المجني عليه أكد للمحكمة وصول جزء من الشحنة بعد 8 أشهر

براءة مالك شركة شحن من اختلاس منقولات والسبب قانون جمركي

| محرر الشؤون المحلية

ذكرت‭ ‬المحامية‭ ‬ريم‭ ‬خلف‭ ‬أن‭ ‬المحكمة‭ ‬الصغرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬برأت‭ ‬موكلها،‭ ‬والذي‭ ‬يملك‭ ‬شركة‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬الشحن‭ ‬الدولي؛‭ ‬وذلك‭ ‬مما‭ ‬نسب‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬اتهام‭ ‬باختلاس‭ ‬منقولات‭ ‬قيمتها‭ ‬290‭ ‬دينارا‭ ‬يملكها‭ ‬أحد‭ ‬زبائن‭ ‬شركته،‭ ‬إذ‭ ‬تبين‭ ‬للمحكمة‭ ‬أن‭ ‬الشحنة‭ ‬تأخرت‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬للمرسل‭ ‬إليه‭ ‬بسبب‭ ‬قوانين‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬ولا‭ ‬علاقة‭ ‬للشركة‭ ‬بالأمر،‭ ‬إذ‭ ‬خلت‭ ‬أوراق‭ ‬الدعوى‭ ‬من‭ ‬ثمة‭ ‬دليل‭ ‬يقيني‭ ‬يمكن‭ ‬الاعتماد‭ ‬عليه‭ ‬بأن‭ ‬المتهم‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬ارتكب‭ ‬واقعة‭ ‬اختلاس‭ ‬المنقولات‭ ‬حسبما‭ ‬ورد‭ ‬بحكم‭ ‬المحكمة‭.‬

وأفادت‭ ‬وكيلة‭ ‬المتهم‭ ‬أنها‭ ‬دفعت‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬بانتفاء‭ ‬أركان‭ ‬وشروط‭ ‬الجريمة‭ ‬موضوع‭ ‬الاتهام‭ ‬خاصة‭ ‬الركن‭ ‬المعنوي؛‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬القصد‭ ‬الجنائي‭ ‬في‭ ‬جريمة‭ ‬خيانة‭ ‬الأمانة‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬قصد‭ ‬جنائي‭ ‬خاص‭ ‬هو‭ ‬تغير‭ ‬الحيازة‭ ‬على‭ ‬الشيء‭ ‬المسلم‭ ‬للجاني‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬الأمانة‭ ‬من‭ ‬حيازة‭ ‬عارضة‭ ‬إلى‭ ‬حيازة‭ ‬تامة،‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬نية‭ ‬تملك‭ ‬الشيء‭ ‬المبدد‭ ‬أو‭ ‬المختلس‭ ‬المسلم‭ ‬للجاني‭ ‬بموجب‭ ‬عقد‭ ‬من‭ ‬عقود‭ ‬الأمانة‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬موكلها‭ ‬أرسل‭ ‬بالفعل‭ ‬إلى‭ ‬بلد‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬البضاعة‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬باختلاسها‭ ‬وفقا‭ ‬للثابت‭ ‬من‭ ‬الأرصدة،‭ ‬وأن‭ ‬تأخر‭ ‬استلامها‭ ‬بحسب‭ ‬أقوال‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬كان‭ ‬بسبب‭ ‬خارج‭ ‬عن‭ ‬إرادة‭ ‬المتهم،‭ ‬فالتأخير‭ ‬في‭ ‬الاستلام‭ ‬كان‭ ‬بسبب‭ ‬الإفراج‭ ‬الجمركي‭ ‬لبلد‭ ‬المجني‭ ‬عليه،‭ ‬والتي‭ ‬قامت‭ ‬مؤخرا‭ ‬بفرض‭ ‬رسوم‭ ‬جمركية‭ ‬على‭ ‬البضائع‭ ‬الواردة‭ ‬واكتظت‭ ‬ساحات‭ ‬المطار‭ ‬بالحاويات،‭ ‬مما‭ ‬تسبب‭ ‬تأخير‭ ‬استلام‭ ‬البضاعة،‭ ‬وعليه‭ ‬فقد‭ ‬تأخر‭ ‬الإفراج‭ ‬عن‭ ‬البضاعة‭ ‬كما‭ ‬تأخر‭ ‬الإفراج‭ ‬عن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬البضائع‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تخص‭ ‬أشخاص‭ ‬آخرين‭.‬

