭ ‬عميقة‭ ‬ومتينة‭ ‬من‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء؛‭ ‬“تأكيدًا‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التاريخ‭ ‬يتشكل‭ ‬وينغرس‭ ‬الوعي‭ ‬بجهود‭ ‬الآباء‭ ‬والأجداد‭ ‬المؤسسين،‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن”‭.‬

وجاء‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الفصل‭ ‬“أن‭ ‬من‭ ‬نعم‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬دوام‭ ‬استمرار‭ ‬حكم‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ما‭ ‬يؤصل‭ ‬المعاني‭ ‬ويجعل‭ ‬من‭ ‬الحكم‭ ‬تاريخًا‭ ‬ناصعًا‭ ‬وحاضرًا‭ ‬خلاقًا‭ ‬وغدًا‭ ‬مأمونًا،‭ ‬وما‭ ‬التجارب‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬ألف‭ ‬سنة‭ ‬إلا‭ ‬برهانًا‭ ‬ساطعا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬استقرار‭ ‬المُلك‭ ‬يشكل‭ ‬بوابة‭ ‬العبور‭ ‬للدعّة‭ ‬والراحة‭ ‬والطمأنينة‭ ‬والإنجاز”‭. ‬

ويتطرق‭ ‬هذا‭ ‬الفصل‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬النفط‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬نعمةً‭ ‬على‭ ‬العرب‭ ‬مرة‭ ‬ونقمة‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬العرب‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يحسنوا‭ ‬توظيفه‭ ‬في‭ ‬التنمية،‭ ‬وإن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬قد‭ ‬ميزتها‭ ‬فرصة‭ ‬منحها‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬وحكم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الرشيد‭ ‬لها‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬التعليم‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬أولًا‭ ‬ثم‭ ‬كان‭ ‬النفط‭ ‬تاليًا‭.‬

ويتتبع‭ ‬الكتاب‭ ‬بالتفصيل‭ ‬الخطوات‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬القيادة‭ ‬الملهمة‭ ‬ومدى‭ ‬تمكنها‭ ‬من‭ ‬التصدي‭ ‬لتحديات‭ ‬التاريخ،‭ ‬وتجذرها‭ ‬في‭ ‬ضمير‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬إبان‭ ‬أزمة‭ ‬2011،‭ ‬التي‭ ‬تغذيها‭ ‬بين‭ ‬الفينة‭ ‬والأخرى‭ ‬أهواء‭ ‬ومصالح‭ ‬فئات‭ ‬غير‭ ‬مسؤولة،‭ ‬وأن‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬بحنكته‭ ‬ورؤيته‭ ‬الثاقبة،‭ ‬وثقته‭ ‬في‭ ‬الله،‭ ‬وبشعبه‭ ‬وفي‭ ‬منجزاته،‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬بمجتمعها‭ ‬أكثر‭ ‬وحدة‭ ‬وتراصًا‭ ‬وتماسكًا،‭ ‬لتتجنب‭ ‬البحرين‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬موطنًا‭ ‬للفوضى‭ ‬والفتنة،‭ ‬كما‭ ‬أرادت‭ ‬بعض‭ ‬الجهات‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬دائمًا‭ ‬في‭ ‬الزاوية‭ ‬الضيقة‭.‬

ويظهر‭ ‬الكتاب‭ ‬كيف‭ ‬تحولت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بعد‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬إلى‭ ‬شوكة‭ ‬في‭ ‬حلق‭ ‬أعداء‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬وفوتت‭ ‬الفرصة‭ ‬عليهم‭ ‬في‭ ‬تحويلها‭ ‬إلى‭ ‬أداة‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافهم‭.‬

