“خلنا على بالك” محفور في ذاكرتي ولا أجد نفسي في التلفزيون

فايز السادة: لم أحلم يوما أن أكون مذيعا

مذيع‭ ‬كسب‭ ‬حب‭ ‬الأطفال‭ ‬قبل‭ ‬الكبار،‭ ‬ويقدم‭ ‬أشياء‭ ‬جميلة‭ ‬وطريفة‭ ‬تخدمة‭ ‬في‭ ‬مجالة‭ ‬الإبداعي،‭ ‬وساهم‭ ‬في‭ ‬إداره‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬التي‭ ‬تمس‭ ‬وتخدم‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭. ‬إنه‭ ‬المذيع‭ ‬البحريني‭ ‬المتألق‭ ‬فايز‭ ‬صالح‭ ‬السادة‭ ‬يحمل‭ ‬شهادة‭ ‬بكالوريوس‭ ‬إعلام‭ ‬وعلاقات‭ ‬عامة‭ ‬وماجستير‭ ‬إدارة‭ ‬أعمال‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬المايكرفون‭ ‬بحزم‭ ‬وطيبة‭ ‬كطيبة‭ ‬أهل‭ ‬البحرين،‭ ‬فهو‭ ‬يعشق‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬بحريني‭. ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬الشائق‭ ‬تحدث‭ ‬معنا‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬وأمور‭ ‬أخرى‭:‬

من‭ ‬اكتشف‭ ‬موهبة‭ ‬الإلقاء‭ ‬عند‭ ‬فايز‭ ‬السادة؟

لم‭ ‬أكن‭ ‬أحلم‭ ‬يوما‭ ‬أن‭ ‬أدخل‭ ‬المجال‭ ‬الإذاعي،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬الإعدادي‭ ‬والثانوية‭ ‬كان‭ ‬أخي‭ ‬عيسى‭ ‬لديه‭ ‬كاميرا‭ ‬فيديو‭ ‬محترفة،‭ ‬ونعمل‭ ‬مسلسلات‭ ‬ويصورونها،‭ ‬وكنت‭ ‬أقلد‭ ‬بابا‭ ‬ياسين‭ ‬وارتدي‭ ‬الغترة‭. ‬لا‭ ‬أعلم‭ ‬هل‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬بوادر‭ ‬أو‭ ‬بحكم‭ ‬الطفولة‭ ‬كنا‭ ‬نلعب،‭ ‬ولكن‭ ‬لما‭ ‬كنت‭ ‬طالبا‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬كان‭ ‬لدي‭ ‬مقررعلاقات‭ ‬عامة،‭ ‬وكنت‭ ‬أحب‭ ‬بأن‭ ‬أتميز‭ ‬في‭ ‬مشاريعي‭ ‬الجامعية،‭ ‬عملت‭ ‬فيديو‭ ‬يوجد‭ ‬به‭ ‬مقارنة‭ ‬بين‭ ‬قسم‭ ‬علاقات‭ ‬عامة‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الوزارات‭ ‬وبين‭ ‬شركة،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاك‭ ‬مديرة‭ ‬الشركة‭ ‬أميركية‭ ‬الجنسية،‭ ‬وكنت‭ ‬أركب‭ ‬على‭ ‬صوتها‭ ‬ترجمة‭ ‬الكلام‭ ‬وساعدتني‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬خلدية‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وذات‭ ‬مرة،‭ ‬التقيت‭ ‬المعد‭ ‬وليد‭ ‬الذوادي،‭ ‬وكان‭ ‬معه‭ ‬الصحفي‭ ‬هشام‭ ‬الزياني،‭ ‬وهو‭ ‬صديق‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬عرفني‭ ‬على‭ ‬وليد‭ ‬الذي‭ ‬شجعني‭ ‬بقوة‭ ‬دخول‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬وكان‭ ‬يتواصل‭ ‬معي‭ ‬ليقنعني‭ ‬بالإذاعة،‭ ‬ولكنني‭ ‬مستبعد‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة،‭ ‬وبعد‭ ‬سنة‭ ‬كان‭ ‬عندي‭ ‬مقرر‭ ‬إنتاج‭ ‬إذاعي‭ ‬وتلفزيوني‭ ‬نصف‭ ‬المقرر‭ ‬كأنه‭ ‬يدرسني‭ ‬بسام‭ ‬الذوادي‭ ‬وعوض‭ ‬هاشم،‭ ‬وكان‭ ‬الدكتور‭ ‬هو‭ ‬مذيع‭ ‬إذاعة‭ ‬البحرين‭. ‬

