مدعين الخوف من مساءلتهم جنائيًّا

البراءة لثلاثة رفضوا معالجة آسيوية منتحرة

| عباس إبراهيم

ألغت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الثالثة‭ (‬بصفتها‭ ‬الاستئنافية‭) ‬حكما‭ ‬يدين‭ ‬مواطنا‭ ‬وآسيويا‭ ‬بالتقاعس‭ ‬عن‭ ‬إسعاف‭ ‬وإغاثة‭ ‬صديقتهما‭ ‬الآسيوية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬قررت‭ ‬الانتحار‭ ‬برمي‭ ‬نفسها‭ ‬من‭ ‬نافذة‭ ‬شقتها‭ ‬في‭ ‬الجفير،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬طبيبة‭ ‬متهمة‭ ‬معهما،‭ ‬رفضت‭ ‬إسعافها‭ ‬بدعوى‭ ‬وجود‭ ‬شبهة‭ ‬جنائية،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬صديقيها‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أعاداها‭ ‬لمسكنها‭ ‬حتى‭ ‬توفيت‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭ ‬بعد‭ ‬استغاثتها‭ ‬بإحدى‭ ‬صديقاتها‭.‬وقضت‭ ‬المحكمة‭ ‬الاستئنافية‭ ‬مجددا‭ ‬ببراءتهم‭ ‬مما‭ ‬نسب‭ ‬إليهم‭ ‬من‭ ‬اتهام‭ ‬بعد‭ ‬إدانتهم‭ ‬في‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬بالحبس‭ ‬شهرا‭ ‬لكل‭ ‬منهم‭.‬

ويتبين‭ ‬من‭ ‬أوراق‭ ‬الدعوى‭ ‬أن‭ ‬صديقي‭ ‬الشابة‭ ‬كانا‭ ‬معها‭ ‬لحظة‭ ‬حصول‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الشقق‭ ‬في‭ ‬الجفير،‭ ‬وقالا‭ ‬إنهما‭ ‬فوجئا‭ ‬بها‭ ‬تذهب‭ ‬بجوار‭ ‬النافذة‭ ‬وتعمدت‭ ‬إلقاء‭ ‬نفسها،‭ ‬وأوضح‭ ‬الأول‭ ‬أنه‭ ‬حاول‭ ‬اللحاق‭ ‬بها‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬سقطت‭ ‬وارتطمت‭ ‬بالأرض،‭ ‬مبينا‭ ‬أنهما‭ ‬عندما‭ ‬هرعا‭ ‬إلى‭ ‬الشارع‭ ‬شاهداها‭ ‬تنزف‭ ‬من‭ ‬قدميها‭.‬

وعندما‭ ‬توجها‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬أحد‭ ‬المستشفيات‭ ‬الخاصة‭ ‬القريبة‭ ‬لمداركتها‭ ‬بالعلاج‭ ‬اللازم،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الطبيبة‭ -‬المتهمة‭ ‬الثالثة‭- ‬رفضت‭ ‬معالجتها‭ ‬مدعية‭ ‬وجود‭ ‬شبهة‭ ‬جنائية‭ ‬في‭ ‬حالتها،‭ ‬وأمرتهما‭ ‬بالتوجه‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬مجمع‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي‭.‬

وقرر‭ ‬المتهمان‭ ‬الأول‭ ‬والثاني‭ ‬أنهما‭ ‬رفضا‭ ‬فكرة‭ ‬نقلها‭ ‬للمستشفى‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬مسائلتهما،‭ ‬وقررا‭ ‬العودة‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬مسكنها،‭ ‬وبالفعل‭ ‬أعاداها‭ ‬إلى‭ ‬مسكنها‭ ‬إذ‭ ‬تركاها‭ ‬أمام‭ ‬الباب‭ ‬وهي‭ ‬تنزف‭ ‬وانصرفا‭ ‬عنها‭.‬

لكن‭ ‬الفتاة‭ ‬الآسيوية‭ ‬تمكنت‭ ‬بذلك‭ ‬الوقت‭ ‬من‭ ‬الاستنجاد‭ ‬والاستغاثة‭ ‬بإحدى‭ ‬صديقاتها‭ ‬عبر‭ ‬الاتصال‭ ‬بها‭ ‬هاتفيا،‭ ‬والتي‭ ‬حضرت‭ ‬مسرعة‭ ‬إليها‭ ‬ونقلتها‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى،‭ ‬والذي‭ ‬أبلغ‭ ‬المسؤولين‭ ‬فيه‭ ‬مركز‭ ‬شرطة‭ ‬الحورة‭ ‬بجلبها‭ ‬مصابة‭ ‬بإصابات‭ ‬بليغة‭ ‬وفاقدة‭ ‬للوعي،‭ ‬وعند‭ ‬نقلها‭ ‬لغرفة‭ ‬الإنعاش‭ ‬تبين‭ ‬لاحقا‭ ‬مفارقتها‭ ‬للحياة‭.‬

وبالقبض‭ ‬على‭ ‬المتهمان‭ ‬الأول‭ ‬والثاني‭ ‬قرر‭ ‬الأخير‭ ‬أنه‭ ‬وحال‭ ‬تواجده‭ ‬برفقة‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬والمجني‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬شقة‭ ‬بمنطقة‭ ‬الجفير‭ ‬دخول‭ ‬إلى‭ ‬دورة‭ ‬المياه،‭ ‬وعند‭ ‬خروجه‭ ‬مباشرة‭ ‬شاهد‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬النافذة‭ ‬ونصف‭ ‬جسمه‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬ويد‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬ممسكه‭ ‬بالنافذة‭ ‬وسمع‭ ‬صوت‭ ‬صراخ‭ ‬وارتطام،‭ ‬فتوجه‭ ‬للنافذة‭ ‬وعندها‭ ‬شاهد‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬ممددة‭ ‬على‭ ‬الأرض‭.‬

وأضاف‭ ‬أنهما‭ ‬هرعا‭ ‬إليها‭ ‬وأحضرا‭ ‬السيارة‭ ‬ونقلاها‭ ‬لأحد‭ ‬المستشفيات‭ ‬الخاصة،‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬رفضوا‭ ‬إدخالها‭ ‬المستشفى،‭ ‬فتوجها‭ ‬بها‭ ‬لمستشفى‭ ‬آخر‭ ‬والذي‭ ‬فيه‭ ‬حضرت‭ ‬لهم‭ ‬الطبيبة‭ (‬المتهمة‭ ‬الثالثة‭) ‬وأبلغتهم‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬إدخالها‭ ‬للمستشفى،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬نقلها‭ ‬للمستشفى،‭ ‬لكنهما‭ ‬رفضا‭ ‬الفكرة‭ ‬خشية‭ ‬التحقيق‭ ‬معهما‭.‬