أقابل الموظفين دون بيروقراطية وبابي مفتوح للجميع

سمير الوزان شاهد العصر على نهضة التأمين في البحرين

| زينب العكري | تصوير: رسول الحجيري

أسس‭ ‬“سوليدرتي”‭ ‬للتأمين‭ ‬من‭ ‬الصفر خبرته‭ ‬تمتد‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬37‭ ‬عاما‭ ‬بقطاع‭ ‬التأمين منضبط‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬الدوام‭ ‬الرسمي‭ ‬بفضل‭ ‬“بابكو”‭ ‬ أول‭ ‬عمل‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬“مطار‭ ‬البحرين”‭ ‬بقسم‭ ‬الاتصالات اختياره‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التأمين‭ ‬كان‭ ‬صدفة عند‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاقية‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬مخاوف عمل‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬“بابكو”‭ ‬نصفها‭ ‬أكاديميا‭ ‬في‭ ‬بريطانيا

 

 

يمتلك‭ ‬سمير‭ ‬الوزان‭ ‬خبرة‭ ‬تمتد‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬37‭ ‬عاما‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإدارة‭ ‬والتأمين،‭ ‬ويعتبر‭ ‬من‭ ‬أقدم‭ ‬مؤسسي‭ ‬القطاع،‭ ‬وما‭ ‬زال‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬المجال،‭ ‬إذ‭ ‬شغل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناصب‭ ‬القيادية‭. ‬تلقى‭ ‬دراسته‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬بجامعة‭ ‬ستانفورد‭ ‬بكاليفورنيا‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭ ‬ودعمها‭ ‬بدراسات‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬مانشستر‭ ‬لإدارة‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭. ‬فاز‭ ‬بجائزة‭ ‬“أفضل‭ ‬شخصية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التأمين‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط”‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مؤسسة‭ ‬نقد‭ ‬البحرين‭ ‬2009‭. ‬كما‭ ‬شغل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المناصب‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الإدارة‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬الشركة‭ ‬“البحرينية‭ ‬الكويتية‭ ‬للتأمين”،‭ ‬ومجموعة‭ ‬“يونيتاك”‭ ‬و‭ ‬“الوطنية‭ ‬للتأمين”،‭ ‬إذ‭ ‬استمرت‭ ‬مدة‭ ‬عمله‭ ‬فيها‭ ‬17‭ ‬عاما‭ ‬وتركها،‭ ‬وهو‭ ‬يشغل‭ ‬منصب‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬بالوكالة‭. ‬“البلاد”‭ ‬التقته‭ ‬وأجرت‭ ‬معه‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭.‬

 

حدثنا‭ ‬عن‭ ‬دراستك‭ ‬وبداية‭ ‬مراحل‭ ‬عملك؟

سمير‭ ‬الوزان‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬العام‭ ‬1954،‭ ‬متزوج‭ ‬ولدي‭ ‬5‭ ‬أبناء‭ ‬وحفيدان‭. ‬درست‭ ‬في‭ ‬القسم‭ ‬الصناعي‭ ‬بتخصص‭ ‬“الراديو‭ ‬والتلفزيون”،‭ ‬وتوظف‭ ‬في‭ ‬مطار‭ ‬البحرين‭ ‬الدولي‭ ‬فور‭ ‬تخرجي‭ ‬بقسم‭ ‬الاتصالات‭ ‬وهو‭ ‬الرابط‭ ‬بين‭ ‬المطار‭ ‬والطائرات‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬IAL،‭ ‬تم‭ ‬إرسال‭ ‬الدفعة‭ ‬التي‭ ‬عملت‭ ‬معي‭ ‬للقاهرة‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬أمبابة‭ ‬للطيران،‭ ‬بتخصص‭ ‬اتصالات،‭ ‬عدت‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬واستمررت‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬بالمطار،‭ ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬1971‭ ‬انضممت‭ ‬إلى‭ ‬شركة‭ ‬نفط‭ ‬البحرين‭ (‬بابكو‭) ‬في‭ ‬قسم‭ ‬الأجهزة‭ ‬الدقيقة،‭ ‬التي‭ ‬أرسلتني‭ ‬إلى‭ ‬بريطانيا‭ ‬لاستكمال‭ ‬الدراسات‭ ‬العليا‭ ‬والتخرج‭ ‬مهندس‭ ‬أجهزة‭ ‬دقيقة،‭ ‬ثم‭ ‬درست‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬“بوليتيك‭ ‬اسوانزي”‭ ‬في‭ ‬ويلز،‭ ‬وسنتين‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬هدرسفيلد‭.‬