قابل‭ ‬وليد‭ ‬الذوادي‭ ‬عوض‭ ‬هاشم‭ ‬وقال‭ ‬له‭ ‬أحتاج‭ ‬بعض‭ ‬الطلاب‭ ‬لبرنامج‭ ‬إذاعي،‭ ‬وسوف‭ ‬يتواجد‭ ‬مذيع‭ ‬من‭ ‬الإمارات،‭ ‬وهناك‭ ‬مقعدان‭ ‬لطلبة‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين،‭ ‬وتم‭ ‬اختياري‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الطلبة،‭ ‬وأجروا‭ ‬الطلاب‭ ‬تدريباتهم‭ ‬وأنا‭ ‬لم‭ ‬أحضر‭ ‬لظرف‭ ‬خاص،‭ ‬وأتى‭ ‬وقت‭ ‬البرنامج‭ ‬الذي‭ ‬سينطلق‭ ‬شهر‭ ‬7‭ ‬سنة‭ ‬2000،‭ ‬وأتى‭ ‬وليد‭ ‬الذوادي‭ ‬وطلب‭ ‬مني‭ ‬أن‭ ‬أدخل‭ ‬البرنامج‭ ‬أول‭ ‬حلقة،‭ ‬وقلت‭ ‬له‭ ‬“آنه‭ ‬راسي‭ ‬أبيض‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬شيء”‭ ‬ودخلت‭ ‬الأستوديو‭ ‬وكان‭ ‬الاتفاق‭ ‬بأن‭ ‬كل‭ ‬أسبوع‭ ‬يتغير‭ ‬الطالبان،‭ ‬ولكن‭ ‬طلب‭ ‬مني‭ ‬وليد‭ ‬الذوادي‭ ‬أن‭ ‬أظل‭ ‬بالبرنامج‭ ‬مع‭ ‬المذيع‭ ‬عماد‭ ‬عبدالله،‭ ‬وهكذا‭ ‬استمررت‭ ‬إلى‭ ‬اليوم‭.‬

ما‭ ‬أحب‭ ‬الهوايات‭ ‬التي‭ ‬مارستها‭ ‬في‭ ‬الطفولتك؟

كرة‭ ‬القدم؛‭ ‬لأنه‭ ‬في‭ ‬ذاك‭ ‬الوقت‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬لدينا‭ ‬الألعاب‭ ‬الحالية،‭ ‬وهي‭ ‬البلايستيشن‭ ‬وألعاب‭ ‬المجمعات،‭ ‬ولكن‭ ‬البعض‭ ‬منهم‭ ‬يملك‭ ‬لعبة‭ ‬تسمى‭ (‬أتاري‭)‬،‭ ‬فكرة‭ ‬القدم‭ ‬هي‭ ‬المتنفس‭ ‬الوحيد‭ ‬لنا،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬هواية‭ ‬“الحبال”،‭ ‬وهي‭ ‬صيد‭ ‬طيور‭ ‬“الفلى”‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬فخ‭ ‬يتم‭ ‬الوضع‭ ‬فيه‭ ‬“اعتله”‭ ‬تتحرك‭ ‬يشاهدها‭ ‬الطير،‭ ‬ويتم‭ ‬اصطيادهم‭ ‬وتجميعهم‭ ‬عند‭ ‬شخص‭ ‬اسمه‭ ‬إبراهيم‭ ‬الرميحي،‭ ‬وبعدها‭ ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬كثيرة‭ ‬يتم‭ ‬طبخها‭.‬

ما‭ ‬البرامج‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬بعد‭ ‬التجربة‭ ‬الأولى؟

