معرض تشكيلي بحريني يصاحب مهرجانا ثقافيا في إيطاليا

مياسة السويدي تشارك في الجامعة الكاثوليكية

| خاص

أعربت‭ ‬التشكيلية‭ ‬والكاتبة‭ ‬البحرينية‭ ‬مياسة‭ ‬السويدي‭ ‬أن‭ ‬الفن‭ ‬هو‭ ‬لغة‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬الأفكار‭ ‬التي‭ ‬تؤرقنا،‭ ‬وأنها‭ ‬تتنفس‭ ‬عبر‭ ‬اللون‭ ‬والكلمة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الفن‭ ‬والإبداع‭ ‬الذي‭ ‬تمارسه‭ ‬في‭ ‬أعمالها‭ ‬الفنية،‭ ‬جاء‭ ‬ذلك‭ ‬ضمن‭ ‬مشاركتها‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬اللغة‭ ‬والثقافة‭ ‬العربية‭ (‬28‭/‬‏30‭ ‬مارس‭ ‬2019‭) ‬الذي‭ ‬نظمته‭ ‬الجامعة‭ ‬الكاثوليكية‭ ‬في‭ ‬“ميلانو”‭ ‬بإيطاليا‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬“شهرزاد‭ ‬خارج‭ ‬القصر‭.. ‬كيف‭ ‬غير‭ ‬حضور‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬والآداب‭ ‬والفنون”،‭ ‬وقدمت‭ ‬السويدي‭ ‬قراءة‭ ‬في‭ ‬تجربتها‭ ‬الفنية‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬“من‭ ‬شهرزاد‭ ‬إلى‭ ‬فضاء‭ ‬الهوية‭ ‬والابداع”،‭ ‬حيث‭ ‬اختصرت‭ ‬الورقة‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬السويدي‭ ‬مسيرتها‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬تزيد‭ ‬عن‭ ‬خمسة‭ ‬عشرة‭ ‬سنة‭ ‬موضحة‭ ‬بأن‭ ‬الفن‭ ‬ليس‭ ‬تخصصها‭ ‬الاكاديمي،‭ ‬إذ‭ ‬إنها‭ ‬خريجة‭ ‬بكالريوس‭ ‬رياضيات‭ ‬وتحضر‭ ‬حاليا‭ ‬رسالة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬في‭ ‬الذكاء‭ ‬العاطفي‭ ‬والإدارة،‭ ‬وأنها‭ ‬لم‭ ‬تتعلم‭ ‬الفن‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬والأكاديميات‭ ‬الفنية‭ ‬المختصة،‭ ‬بل‭ ‬تعلمته‭ ‬بالممارسة‭ ‬والتدريب‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬كبار‭ ‬الفنانين‭ ‬محليا‭ ‬وعالميا‭.‬

وأضافت‭ ‬السويدي‭ ‬بأن‭ ‬الرسم‭ ‬بدأ‭ ‬كهواية،‭ ‬ثم‭ ‬تحولت‭ ‬تلك‭ ‬الهواية‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬ممارسة‭ ‬مهمة‭ ‬تبحث‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الفن،‭ ‬ونتج‭ ‬عنها‭ ‬عشرات‭ ‬المشاركات‭ ‬السنوية‭ ‬المحلية‭ ‬منها‭ ‬والعالمية،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬لديها‭ ‬إصرار‭ ‬على‭ ‬النجاح‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬رفضت‭ ‬مشاركة‭ ‬أعمالها‭ ‬لثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬التوالي‭ ‬في‭ ‬المعرض‭ ‬السنوي‭ ‬للفنون‭ ‬التشكيلية‭ ‬الذي‭ ‬يقام‭ ‬تحت‭ ‬اشراف‭ ‬هيئة‭ ‬الثقافة‭ ‬البحرينية،‭ ‬وقالت‭ ‬“لم‭ ‬يثنِ‭ ‬الرفض‭ ‬من‭ ‬عزمي،‭ ‬بل‭ ‬زادني‭ ‬إصرارا‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬أعمالي‭ ‬الفنية‭ ‬لترتقي‭ ‬للعرض‭ ‬مع‭ ‬أعمال‭ ‬الفنانين‭ ‬المحترفين‭ ‬الذين‭ ‬تعادل‭ ‬سنوات‭ ‬خبرتهم‭ ‬عمري‭ ‬الفعلي،‭ ‬حتى‭ ‬قبلت‭ ‬مشاركتي‭ ‬الأولى‭ ‬العام‭ ‬2012‭ ‬وأصبحت‭ ‬تقبل‭ ‬بشكل‭ ‬سنوي”‭.‬

