محكمة أول درجة لم تطالب المدعي بتسليمها الشيك

رفض دعوى صاحب مؤسسة مطالب بقيمة شيك مسروق

| محرر الشؤون المحلية

قالت‭ ‬المحامية‭ ‬عائشة‭ ‬ثاني‭ ‬إن‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الاستئنافية‭ ‬المدنية‭ ‬قضت‭ ‬بإلغاء‭ ‬حكم‭ ‬كان‭ ‬يلزم‭ ‬موكلها‭ ‬بدفع‭ ‬قيمة‭ ‬شيك‭ ‬صدر‭ ‬باسمه‭ ‬ولا‭ ‬يعلم‭ ‬من‭ ‬الذي‭ ‬أصدره‭ ‬لصالح‭ ‬المدعي؛‭ ‬كونه‭ ‬صادرا‭ ‬باسم‭ ‬شركة‭ ‬مقاولات‭ ‬يمتلكها،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬أغلقت‭ ‬قبل‭ ‬وقت‭ ‬صدور‭ ‬الشيك،‭ ‬والذي‭ ‬تبلغ‭ ‬قيمته‭ ‬5000‭ ‬دينار،‭ ‬نظير‭ ‬بيع‭ ‬المدعي‭ ‬سيارته‭ ‬لآخر‭ ‬مجهول‭ ‬لا‭ ‬يعرفه‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬أصلا،‭ ‬إذ‭ ‬ثبت‭ ‬أن‭ ‬الشيك‭ ‬مسروق‭ ‬وتم‭ ‬استغلاله‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الشراء‭.‬

وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬وقائع‭ ‬الدعوى‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬موكلها‭ ‬كان‭ ‬يمتلك‭ ‬مؤسسة‭ ‬مقاولات‭ ‬بناء،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬أغلقها‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2009،‭ ‬كما‭ ‬ألغى‭ ‬حساباتها‭ ‬البنكية،‭ ‬لكن‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬تفاجأ‭ ‬بعد‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬بمطالبته‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬المدعي‭ ‬بسداد‭ ‬قيمة‭ ‬شيك‭ ‬بمبلغ‭ ‬5000‭ ‬دينار‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬المؤسسة؛‭ ‬نظير‭ ‬شراء‭ ‬موكلها‭ ‬لسيارة‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬عنها‭ ‬شيئا،‭ ‬وعندما‭ ‬رفض‭ ‬الدفع‭ ‬لعدم‭ ‬صلته‭ ‬بعملية‭ ‬البيع‭ ‬والشراء،‭ ‬قام‭ ‬بائع‭ ‬السيارة‭ ‬برفع‭ ‬دعوى‭ ‬ضده‭ ‬لسداد‭ ‬قيمة‭ ‬الشيك‭.‬

وأفادت‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬متابعة‭ ‬القضية،‭ ‬اتضح‭ ‬أن‭ ‬شخصا‭ ‬مجهولا‭ ‬قام‭ ‬بسرقة‭ ‬دفتر‭ ‬شيكات‭ ‬قبل‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الشركة،‭ ‬وأن‭ ‬الشركة‭ ‬قدمت‭ ‬بلاغا‭ ‬حول‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الحين،‭ ‬وأن‭ ‬رقم‭ ‬هذا‭ ‬الشيك‭ ‬متسلسل‭ ‬من‭ ‬الدفتر‭ ‬المسروق‭.‬

وتابعت،‭ ‬أن‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬وبعد‭ ‬مداولتها‭ ‬للقضية،‭ ‬انتهت‭ ‬إلى‭ ‬القضاء‭ ‬بإلزام‭ ‬موكلها‭ ‬بسداد‭ ‬قيمة‭ ‬الشيك‭ ‬المسروق؛‭ ‬كونه‭ ‬صاحب‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسة‭ ‬المغلقة،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬منها‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬طعنت‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الحكم‭ ‬بالاستئناف‭.‬

وأضافت‭ ‬أنها‭ ‬ذكرت‭ ‬بمرافعتها‭ ‬أن‭ ‬الثابت‭ ‬من‭ ‬الشيك‭ ‬موضوع‭ ‬النزاع‭ ‬أنه‭ ‬صادر‭ ‬ومحرر‭ ‬في‭ ‬26‭ ‬يناير‭ ‬2014‭ ‬باسم‭ ‬مؤسسة‭ ‬المقاولات‭ ‬والبناء‭ ‬التي‭ ‬يمتلكها‭ ‬المستأنف،‭ ‬وقام‭ ‬المستأنف‭ ‬بإغلاقها‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2009،‭ ‬وتم‭ ‬وقف‭ ‬نشاطها‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬الآخرين،‭ ‬فلا‭ ‬يعقل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المستأنف‭ ‬قام‭ ‬بإصدار‭ ‬شيكات‭ ‬باسم‭ ‬المؤسسة،‭ ‬وهي‭ ‬مغلقة‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬حساب‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬البنوك‭.‬

ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬موكلها‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬أصدر‭ ‬الشيك‭ ‬باسمه،‭ ‬والذي‭ ‬أكد‭ ‬البائع‭ ‬أنه‭ ‬استلم‭ ‬الشيك‭ ‬منه‭ ‬مقابل‭ ‬بيع‭ ‬سيارته‭ ‬له،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬موكلها‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬له‭ ‬التعامل‭ ‬معهما‭ ‬نهائيا،‭ ‬وليس‭ ‬له‭ ‬صلة‭ ‬بالمدعي‭.‬

وبينت‭ ‬أن‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬أصدرت‭ ‬حكمها‭ ‬بإلزام‭ ‬المستأنف‭ ‬بالمبلغ‭ ‬المطالب‭ ‬به،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تمحص‭ ‬أو‭ ‬تفحص‭ ‬الشيك‭ ‬موضوع‭ ‬الدعوى،‭ ‬ودون‭ ‬أن‭ ‬تطلب‭ ‬من‭ ‬المستأنف‭ ‬ضده‭ -‬المدعي‭- ‬تقديم‭ ‬أصل‭ ‬الشيك‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬صحة‭ ‬دعواه،‭ ‬وأسست‭ ‬حكمها‭ ‬على‭ ‬صورة‭ ‬ضوئية‭ ‬من‭ ‬الشيك‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬الاعتداد‭ ‬بها،‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬تقم‭ ‬بإحالة‭ ‬الدعوى‭ ‬للتحقيق‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬صحة‭ ‬الشيك،‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬صادرا‭ ‬من‭ ‬المستأنف‭ ‬من‭ ‬عدمه‭.‬

وانتهت‭ ‬إلى‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬تقرير‭ ‬خبير‭ ‬التزييف‭ ‬والتزوير‭ ‬جاء‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬الشيك‭ ‬صدر‭ ‬بتاريخ‭ ‬26‭ ‬يناير‭ ‬2014‭ ‬وأن‭ ‬المستأنف‭ ‬ضده‭ ‬قام‭ ‬بالتلاعب‭ ‬وتغيير‭ ‬وتزوير‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ‭.‬

فلهذه‭ ‬الأسباب‭ ‬حكمت‭ ‬المحكمة‭ ‬بقبول‭ ‬استئناف‭ ‬موكلها‭ ‬شكلا‭ ‬وفي‭ ‬الموضوع‭ ‬بإلغاء‭ ‬الحكم‭ ‬المستأنف‭ ‬والقضاء‭ ‬مجددا‭ ‬برفض‭ ‬الدعوى‭.‬