‭ ‬برنامج‭ ‬اسمه‭ ‬Etiquette‭ ‬كان‭ ‬كل‭ ‬ثلاثاء،‭ ‬وأيضا‭ ‬أول‭ ‬برنامج‭ ‬أغانٍ‭ ‬ظهر‭ ‬في‭ ‬بحرين‭ ‬FM‭ ‬اسمه‭ ‬Weekend،‭ ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬بداية‭  ‬انطلاقتي‭.‬

من‭ ‬له‭ ‬الفضل‭ ‬على‭ ‬المذيع‭ ‬فايز‭ ‬السادة‭ ‬بالوقوف‭ ‬أمام‭ ‬المايك؟

بعد‭ ‬الله،‭ ‬أولا‭ ‬وليد‭ ‬الذوادي،‭ ‬وإذا‭ ‬جائز‭ ‬أن‭ ‬يطلق‭ ‬عليَّ‭ ‬الآن‭ ‬بأنني‭ ‬مذيع‭ ‬ناجح‭ ‬هذا‭ ‬بفضله،‭ ‬وبفضل‭ ‬الفنان‭ ‬أحمد‭ ‬أنور‭ ‬الذي‭ ‬تعلمت‭ ‬على‭ ‬يده‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأشياء‭.‬

هل‭ ‬أتاحت‭ ‬لك‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬أخرى‭ ‬غير‭ ‬الإذاعة؟

انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬وظيفة،‭ ‬وفي‭ ‬بداية‭ ‬حياتي‭ ‬اشتغلت‭ ‬في‭ ‬جهه‭ ‬حكومية‭ ‬بعدها‭ ‬إلى‭ ‬إدارة‭ ‬الانتخابات،‭ ‬وكنت‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬الانتخاب‭ ‬والتطوير‭ ‬وبعدها‭ ‬إلى‭ ‬الجهاز‭ ‬المركزي،‭ ‬وكنت‭ ‬رئيس‭ ‬الجودة،‭ ‬ورغم‭ ‬عملي‭ ‬خارج‭ ‬الإذاعة،‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬متعاونا‭ ‬مع‭ ‬طاقم‭ ‬العمل،‭ ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬2016‭ ‬تفرغت‭ ‬لإذاعة‭ ‬البحرين،‭ ‬وعينت‭ ‬كرئيس‭ ‬التقديم‭ ‬وشراء‭ ‬البرامج‭ ‬الإذاعية‭.‬

ما‭ ‬نقطه‭ ‬التحول‭ ‬في‭ ‬حياتك؟

أنا‭ ‬يتيم‭ ‬الأب‭ ‬منذ‭ ‬الصغر،‭ ‬ويمكن‭ ‬بسبب‭ ‬وفاة‭ ‬الأب‭ ‬وأنا‭ ‬صغير‭ ‬لم‭ ‬أشعر‭ ‬بفقدانه،‭ ‬هل‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬بسبب‭ ‬وجود‭ ‬أمي‭ ‬وأخي‭ ‬في‭ ‬حياتي‭ ‬وحرصهم‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬شعوري‭ ‬بفقدان‭ ‬الأب،‭ ‬ولكن‭ ‬بعدما‭ ‬كبرت‭ ‬شعرت‭ ‬بفقدان‭ ‬الأب‭ ‬والآن‭ ‬وأنا‭ ‬أب‭ ‬ولديَّ‭ ‬أطفال‭ ‬ويأتي‭ ‬أحد‭ ‬ويتكلم‭ ‬عن‭ ‬والده‭ ‬أشعر‭ ‬بحرقة‭ ‬وحزن‭ ‬بداخلي،‭ ‬وكذلك‭ ‬كلما‭ ‬يزيد‭ ‬نجاحي‭ ‬كنت‭ ‬أتمنى‭ ‬وجوده‭ ‬في‭ ‬حياتي،‭ ‬وهذا‭ ‬الشيء‭ ‬الذي‭ ‬جعلني‭ ‬أتغلب‭ ‬كل‭ ‬الصعاب‭ ‬التي‭ ‬مررت‭ ‬بها‭ ‬وتخطيتها‭.‬