عمل‭ ‬بشركة‭ ‬بابكو‭ ‬حوالي‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬بين‭ ‬دراسة‭ ‬وعمل،‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬6‭ ‬أشهر‭ ‬أكاديمية‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬و6‭ ‬أشهر‭ ‬عملية‭ ‬بالبحرين‭.‬

ودرس‭ ‬الوزان‭ ‬في‭ ‬جامعتين‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬جامعات‭ ‬العالم،‭ ‬وتخرج‭ ‬بشهادات‭ ‬عليا‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬“ستانفورد”‭ ‬في‭ ‬أميركا،‭ ‬وكلية‭ ‬مانشستر‭ ‬لإدارة‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭.‬

 

كيف‭ ‬ومتى‭ ‬انضممت‭ ‬إلى‭ ‬قطاع‭ ‬التأمين؟

معظم‭ ‬رجال‭ ‬التأمين‭ ‬انضموا‭ ‬للقطاع‭ ‬بالصدفة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1982‭. ‬تم‭ ‬طلبي‭ ‬لمقابلة‭ ‬مع‭ ‬جميل‭ ‬وفا‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬مجموعة‭ ‬“اليونتك”،‭ ‬وكان‭ ‬لديها‭ ‬مؤسسة‭ ‬اسمها‭ ‬الوطنية‭ ‬لخدمات‭ ‬التأمين‭ ‬وكانت‭ ‬تعادل‭ ‬وكالات‭ ‬التأمين‭ ‬مع‭ ‬شركات‭ ‬تأمين‭ ‬عالمية،‭ ‬فرنسية‭ ‬وإنجليزية‭ ‬وأميركية،‭ ‬وفي‭ ‬وقتها‭ ‬كانت‭ ‬لديهم‭ ‬فكرة‭ ‬جديدة‭ ‬عن‭ ‬تحويل‭ ‬الشركة‭ ‬من‭ ‬وكالات‭ ‬إلى‭ ‬شركة‭ ‬تأمين‭ ‬قائمة،‭ ‬وكان‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬كفاءات‭ ‬بحرينية‭ ‬لتولي‭ ‬المسؤولية‭.‬

تأسست‭ ‬الشركة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1982‭ ‬وكان‭ ‬لها‭ ‬مدير‭ ‬إنجليزي،‭ ‬انضممت‭ ‬معهم‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬مايو،‭ ‬ولأني‭ ‬كنت‭ ‬جامعي‭ ‬ولدي‭ ‬خبرة‭ ‬في‭ ‬الهندسة،‭ ‬شغلت‭ ‬منصب‭ ‬مدير‭ ‬في‭ ‬تأمين‭ ‬السيارات‭ ‬الإجباري‭.‬

كان‭ ‬للعمل‭ ‬بالشركة‭ ‬الوطنية‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬السياسة‭ ‬الواضحة‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تدريب‭ ‬الشخص‭ ‬ليتولى‭ ‬مسؤوليته‭ ‬وهو‭ ‬جاهز‭ ‬لها‭. ‬جميل‭ ‬وفا‭ ‬عمل‭ ‬لي‭ ‬برنامج‭ ‬تدريب‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬مع‭ ‬الموظفين‭ ‬الموجودين‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬بالخارج‭ ‬مثل‭ ‬سويسرا‭ ‬وبلجيكا‭ ‬وبريطانيا،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬بدأت‭ ‬أتدرج‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬وخلال‭ ‬4‭ ‬سنوات‭ ‬شغلت‭ ‬منصب‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬لشركة‭ ‬الوطنية‭ ‬للتأمين‭ ‬سنة‭ ‬1986‭.‬

