المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بمناسبة يوم الصحة العالمي

تعزيز وحماية الحق في الصحة وممارسته دون تمييز

| ضاحية السيف - المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان

يحتفل‭ ‬العالم‭ ‬بيوم‭ ‬الصحة‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬أبريل‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬إحياء‭ ‬بذكرى‭ ‬تأسيس‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1948،‭ ‬وتأتي‭ ‬حملة‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬بعنوان‭ ‬“التغطية‭ ‬الصحية‭ ‬الشاملة”،‭ ‬إذ‭ ‬تعتبر‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬قائمة‭ ‬أهداف‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية؛‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬تحقيق‭ ‬التغطية‭ ‬الصحية‭ ‬الشاملة‭ ‬هو‭ ‬الضمان‭ ‬لحصول‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬الرعاية‭ ‬التي‭ ‬يحتاجون‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬معيشتهم،‭ ‬حيث‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬ملايين‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬لا‭ ‬يزالون‭ ‬محرومين‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬فرصة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬اضطرار‭ ‬ملايين‭ ‬آخرون‭ ‬إلى‭ ‬الاختيار‭ ‬بين‭ ‬الإنفاق‭ ‬على‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬أو‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬اليومية‭: ‬كالغذاء‭ ‬والكساء‭ ‬والمأوى‭.‬

وكفل‭ ‬دستور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬المادة‭ ‬رقم‭ (‬8‭) ‬منه‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الصحة،‭ ‬إذ‭ ‬نصت‭ ‬الفقرة‭ (‬أ‭) ‬على‭ ‬أن‭ ‬“لكل‭ ‬مواطن‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬وتعنى‭ ‬الدولة‭ ‬بالصحة‭ ‬العامة،‭ ‬وتكفل‭ ‬وسائل‭ ‬الوقاية‭ ‬والعلاج‭ ‬بإنشاء‭ ‬مختلف‭ ‬المستشفيات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الصحية”،‭ ‬كما‭ ‬أكدت‭ ‬الفقرة‭ (‬ب‭) ‬أنه‭ ‬“يجوز‭ ‬للأفراد‭ ‬والهيئات‭ ‬إنشاء‭ ‬مستشفيات‭ ‬أو‭ ‬مستوصفات‭ ‬أو‭ ‬دور‭ ‬علاج‭ ‬بإشراف‭ ‬من‭ ‬الدولة،‭ ‬ووفقا‭ ‬للقانون”،‭ ‬كما‭ ‬أولى‭ ‬المشرع‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬اهتمامًا‭ ‬خاصًا‭ ‬بالحق‭ ‬في‭ ‬الصحة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سنّ‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التشريعات‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬بتعزيز‭ ‬وحماية‭ ‬هذا‭ ‬الحق،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬المرسوم‭ ‬رقم‭ (‬5‭) ‬لسنة‭ ‬2013‭ ‬بإنشاء‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للصحة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬انضمام‭ ‬المملكة‭ ‬بموجب‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ (‬10‭) ‬لسنة‭ ‬2007‭ ‬إلى‭ ‬العهد‭ ‬الدولي‭ ‬الخاص‭ ‬بالحقوق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬إصدار‭ ‬قانون‭ ‬الضمان‭ ‬الصحي‭ ‬بموجب‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ (‬23‭) ‬لسنة‭ ‬2018،‭ ‬والذي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬جودة‭ ‬وكفاءة‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية،‭ ‬وتوفير‭ ‬مظلة‭ ‬علاج‭ ‬شاملة‭ ‬لكل‭ ‬المرضى‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين،‭ ‬وسيساهم‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬تمتع‭ ‬الجميع‭ ‬بأعلى‭ ‬مستوى‭ ‬من‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الذي‭ ‬يتواءم‭ ‬مع‭ ‬موضوع‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬لهذا‭ ‬العام‭.‬

وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬اختصاصات‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬قانون‭ ‬إنشائها‭ ‬والرامية‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬وحماية‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الصحة‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬فإن‭ ‬المؤسسة‭ ‬وفي‭ ‬سبيل‭ ‬تعزيز‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الصحة‭ ‬تقوم‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬الجهات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬الآراء‭ ‬الاستشارية،‭ ‬والتقارير‭ ‬الدورية‭ ‬والموازية،‭ ‬كما‭ ‬تقوم‭ ‬بدراسة‭ ‬التشريعات‭ ‬والنظم‭ ‬المعمول‭ ‬بها‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬مدى‭ ‬مواءمتها‭ ‬مع‭ ‬المعايير‭ ‬الدولية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬الهيئات‭ ‬الوطنية‭ ‬والمنظمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المعنية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تلقي‭ ‬الشكاوى‭ ‬وتقديم‭ ‬المساعدة‭ ‬القانونية،‭ ‬والتي‭ ‬تصب‭ ‬بمجملها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تعزيز‭ ‬وحماية‭ ‬جميع‭ ‬الحقوق‭ ‬ومن‭ ‬ضمنها‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الصحة‭. ‬

وتؤكد‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬أنها‭ ‬تعمل‭ ‬بما‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬ولاية‭ ‬واسعة‭ ‬أكدها‭ ‬قانون‭ ‬إنشائها‭ ‬وفقا‭ ‬لمبادئ‭ ‬باريس‭ ‬على‭ ‬بذل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬الشركاء‭ ‬والجهات‭ ‬المعنية‭ ‬محليًّا‭ ‬وإقليميًّا؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬وحماية‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الصحة،‭ ‬والإسهام‭ ‬في‭ ‬ضمان‭ ‬ممارسته‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬تمييز‭.‬