تشكيل مجلس عسكري انتقالي لإدارة البلاد لمدة عامين

الجيش السوداني يعزل البشير ويتحفظ عليه

| الخرطوم ـ وكالات

أكد‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬السوداني‭ ‬ورئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬الأمنية‭ ‬العليا،‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬عوض‭ ‬بن‭ ‬عوف،‭ ‬أمس‭ ‬الخميس،‭ ‬اقتلاع‭ ‬نظام‭ ‬عمر‭ ‬البشير‭ ‬والتحفظ‭ ‬على‭ ‬رأسه‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬آمن‭ ‬وتعطيل‭ ‬الدستور‭. ‬وقرّر‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬تشكيل‭ ‬مجلس‭ ‬عسكري‭ ‬انتقالي‭ ‬لإدارة‭ ‬البلاد‭ ‬لمدة‭ ‬عامين‭.‬

وأعلن‭ ‬فرض‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬لمدة‭ ‬3‭ ‬أشهر‭ ‬وحظر‭ ‬التجوال‭ ‬اعتبارًا‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬مساء‭ ‬لمدة‭ ‬أشهر،‭ ‬مع‭ ‬إغلاق‭ ‬الأجواء‭ ‬لمدة‭ ‬24‭ ‬ساعة‭.‬

وقرّر‭ ‬حل‭ ‬مؤسسة‭ ‬الرئاسة‭ ‬ومجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬والمجلس‭ ‬الوطني‭ ‬وحكام‭ ‬الولايات‭ ‬ومجالسها‭ ‬التشريعية‭.‬

وأكد‭ ‬تأمين‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحيوية‭ ‬والمرافق‭ ‬الحيوية‭ ‬والخدمات‭ ‬بكل‭ ‬أنواعها‭.‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬اللجنة‭ ‬الأمنية‭ ‬العليا‭ ‬التي‭ ‬تدير‭ ‬الأزمة‭ ‬تتابع‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬إدارة‭ ‬وفساد‭ ‬وانعدم‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬تساوي‭ ‬الفرص‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬الواحد‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الشباب‭ ‬خرج‭ ‬في‭ ‬تظاهرات‭ ‬سلمية‭ ‬منذ‭ ‬19‭ ‬ديسمبر‭ ‬وحتى‭ ‬الآن،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬واصل‭ ‬النظام‭ ‬إصراره‭ ‬على‭ ‬المعالجة‭ ‬الأمنية‭.‬

وأكد‭ ‬اعتذار‭ ‬اللجنة‭ ‬الأمنية‭ ‬على‭ ‬سقوط‭ ‬الضحايا،‭ ‬مشددًا‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمة‭ ‬بكل‭ ‬كفاءة‭ ‬ومهنية‭.‬

وقال‭: ‬“لقد‭ ‬تابعتم‭ ‬المظاهرات‭ ‬قرب‭ ‬مقر‭ ‬القيادة‭ ‬العامة‭ ‬للجيش‭ ‬السوداني،‭ ‬وتمسك‭ ‬النظام‭ ‬بالمعالجة‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تنذر‭ ‬بخسائر‭ ‬لا‭ ‬يعلم‭ ‬مداها‭ ‬إلا‭ ‬الله”‭.‬

