طالبوا باستعادة الأرض للنفيعة العامة

أهالي مجمع “243 “ بعراد: لا لبناء المجمع التجاري

| إبراهيم النهام

طالب‭ ‬جمع‭ ‬غفير‭ ‬من‭ ‬أهالي‭ ‬المجمع‭ ‬السكني‭ (‬243‭) ‬بعراد،‭ ‬بإعادة‭ ‬الأرض‭ ‬التي‭ ‬تتوسط‭ ‬الحي‭ ‬للنفعية‭ ‬العامة،‭ ‬موضحين‭ ‬بأنهم‭ ‬تفاجأوا‭ ‬بتسويرها‭ ‬أخيرًا،‭ ‬وهي‭ ‬المملوكة‭ ‬لإحدى‭ ‬وزارات‭ ‬الدولة،‭ ‬وشروع‭ ‬العمل‭ ‬بها‭ ‬لبناء‭ ‬مجمع‭ ‬تجاري،‭ ‬وصفوه‭ ‬بـ‭ ‬“الكارثة”‭ ‬عليهم‭ ‬وعلى‭ ‬أبنائهم‭.‬

‭ ‬وقالوا‭ ‬لمندوب‭ ‬“البلاد”‭ ‬أمس‭ ‬الأول،‭ ‬بتجمع‭ ‬كبير‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬القرية،‭ ‬إنهم‭ ‬يرفضون‭ ‬بناء‭ ‬المجمع‭ ‬والذي‭ ‬سيخلق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الاختناقات‭ ‬المرورية‭ ‬للمنطقة‭ ‬شحيحة‭ ‬المنافذ،‭ ‬وسيسبب‭ ‬الفوضى‭ ‬والإزعاج‭ ‬والصخب‭ ‬لهم،‭ ‬خصوصًا‭ ‬وأن‭ ‬موقعه‭ ‬لا‭ ‬يتناسب‭ ‬لهذا‭ ‬الغرض‭ ‬التجاري‭.‬

وقال‭ ‬نائب‭ ‬المنطقة‭ ‬عمار‭ ‬قمبر‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭ ‬إن‭ ‬“إجماع‭ ‬الأهالي‭ ‬على‭ ‬رفض‭ ‬الاستحواذ‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬العامة،‭ ‬وتحويلها‭ ‬لملكية‭ ‬خاصة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬مجمع‭ ‬تجاري،‭ ‬يأتي‭ ‬بسياق‭ ‬حجم‭ ‬الضرر‭ ‬الذي‭ ‬سيعانون‭ ‬منه،‭ ‬خصوصًا‭ ‬وأن‭ ‬الحي‭ ‬يعج‭ ‬بالكراجات‭ ‬والورش‭ ‬الصناعية،‭ ‬والتي‭ ‬تؤرقهم‭ ‬ليلاً‭ ‬ونهارًا”‭.‬

وأضاف‭ ‬“إن‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬كانت‭ ‬كالمتنفس‭ ‬للأهالي،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬تستنفع‭ ‬في‭ ‬الفعاليات‭ ‬الشعبية‭ ‬والأهلية‭ ‬والوطنية،‭ ‬وتأملوا‭ ‬حينها‭ ‬بأن‭ ‬تتحول‭ ‬لمركز‭ ‬خدمي،‭ ‬أو‭ ‬صالة،‭ ‬أو‭ ‬حديقة،‭ ‬أو‭ ‬ساحة‭ ‬شعبية،‭ ‬لكن‭ ‬الحاصل‭ ‬هو‭ ‬بخلاف‭ ‬ذلك،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬نرفضه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬افتقار‭ ‬المنطقة‭ ‬للمنافذ‭ ‬والمخارج‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء”‭.‬

وفي‭ ‬ذات‭ ‬الإطار،‭ ‬قال‭ ‬عضو‭ ‬المجلس‭ ‬البلدي‭ ‬أحمد‭ ‬المقهوي‭ ‬إن‭ ‬الكل‭ ‬مضطر‭ ‬للرفض،‭ ‬ذلك‭ ‬لأن‭ ‬التوجه‭ ‬لبناء‭ ‬المجمع‭ ‬التجاري،‭ ‬ومع‭ ‬ضيق‭ ‬المنافذ،‭ ‬التي‭ ‬وُعد‭ ‬الأهالي‭ ‬مرات‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬بوضع‭ ‬الحلول‭ ‬اللازمة،‭ ‬ولفترة‭ ‬تجاوزت‭ ‬العشرين‭ ‬عامًا،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تظهر‭ ‬بارقة‭ ‬تغيير‭ ‬حقيقي‭ ‬تخدمهم،‭ ‬وتخدم‭ ‬أبنائهم‭.‬

