وأتتك سادات الهواشم

قصيدة‭ ‬مرفوعة‭ ‬لسيدي‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي ‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه في‭ ‬وفاة‭ ‬المغفور‭ ‬لها‭ ‬شقيقته‭ ‬رحمها‭ ‬الله

 

أبلغ‭ ‬خليفةَ‭ ‬أنّ‭ ‬العُسرَ‭ ‬مرتحلُ

وأصبحَ‭ ‬اليسرُ‭ ‬مُزدانًا‭ ‬به‭ ‬الأجلُ

يا‭ ‬سيدي‭ ‬ووجوه‭ ‬القوم‭ ‬قد‭ ‬حَزنت

عند‭ ‬المُصاب‭ ‬فذا‭ ‬غادٍ‭ ‬وذا‭ ‬عجِلُ

إنّ‭ ‬المُعزّينَ‭ ‬جاؤوا‭ ‬صوبَ‭ ‬مكلَمَةٍ

بها‭ ‬قلوبُ‭ ‬بني‭ ‬الأخيار‭ ‬تشتعلُ

أضحى‭ ‬خميسًا‭ ‬للظلام‭ ‬فما‭ ‬سرت

فيه‭ ‬النجوم‭ ‬ولا‭ ‬يزهو‭ ‬بهِ‭ ‬زُحَلُ

إن‭ ‬القلوبَ‭ ‬لتدمى‭ ‬عند‭ ‬حادثةٍ‭ ‬

وصارت‭ ‬العين‭ ‬بالأحزان‭ ‬تبتهلُ

بنو‭ ‬القبائل‭ ‬جاؤوا‭ ‬يهرعون‭ ‬كما

دفقُ‭ ‬الغدير‭ ‬إذا‭ ‬فاضت‭ ‬بهِ‭ ‬السُبُل

وذي‭ ‬الهواشمُ‭ ‬ساداتٌ‭ ‬أتتكَ‭ ‬إلى

قصرِ‭ ‬الرفاعِ‭ ‬فلا‭ ‬عيٌ‭ ‬ولا‭ ‬مَطلُ

الحاملين‭ ‬صفاتِ‭ ‬الهديِ‭ ‬يأسرهم‭ ‬

حب‭ ‬الزعيم‭ ‬إذا‭ ‬اشتاقوا‭ ‬وإن‭ ‬عُذِلوا

وأيّدتهم‭ ‬جموعُ‭ ‬الشعبِ‭ ‬قاطبةً‭ ‬

وناصرتهم‭ ‬دموعُ‭ ‬العينِ‭ ‬والمُقَلُ

فما‭ ‬تراءى‭ ‬لهم‭ ‬إلّاكَ‭ ‬محمدةً‭ ‬

كما‭ ‬سموتَ‭ ‬بهم‭ ‬إذ‭ ‬يقصرُ‭ ‬الأَمَلُ

هذا‭ ‬المُصابُ‭ ‬فإن‭ ‬تأسى‭ ‬فلا‭ ‬عجبٌ

أنتَ‭ ‬المُعزّى‭ ‬وأنتَ‭ ‬الفاقدُ‭ ‬الجَبَلُ

إنّ‭ ‬القلوبَ‭ ‬لترنو‭ ‬صوبَ‭ ‬حكمتكم‭ ‬

فأنت‭ ‬قائدُها‭ ‬إذ‭ ‬ينتهي‭ ‬الوَجَلُ

تأتي‭ ‬ببادرةٍ‭ ‬فُضلى،‭ ‬وبادرةٍ‭..‬

والفضل‭ ‬يذكُرُهُ‭ ‬الأقوام‭ ‬إذ‭ ‬عدلوا

فما‭ ‬جفوت‭ ‬بلادًا‭ ‬ترتجي‭ ‬أملًا‭ ‬

ولا‭ ‬بسيّدها‭ ‬أزرت‭ ‬به‭ ‬دُوَلُ

فأنت‭ ‬سيّدها‭ ‬في‭ ‬العالمينَ‭ ‬إذا

ما‭ ‬صارت‭ ‬الناس‭ ‬أشتاتًا‭ ‬إذا‭ ‬نزلوا

أنعِم‭ ‬بيومٍ‭ ‬كنت‭ ‬تحرسُ‭ ‬سِلمَهُ

من‭ ‬الخطوبِ‭ ‬وما‭ ‬تأتي‭ ‬به‭ ‬الرُّسُلُ

يأبى‭ ‬العذولُ‭ ‬فما‭ ‬يخفي‭ ‬حماقتَهُ‭ ‬

إنّ‭ ‬العذولَ‭ ‬لصِلفٌ‭ ‬واهمٌ‭ ‬جَذِلُ

فالحبّ‭ ‬أنت‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬هيّجت‭ ‬مُقَلٌ

والعشقُ‭ ‬أنتَ‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬ارتابتِ‭ ‬القُبلُ

ما‭ ‬زرتكم‭ ‬إلا‭ ‬ولحاظُ‭ ‬العينِ‭ ‬تأسرني

ففي‭ ‬محاجرها‭ ‬للعشق‭ ‬معتقلُ

هيهاتَ‭ ‬هيهاتَ‭ ‬أنت‭ ‬الطودُ‭ ‬والأملُ‭ ‬

هيهاتَ‭ ‬هيهاتَ‭ ‬أنت‭ ‬البِيضُ‭ ‬والأسلُ

 

شعر‭: ‬غازي‭ ‬عبدالمحسن