4‭ ‬شركات‭ ‬وطنية‭ ‬للتأمين‭ ‬آنذاك

كان‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬4‭ ‬شركات‭ ‬وطنية‭ ‬للتأمين‭ ‬وهم‭ ‬شركة‭ ‬البحرين‭ ‬للتأمين‭ ‬تأسست‭ ‬في‭ ‬1969،‭ ‬الشركة‭ ‬البحرينية‭ ‬الكويتية‭ ‬للتأمين‭ ‬تأسست‭ ‬في‭ ‬1975،‭ ‬الشركة‭ ‬الأهلية‭ ‬للتأمين‭ ‬تأسست‭ ‬في‭ ‬1976،‭ ‬والشركة‭ ‬الوطنية‭ ‬للتأمين‭ ‬والتي‭ ‬تأسست‭ ‬في‭ ‬1982‭ ‬وكانت‭ ‬أحدث‭ ‬شركة‭ ‬وفي‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬قصيرة‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أفضل‭ ‬وأكبر‭ ‬شركة‭ ‬في‭ ‬الحجم‭ ‬والأرباح‭ ‬بشهادة‭ ‬المنافسين‭.‬

في‭ ‬العام‭ ‬1998‭ ‬وقعت‭ ‬حكومة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬وأميركا،‭ ‬وابتدأ‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الخوف‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬حول‭ ‬تأثير‭ ‬الاتفاقية‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬التأمين،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬استشارة‭ ‬أصحاب‭ ‬الشأن‭ ‬وإعدادهم‭ ‬نفسيا‭.‬

كنا‭ ‬6‭ ‬أطراف،‭ ‬شركات‭ ‬التأمين‭ ‬الأربع‭ ‬والمجموعة‭ ‬العربية‭ ‬للتأمين‭ ‬وجمعية‭ ‬التأمين‭ ‬البحرينية،‭ ‬قمنا‭ ‬بتعيين‭ ‬استشاري‭ ‬لعمل‭ ‬دراسة‭ ‬لتأثير‭ ‬الاتفاقية‭ ‬على‭ ‬القطاع،‭ ‬والتي‭ ‬تبين‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬أنه‭ ‬يحق‭ ‬لنا‭ ‬الدخول‭ ‬للسوق‭ ‬الأميركية‭ ‬والعكس‭. ‬حجمنا‭ ‬وخبرتنا‭ ‬بالسوق‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬أعطتنا‭ ‬محدودية،‭ ‬إذ‭ ‬إنهم‭ ‬يستطيعون‭ ‬غزونا‭ ‬ونحن‭ ‬لن‭ ‬نستطيع‭ ‬الاستمرار‭ ‬لديهم،‭ ‬وبدأنا‭ ‬نخاف‭ ‬كشركات‭ ‬تأمين‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬رؤوس‭ ‬أموالنا‭ ‬بين‭ ‬مليون‭ ‬ومليون‭ ‬ونصف‭ ‬دينار‭ ‬ونحقق‭ ‬أرباح‭ ‬يتم‭ ‬توزيع‭ ‬50‭ ‬أو‭ ‬60‭ % ‬منها‭ ‬على‭ ‬المساهمين،‭ ‬وكان‭ ‬هناك‭ ‬خوف‭ ‬من‭ ‬استحواذ‭ ‬الشركات‭ ‬الأميركية‭ ‬على‭ ‬إحدى‭ ‬الشركات‭ ‬الوطنية،‭ ‬وأكثر‭ ‬الخشية‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬الشركة‭ ‬الوطنية؛‭ ‬لأنها‭ ‬أكبر‭ ‬شركة‭ ‬تحقق‭ ‬أرباحا‭ ‬وأفضل‭ ‬شركة‭ ‬في‭ ‬السوق‭.‬

 

