أكد أنه مخوّل بصرفه مستشهدًا بتقرير من جامعة “ميشيغان”

إلغاء القرار بشطب طبيب أعصاب صرف دواء مخدّرًا لمريض

| محرر الشؤون المحلية

قال‭ ‬المحامي‭ ‬إسلام‭ ‬غنيم‭ ‬إن‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬المدنية‭ ‬الأولى‭ (‬الدائرة‭ ‬الإدارية‭) ‬قضت‭ ‬لصالح‭ ‬موكله‭ ‬استشاري‭ ‬المخ‭ ‬والأعصاب‭ ‬والمرخص‭ ‬له‭ ‬بمزاولة‭ ‬مهنة‭ ‬الطب‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1993،‭ ‬ومصنف‭ ‬باعتباره‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الأطباء‭ ‬المتخصصين‭ ‬في‭ ‬علاج‭ ‬أمراض‭ ‬المخ‭ ‬والأعصاب‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬كونه‭ ‬مزاولاً‭ ‬للمهنة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التخصص‭ ‬منذ‭ ‬35‭ ‬عامًا،‭ ‬إذ‭ ‬ألغت‭ ‬قرار‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتنظيم‭ ‬المهن‭ ‬والخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬“نهرا”،‭ ‬والتي‭ ‬قررت‭ ‬فيه‭ ‬إنهاء‭ ‬ترخيصه‭ ‬وشطب‭ ‬اسمه‭ ‬من‭ ‬سجلات‭ ‬الهيئة،‭ ‬مدعية‭ ‬تحريره‭ ‬لوصفة‭ ‬طبية‭ ‬تحوي‭ ‬أدوية‭ ‬مخدرة‭ ‬لمريض‭ ‬يعاني‭ ‬مرضًا‭ ‬نفسيًّا‭.‬

