عمر البشير من “الإنقاذ” إلى “العزل”

بإعلان‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬السوداني‭ ‬عوض‭ ‬بن‭ ‬عوف‭ ‬عزل‭ ‬البشير‭ ‬و‭ ‬“التحفظ‭ ‬عليه”‭ ‬اليوم‭ ‬الحادي‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬أبريل،‭ ‬قبل‭ ‬اكتمال‭ ‬العقد‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬رئاسته‭ ‬بأشهر‭ ‬قليلة،‭ ‬يكون‭ ‬الرئيس‭ ‬السوداني‭ ‬المثير‭ ‬للجدل‭ ‬عمر‭ ‬حسن‭ ‬البشير‭ ‬أطول‭ ‬رئيس‭ ‬حكم‭ ‬السودان‭ ‬في‭ ‬العصور‭ ‬الحديثة،‭ ‬وتحالف‭ ‬وناصب‭ ‬العداء‭ ‬لأغلب‭ ‬الحركات‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬بلده‭ ‬خلال‭ ‬عهده‭. ‬

فمن‭ ‬هو‭ ‬عمر‭ ‬حسن‭ ‬البشير‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سنوات‭ ‬حكمه؟

ولد‭ ‬الرئيس‭ ‬السوداني‭ ‬السابق‭ ‬عمر‭ ‬حسن‭ ‬البشير‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬1944،‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬حوش‭ ‬بانقا‭ ‬بريف‭ ‬شندي،‭ ‬لعائلة‭ ‬تنتمي‭ ‬لقبيلة‭ ‬البديرية‭ ‬الدهمشية‭ ‬واسعة‭ ‬الانتشار‭ ‬شمال‭ ‬وغرب‭ ‬السودان‭.‬

تخرج‭ ‬في‭ ‬الكلية‭ ‬الحربية‭ ‬السودانية‭ ‬عام‭ ‬1967‭ ‬ثم‭ ‬نال‭ ‬ماجستير‭ ‬العلوم‭ ‬العسكرية‭ ‬العام‭ ‬1981‭.‬

قاد‭ ‬انقلابا‭ ‬عسكريا‭ ‬على‭ ‬حكومة‭ ‬الصادق‭ ‬المهدي‭ ‬المنتخبة‭ ‬سنة‭ ‬1989،‭ ‬ورأس‭ ‬مجلس‭ ‬الإنقاذ‭ ‬الوطني‭ ‬المكوّن‭ ‬من‭ ‬تحالف‭ ‬عسكري‭ ‬مع‭ ‬الحركة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬السودان‭.‬

جمع‭ ‬منصبي‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬ورئاسة‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حتى‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬مارس‭ ‬2017‭.‬

في‭ ‬سبتمبر‭ ‬1995‭ ‬اتهمت‭ ‬حكومته‭ ‬بتدبير‭ ‬محاولة‭ ‬اغتيال‭ ‬الرئيس‭ ‬المصري‭ ‬الأسبق‭ ‬حسني‭ ‬مبارك‭.‬

في‭ ‬20‭ ‬أغسطس‭ ‬1998‭ ‬تعرض‭ ‬مصنع‭ ‬للأدوية‭ ‬في‭ ‬الخرطوم‭ ‬للقصف‭ ‬الأميركي‭ ‬بصواريخ‭ ‬كروز،‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬تفجيرات‭ ‬كينيا‭ ‬وتنزانيا،‭ ‬بتهمة‭ ‬صناعة‭ ‬الأسلحة‭ ‬الكيماوية‭.‬

‭ ‬أعلن‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬1999‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ،‭ ‬لتكون‭ ‬بداية‭ ‬لطلاقه‭ ‬السياسي‭ ‬مع‭ ‬الترابي‭ ‬وقيادات‭ ‬إخوانية‭ ‬أخرى‭.‬

تفجرت‭ ‬في‭ ‬عهده‭ ‬أيضا‭ ‬أزمة‭ ‬دارفور‭ ‬سنة‭ ‬2003‭.‬

في‭ ‬2005‭ ‬وقع‭ ‬مع‭ ‬جون‭ ‬قرنق‭ ‬اتفاقية‭ ‬نيفاشا،‭ ‬التي‭ ‬أقرت‭ ‬حق‭ ‬تقرير‭ ‬مصير‭ ‬جنوب‭ ‬السودان،‭ ‬ليتم‭ ‬انفصاله‭ ‬لاحقا‭ ‬عن‭ ‬السودان‭.‬

يعتبر‭ ‬أول‭ ‬رئيس‭ ‬دولة‭ ‬تتم‭ ‬ملاحقته‭ ‬دوليا‭ ‬لاتهامه‭ ‬بارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬حرب،‭ ‬وجرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬دارفور،‭ ‬وأصدر‭ ‬لويس‭ ‬مورينو‭ ‬أوكامبو‭ ‬المدعي‭ ‬العام‭ ‬لدى‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬مذكرة‭ ‬اعتقال‭ ‬بحقه‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬يوليو‭ ‬2008‭.‬

وفي‭ ‬26‭ ‬أبريل‭ ‬2010‭ ‬أعيد‭ ‬انتخابه‭ ‬رئيسًا‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬“انتخابات‭ ‬تعددية”‭ ‬منذ‭ ‬استلامه‭ ‬للسلطة‭.‬

شهد‭ ‬عهده‭ ‬اتهامات‭ ‬بانتشار‭ ‬واسع‭ ‬للاعتقالات‭ ‬السياسية،‭ ‬والفساد،‭ ‬وارتفاع‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬الفقر،‭ ‬وانخفاض‭ ‬هائل‭ ‬في‭ ‬قيمة‭ ‬الجنيه‭ ‬السوداني،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تفكك‭ ‬وحدة‭ ‬السودان،‭ ‬باستقلال‭ ‬الجنوب،‭ ‬ونزاع‭ ‬دارفور،‭ ‬وهذه‭ ‬التهم‭ ‬كانت‭ ‬ضمن‭ ‬أبرز‭ ‬الشعارات‭ ‬في‭ ‬المظاهرات‭ ‬التي‭ ‬أسقطته‭.‬