وتابع‭ ‬“لدينا‭ ‬توجه‭ ‬لرفع‭ ‬عريضة‭ ‬شعبية‭ ‬واسعة‭ ‬للمسؤولين‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬والجهات‭ ‬المختصة‭ ‬والمعنية‭ ‬بالأمر،‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬تغلب‭ ‬المصلحة‭ ‬الفردية‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬للأهالي”‭. ‬من‭ ‬جهته،‭ ‬قال‭ ‬المحامي‭ ‬عبدالله‭ ‬هاشم‭ ‬إن‭ ‬الأرض‭ ‬عرفت‭ ‬منذ‭ ‬عشرات‭ ‬السنين‭ ‬كأرض‭ ‬حكومية‭ ‬مملوكة‭ ‬لإحدى‭ ‬الوزارات،‭ ‬وكانت‭ ‬تخدم‭ ‬كل‭ ‬الأنشطة‭ ‬التي‭ ‬تخص‭ ‬الناس،‭ ‬سواء‭ ‬حكومية‭ ‬أو‭ ‬أهلية،‭ ‬بأنه‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬الانتخابات،‭ ‬ضمت‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬مقار‭ ‬المرشحين،‭ ‬بل‭ ‬وعرفت‭ ‬في‭ ‬الأوقات‭ ‬العادية‭ ‬كأرض‭ ‬فضاء‭ ‬يستغلها‭ ‬الأهالي‭ ‬للأنشطة‭ ‬المختلفة‭.‬

وأضاف‭ ‬“فوجئنا‭ ‬بالأعمال‭ ‬الإنشائية‭ ‬الراهنة،‭ ‬وبأنها‭ ‬لمشروع‭ ‬تجاري‭ ‬للمصلحة‭ ‬الخاصة،‭ ‬وبأنه‭ ‬تم‭ ‬تملكها،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أثار‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬قوية‭ ‬لدى‭ ‬الناس،‭ ‬مع‭ ‬إحساسهم‭ ‬المتزايد‭ ‬بالاختناق،‭ ‬مع‭ ‬تصاعد‭ ‬وتيرة‭ ‬الكثافة‭ ‬السكانية،‭ ‬والسيارات،‭ ‬وشح‭ ‬المداخل‭ ‬وضيقها،‭ ‬وعليه‭ ‬فإن‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬نبض‭ ‬الشارع،‭ ‬وأهمية‭ ‬الوصول‭ ‬لحل‭ ‬يخدم‭ ‬الناس‭ ‬بعدم‭ ‬تخصيصها”‭.‬

بدوره،‭ ‬قال‭ ‬عادل‭ ‬الجار‭ ‬إن‭ ‬المجلس‭ ‬البلدي‭ ‬وأهالي‭ ‬المجمع‭ (‬243‭) ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2002‭ ‬وهم‭ ‬يرددون‭ ‬ذات‭ ‬المطالب‭ ‬بفتح‭ ‬المنافذ‭ ‬الجديدة،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬العامة‭ ‬لتكون‭ ‬متنفسًا‭ ‬لهم،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ضاق‭ ‬بهم‭ ‬الحال،‭ ‬مع‭ ‬زحف‭ ‬الرقعة‭ ‬الصناعية‭ ‬للمجمع،‭ ‬وتزايد‭ ‬عدد‭ ‬المقيمين‭.‬

وأكمل‭ ‬الجار”نتأمل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هنالك‭ ‬التفاته‭ ‬حقيقية‭ ‬لمطالب‭ ‬الناس،‭ ‬وأهل‭ ‬عراد‭ ‬يستأهلون‭ ‬اللفتة‭ ‬الكريمة،‭ ‬فالحال‭ ‬صعب‭ ‬جدًّا،‭ ‬والدخول‭ ‬للمنطقة‭ ‬والخروج‭ ‬منها‭ ‬بات‭ ‬يستغرق‭ ‬وقتاً‭ ‬طويلا،‭ ‬يلزم‭ ‬الأهالي‭ ‬بإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬أولوياتهم‭ ‬ومواعيدهم‭ ‬اليومية”‭.‬

بدوره،‭ ‬أكد‭ ‬أحمد‭ ‬الجزاف‭ ‬أهمية‭ ‬وقف‭ ‬مشروع‭ ‬المجمع‭ ‬التجاري‭ ‬الخاص،‭ ‬والالتفات‭ ‬لصوت‭ ‬الناس،‭ ‬ولمطالبهم‭ ‬العادلة،‭ ‬والتي‭ ‬تدور‭ ‬بفلك‭ ‬الاستقرار‭ ‬والهدوء،‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬الضوضاء‭ ‬والازدحامات‭.‬