كيفية‭ ‬تفادي‭ ‬هيمنة‭ ‬الشركات‭ ‬الأميركية

أثرت‭ ‬المخاوف‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬جميل‭ ‬وفا‭ ‬وطلب‭ ‬مني‭ ‬الخيارات‭ ‬المتوفرة،‭ ‬أخبرته‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬تعيين‭ ‬استشاري‭ ‬وأعطانا‭ ‬4‭ ‬خيارات‭: ‬الأول‭ ‬الاندماج‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬أخرى،‭ ‬الثاني‭ ‬أن‭ ‬نرفع‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬وبذلك‭ ‬يصعب‭ ‬الاستحواذ‭ ‬على‭ ‬شركة‭ ‬بهذا‭ ‬الحجم‭ ‬من‭ ‬رأس‭ ‬المال،‭ ‬الثالث‭ ‬أن‭ ‬نبقى‭ ‬كما‭ ‬نحن‭ ‬وأن‭ ‬نتخصص‭ ‬بتأمين‭ ‬جانب‭ ‬معين،‭ ‬والرابع‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬السوق،‭ ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬كانت‭ ‬الشركات‭ ‬المنافسة‭ ‬لنا‭ ‬البحرينية‭ ‬الكويتية‭ ‬كانت‭ ‬50‭ % ‬لبحرينيين‭ ‬و50‭ % ‬لكويتيين‭ ‬وغير‭ ‬مستعدين‭ ‬لتغيير‭ ‬حصتهم‭ ‬بعد‭ ‬اندماجنا‭ ‬معهم‭. ‬الشركة‭ ‬الأهلية‭ ‬كانت‭ ‬كالمريضة،‭ ‬والشركة‭ ‬البحرينية‭ ‬للتأمين‭ ‬كانت‭ ‬شركة‭ ‬قديمة‭ ‬وكبيرة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬السيارات‭ ‬ومحفظتها‭ ‬الاستثمارية‭ ‬كبيرة‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬أقدم‭ ‬الشركات‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬لديها‭ ‬الإدارة‭ ‬المطلوبة‭ ‬فكان‭ ‬أقرب‭ ‬خيار‭ ‬هو‭ ‬الاندماج‭ ‬معها؛‭ ‬لأنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬فيها‭ ‬مشاكل‭ ‬ولكنها‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إدارة‭ ‬أفضل‭ ‬وشركتنا‭ ‬كانت‭ ‬إدارتها‭ ‬شابة‭ ‬أكثر‭ ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬كان‭ ‬لديهم‭ ‬مجال‭ ‬تأمين‭ ‬الحياة‭ ‬ومحفظة‭ ‬استثمارية‭ ‬أفضل،‭ ‬فقلت‭ ‬لوفا‭ ‬إن‭ ‬أقرب‭ ‬شركة‭ ‬للاندماج‭ ‬معها‭ ‬هي‭ ‬الشركة‭ ‬البحرينية‭ ‬الوطنية،‭ ‬فتمت‭ ‬مخاطبتهم‭ ‬سرا؛‭ ‬لأن‭ ‬الشركات‭ ‬كانت‭ ‬مسجلة‭ ‬ولا‭ ‬تريد‭ ‬تأثير‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬سعر‭ ‬سهمها،‭ ‬حتى‭ ‬اتفق‭ ‬مجلس‭ ‬إداراتي‭ ‬الشركتين‭ ‬على‭ ‬الاندماج‭ ‬وصدرت‭ ‬عنها‭ ‬شركة‭ ‬البحرين‭ ‬الوطنية‭ ‬القابضة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1999‭ ‬وكان‭ ‬أول‭ ‬اندماج‭ ‬بين‭ ‬شركات‭ ‬وطنية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التأمين‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الخليج‭.‬

 

تأسيس‭ ‬“سوليدرتي”

بعد‭ ‬ذلك‭ ‬غادرت‭ ‬الوطنية‭ ‬القابضة‭ ‬وأصبحت‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬للشركة‭ ‬البحرينية‭ ‬الكويتية‭ ‬للتأمين‭ ‬من‭ ‬2001‭ ‬وحتى‭ ‬2005،‭ ‬ثم‭ ‬طلب‭ ‬مني‭ ‬الأخ‭ ‬خالد‭ ‬جناحي‭ ‬تأسيس‭ ‬“سوليدرتي”‭ ‬التي‭ ‬تأسست‭ ‬برأس‭ ‬مال‭ ‬ضخم‭ ‬يبلغ‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬وقمت‭ ‬بتأسيسها‭ ‬من‭ ‬الصفر‭ ‬وبقيت‭ ‬معهم‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬2005‭ ‬وحتى‭ ‬العام‭ ‬2010،‭ ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬2010‭ ‬تقاعدت‭ ‬من‭ ‬“سوليدرتي”‭ ‬وأصبحت‭ ‬عضوا‭ ‬بمجلس‭ ‬إدارة‭ ‬مستقل‭ ‬بصفة‭ ‬خبير‭ ‬وليس‭ ‬مساهما،‭ ‬في‭ ‬4‭ ‬شركات‭ ‬بـ‭ ‬4‭ ‬دول،‭ ‬وهي‭ ‬البحرين‭ ‬وعمان‭ ‬وقطر‭ ‬والإمارات‭.‬

