صندوق حكمة العائلة.. وفتح متجرا بقلب الحي التجاري بالسعودية

المرحوم الجناحي آوى البحرينيين بالخبر والدمام

| محمد زين الدين

المرحوم‭ ‬إبراهيم‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬الجناحي‭ ‬من‭ ‬رواد‭ ‬الجيل‭ ‬الثاني‭ ‬لعائلة‭ ‬الجناحي‭ ‬في‭ ‬التجارة‭. ‬هو‭ ‬ابن‭ ‬أحد‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشقاء‭ ‬متميزين‭ ‬من‭ ‬تجار‭ ‬سوق‭ ‬المنامة‭ ‬القديم‭ ‬ممن‭ ‬سكنوا‭ ‬في‭ ‬فريج‭ ‬العوضية‭ ‬خلف‭ ‬منزل‭ ‬يوسف‭ ‬كاز‭ (‬حاليًّا‭ ‬مطعم‭ ‬لا‭ ‬فونتين‭ ‬الكلاسيكي‭) ‬الواقع‭ ‬خلف‭ ‬مدرسة‭ ‬الرجاء‭. ‬

درس‭ ‬الراحل‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬مطلع‭ ‬الستينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭. ‬ابتعثه‭ ‬عماه‭ ‬عثمان‭ ‬وأبوبكر‭ ‬محمد‭ ‬الجناحي‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬الخبر‭ ‬بالمنطقة‭ ‬الشرقية‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬نهايات‭ ‬العقد‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬لإدارة‭ ‬تجارة‭ ‬العائلة،‭ ‬وأسّس‭ ‬لهما‭ ‬فيها‭ ‬أحد‭ ‬أشهر‭ ‬محلات‭ ‬بيع‭ ‬الأزياء‭ ‬الرجالية‭ ‬وتمكن‭ ‬بشق‭ ‬الأنفس‭ ‬من‭ ‬الاستحواذ‭ ‬على‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الحي‭ ‬التجاري‭ ‬بشارع‭ ‬الملك‭ ‬خالد‭ ‬لتحويله‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬عرف‭ ‬بـ‭ ‬“متجر‭ ‬الجناحي”‭.‬

‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الثمانينات‭ ‬عاد‭ ‬المرحوم‭ ‬إبراهيم‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬للاستقرار‭ ‬بها‭ ‬نهائيًّا،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قام‭ ‬بتصفية‭ ‬تجارته‭ ‬في‭ ‬الخبر‭ ‬لظروف‭ ‬خاصة‭.‬

أعمال‭ ‬الخير

تحدث‭ ‬حسين‭ ‬طاهر‭ ‬الجناحي‭ ‬أن‭ ‬المرحوم‭ ‬تميز‭ ‬بطيبه‭ ‬وتواصله‭ ‬الدائم‭ ‬مع‭ ‬الجميع‭.‬

وأضاف‭: ‬“كان‭ ‬خدومًا”‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬ومحبوبًا‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬ومبادرًا‭ ‬إلى‭ ‬أعمال‭ ‬الخير،‭ ‬وصاحب‭ ‬روابط‭ ‬اجتماعية‭ ‬وخير‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬توافد‭ ‬الناس‭ ‬وأصدقائه‭ ‬القدامى‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬أقطار‭ ‬الخليج،‭ ‬من‭ ‬دبي‭ ‬والكويت‭ ‬والسعودية‭ ‬لحضور‭ ‬تشييعه‭ ‬وحضورهم‭ ‬مجلس‭ ‬العزاء‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬توقفه‭ ‬عن‭ ‬التجارة‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الأماكن‭. ‬

وتابع‭: ‬أعتبره‭ ‬من‭ ‬أعمدة‭ ‬وكبار‭ ‬عائلة‭ ‬الجناحي،‭ ‬وكان‭ ‬صاحب‭ ‬حكمة‭ ‬ومشورة‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬التجاري‭. ‬

سخي‭ ‬ومعطاء

وقال‭ ‬ياسين‭ ‬الجناحي‭ ‬إن‭ ‬المرحوم‭ ‬إنسان‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الطيبة‭ ‬والخلق‭.‬

وأضاف‭: ‬“كان‭ ‬دائمًا‭ ‬يرحّب‭ ‬بالجميع‭ ‬أثناء‭ ‬زيارتنا‭ ‬له‭ ‬وصاحب‭ ‬يد‭ ‬سخية‭ ‬ومعطاء‭.‬

واستذكر‭ ‬ياسين‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬بزيارة‭ ‬لإمارة‭ ‬الشارقة‭ ‬قبل‭ ‬سنوات،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬المرحوم‭ ‬يمتلك‭ ‬محلاً‭ ‬للأحذية،‭ ‬ورفض‭ ‬الفقيد‭ ‬أخذ‭ ‬قيمة‭ ‬الأحذية،‭ ‬مستدركًا‭ ‬“كان‭ ‬يعطينا‭ ‬الأشياء‭ ‬ببلاش”‭.‬

وسأل‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الراحل‭ ‬في‭ ‬الفردوس‭ ‬الأعلى‭.‬

‭ ‬50‭ ‬عامًا

وتحدث‭ ‬صديق‭ ‬المرحوم‭ ‬منذ‭ ‬50‭ ‬عامًا‭ ‬محمد‭ ‬البلوشي‭ ‬بنبرات‭ ‬حزينة‭ ‬وبدا‭ ‬متأثرًا‭ ‬من‭ ‬فقد‭ ‬توأم‭ ‬حياته‭.‬

وقال‭: ‬المرحوم‭ ‬صاحب‭ ‬أخلاق‭ ‬رفيعة،‭ ‬ويأوي‭ ‬البحرينيين‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬الخبر‭ ‬والدمام‭ ‬بفترة‭ ‬السبعينات‭ ‬والثمانينات‭. ‬

وأضاف‭: ‬“في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬كان‭ ‬المرحوم‭ ‬يمتلك‭ ‬مجلسًا‭ ‬يستقبل‭ ‬الأصدقاء‭ ‬والعاملين‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الحقبة‭ ‬بعد‭ ‬صلاة‭ ‬المغرب،‭ ‬وكان‭ ‬كريمًا‭ ‬جدًّا”‭. ‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الراحل‭ ‬فتح‭ ‬متجرًا‭ ‬باسم‭ ‬“المحترم”‭ ‬للملابس‭ ‬وهي‭ ‬صفة‭ ‬مثل‭ ‬شخصيته‭ ‬الرائعة‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المرحوم‭ ‬تميز‭ ‬بحضوره‭ ‬الدائم‭ ‬بالمسجد‭.‬

 

سيرة‭ ‬المتوفي

إبراهيم‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬محمد‭ ‬الجناحي‭ ‬

‭ ‬73‭ ‬عاما

مولود‭ ‬بالمنامة‭ ‬

درس‭ ‬بالقاهـــرة‭ ‬بدايـة`‭ ‬الستين`ات‭ ‬

عمل‭ ‬بالتجارة‭ ‬وصاحب‭ ‬محلات‭ ‬أزياء‭ ‬رجالية