ويتتبع‭ ‬“عقدان‭ ‬مزهران”‭ ‬توجه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬وليًا‭ ‬للعهد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فكره‭ ‬الإستراتيجي‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬الذي‭ ‬حمل‭ ‬عنوان‭ ‬“الضوء‭ ‬الأول”،‭ ‬إلى‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬للعمل‭ ‬على‭ ‬تحديثها‭ ‬والارتقاء‭ ‬بأدائها‭ ‬العملياتي‭ ‬والتميز‭ ‬بجهوزيتها؛‭ ‬لتصبح‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬تحالفات‭ ‬عربية‭ ‬ودولية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والمطامع‭ ‬الإقليمية،‭ ‬وكيف‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تستوعب‭ ‬وتصقل‭ ‬أفضل‭ ‬ما‭ ‬لدى‭ ‬الشباب‭ ‬البحريني‭ ‬من‭ ‬طاقات‭ ‬لخدمة‭ ‬بلادهم‭ ‬وأمتهم،‭ ‬مع‭ ‬الالتزام‭ ‬الكامل‭ ‬برسالة‭ ‬السلام‭ ‬التي‭ ‬تحملها‭ ‬قيادة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وشعبها‭ ‬للعالم‭ ‬بأسره‭.‬

أما‭ ‬الفصل‭ ‬الثالث‭ ‬فقد‭ ‬حمل‭ ‬عنوان‭ ‬“المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬ومسيرة‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة”،‭ ‬وتحدث‭ ‬عن‭ ‬بشائر‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬منذ‭ ‬اللحظة‭ ‬الأولى‭ ‬لتولي‭ ‬جلالته‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭ ‬العام‭ ‬1999،‭ ‬إذ‭ ‬تم‭ ‬التطرق‭ ‬إلى‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬وإجراء‭ ‬الانتخابات‭ ‬النيابية‭ ‬والبلدية‭.‬

فيما‭ ‬تناول‭ ‬الفصل‭ ‬الرابع‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬“العدالة‭ ‬والإصلاح‭ ‬القانوني”‭ ‬حرص‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬دعائم‭ ‬سيادة‭ ‬القانون‭ ‬والعدالة؛‭ ‬إيمانًا‭ ‬من‭ ‬جلالته‭ ‬بأن‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬السبيل‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الاستقرار‭ ‬والازدهار،‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬استعراض‭ ‬المراسيم‭ ‬الملكية‭ ‬التي‭ ‬أصدرها‭ ‬جلالته،‭ ‬واستهدفت‭ ‬إيجاد‭ ‬وبناء‭ ‬مؤسسات‭ ‬تعنى‭ ‬بتحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬الناجزة‭ ‬والإصلاح‭ ‬القانوني‭ ‬والحقوقي؛‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬الشامل‭ ‬والمتجدد،‭ ‬بقيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬شكل‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بما‭ ‬اشتمل‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬رفيعة‭ ‬ومبادئ‭ ‬ثابتة،‭ ‬للانتقال‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬مصاف‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭.‬

ونجد‭ ‬بين‭ ‬صفحات‭ ‬كتاب‭ ‬“عقدان‭ ‬مزهران”‭ ‬أن‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬قد‭ ‬ربط‭ ‬الماضي‭ ‬بالحاضر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬صياغة‭ ‬مستقبل‭ ‬واعد‭ ‬للمجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬فأي‭ ‬تجربة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقاس‭ ‬نجاحها‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬البيئة‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬فيها‭ ‬سواء‭ ‬الداخلية‭ ‬أو‭ ‬الإقليمية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الدولية،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬أثبتت‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬عملية‭ ‬تحديث‭ ‬تنبع‭ ‬من‭ ‬بيئتها‭ ‬الداخلية‭ ‬وتتلاءم‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬مع‭ ‬المعايير‭ ‬العالمية‭ ‬بشأن‭ ‬عملية‭ ‬التحديث‭ ‬والإصلاح‭ ‬والمؤشرات‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬عديدة‭ ‬وتكفي‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬مؤشرين‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭ ‬الأول‭: ‬مشاركة‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التحديث،‭ ‬والثاني‭: ‬دور‭ ‬منظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬وهما‭ ‬مؤشران‭ ‬لم‭ ‬تخل‭ ‬منهما‭ ‬أي‭ ‬تقارير‭ ‬دولية‭ ‬تناولت‭ ‬مؤشرات‭ ‬التحول‭ ‬الديمقراطي‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.‬