ركزت‭ ‬السويدي‭ ‬في‭ ‬حديثها‭ ‬عن‭ ‬المرأة‭ ‬قائلة‭ ‬إن‭ ‬بدايتها‭ ‬“كانت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المرأة‭ ‬الحاضرة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬لوحاتي،‭ ‬فهي‭ ‬الأم‭ ‬والمجتمع‭ ‬والوطن،‭ ‬هي‭ ‬الذات‭ ‬والأسرة‭ ‬والأحلام‭ ‬التي‭ ‬تتنامى‭ ‬مع‭ ‬الأيام،‭ ‬فكانت‭ ‬معظم‭ ‬تجاربي‭ ‬الأولى‭ ‬لنساء‭ ‬بملامح‭ ‬مختلفة،‭ ‬غالبا‭ ‬كانت‭ ‬رؤوسهن‭ ‬كبيرة‭ ‬نسبيا‭ ‬لتصف‭ ‬ثقل‭ ‬الأفكار‭ ‬التي‭ ‬تشغلها،‭ ‬تجد‭ ‬أنها‭ ‬محشوّة‭ ‬بالأرقام‭ ‬والحروف‭ ‬والأحلام”،‭ ‬كما‭ ‬تحدثت‭ ‬عن‭ ‬تجربة‭ ‬“الباكود‭ ‬ـ‭ ‬الشفرة‭ ‬التعريفية”‭ ‬التي‭ ‬بنت‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬رؤية‭ ‬فنية‭ ‬جديدة‭ ‬تلامس‭ ‬الوضع‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬بتسليع‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬المرأة،‭ ‬وكانت‭ ‬فكرة‭ ‬اللوحة‭ ‬الرئيسة‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬ليست‭ ‬سلعة‭ ‬لها‭ ‬رقم‭ ‬و”باركود”‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬الذي‭ ‬يمثل‭ ‬الخلفية‭ ‬السوداء‭ ‬المحفورة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬اللوحة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬كنت‭ ‬أعبر‭ ‬عن‭ ‬ديناميكية‭ ‬الوسط‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وخطوط‭ ‬عمودية‭ ‬كشفرة‭ ‬التعريف‭ ‬أو‭ ‬البار‭ ‬كود‭ ‬الذي‭ ‬يكون‭ ‬موجودا‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬السلع‭ ‬لتكون‭ ‬لوحة‭ ‬لرفض‭ ‬فكرة‭ ‬استهلاك‭ ‬الإنسان‭.‬

وتحدثت‭ ‬السويدي‭ ‬أيضا‭ ‬عن‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬عرضها‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬المهرجان‭ ‬بأنها‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الهوية‭ ‬مرتبطة‭ ‬برواية‭ ‬الساعة‭ ‬الخامسة‭ ‬والعشرين‭ ‬لقسطنطين‭ ‬جورجيو،‭ ‬حيث‭ ‬قدمت‭ ‬السويدي‭ ‬معرضا‭ ‬فنيا‭ ‬لمجموعة‭ ‬تحمل‭ ‬عنوان‭ ‬الرواية‭ ‬ذاتها،‭ ‬وفيلم‭ ‬وكتاب‭ ‬فني‭ ‬يحكي‭ ‬قصة‭ ‬الرواية‭ ‬بشكل‭ ‬فني‭ ‬تعتبرها‭ ‬السويدي‭ ‬امتداد‭ ‬لرؤيتها‭ ‬الخاصة‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬الرواية‭ ‬لتمتزج‭ ‬الفنون‭ ‬ببعض‭ ‬لتطلّ‭ ‬بشكل‭ ‬آخر‭ ‬كل‭ ‬مرة‭.‬

