مجلس جابري يحتضن أمسية عن فضاءات التسامح والانفتاح

الجودر: البحرين موطن التعايش لكل البشر

| إبراهيم النهام | تصوير: رسول الحجيري

أكد‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬صلاح‭ ‬الجودر‭ ‬أن‭ ‬العمق‭ ‬التاريخي‭ ‬الكبير‭ ‬للبحرين‭ ‬أوجد‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتها‭ ‬المفاهيم‭ ‬الكبرى‭ ‬بالصفح،‭ ‬والتعايش،‭ ‬والسلم‭ ‬والانفتاح‭ ‬على‭ ‬الآخر‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬“المراكز‭ ‬التعايشية‭ ‬لمختلف‭ ‬الأديان‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬مئات‭ ‬السنين،‭ ‬ولكن‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬أوجد‭ ‬لها‭ ‬نوعًا‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬الفاعلة‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬بصورة‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬هي‭ ‬موطن‭ ‬التعايش‭ ‬لكل‭ ‬البشر”‭.‬جاء‭ ‬ذلك،‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬تقديمه‭ ‬ندوة‭ ‬“فضاءات‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين”‭ ‬بمجلس‭ ‬جابري‭ ‬بقرية‭ ‬الجسرة‭ ‬أخيرًا،‭ ‬بحضور‭ ‬جمع‭ ‬غفير‭ ‬من‭ ‬النشطاء‭ ‬الاجتماعيين،‭ ‬والإعلاميين،‭ ‬والمهتمين‭ ‬بالشأن‭ ‬المحلي،‭ ‬والذي‭ ‬حرص‭ ‬كثيرون‭ ‬منهم‭ ‬على‭ ‬الحضور‭ ‬باكرًا‭.‬

ورحبت‭ ‬عريفة‭ ‬الأمسية‭ ‬الإعلامية‭ ‬نسرين‭ ‬معروف‭ ‬بالحضور،‭ ‬مؤكدةً‭ ‬تفرد‭ ‬البحرين‭ ‬وتميزها‭ ‬في‭ ‬احتضان‭ ‬التيارات‭ ‬والأطياف‭ ‬الدينية‭ ‬والعرقية‭ ‬والمذهبية‭ ‬المختلفة‭ ‬منذ‭ ‬مئات‭ ‬السنين،‭ ‬بحالة‭ ‬وصفتها‭ ‬“بالفريدة”‭.‬

وأوضح‭ ‬الجودر‭ ‬أن‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي،‭ ‬خصلة‭ ‬تُميز‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬المعروف‭ ‬بالتسامح‭ ‬والتقارب‭ ‬مع‭ ‬الآخرين،‭ ‬مضيفًا‭ ‬“منذ‭ ‬قرون‭ ‬عديدة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬البحريني‭ ‬يعرف‭ ‬دين‭ ‬جاره،‭ ‬أو‭ ‬مذهبه،‭ ‬أو‭ ‬توجهه‭ ‬العرقي،‭ ‬بفعل‭ ‬حالة‭ ‬التمازج‭ ‬والاندماج‭ ‬الجميلة‭ ‬بين‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع‭ ‬المختلفة،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬المحرق‭ ‬أو‭ ‬المنامة‭ ‬أو‭ ‬القرى،‭ ‬ولذلك‭ ‬نجحت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬استقطاب‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬طوال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬بل‭ ‬وتميزت‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الحفاوة‭ ‬والضيافة‭ ‬والحقوق‭ ‬العادلة‭ ‬والمتساوية‭ ‬لهم،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هنالك‭ ‬أي‭ ‬أثر‭ ‬سلبي‭ ‬داخل‭ ‬النفس”‭.‬

وأضاف‭ ‬“كل‭ ‬يوم‭ ‬نتشرف‭ ‬بزيارة‭ ‬وفد‭ ‬أجنبي‭ ‬للبحرين،‭ ‬ليرى‭ ‬هذه‭ ‬المشاهدات‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تُصنف‭ ‬بالتجربة‭ ‬المقتبسة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬بل‭ ‬بالنموذج‭ ‬القائم‭ ‬منذ‭ ‬مئات‭ ‬السنين،‭ ‬وهي‭ ‬مشاهد‭ ‬قائمة‭ ‬ومتراكمة،‭ ‬يشير‭ ‬إليها‭ ‬الكثيرون‭ ‬بفخر‭ ‬بالغ”‭.‬