في‭ ‬العام‭ ‬2013‭ ‬طلب‭ ‬مني‭ ‬فاروق‭ ‬المؤيد‭ ‬أن‭ ‬أترأس‭ ‬مجموعة‭ ‬البحرين‭ ‬القابضة‭ ‬ولكني‭ ‬كنت‭ ‬أريد‭ ‬أخذ‭ ‬قسطا‭ ‬من‭ ‬الراحة،‭ ‬فطلب‭ ‬مني‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬في‭ ‬“القابضة”‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬إدارة‭ ‬التأمين‭ ‬لشخص‭ ‬آخر‭. ‬ولأن‭ ‬نوع‭ ‬العمل‭ ‬اختلف‭ ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬مطالبات‭ ‬وشكاوى‭ ‬كان‭ ‬المنصب‭ ‬خفيفا‭ ‬والعمل‭ ‬مع‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬كان‭ ‬ممتعا،‭ ‬فبقيت‭ ‬معهم‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬2014‭ ‬وحتى‭ ‬الآن،‭ ‬ومن‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬أبقى‭ ‬معهم‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬فقط‭ ‬ولكن‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬رفض‭ ‬وتم‭ ‬الاتفاق‭ ‬أن‭ ‬أبقى‭ ‬معهم‭ ‬حتى‭ ‬2021‭ ‬وبعدها‭ ‬سأتقاعد‭.‬

 

ماذا‭ ‬عن‭ ‬عضويتك‭ ‬ووجودك‭ ‬في‭ ‬الجمعيات؟

ترأست‭ ‬جمعية‭ ‬البحرين‭ ‬للتأمين‭ ‬لدورتين‭ ‬متتاليتين‭ ‬وأنا‭ ‬من‭ ‬مؤسسي‭ ‬الجمعية،‭ ‬كما‭ ‬أسست‭ ‬جمعية‭ ‬الإداريين‭ ‬البحرينية،‭ ‬ومن‭ ‬مؤسسي‭ ‬قسم‭ ‬التأمين‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬البحرين‭ ‬للدراسات‭ ‬المصرفية‭ ‬BIBF‭. ‬وفي‭ ‬فترة‭ ‬حياتي‭ ‬العملية‭ ‬كنت‭ ‬أمثل‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬العام‭ ‬العربي‭ ‬للتأمين،‭ ‬والاتحاد‭ ‬الإفروآسيوي‭ ‬لشركات‭ ‬التأمين‭ ‬وإعادة‭ ‬التامين‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬لدورات‭ ‬عديدة،‭ ‬كما‭ ‬كنت‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬في‭ ‬الصندوق‭ ‬العربي‭ ‬لتامين‭ ‬أخطار‭ ‬الحرب،‭ ‬وصندوق‭ ‬التامين‭ ‬الخليجي،‭ ‬وكنت‭ ‬إما‭ ‬عضوا‭ ‬مؤسس‭ ‬أو‭ ‬عضوا‭ ‬فاعلا‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمجال‭ ‬التأمين‭. ‬ومؤسس‭ ‬وعضو‭ ‬صندوق‭ ‬تعويض‭ ‬حوادث‭ ‬المركبات‭ ‬التابع‭ ‬لمصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي،‭ ‬وعضو‭ ‬في‭ ‬لجنة‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬للتامين‭ ‬ولجنة‭ ‬التحكيم‭.‬

وأكبر‭ ‬جائزة‭ ‬حصلت‭ ‬عليها‭ ‬هي‭ ‬أفضل‭ ‬شخصية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التأمين‭ ‬بمنطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬من‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭.‬

 

حدثنا‭ ‬عن‭ ‬مسقط‭ ‬رأسك‭ ‬والحياة‭ ‬العائلية؟

أنا‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬المحرق‭. ‬والدي‭ ‬إبراهيم‭ ‬الوزان‭ ‬كان‭ ‬“نوخذة”‭ ‬بحر،‭ ‬كان‭ ‬شخص‭ ‬أمّيا‭ ‬لا‭ ‬يقرأ‭ ‬ولا‭ ‬يكتب‭ ‬ولكنه‭ ‬كان‭ ‬نوخذة‭ ‬متمرسا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬نواخذة‭ ‬بوانيش‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬وغيرها‭ ‬إنما‭ ‬كان‭ ‬نوخذة‭ ‬سفن‭ ‬البترول‭. ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬“شل”‭ ‬ويغطي‭ ‬من‭ ‬البصرة‭ ‬وحتى‭ ‬كراتشي،‭ ‬ويقرأ‭ ‬خرائط‭ ‬البحر‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬القراءة،‭ ‬أما‭ ‬والدتي‭ ‬فكانت‭ ‬من‭ ‬عائلة‭ ‬جلال‭.‬