وتضيف‭ ‬السويدي‭ ‬بأنها‭ ‬“أيقنت‭ ‬أن‭ ‬بطل‭ ‬الرواية‭ ‬“المسجون”‭ ‬ليس‭ ‬هو‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬رقما‭ ‬بل‭ ‬جميعنا‭ ‬نحمل‭ ‬أرقاما‭ ‬تحدد‭ ‬هويتنا‭ ‬منذ‭ ‬الساعات‭ ‬الأولى‭ ‬لولادتنا‭ ‬سواء‭ ‬أكان‭ ‬رقم‭ ‬هوية‭ ‬أو‭ ‬رقم‭ ‬شخصي‭ ‬يلتصق‭ ‬بنا‭ ‬مدى‭ ‬الحياة،‭ ‬توضع‭ ‬تلك‭ ‬القصاصة‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬الوليد‭ ‬لترافقه‭ ‬الأرقام‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مراحل‭ ‬حياته‭ ‬فتحوله‭ ‬إلى‭ ‬مجرد‭ ‬رقم‭ ‬دون‭ ‬هوية،‭ ‬إنه‭ ‬الإنسان‭ ‬الذي‭ ‬يتشبث‭ ‬بالحلم‭ ‬ويبتعد‭ ‬عن‭ ‬الأرقام‭ ‬ليبحث‭ ‬عن‭ ‬هويته‭ ‬الكامنة‭ ‬في‭ ‬حقيقة‭ ‬لونية،‭ ‬فيعود‭ ‬الى‭ ‬أعماقه‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬ذاته‭ ‬الحقيقية،‭ ‬وأن‭ ‬الفنان‭ ‬بطبيعته‭ ‬الحسية‭ ‬يرفض‭ ‬تلك‭ ‬التشوهات‭ ‬وليدة‭ ‬المجتمع‭ ‬الرقمي‭.‬

 

تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬الخليج

وحول‭ ‬مشاركتها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الملتقي‭ ‬قالت‭ ‬مياسة‭ ‬السويدي‭ ‬لصحيفة‭ ‬البلاد‭ ‬“حين‭ ‬تتواجد‭ ‬المرأة‭ ‬العربية‭ ‬عالميا‭ ‬وفي‭ ‬منصات‭ ‬الثقافة‭ ‬والإعلام‭ ‬أحب‭ ‬التركيز‭ ‬علي‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬أوطاننا‭ ‬العربية‭ ‬والخليجية‭ ‬تحديدا،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬نظرة‭ ‬الغرب‭ ‬للمرأة‭ ‬العربية‭ ‬بأنها‭ ‬مقموعة‭ ‬ومظلومة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬أتفق‭ ‬معه‭ ‬شخصيا،‭ ‬فمن‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬أجد‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬الخليجية‭ ‬محظوظة‭ ‬بتلك‭ ‬الفرص‭ ‬المتاحة‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬العمل‭ ‬والبروز‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الفني‭ ‬والثقافي،‭ ‬ولا‭ ‬أدعي‭ ‬أنه‭ ‬طريقا‭ ‬معبدا‭ ‬بالورد،‭ ‬فهو‭ ‬يحتاج‭ ‬الجهد‭ ‬والعمل،‭ ‬وأن‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬لا‭ ‬تدخر‭ ‬جهدا‭ ‬في‭ ‬الدعم‭ ‬وإبراز‭ ‬الإصدارات‭ ‬الفنية‭ ‬والثقافية‭ ‬للمرأة‭.‬ يذكر‭ ‬بأن‭ ‬السويدي‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬الملتقي‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬25‭ ‬كاتبا‭ ‬ومفكرا‭ ‬وشاعرا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ (‬وزير‭ ‬الثقافة‭ ‬المغربي‭ ‬الأسبق‭ ‬محمد‭ ‬الاشعري،‭ ‬ومي‭ ‬التلمساني،‭ ‬وعزت‭ ‬القمحاوي‭ ‬والشعراء‭ ‬نوري‭ ‬الجراح،‭ ‬أحمد‭ ‬اليماني،‭ ‬عماد‭ ‬فؤاد‭)‬،‭ ‬كما‭ ‬تضمن‭ ‬المؤتمر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشر‭ ‬جلسات‭ ‬مركزة‭ ‬حضرها‭ ‬طلاب‭ ‬قسم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬الجامعة،‭ ‬وعدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الأكاديميين‭ ‬والمهتمين‭ ‬في‭ ‬ميلانو،‭ ‬وفي‭ ‬ختام‭ ‬المهرجان‭ ‬تم‭ ‬تكريم‭ ‬وزيرة‭ ‬الثقافة‭ ‬المصرية‭ ‬إيناس‭ ‬عبدالدايم،‭ ‬بحضور‭ ‬السفير‭ ‬الإماراتي،‭ ‬ورئيس‭ ‬هيئة‭ ‬الشارقة‭ ‬للكتاب‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬ركاض‭ ‬العامري،‭ ‬وعميد‭ ‬كلية‭ ‬الآداب‭ ‬واللغات‭ ‬الأجنبية‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬جوفاني‭ ‬جوبر‭.‬