الحكومة: التشريع يتعارض مع جوهر أنظمة التأمين

استحقاق الزوج نصيبًا في معاش أرملته

يصوت‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬في‭ ‬جلسته‭ ‬المقبلة‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬بتعديل‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬قانون‭ ‬التأمين‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الصادر‭ ‬بالمرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ (‬24‭) ‬لسنة‭ ‬1976،‭ ‬والذي‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬الزوج‭ ‬المتوفاة‭ ‬زوجته‭ ‬والأرملة،‭ ‬في‭ ‬استحقاق‭ ‬المعاش‭ ‬التقاعدي‭ ‬للزوج‭ ‬المتوفى،‭ ‬حيث‭ ‬اشترط‭ ‬القانون‭ ‬الحالي‭ ‬لاستحقاق‭ ‬الزوج‭ ‬المتوفاة‭ ‬زوجته‭ ‬لنصيبٍ‭ ‬في‭ ‬معاشها‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬عاجزا‭ ‬عن‭ ‬الكسب،‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الشرط‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬الأرملة‭. ‬

من‭ ‬جهتها‭ ‬طلبت‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬المشروع‭ ‬بقانون‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬الملاحظات‭ ‬الآتية‭:‬

‭- ‬يتعارض‭ ‬المشروع‭ ‬بقانون‭ ‬مع‭ ‬جوهر‭ ‬ومفهوم‭ ‬أنظمة‭ ‬التأمين‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ومناط‭ ‬استحقاق‭ ‬المعاش‭ ‬فيها‭.‬

‭- ‬المعاش‭ ‬لا‭ ‬يعدّ‭ ‬تركة‭ ‬موروثة‭ ‬عن‭ ‬المؤمّن‭ ‬عليه‭ ‬أو‭ ‬صاحب‭ ‬المعاش‭ ‬وفق‭ ‬شروط‭ ‬محددة‭.‬

‭- ‬إن‭ ‬استحقاق‭ ‬الزوج‭ ‬لنصيب‭ ‬في‭ ‬معاش‭ ‬زوجته‭ ‬المتوفاة‭ ‬رغم‭ ‬عدم‭ ‬تحقق‭ ‬شرط‭ ‬العجز،‭ ‬يعني‭ ‬بالضرورة‭ ‬الانتقاص‭ ‬من‭ ‬نصيب‭ ‬بقية‭ ‬المستحقين‭.‬

‭- ‬يقرّر‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬عند‭ ‬وفاتها‭ ‬دون‭ ‬شرط‭ ‬أو‭ ‬قيد،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬معاشه‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬ومعاشه‭ ‬عن‭ ‬زوجته‭ ‬تلقائيا‭ ‬وفي‭ ‬جميع‭ ‬الأحوال،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬مسوّغ‭ ‬ولا‭ ‬سند‭ ‬له‭.‬

‭- ‬يترتب‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬إضافة‭ ‬ميزة‭ ‬تأمينية‭ ‬جديدة‭ ‬تتطلب‭ ‬إجراء‭ ‬دراسة‭ ‬اكتوارية‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬تكلفة‭ ‬هذا‭ ‬التعديل‭ ‬وتأثيره‭ ‬على‭ ‬الأوضاع‭ ‬المالية‭ ‬للصندوق‭.‬

في‭ ‬حين‭ ‬رأت‭ ‬هيئة‭ ‬التشريع‭ ‬والإفتاء‭ ‬القانوني‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬جاء‭ ‬متوافقا‭ ‬مع‭ ‬النصوص‭ ‬الدستورية‭ ‬والمستقر‭ ‬عليه‭ ‬لدى‭ ‬القضاء‭ ‬الدستوري‭ ‬المقارن،‭ ‬ويحقّق‭ ‬العدالة‭ ‬والمساواة‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬صورها‭.‬

وتحفظت‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للتأمين‭ ‬الاجتماعي‭ ‬على‭ ‬المشروع‭ ‬بقانون‭ ‬لافتة‭ ‬الى‭ ‬إن‭ ‬إدخال‭ ‬الزوج‭ ‬ضمن‭ ‬المستحقين،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬شرط‭ ‬العجز،‭ ‬سيترتب‭ ‬عليه‭ ‬مشاركته‭ ‬لأبنائه‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المعاش،‭ ‬والانتقاص‭ ‬من‭ ‬نصيبهم‭ ‬،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬ينصّ‭ ‬صراحةً‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الأصل‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬جواز‭ ‬صرف‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬معاش‭ ‬واحد،‭ ‬باستثناء‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭.‬

وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬إقرار‭ ‬المشروع‭ ‬بقانون‭ ‬دون‭ ‬قيد‭ ‬ينطوي‭ ‬على‭ ‬إضافة‭ ‬ميزة‭ ‬تأمينية‭ ‬جديدة‭ ‬تتطلب‭ ‬إجراء‭ ‬دراسة‭ ‬التكلفة‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬الأوضاع‭ ‬المالية‭ ‬للصناديق‭. ‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬أيد‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬المشروع‭ ‬بقانون‭ ‬لتحقيقه‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬المرأة‭ ‬والرجل‭ ‬في‭ ‬استحقاق‭ ‬المعاش‭ ‬التقاعدي‭ ‬عند‭ ‬وفاة‭ ‬أي‭ ‬منهما‭ ‬بإلغاء‭ ‬شرط‭ ‬عجز‭ ‬الزوج‭.‬

وبين‭ ‬أن‭ ‬تطبيق‭ ‬المشروع‭ ‬سينعكس‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬الأسرة‭ ‬ومعيشتها‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬مفهوم‭ ‬وأنظمة‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬ولن‭ ‬يؤدي‭ ‬إضافة‭ ‬أي‭ ‬تكاليف‭ ‬أو‭ ‬أعباء‭ ‬مالية‭ ‬إلى‭ ‬صندوق‭ ‬التقاعد،‭ ‬ولا‭ ‬تعارض‭ ‬التعديل‭ ‬مع‭ ‬أحكام‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭.‬