ما‭ ‬البرنامج‭ ‬الذي‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬صدى‭ ‬كبير؟

للأمانة‭ ‬هي‭ ‬برامج‭ ‬كثيرة‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬صدى‭ ‬كبير،‭ ‬بفضل‭ ‬رب‭ ‬العالمين‭ ‬بأنني‭ ‬لا‭ ‬أقدم‭ ‬أي‭ ‬برنامج‭ ‬فيه‭ ‬مجاملة‭ ‬لأحد،‭ ‬وإذا‭ ‬البرنامج‭ ‬لم‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬قناعة‭ ‬مني،‭ ‬فإنني‭ ‬أستبعده‭ ‬ومن‭ ‬البرامج‭ ‬التي‭ ‬محفورة‭ ‬في‭ ‬ذاكرتي‭ ‬هو‭ ‬برنامج‭ ‬“خلنا‭ ‬على‭ ‬بالك”،‭ ‬وهو‭ ‬برنامج‭ ‬يناقش‭ ‬قضايا‭ ‬اجتماعية‭ ‬كثيرة‭ ‬واستمر‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬3‭ ‬سنوات‭.‬

ما‭ ‬البرامج‭ ‬الحالية‭ ‬التي‭ ‬تقدمها؟

لديَّ‭ ‬برنامج‭ ‬اسمه‭ ‬“لهم‭ ‬بصمة”‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬إثنين‭ ‬على‭ ‬إذاعة‭ ‬بحرين‭ ‬FM،‭ ‬وحين‭ ‬أقدم‭ ‬البرنامج‭ ‬أشعر‭ ‬وبأنني‭ ‬أقدم‭ ‬شيئا‭ ‬مفيدا‭ ‬للمجتمع؛‭ ‬كون‭ ‬البرنامج‭ ‬يكرم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الرواد‭ ‬الذين‭ ‬لهم‭ ‬بصمه‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬معين‭ ‬وتوجه‭ ‬البرنامج‭ ‬لحصولة‭ ‬على‭ ‬الجائزة‭ ‬الذهبيية‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬الإذاعة‭ ‬والتلفزيون‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

ما‭ ‬سبب‭ ‬نجاح‭ ‬المقولة‭ ‬“فايز‭ ‬السادة‭ ‬سكر‭ ‬زيادة”؟

هذه‭ ‬المقولة‭ ‬كان‭ ‬الأطفال‭ ‬حين‭ ‬يروني‭ ‬يرددونها‭ ‬لي‭ ‬حبا‭ ‬فيَّ‭ ‬بسبب‭ ‬برنامج‭ ‬الأطفال‭ ‬الذي‭ ‬أقدمه‭ ‬صباحا‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬FM،‭ ‬وفي‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬اتصل‭ ‬بي‭ ‬طفل،‭ ‬وقالها‭ ‬على‭ ‬الهوا‭ ‬مباشرة،‭ ‬وأصبحت‭ ‬حديث‭ ‬الجميع‭ ‬خصوصا‭ ‬الأطفال‭.‬

هل‭ ‬فكرت‭ ‬في‭ ‬خوض‭ ‬تجربة‭ ‬التمثيل؟

نعم‭ ‬خضت‭ ‬تجربة‭ ‬التمثيل،‭ ‬ولكن‭ ‬التمثيل‭ ‬الإذاعي‭ ‬هو‭ ‬الأصعب‭ ‬أداء‭ ‬من‭ ‬التمثيل‭ ‬التلفزيوني،‭ ‬حيث‭ ‬يجب‭ ‬عليَّ‭ ‬إظهار‭ ‬المشاعر‭ ‬والأحاسيس‭ ‬من‭ ‬صوت‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬صور‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬المشاعر‭. ‬

ما‭ ‬علاقة‭ ‬الشعر‭ ‬بالمذيع‭ ‬فايز؟

كان‭ ‬رغم‭ ‬المشاغل‭ ‬كنت‭ ‬أكتب‭ ‬بعض‭ ‬الخواطر‭ ‬واستمررت‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬جزءا‭ ‬مني‭ ‬في‭ ‬فرحي‭ ‬وحزني‭.‬