‭ ‬وكان‭ ‬التلفزيون‭ ‬السوداني‭ ‬الرسمي‭ ‬قد‭ ‬أعلن‭ ‬صباح‭ ‬الخميس‭ ‬أن‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬ستذيع‭ ‬بيانًا‭ ‬مهمًّا،‭ ‬بينما‭ ‬انتشرت‭ ‬قوات‭ ‬أمنية‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬الخرطوم‭ ‬وسط‭ ‬تأكيد‭ ‬تنحي‭ ‬الرئيس‭ ‬السوداني‭ ‬عمر‭ ‬البشير،‭ ‬بعد‭ ‬احتجاجات‭ ‬دامت‭ ‬شهورًا‭. ‬ووردت‭ ‬أنباء‭ ‬عن‭ ‬دخول‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬ضباط‭ ‬الجيش‭ ‬مبنى‭ ‬الإذاعة‭ ‬والتلفزيون‭ ‬وطلبهم‭ ‬ضم‭ ‬جميع‭ ‬الموجات‭. ‬وأفادت‭ ‬مصادر‭ ‬للعربية‭ ‬بحصول‭ ‬اجتماع‭ ‬لقيادة‭ ‬أركان‭ ‬الجيش‭ ‬بدون‭ ‬حضور‭ ‬الرئيس‭ ‬عمر‭ ‬البشير‭.‬

يأتي‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أكد‭ ‬شهود‭ ‬عيان‭ ‬أن‭ ‬تعزيزات‭ ‬مكثفة‭ ‬تتواجد‭ ‬في‭ ‬محيط‭ ‬مبنى‭ ‬الإذاعة‭ ‬والتلفزيون‭ ‬في‭ ‬أم‭ ‬درمان‭.‬

وأغرقت‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬التي‭ ‬اندلعت‭ ‬منذ‭ ‬ديسمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬السودان‭ ‬في‭ ‬أسوأ‭ ‬أزمة‭ ‬له‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭. ‬

واكتسبت‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬ضد‭ ‬الأزمة‭ ‬المعيشية‭ ‬ثم‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬المطالبة‭ ‬بتنحي‭ ‬البشير،‭ ‬زخمًا‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬بعد‭ ‬استقالة‭ ‬الرئيس‭ ‬الجزائري‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬بوتفليقة‭ ‬الذي‭ ‬تولى‭ ‬السلطة‭ ‬لمدة‭ ‬20‭ ‬عامًا،‭ ‬ردًّا‭ ‬على‭ ‬أسابيع‭ ‬من‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬المماثلة‭.‬

‭ ‬البشير‭ ‬تحت‭ ‬الإقامة‭ ‬الجبرية

‭ ‬قال‭ ‬رئيس‭ ‬حزب‭ ‬الأمة‭ ‬القومي‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬الصادق‭ ‬المهدي،‭ ‬إن‭ ‬الرئيس‭ ‬السوداني‭ ‬ومعه‭ ‬قيادات‭ ‬أخرى‭ ‬يقبعون‭ ‬الآن‭ ‬تحت‭ ‬الإقامة‭ ‬الجبرية‭.‬

وأشار‭ ‬المهدي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الاعتصامات‭ ‬مستمرة‭ ‬ومتواصلة‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬تحقيق‭ ‬مطالب‭ ‬الشعب‭.‬

يأتي‭ ‬هذا‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬تدفق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المتظاهرين‭ ‬إلى‭ ‬مقر‭ ‬القيادة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬الخرطوم،‭ ‬مع‭ ‬تسجيل‭ ‬مظاهر‭ ‬احتفالية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الشوارع‭. ‬وأفادت‭ ‬مصادر‭ ‬أن‭ ‬آلاف‭ ‬المعتصمين‭ ‬اتجهوا‭ ‬نحو‭ ‬القصر‭ ‬الرئاسي،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬عمت‭ ‬الفرحة‭ ‬في‭ ‬الطرقات،‭ ‬وشوهدت‭ ‬مواكب‭ ‬سيارة‭ ‬تجوب‭ ‬الشوارع،‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬السودانيين‭ ‬يحتفلون‭ ‬بالهتافات‭ ‬والزغاريد‭.‬

وتناقل‭ ‬ناشطون‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬فيديوهات‭ ‬تظهر‭ ‬تلك‭ ‬المواكب‭ ‬السيارة‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬قيام‭ ‬أحد‭ ‬المواطنين‭ ‬بإنزال‭ ‬يافطة‭ ‬عليها‭ ‬صورة‭ ‬عمر‭ ‬البشير‭.‬