“ خارجية الشورى”: تحقيقًا لرقابة الجرائم

رفض تعديل “سجل عملية” ليشمل جميع الحسابات

| مروة خميس

من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يصوت‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬في‭ ‬جلسته‭ ‬المقبلة‭ ‬على‭ ‬توصية‭ ‬لجنة‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والدفاع‭ ‬والأمن‭ ‬الوطني‭ ‬على‭ ‬رفض‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬بتعديل‭ ‬المادة‭ (‬1‭) ‬من‭ ‬المرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ (‬4‭) ‬لسنة‭ ‬2001،‭ ‬بشأن‭ ‬حظر‭ ‬ومكافحة‭ ‬غسل‭ ‬الأموال‭ ‬وتمويل‭ ‬الإرهاب،‭ ‬والذي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬إضفاء‭ ‬مفهوم‭ ‬أشمل‭ ‬لتعريف‭ ‬“سجل‭ ‬عملية”‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬تفاصيل‭ ‬السجل‭ ‬على‭ ‬الحسابات‭ ‬التي‭ ‬تخص‭ ‬العملية‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬تمتد‭ ‬إلى‭ ‬جميع‭ ‬الحسابات‭ ‬أو‭ ‬الأموال‭ ‬أو‭ ‬الحقوق‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالعملية؛‭ ‬وذلك‭ ‬تحقيقًا‭ ‬لشمول‭ ‬بحث‭ ‬ورقابة‭ ‬جميع‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يرتبط‭ ‬بهذه‭ ‬العمليات‭ ‬وعما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬يشكل‭ ‬جريمة‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬محل‭ ‬التعديل‭ ‬أو‭ ‬إضرارًا‭ ‬باقتصاد‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬

ويتألف‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬الديباجة‭ ‬من‭ ‬مادتين،‭ ‬تضمنت‭ ‬المادة‭ ‬الأولى‭ ‬استبدال‭ ‬البند‭ (‬ج‭) ‬من‭ ‬تعريف‭ (‬سجل‭ ‬عملية‭) ‬الوارد‭ ‬في‭ ‬المادة‭ (‬1‭) ‬من‭ ‬المرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ (‬4‭) ‬لسنة‭ ‬2001‭ ‬بشأن‭ ‬حظر‭ ‬ومكافحة‭ ‬غسل‭ ‬الأموال‭ ‬وتمويل‭ ‬الإرهاب،‭ ‬والذي‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬“تفاصيل‭ ‬أي‭ ‬حساب‭ ‬يخص‭ ‬العملية”‭ ‬ببند‭ ‬جديد‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬الآتي‭ ‬“ج‭. ‬تفاصيل‭ ‬أية‭ ‬حسابات‭ ‬أو‭ ‬أموال‭ ‬أو‭ ‬حقوق‭ ‬ترتبط‭ ‬بالعملية”،‭ ‬فيما‭ ‬جاءت‭ ‬المادة‭ ‬الثانية‭ ‬تنفيذية‭.‬

وبينت‭ ‬اللجنة‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬لم‭ ‬يأتِ‭ ‬بجديد‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬تعريف‭ ‬“سجل‭ ‬العملية”‭ ‬لشمول‭ ‬التعريف‭ ‬الوارد‭ ‬في‭ ‬المادة‭ (‬1‭) ‬من‭ ‬القانون‭ ‬النافذ‭ ‬لما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬محل‭ ‬الدراسة،‭ ‬إذ‭ ‬تم‭ ‬تعريف‭ ‬“الأموال”‭ ‬بأنها‭ ‬جميع‭ ‬الأشياء‭ ‬ذات‭ ‬القيمة‭ ‬أيًا‭ ‬كان‭ ‬نوعها‭ ‬أو‭ ‬وصفها‭ ‬أو‭ ‬طبيعتها‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬منقولة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬منقولة،‭ ‬ملموسة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬ملموسة‭.‬

وأوضحت‭ ‬اللجنة‭ ‬أن‭ ‬الواقع‭ ‬العملي‭ ‬لم‭ ‬يثبت‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬ثغرات‭ ‬في‭ ‬تعريف‭ ‬“سجل‭ ‬العملية”‭ ‬طبقًا‭ ‬للنص‭ ‬النافذ،‭ ‬ولم‭ ‬تواجه‭ ‬المملكة‭ ‬أية‭ ‬مخاطر‭ ‬قانونية‭ ‬أو‭ ‬عملية‭ ‬تتعلق‭ ‬بتنفيذ‭ ‬النص‭ ‬المذكور‭. ‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تعريف‭ ‬“سجل‭ ‬العملية”‭ ‬في‭ ‬النص‭ ‬النافذ‭ ‬جاء‭ ‬متوافقًا‭ ‬مع‭ ‬المتطلبات‭ ‬الدولية‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬عند‭ ‬تقييمه‭ ‬ومناقشته‭ ‬واعتماده‭ ‬لتقرير‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬العام‭ ‬2006،‭ ‬والبنك‭ ‬الدولي‭ ‬أثناء‭ ‬مراجعة‭ ‬التعريف‭ ‬المذكور‭ ‬العام‭ ‬2017،‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬مجموعة‭ ‬العمل‭ ‬المالي‭ (‬فاتف‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬المجموعة‭ ‬المعنية‭ ‬بتبني‭ ‬وتنفيذ‭ ‬قرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬بشأن‭ ‬مكافحة‭ ‬غسل‭ ‬الأموال‭ ‬وتمويل‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬اجتماعها‭ ‬المنعقد‭ ‬بباريس‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬24‭ ‬حتى‭ ‬29‭ ‬يونيو‭ ‬2018‭ ‬بحضور‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬35‭ ‬دولة،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬مجموعة‭ ‬العمل‭ ‬المالي‭ ‬لمنطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ (‬مينافاتف‭) ‬قد‭ ‬أثنت‭ ‬على‭ ‬جهود‭ ‬المملكة‭ ‬والتزامها‭ ‬بجميع‭ ‬التوصيات‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭.‬