وتابع‭ ‬“إن‭ ‬الحوار‭ ‬المباشر‭ ‬سمة‭ ‬تميز‭ ‬الشعوب‭ ‬المتحضرة،‭ ‬ففي‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬150‭ ‬مجلسًا‭ ‬بمحافظة‭ ‬المحرق‭ ‬لوحدها،‭ ‬يتلاقى‭ ‬فيها‭ ‬الناس،‭ ‬ويتحاورون،‭ ‬بشكل‭ ‬يخالف‭ ‬المجالس‭ ‬الإلكترونية‭ ‬التي‭ ‬يغذى‭ ‬العقل‭ ‬فيها‭ ‬بأمور‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬ترتبط‭ ‬بالواقع‭ ‬بأي‭ ‬صلة”‭.‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬“تميز‭ ‬البحرين‭ ‬كشعب‭ ‬وكمنظومة‭ ‬حياة‭ ‬في‭ ‬ثقافة‭ (‬التسامح‭)‬،‭ ‬يقودنا‭ ‬تلقائيًّا‭ ‬للتعايش،‭ ‬ولبلد‭ ‬عريق‭ ‬عمقه‭ ‬التاريخي‭ ‬5000‭ ‬سنة،‭ ‬هذا‭ ‬العمق‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬أوجد‭ ‬هذه‭ ‬المفاهيم‭ ‬الكبرى‭ ‬والتي‭ ‬منها‭ ‬أيضًا‭ ‬الصفح،‭ ‬والانفتاح‭ ‬على‭ ‬الآخر،‭ ‬والكرم”‭.‬

وكشاهد‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬قال‭ ‬“المجالس‭ ‬حين‭ ‬تم‭ ‬تأسيسها‭ ‬خليجيًّا‭ ‬لأول‭ ‬مرة،‭ ‬اختيرت‭ ‬المنامة‭ ‬لكي‭ ‬تكون‭ ‬حاضنًا‭ ‬لها،‭ ‬وإقرار‭ ‬المحاكم‭ ‬الشرعية‭ ‬أيضًا‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1928،‭ ‬وأكمل‭ ‬بناءها‭ ‬العام‭ ‬1938،‭ ‬فلذلك‭ ‬فإن‭ ‬الموقع‭ ‬المميز‭ ‬للبحرين‭ ‬له‭ ‬تأثيره‭ ‬البالغ‭ ‬على‭ ‬المنطقة،‭ ‬لبلد‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬ما‭ ‬تصدر‭ ‬العلماء‭ ‬للخارج”‭.‬

وأوضح‭ ‬“أن‭ ‬البحرين‭ ‬لها‭ ‬مكانة‭ ‬قوية‭ ‬ثقافيًّا،‭ ‬فكثير‭ ‬من‭ ‬المدارس‭ ‬الأجنبية‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬إلى‭ ‬هنا،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬لُقيت‭ ‬بحفاوة‭ ‬واستقبال،‭ ‬منها‭ ‬المدرسة‭ ‬الفرنسية‭ ‬في‭ ‬البسيتين،‭ ‬وغيرها،‭ ‬بصورة‭ ‬تعكس‭ ‬عقيدة‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬احتضان‭ ‬الثقافات‭ ‬الأخرى،‭ ‬وهو‭ ‬يقف‭ ‬–بالمقابل‭- ‬على‭ ‬أرضية‭ ‬قوية‭ ‬يتمسك‭ ‬خلالها‭ ‬بهويته،‭ ‬والتي‭ ‬يؤمن‭ ‬بأنها‭ ‬لن‭ ‬تتأثر‭ ‬بأي‭ ‬موجة‭ ‬ثقافات‭ ‬دخيلة”‭.‬

وواصل‭ ‬“مراكز‭ ‬التعايش‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬موجودة‭ ‬منذ‭ ‬مئات‭ ‬السنين،‭ ‬ولكن‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬أوجد‭ ‬لها‭ ‬نوعًا‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬الفاعلة‭ ‬مع‭ ‬تيارات‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬المختلفة”‭.‬

وقال‭ ‬“الهندوس‭ - ‬مثالاً‭ - ‬الذين‭ ‬وجدوا‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1819،‭ ‬ولكننا‭ ‬لم‭ ‬نسمع‭ ‬عن‭ ‬احتفالات‭ ‬أو‭ ‬مناسبات‭ ‬يشارك‭ ‬بها‭ ‬المسلمون،‭ ‬باستثناء‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬مع‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك،‭ ‬وكذلك‭ ‬المسيحيين‭ ‬الذين‭ ‬توجد‭ ‬كنائسهم‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1905،‭ ‬واليهود‭ ‬والذين‭ ‬توجد‭ ‬معابدهم‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1930،‭ ‬والبهائيون‭ ‬لهم‭ ‬مكان‭ ‬للعبادة،‭ ‬والبهرة‭ ‬وغيرهم”‭. ‬وقال‭ ‬“ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬والدستور‭ ‬يؤكدان‭ ‬الحرية‭ ‬الدينية،‭ ‬والدولة‭ ‬مسؤولة‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المكونات،‭ ‬ولأن‭ ‬توفر‭ ‬لها‭ ‬الأرضية‭ ‬الخصبة‭ ‬والمثلى‭ ‬لكي‭ ‬تمارس‭ ‬حقوقها‭ ‬الدينية‭ ‬بأعلى‭ ‬درجات‭ ‬من‭ ‬الحرية‭ ‬والشفافية”‭.‬