ولدت‭ ‬في‭ ‬فريج‭ ‬“شيوخ”‭ ‬في‭ ‬المحرق‭ ‬ولقب‭ ‬جدي‭ ‬لأمي‭ ‬بـ‭ ‬”أمير‭ ‬منطقة‭ ‬المحرق”‭. ‬

 

كم‭ ‬لديك‭ ‬من‭ ‬الذرية؟

لدي‭ ‬3‭ ‬بنات‭.. ‬اثنتان‭ ‬منهم‭ ‬متزوجات‭ ‬ولدي‭ ‬منهما‭ ‬حفيد‭ ‬عمره‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬وحفيدة‭ ‬عمرها‭ ‬6‭ ‬سنوات،‭ ‬ولدي‭ ‬ولدان‭ ‬أحدهما‭ ‬يعمل‭ ‬ضابطا‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬والثاني‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬عملي‭ ‬بالتأمين‭ ‬ولكن‭ ‬بتخصص‭ ‬مختلف‭ ‬وهو‭ ‬صندوق‭ ‬تأمين‭ ‬أخطار‭ ‬الحرب‭.‬

 

كيف‭ ‬تقضي‭ ‬يومك؟

أنا‭ ‬“بيتوتي”،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬وقت‭ ‬فراغ‭ ‬أكثره‭ ‬يكون‭ ‬مع‭ ‬العائلة‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬بالمنزل‭ ‬أو‭ ‬الخارج،‭ ‬ويوم‭ ‬الجمعة‭ ‬أساسي‭ ‬لتجمع‭ ‬العائلة‭ ‬والغداء‭ ‬معا،‭ ‬ومتعتي‭ ‬تكون‭ ‬برؤيتهم‭ ‬معي‭ ‬ورؤية‭ ‬أحفادي،‭ ‬والتجمع‭ ‬مع‭ ‬الأصدقاء‭ ‬أحيانا‭.‬

 

ما‭ ‬أول‭ ‬سيارة‭ ‬امتلكتها؟

نلت‭ ‬رخصة‭ ‬القيادة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1976‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الفترة‭ ‬اشتريت‭ ‬سيارة‭ ‬مستعملة‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬الرواتب‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬كافية‭ ‬فهي‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬دينار،‭ ‬وفي‭ ‬بداية‭ ‬الثمانينات‭ ‬اشتريت‭ ‬سيارة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬“فولفو”‭ ‬بالأقساط‭ ‬الشهرية‭.‬

 

وما‭ ‬هواياتك؟

ليس‭ ‬لدي‭ ‬هواية‭ ‬خاصة‭ ‬مثل‭ ‬القراءة‭ ‬أو‭ ‬الرياضة،‭ ‬أحب‭ ‬الأمور‭ ‬الخفيفة،‭ ‬فأنا‭ ‬متابع‭ ‬جيد‭ ‬للتلفزيون‭ ‬والصحف‭ ‬والأخبار‭ ‬المتداولة‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬ولكن‭ ‬أحب‭ ‬تصليح‭ ‬بعض‭ ‬الأمور‭ ‬بالمنزل،‭ ‬ولا‭ ‬أسمي‭ ‬“السفر”‭ ‬هواية‭ ‬ولكن‭ ‬أستمتع‭ ‬به،‭ ‬وسنويا‭ ‬يكون‭ ‬لي‭ ‬برنامجي‭ ‬سفر‭ ‬عائلي‭ ‬وشبابي‭ ‬مع‭ ‬الأصدقاء‭.‬

أحب‭ ‬الذهاب‭ ‬للدول‭ ‬الأوروبية،‭ ‬حيث‭ ‬يشعر‭ ‬الشخص‭ ‬فيها‭ ‬بالراحة‭ ‬أثناء‭ ‬السياحة‭ ‬خصوصا‭ ‬ألمانيا،‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬فيها‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬يزعج‭.‬

 

ماذا‭ ‬تعلمت‭ ‬من‭ ‬والدك؟

كان‭ ‬والدي‭ ‬رجلا‭ ‬طيب‭ ‬الخلق‭ ‬ومازال‭ ‬أبنائي‭ ‬يتذكرونه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ميسور‭ ‬الحال‭ ‬ولم‭ ‬يترك‭ ‬إرثا‭ ‬للعائلة،‭ ‬ولكنه‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬النوع‭ ‬الكريم،‭ ‬وأنا‭ ‬تقلدت‭ ‬بأساليب‭ ‬والدي،‭ ‬وفي‭ ‬نظري‭ ‬أن‭ ‬النقود‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تسعدك‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬منها‭ ‬أية‭ ‬فائدة‭.‬

وحتى‭ ‬أسلوبي‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬حاليا‭ ‬دائما‭ ‬بابي‭ ‬مفتوح‭ ‬لجميع‭ ‬الموظفين‭ ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬لدي‭ ‬تلك‭ ‬البيروقراطية‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الشركات‭ ‬والحواجز،‭ ‬ولشركة‭ ‬“بابكو”‭ ‬الفضل‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة‭.‬

 

ولماذا‭ ‬“بابكو”؟

“بابكو”‭ ‬علمت‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬الانضباط‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬والمسؤولية‭ ‬وأن‭ ‬يقوم‭ ‬بعمله‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭ ‬حتى‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬مشرف‭ ‬معه،‭ ‬أنا‭ ‬اليوم‭ ‬رئيس‭ ‬تنفيذي‭ ‬والدوام‭ ‬الرسمي‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬الساعة‭ ‬7‭ ‬ونصف‭ ‬ولكنني‭ ‬أحضر‭ ‬قبل‭ ‬الساعة‭ ‬7‭ ‬صباحا‭. ‬في‭ ‬“بابكو”‭ ‬كان‭ ‬عملنا‭ ‬يبدأ‭ ‬في‭ ‬الساعة‭ ‬7‭ ‬صباحا‭ ‬وإذا‭ ‬وصلنا‭ ‬عند‭ ‬الساعة‭ ‬6‭:‬45‭ ‬صباحا‭ ‬يسأل‭ ‬الزملاء‭ ‬الموجودون‭ ‬في‭ ‬الوردية‭ ‬السابقة‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬التأخر‭ ‬رغم‭ ‬عدم‭ ‬كوني‭ ‬متأخرا،‭ ‬ولكن‭ ‬أصبحت‭ ‬عادة‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬الذهاب‭ ‬قبل‭ ‬نصف‭ ‬ساعة‭ ‬لتسليم‭ ‬واستلام‭ ‬العمل‭ ‬للشخص‭ ‬التالي‭.‬

 

ماذا‭ ‬عن‭ ‬أم‭ ‬محمد؟‭ ‬كيف‭ ‬تساعدك‭ ‬في‭ ‬المنزل؟

أي‭ ‬شخص‭ ‬عطاؤه‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬نابع‭ ‬من‭ ‬راحته‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أية‭ ‬مشاكل،‭ ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬راحة‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الطرف‭ ‬الثاني‭ ‬يكمل‭ ‬الأول،‭ ‬زوجتي‭ ‬جامعية‭ ‬وكانت‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬ثم‭ ‬الإعلام‭ ‬حتى‭ ‬تقاعدت،‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬قامت‭ ‬بتربية‭ ‬أبنائي‭ ‬وأنا‭ ‬أنفقت‭ ‬عليهم،‭ ‬ربتهم‭ ‬لدرجة‭ ‬أنني‭ ‬اليوم‭ ‬فخور‭ ‬بهم‭ ‬وبما‭ ‬أسمعه‭ ‬عنهم‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬وكلامهم‭ ‬عنهم‭ ‬إيجابا،‭ ‬فهذا‭ ‬ما‭ ‬يعطي‭ ‬انطباعا‭ ‬عن‭ ‬تربيتهم‭ ‬الحسنة‭ ‬ولم‭ ‬يصلوا‭ ‬لهذا‭ ‬المستوى‭ ‬إلا‭ ‬لوجود‭ ‬شخص‭ ‬مثل‭ ‬والدتهم‭ ‬معهم‭.‬