وذكر‭ ‬غنيم‭ ‬أن‭ ‬موكله‭ ‬أحيل‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬إلى‭ ‬اللجنة‭ ‬التأديبية‭ ‬للمرخص‭ ‬لهم‭ ‬بمزاولة‭ ‬مهنة‭ ‬الطب‭ ‬البشري‭ ‬للتحقيق‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المخالفات‭ ‬المنسوبة‭ ‬إليه،‭ ‬وبتاريخ‭ ‬4‭ ‬ديسمبر‭ ‬2017‭ ‬تم‭ ‬إلغاء‭ ‬ترخيصه‭ ‬وشطب‭ ‬اسمه‭ ‬من‭ ‬سجلات‭ ‬الهيئة،‭ ‬بدعوى‭ ‬أنه‭ ‬تجاوز‭ ‬حدود‭ ‬الاختصاص‭ ‬المقرر‭ ‬لتخصصه‭ ‬الطبي،‭ ‬حيث‭ ‬حرّر‭ ‬وصفتين‭ ‬طبيتين‭ ‬بأدوية‭ ‬مخدرة‭ ‬تندرج‭ ‬ضمن‭ ‬جدول‭ ‬المجموعة‭ ‬الثانية‭ ‬المرافق‭ ‬لقانون‭ ‬المواد‭ ‬المخدرة‭ ‬والمؤثرات‭ ‬العقلية‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬كون‭ ‬المريض‭ ‬المذكور‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬مرض‭ ‬نفسي‭.  ‬وأفاد‭ ‬بأنه‭ ‬دفع‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬ببطلان‭ ‬قرار‭ ‬إلغاء‭ ‬الترخيص‭ ‬المهني‭ ‬للمدعي‭ ‬لمخالفته‭ ‬الحقيقة‭ ‬والواقع‭ ‬ولانتفاء‭ ‬سنده‭ ‬القانوني؛‭ ‬على‭ ‬سند‭ ‬أن‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬لم‭ ‬تدرس‭ ‬الحالة‭ ‬التي‭ ‬عاقبت‭ ‬المدعي‭ ‬بشأنها،‭ ‬حتى‭ ‬توقع‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الجزاء‭ ‬التأديبي‭ ‬العنيف،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬المريض‭ ‬الذي‭ ‬صرف‭ ‬له‭ ‬المدعي‭ ‬الدواء‭ ‬محل‭ ‬المخالفة‭ ‬قد‭ ‬دخل‭ ‬إلى‭ ‬عيادة‭ ‬المدعي‭ ‬3‭ ‬مرات،‭ ‬كانت‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬فيها‭ ‬يشكو‭ ‬من‭ ‬أعراض‭ ‬الصداع‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬توتر‭ ‬العضلات‭ ‬المزمن‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬اضطرابات‭ ‬القلق‭ ‬العام‭ ‬والذي‭ ‬سبب‭ ‬له‭ ‬الاكتئاب‭ ‬والهيجان‭. ‬وتابع،‭ ‬أن‭ ‬الزيارة‭ ‬الثانية‭ ‬قرّر‭ ‬فيها‭ ‬الدكتور‭ ‬عدم‭ ‬جدوى‭ ‬الدواء‭ ‬الذي‭ ‬صرفه‭ ‬له‭ ‬ابتداء‭ ‬حيث‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬أعراض‭ ‬عدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬النوم‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي‭ ‬ويشتكي‭ ‬عدم‭ ‬التحسن،‭ ‬فقرّر‭ ‬موكله‭ ‬صرف‭ ‬دواء‭ ‬يساعده‭ ‬على‭ ‬النوم‭ ‬أكثر‭ ‬مفعولاً‭ ‬من‭ ‬سابقه،‭ ‬وقد‭ ‬عاد‭ ‬ذات‭ ‬المريض‭ ‬إلى‭ ‬المدعي‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬بعد‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬يشكو‭ ‬من‭ ‬ذات‭ ‬الأعراض،‭ ‬وحينها‭ ‬قرّر‭ ‬المدعي‭ ‬وباعتباره‭ ‬متخصصًا‭ ‬في‭ ‬علاج‭ ‬اضطرابات‭ ‬النوم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأكاديمية‭ ‬الأمريكية‭ ‬لطب‭ ‬النوم،‭ ‬صرف‭ ‬الدواء‭ ‬محل‭ ‬الواقعة‭ ‬مرتين‭ ‬في‭ ‬اليوم،‭ ‬وذلك‭ ‬كعلاج‭ ‬أخير‭ ‬لحالته‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬سببها‭ ‬عاملاً‭ ‬نفسيًّا‭ ‬لا‭ ‬عقليًّا‭. ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬موكله‭ ‬اكتشف‭ ‬بعدما‭ ‬أجرى‭ ‬فحصًا‭ ‬في‭ ‬عيادته‭ ‬على‭ ‬وظائف‭ ‬المخ‭ ‬التابع‭ ‬للمريض‭ ‬أن‭ ‬سبب‭ ‬تلك‭ ‬الأعراض‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬المريض‭ ‬نفسية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الطبيب‭ ‬قد‭ ‬بذل‭ ‬العناية‭ ‬اللازمة‭ ‬بما‭ ‬تفرضه‭ ‬عليه‭ ‬أصول‭ ‬المهنة‭ ‬بأن‭ ‬قام‭ ‬بتشخيص‭ ‬المريض‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬العقلية‭ ‬أولاً،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬لجأ‭ ‬إلى‭ ‬تشخيصه‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬النفسية،‭ ‬متسائلاً‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬طبيب‭ ‬المخ‭ ‬والأعصاب‭ ‬متخصص‭ ‬في‭ ‬علاج‭ ‬الإضرابات‭ ‬النفسية‭ ‬أم‭ ‬لا‭. ‬ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬موكله‭ ‬قدم‭ ‬تقريرًا‭ ‬طبيًّا‭ ‬صادرًا‭ ‬عن‭ ‬كلية‭ ‬الطب‭ ‬بجامعة‭ ‬ميشيغان‭ ‬وهي‭ ‬إحدى‭ ‬أكبر‭ ‬الجامعات‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬الطب‭ ‬عالميًّا،‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬اختصاصات‭ ‬استشاري‭ ‬المخ‭ ‬والأعصاب،‭ ‬والتي‭ ‬جاء‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ ‬استشاري‭ ‬المخ‭ ‬والأعصاب‭ ‬وبحكم‭ ‬الارتباط‭ ‬الوثيق‭ ‬بين‭ ‬أعراض‭ ‬المرض‭ ‬العقلي‭ ‬والمرض‭ ‬النفسي‭ ‬هو‭ ‬طبيب‭ ‬مختص‭ ‬في‭ ‬علاج‭ ‬بعض‭ ‬الاضطرابات‭ ‬النفسية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬فعله‭ ‬موكله‭ ‬الذي‭ ‬قرر‭ ‬صرف‭ ‬دواء‭ ‬مخدر‭ ‬للمريض‭ ‬حتى‭ ‬يساعده‭ ‬على‭ ‬النوم،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬معترف‭ ‬به‭ ‬بموجب‭ ‬تقرير‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬الهيئة‭ ‬المدعى‭ ‬عليها،‭ ‬جاء‭ ‬فيه‭ (‬أن‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬الأدوية‭ ‬المخدرة‭ ‬تستخدم‭ ‬حتمًا‭ ‬في‭ ‬علاج‭ ‬اضطرابات‭ ‬النوم‭)‬،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يكون‭ ‬المريض‭ ‬قد‭ ‬تلقى‭ ‬علاجًا‭ ‬سليمًا‭ ‬وصحيحًا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المدعي‭. ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬الطبيب‭ ‬المدعي‭ ‬مصرح‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬بصرف‭ ‬أدوية‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬مواد‭ ‬مخدرة‭ ‬للمرضى،‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬تسليم‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬لدفتر‭ ‬صرف‭ ‬تلك‭ ‬الأدوية‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬غير‭ ‬مصرح‭ ‬له‭ ‬بصرف‭ ‬ذلك‭ ‬الدواء‭ ‬لهذا‭ ‬المريض‭ ‬لما‭ ‬صرفت‭ ‬له‭ ‬الوزارة‭ ‬هذه‭ ‬الدفاتر‭ ‬ولما‭ ‬صرفت‭ ‬الصيدليات‭ ‬تلك‭ ‬الأدوية‭ ‬له‭ ‬تباعًا‭.‬

وانتهى‭ ‬المحامي‭ ‬في‭ ‬مرافعته‭ ‬للمطالبة‭ ‬بإلغاء‭ ‬قرار‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬والملغى‭ ‬على‭ ‬إثره‭ ‬ترخيص‭ ‬المدعي‭ ‬بمزاولة‭ ‬مهنة‭ ‬الطب‭ ‬البشري‭ ‬وشطب‭ ‬اسمه‭ ‬من‭ ‬سجلات‭ ‬الهيئة‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يترتب‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬آثار،‭ ‬وذلك‭ ‬لمخالفة‭ ‬القرار‭ ‬المذكور‭ ‬للحقيقة‭ ‬والواقع،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬غلوه‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬الجزاء‭ ‬بالمخالفة‭ ‬للقواعد‭ ‬القانونية‭ ‬المستقر‭ ‬عليها‭ ‬لدى‭ ‬قضاء‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬والقضاء‭ ‬الإداري‭.‬