ووفقا‭ ‬لذلك،‭ ‬فقد‭ ‬دفعت‭ ‬بأن‭ ‬ذلك‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬انعدام‭ ‬القصد‭ ‬الجنائي‭ ‬وذلك‭ ‬لانعدام‭ ‬تحويل‭ ‬المال‭ ‬أو‭ ‬البضائع‭ ‬المزمع‭ ‬تسلمها‭ ‬من‭ ‬حيازة‭ ‬عارضة‭ ‬إلى‭ ‬حيازة‭ ‬تامة‭ ‬ورفض‭ ‬ردها‭ ‬أو‭ ‬الامتناع‭ ‬عن‭ ‬تسليمها؛‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬موكلها‭ ‬قد‭ ‬قام‭ ‬بالفعل‭ ‬بشحن‭ ‬البضاعة‭ ‬إلى‭ ‬البلد‭ ‬المرسل‭ ‬إليها،‭ ‬وبالتالي‭ ‬ينعدم‭ ‬في‭ ‬جانبه‭ ‬القصد‭ ‬الجنائي‭ ‬انعداما‭ ‬تاما‭.‬

وتابعت،‭ ‬أن‭ ‬أقوال‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬شهادته‭ ‬أفاد‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬8‭ ‬أشهر‭ ‬وصل‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬البضاعة‭ ‬المدعى‭ ‬اختلاسها‭ ‬واستلمها‭ ‬المرسلة‭ ‬إليه‭ ‬بالفعل،‭ ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬يستلم‭ ‬البعض‭ ‬الآخر،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬سداد‭ ‬رسوم‭ ‬الجمارك‭ ‬المستحقة‭ ‬عليه،‭ ‬والتي‭ ‬فرضت‭ ‬أثناء‭ ‬الشحن‭ ‬وعلى‭ ‬إثر‭ ‬ذلك‭ ‬تكدست‭ ‬البضائع‭ ‬في‭ ‬الجمارك‭ ‬من‭ ‬جراء‭ ‬ذلك‭ ‬القرار‭ ‬الخاص‭ ‬ببلده‭.‬

كما‭ ‬أنه‭ ‬بعرض‭ ‬إيصالات‭ ‬الشحن‭ ‬على‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬أقر‭ ‬صراحة‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الايصالات‭ ‬متعلقة‭ ‬بإرسال‭ ‬الشحنة‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬داخل‭ ‬بلاده،‭ ‬ولا‭ ‬يستطيع‭ ‬الجزم‭ ‬بعدم‭ ‬وصول‭ ‬المنقولات‭ ‬إلى‭ ‬بلاده،‭ ‬وبالتالي‭ ‬لم‭ ‬تنصرف‭ ‬نية‭ ‬المتهم‭ ‬مطلقا‭ ‬ولم‭ ‬تتغير‭ ‬حيازته‭ ‬على‭ ‬المال‭ ‬من‭ ‬نية‭ ‬حاز‭ ‬عرضي‭ ‬إلى‭ ‬حائز‭ ‬بقصد‭ ‬التملك‭.‬

وقالت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬إن‭ ‬أقوال‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬جاءت‭ ‬مرسلة‭ ‬ولم‭ ‬يساندها‭ ‬دليل،‭ ‬خصوصا‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تتضمن‭ ‬ما‭ ‬يفيد‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬سلم‭ ‬المنقولات‭ ‬إلى‭ ‬المتهم‭ ‬نفسه،‭ ‬ولكن‭ ‬أفاد‭ ‬أن‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬وصول‭ ‬المنقولات‭ ‬لبلاده‭ ‬هو‭ ‬شخص‭ ‬آسيوي،‭ ‬وليس‭ ‬المتهم‭ ‬البحريني‭ ‬الجنسية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬أوراق‭ ‬الدعوى‭ ‬خلت‭ ‬من‭ ‬ثمة‭ ‬دليل‭ ‬يقيني‭ ‬يفيد‭ ‬ارتكاب‭ ‬المتهم‭ ‬للتهم‭ ‬المسندة‭ ‬إلية‭.‬

وقررت‭ ‬أنه‭ ‬ولما‭ ‬كانت‭ ‬الأحكام‭ ‬تبنى‭ ‬على‭ ‬الجزم‭ ‬واليقين،‭ ‬وليس‭ ‬على‭ ‬الشك‭ ‬والتخمين،‭ ‬فلهذه‭ ‬الأسباب‭ ‬حكمت‭ ‬المحكمة‭ ‬ببراءة‭ ‬المتهم‭ ‬مما‭ ‬أسند‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬اتهام‭.‬