“الاستئناف الشرعية” رفضت التطليق في قضية أخرى لعدم وجود ضرر

إلغاء حكم إلزام بالنفقة ورفض دعوى الزوجة

| عباس إبراهيم

قال‭ ‬المحامي‭ ‬عمار‭ ‬الترانجة‭ ‬إن‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الاستئنافية‭ ‬الشرعية‭ (‬الدائرة‭ ‬السنية‭) ‬قضت‭ ‬برفض‭ ‬دعوى‭ ‬سيدة‭ ‬تطالب‭ ‬زوجها‭ ‬بالنفقة‭ ‬عليها‭ ‬وتوفير‭ ‬مسكن‭ ‬خاص‭ ‬بهما،‭ ‬إذ‭ ‬أمرت‭ ‬بإلغاء‭ ‬حكم‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬يلزم‭ ‬الزوج‭ ‬بسداد‭ ‬مبلغ‭ ‬120‭ ‬دينارا‭ ‬شهريا،‭ ‬وحكمت‭ ‬مجددا‭ ‬برفض‭ ‬دعواها‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المدعية‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬أقامت‭ ‬دعواها‭ ‬على‭ ‬سند‭ ‬أنها‭ ‬زوجة‭ ‬موكله‭ (‬المدعى‭ ‬عليه‭) ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2017،‭ ‬زاعمة‭ ‬أنه‭ ‬امتنع‭ ‬عن‭ ‬الإنفاق‭ ‬عليها‭ ‬ولم‭ ‬يوفر‭ ‬لها‭ ‬مسكنا،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬الدعوى‭ ‬المذكورة‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المدعية‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬تقدمت‭ ‬بدعوى‭ ‬مستعجلة‭ ‬لطلب‭ ‬نفقة‭ ‬مستعجلة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المحكمة‭ ‬قضت‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2017‭ ‬بعدم‭ ‬جواز‭ ‬نظر‭ ‬الدعوى‭ ‬لعدم‭ ‬الاختصاص،‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬به‭ ‬حول‭ ‬وجود‭ ‬نزاع‭ ‬موضوعي‭ ‬حول‭ ‬أحقية‭ ‬المدعية‭ ‬في‭ ‬النفقات‭ ‬المزعومة‭.‬

وتدعي‭ ‬السيدة‭ ‬في‭ ‬دعواها،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تطالب‭ ‬فيها‭ ‬بتطليقها‭ ‬للضرر‭ ‬لعدم‭ ‬الإنفاق‭ ‬والهجران،‭ ‬أنه‭ ‬يتوجب‭ ‬على‭ ‬الزوج‭ ‬أن‭ ‬ينفق‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يعولهم‭ ‬ولا‭ ‬يدعهم‭ ‬يمدون‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬للغير‭ ‬ولا‭ ‬يتركهم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬نفقة،‭ ‬مبينة‭ ‬أنه‭ ‬تركها‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬نفقة‭ ‬شهرية‭ ‬أسوة‭ ‬بباقي‭ ‬الزوجات‭ ‬لتقضي‭ ‬بها‭ ‬احتياجاتها‭ ‬من‭ ‬مأكل‭ ‬ومشرب‭ ‬وملبس‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تحتاج‭ ‬أحدا‭ ‬ما‭ ‬دامت‭ ‬في‭ ‬عصمته‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭.‬

كما‭ ‬طالبت‭ ‬بإلزام‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬توفير‭ ‬سكن‭ ‬خاصة‭ ‬مستقل،‭ ‬وختمت‭ ‬طلباتها‭ ‬بإلزام‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬بأن‭ ‬يؤدي‭ ‬إليها‭ ‬مبلغا‭ ‬وقدره‭ ‬500‭ ‬دينار‭ ‬شهريا‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬نفقة‭ ‬شهرية،‭ ‬وبإلزامه‭ ‬بتوفير‭ ‬سكن‭ ‬مؤثث‭ ‬مجهز‭ ‬شامل‭ ‬كافة‭ ‬العوائد‭ ‬بكل‭ ‬مستلزمات‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وطالبت‭ ‬كذلك‭ ‬إلزامه‭ ‬بالرسوم‭ ‬والمصروفات‭.‬

لكن‭ ‬بعد‭ ‬صدور‭ ‬حكم‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬بإلزام‭ ‬موكله‭ ‬بدفع‭ ‬مبلغ‭ ‬120‭ ‬دينارا‭ ‬نفقة‭ ‬شهرية‭ ‬لصالح‭ ‬المدعية،‭ ‬فإنها‭ ‬طعن‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الحكم‭ ‬بالاستئناف‭ ‬طالبا‭ ‬إلغاءه‭ ‬والقضاء‭ ‬برفض‭ ‬دعواها،‭ ‬تأسيسا‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬أحقية‭ ‬المدعية‭ ‬للنفقة؛‭ ‬لعدم‭ ‬تمكينه‭ ‬من‭ ‬نفسها،‭ ‬إذ‭ ‬إنه‭ ‬السبب‭ ‬الرئيس‭ ‬الموجب‭ ‬للنفقة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تلتحق‭ ‬بمنزل‭ ‬الزوجية‭ ‬المعد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭.‬

وذكرت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها،‭ ‬والتي‭ ‬جاءت‭ ‬متطابقة‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬به‭ ‬الترانجة‭ ‬بالخطأ‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬للقانون،‭ ‬إذ‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬أخطأت‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬عندما‭ ‬بررت‭ ‬حكمها‭ ‬بموجب‭ ‬ما‭ ‬تقدمت‭ ‬به‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدها،‭ ‬ولما‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬ووفق‭ ‬ما‭ ‬تقدمت‭ ‬به‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدها‭ ‬وعولت‭ ‬عليه‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬في‭ ‬قضائها‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يجحده‭ ‬المستأنف؛‭ ‬لما‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬مغالطات‭ ‬غير‭ ‬صحيحة‭ ‬كانت‭ ‬تقصد‭ ‬زوجته‭ ‬التكسب‭ ‬من‭ ‬ورائه‭ ‬بأية‭ ‬طريقة‭ ‬كانت،‭ ‬سواء‭ ‬بوجه‭ ‬حق‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬وجه‭ ‬حق،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يخالف‭ ‬الواقع‭ ‬والحقيقة،‭ ‬مما‭ ‬يستوجب‭ ‬معه‭ ‬إلغاؤه‭ ‬فيما‭ ‬قضي‭ ‬به‭ ‬وبرفض‭ ‬الدعوى‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭.‬

وأضافت‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬تجب‭ ‬النفقة‭ ‬للزوجة‭ ‬إذا‭ ‬ارتدت‭ ‬أو‭ ‬امتنعت‭ ‬الزوجة‭ ‬مختارة‭ ‬من‭ ‬تسليم‭ ‬نفسها‭ ‬دون‭ ‬حق‭ ‬أو‭ ‬اضطرت‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬بسبب‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الزوج‭ ‬أو‭ ‬خرجت‭ ‬دون‭ ‬إذن‭ ‬زوجها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أخطأت‭ ‬فيه‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة،‭ ‬إذ‭ ‬قضت‭ ‬بفرض‭ ‬النفقة‭ ‬على‭ ‬الزوج‭ ‬رغم‭ ‬انتفاء‭ ‬تسليم‭ ‬الزوجة‭ ‬نفسها‭ ‬للزوج‭ ‬المستأنف،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأن‭ ‬الثابت‭ ‬من‭ ‬أوراق‭ ‬الدعوى‭ ‬إصرارها‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬تسليم‭ ‬نفسها‭ ‬وإعلانها‭ ‬بذلك‭ ‬بشكل‭ ‬صريح‭ ‬وواضح‭ ‬وقانوني‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬إقامتها‭ ‬دعوى‭ ‬التطليق‭ ‬للضرر،‭ ‬والتي‭ ‬آلت‭ ‬إلى‭ ‬الرفض‭.‬

وتابعت‭ ‬أن‭ ‬الحكم‭ ‬أغفل‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬دفاع‭ ‬المستأنف‭ ‬ولم‭ ‬يورد‭ ‬مضمون‭ ‬المستندات‭ ‬المقدمة‭ ‬منه‭ ‬إثباتا‭ ‬لهذا‭ ‬الدفاع‭ ‬بما‭ ‬يبين‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬المحكمة‭ ‬واجهت‭ ‬عناصر‭ ‬الدعوى‭ ‬وألمت‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬يفصح‭ ‬عن‭ ‬أنها‭ ‬فطنت‭ ‬إليها‭ ‬ووازنت‭ ‬بينها،‭ ‬وأنها‭ ‬طرحت‭ ‬هذا‭ ‬الدفاع،‭ ‬وهي‭ ‬على‭ ‬بينة‭ ‬من‭ ‬أمره‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬قامت‭ ‬بما‭ ‬ينبغي‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬تدقيق‭ ‬البحث؛‭ ‬لتعرف‭ ‬وجه‭ ‬الحقيقة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يصم‭ ‬الحكم‭ ‬المطعون‭ ‬فيه‭ ‬بالقصور‭ ‬في‭ ‬البيان‭ ‬ويعجز‭ ‬محكمة‭ ‬النقض‭ ‬عن‭ ‬إعمال‭ ‬رقابتها‭ ‬على‭ ‬الوجه‭ ‬الصحيح،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يتعين‭ ‬إلغاؤه‭ ‬فيما‭ ‬قضي‭ ‬به‭ ‬والقضاء‭ ‬مجددا‭ ‬برفض‭ ‬الدعوى‭.‬