وفي‭ ‬إطار‭ ‬سعيه‭ ‬لوضع‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬المستقبل،‭ ‬وتنميته‭ ‬بصورة‭ ‬جوهرية‭ ‬تتجاوز‭ ‬الشكليات‭ ‬وتمضي‭ ‬إلى‭ ‬العمق‭ ‬فقد‭ ‬أظهر‭ ‬الفصل‭ ‬الذي‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬أن‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬إفساح‭ ‬الدور‭ ‬للمرأة؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬توطد‭ ‬مشاركتها‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬البحرين‭ ‬ورفعته‭ ‬ومنعته،‭ ‬فشهدت‭ ‬سنوات‭ ‬حكمه‭ ‬أجواء‭ ‬إيجابية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية،‭ ‬وتمكنت‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬سيدات‭ ‬البحرين‭ ‬وبناته‭ ‬المخلصات‭ ‬من‭ ‬تولي‭ ‬رئاسة‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬وانتدبت‭ ‬سيدة‭ ‬أخرى‭ ‬لتمثيل‭ ‬المملكة‭ ‬سفيرة‭ ‬لدى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية،‭ ‬وأخرى‭ ‬في‭ ‬منصب‭ ‬دبلوماسي‭ ‬دولي،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬مئات‭ ‬البحرينيات‭ ‬اللواتي‭ ‬يشغلن‭ ‬مناصب‭ ‬قيادية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يدلل‭ ‬على‭ ‬الرؤية‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬لجلالته‭ ‬وتعامله‭ ‬مع‭ ‬تحديات‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬وظروفه‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬منطقة‭ ‬تمور‭ ‬بالأحداث‭ ‬والأزمات،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تفعيل‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬نوعية‭ ‬التأهيل‭ ‬التي‭ ‬يحظى‭ ‬بها‭ ‬الإنسان‭ ‬البحريني‭.‬

ويلقي‭ ‬الكتاب‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬أجواء‭ ‬التسامح‭ ‬والانفتاح‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬بحيث‭ ‬أصبحت‭ ‬المواطنة‭ ‬البحرينية‭ ‬أساسًا‭ ‬يتسامى‭ ‬على‭ ‬التفرقة‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الدين‭ ‬أو‭ ‬المذهب‭ ‬أو‭ ‬الأصول‭ ‬العرقية،‭ ‬فمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬كما‭ ‬شاء‭ ‬لها‭ ‬التاريخ،‭ ‬كانت‭ ‬نقطة‭ ‬جاذبة‭ ‬للاجتماع‭ ‬الإنساني‭ ‬وستبقى‭ ‬كذلك،‭ ‬ويرعى‭ ‬جلالته‭ ‬ويتابع‭ ‬بعناية‭ ‬هذه‭ ‬المسألة‭ ‬نحو‭ ‬صيانة‭ ‬هذه‭ ‬الميزة‭ ‬البحرينية‭ ‬التي‭ ‬وجدت‭ ‬أقصى‭ ‬درجات‭ ‬تجسدها‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬حكمه‭ ‬وقيادته‭ ‬للبلاد؛‭ ‬لك‭ ‬أن‭ ‬التوافق‭ ‬اللافت‭ ‬الذي‭ ‬عبرت‭ ‬عنه‭ ‬قصة‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬كان‭ ‬توافقا‭ ‬بين‭ ‬إرادتين،‭ ‬إرادة‭ ‬قيادة‭ ‬سياسية‭ ‬حكيمة‭ ‬ترنو‭ ‬بطموح‭ ‬للمستقبل،‭ ‬حدوده‭ ‬السماء،‭ ‬مع‭ ‬إرادة‭ ‬الناس،‭ ‬جميع‭ ‬الناس،‭ ‬يحدوهم‭ ‬الحب‭ ‬والإخلاص،‭ ‬لوطنهم‭ ‬وقائدهم‭ ‬المخلص‭. ‬

كما‭ ‬يركز‭ ‬الكتاب‭ ‬على‭ ‬إستراتيجية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬الإنسانية‭ ‬الشاملة‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الاهتمامات‭ ‬الملكية،‭ ‬وارتقت‭ ‬بالمنجزات‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬والتي‭ ‬أظهرتها‭ ‬وعظمت‭ ‬أدوارها‭ ‬إستراتيجية‭ ‬أخرى‭ ‬لتمكين‭ ‬الشباب،‭ ‬فتمكنت‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬حكم‭ ‬جلالته‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬بصورة‭ ‬ملموسة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬مؤشرات‭ ‬التنمية‭ ‬والرفاه‭ ‬التي‭ ‬تصدرها‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬المرموقة،‭ ‬وأن‭ ‬تتجاوز‭ ‬دولًا‭ ‬حبيت‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الإمكانات‭ ‬والثروات؛‭ ‬ليعكس‭ ‬ذلك‭ ‬جانبًا‭ ‬من‭ ‬حكمة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬تلمسها‭ ‬الباحثون‭ ‬والمراقبون‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬أو‭ ‬خارجها‭. ‬

ويستعرض‭ ‬الكتاب‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬حازته‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العربي‭ ‬والدولي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تدشين‭ ‬الملك‭ ‬لمنهج‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬العلاقات‭ ‬المتوازنة‭ ‬والفعل‭ ‬الإيجابي‭ ‬تجاه‭ ‬التحديات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬ويدفع‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لتكون‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الاعتدال‭ ‬مع‭ ‬التزام‭ ‬عميق‭ ‬بمبادئ‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬السلام‭ ‬والتنمية‭ ‬في‭ ‬حقبة‭ ‬التحريض‭ ‬والاستعداء‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬القائمة‭. ‬

وتشكل‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬علامة‭ ‬فارقة‭ ‬وظاهرة‭ ‬تستحق‭ ‬الدراسة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬حاليًا،‭ ‬فالمملكة‭ ‬التي‭ ‬تبقى‭ ‬محدودة‭ ‬الإمكانات‭ ‬بالمفهوم‭ ‬المادي‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬توظف‭ ‬رصيدها‭ ‬المعنوي‭ ‬وطاقاتها‭ ‬الإنسانية‭ ‬تجاه‭ ‬دور‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬والحساسية‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬الذي‭ ‬يقف‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬زعماء‭ ‬المنطقة‭ ‬برؤية‭ ‬سابقة‭ ‬لعصرها‭ ‬تجاه‭ ‬الانحياز‭ ‬للإنسان‭ ‬وحقه‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬دافعة‭ ‬وحاضنة‭ ‬تحول‭ ‬دون‭ ‬استنفاد‭ ‬قدراته‭ ‬والاستيلاء‭ ‬على‭ ‬فرصه‭ ‬في‭ ‬صراعات‭ ‬مجانية‭ ‬لأنظمة‭ ‬مأزومة،‭ ‬ولذلك‭ ‬تحولت‭ ‬المنامة‭ ‬خلال‭ ‬20‭ ‬عاما‭ ‬مضت‭ ‬إلى‭ ‬أحد‭ ‬العواصم‭ ‬التي‭ ‬يقصدها‭ ‬زعماء‭ ‬العالم‭ ‬وقادته؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬رأيها‭ ‬وتوجهاتها‭ ‬والاستماع‭ ‬إلى‭ ‬تقديراتها‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬خبراتها‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬المنطقة‭. ‬

“عقدان‭ ‬مزهران”‭ ‬الذي‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬500‭ ‬صفحة‭ ‬معززة‭ ‬بصور‭ ‬ويضمها‭ ‬غلاف‭ ‬أنيق‭ ‬مميز‭ ‬يوثق‭ ‬مختلف‭ ‬مراحل‭ ‬الإنجاز‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬يعتبر‭ ‬مرجعًا‭ ‬متكاملًا‭ ‬عن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬قيادة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك،‭ ‬برصده‭ ‬لمختلف‭ ‬التحولات‭ ‬والتطورات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬البحرين،‭ ‬وسيسهم‭ ‬تداوله‭ ‬محليا‭ ‬وعربيا‭ ‬في‭ ‬إلقاء‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الإضاءات‭ ‬على‭ ‬الكتاب‭ ‬وعلى‭ ‬موضوعه‭ ‬الذي‭ ‬يسعى‭ ‬لتقديم‭ ‬العرفان‭ ‬لحكمة‭ ‬استثنائية‭ ‬لقائد‭ ‬مخلص‭ ‬وملهم،‭ ‬لتبقى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬متماسكة‭ ‬وقوية‭ ‬ومستعدة‭ ‬لخوض‭ ‬غمار‭ ‬المستقبل‭ ‬بأمان‭ ‬ورفاهية‭ ‬لجميع‭ ‬أبنائها‭.‬