الاحتفال بتوزيع جائزة خليفة بن سلمان بن محمد العلمية الحادية عشرة

المطالبة بتشريع عربي لحماية الأطفال مجهولي الوالدين

| المنامة - بنا

تحت‭ ‬رعاية‭ ‬رئيسة‭ ‬جمعية‭ ‬رعاية‭ ‬الطفل‭ ‬والأمومة‭ ‬رئيسة‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬مركز‭ ‬معلومات‭ ‬المرأة‭ ‬والطفل‭ ‬الشيخة‭ ‬هند‭ ‬بنت‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬أقام‭ ‬مركز‭ ‬معلومات‭ ‬المرأة‭ ‬والطفل‭ ‬التابع‭ ‬لـ‭ ‬”رعاية‭ ‬الطفل‭ ‬والأمومة”‭ ‬صباح‭ ‬أمس‭ ‬حفل‭ ‬توزيع‭ ‬جائزة‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬العلمية‭ ‬الحادية‭ ‬عشرة‭ ‬لعام‭ ‬2019،‭ ‬والندوة‭ ‬المصاحبة‭ ‬له‭ ‬بعنوان‭ ‬“إشكالية‭ ‬الأطفال‭ ‬مجهولي‭ ‬الوالدين‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي”‭ ‬ألقاها‭ ‬أكبر‭ ‬محسن‭ ‬المتخصص‭ ‬في‭ ‬أمراض‭ ‬الدم‭ ‬والسرطان‭ ‬لدى‭ ‬الأطفال،‭ ‬المدير‭ ‬الطبي‭ ‬لدار‭ ‬الشفاء‭ ‬بالحد‭.‬

وقالت‭ ‬الشيخة‭ ‬هند،‭ ‬تتّجه‭ ‬الجهود‭ ‬في‭ ‬وقتنا‭ ‬الراهن‭ ‬نحو‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالأطفال‭ ‬وبالطفولة‭ ‬والسعي‭ ‬الحثيث‭ ‬نحو‭ ‬توفير‭ ‬أفضل‭ ‬السبل‭ ‬الممكنة‭ ‬لتحقيق‭ ‬طفولة‭ ‬آمنة‭ ‬ومستقرة‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬العقد‭ ‬والتمييز‭ ‬والمشاكل‭ ‬والعنف‭ ‬بكل‭ ‬أشكاله‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬خافيًا‭ ‬بأن‭ ‬ظاهرة‭ ‬الأطفال‭ ‬مجهولي‭ ‬الهوية،‭ ‬تعد‭ ‬ظاهرة‭ ‬عامة‭ ‬لا‭ ‬يخلو‭ ‬منها‭ ‬أي‭ ‬مجتمع‭ ‬معاصر،‭ ‬تشكل‭ ‬آثارًا‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬المنشود،‭ ‬وتبرز‭ ‬قضية‭ ‬الأطفال‭ ‬مجهولي‭ ‬الهوية‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬كإشكالية‭ ‬مترابطة‭ ‬ومعقدة،‭ ‬من‭ ‬الجوانب‭ ‬الحقوقية‭ ‬والنفسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والأخلاقية‭ ‬والسلوكية‭ ‬والتربوية‭ ‬والدينية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الجوانب‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬معالجة‭ ‬قضية‭ ‬الأطفال‭ ‬مجهولي‭ ‬الهوية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬حل‭ ‬مشكلة‭ ‬جزئية‭ ‬أو‭ ‬فرعية‭ ‬محددة‭ ‬فيها،‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتوفر‭ ‬حلول‭ ‬شاملة‭ ‬لمشاكل‭ ‬عديدة‭ ‬مترابطة،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬حل‭ ‬عام‭ ‬يشملها‭ ‬جميعًا‭.‬

وأضافت،‭ ‬ومن‭ ‬يطلع‭ ‬على‭ ‬الدراسات‭ ‬والبحوث‭ ‬الفائزة‭ ‬في‭ ‬الدورات‭ ‬السابقة‭ ‬للجائزة‭ ‬منذ‭ ‬بدايتها‭ ‬عام‭ ‬1997م‭ ‬يرى‭ ‬مدى‭ ‬أهمية‭ ‬وحيوية‭ ‬وفاعلية‭ ‬فكرة‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬في‭ ‬تعضيد‭ ‬إجراء‭ ‬ونشر‭ ‬إنجازات‭ ‬المفكرين‭ ‬والباحثين‭ ‬والمختصين‭ ‬في‭ ‬مجالي‭ ‬المرأة‭ ‬والطفل‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬ومنطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ومملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬اختيار‭ ‬البحوث‭ ‬الفائزة‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬خمسة‭ ‬وثلاثين‭ ‬عملاً‭ ‬بحثيًّا‭ ‬بمشاركة‭ ‬46‭ ‬باحثًا‭ ‬وباحثة،‭ ‬من‭ ‬7‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬وهي‭: ‬مصر،‭ ‬الأردن،‭ ‬البحرين،‭ ‬الجزائر،‭ ‬السعودية،‭ ‬السودان،‭ ‬وسلطنة‭ ‬عمان،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬تحكيمها‭ ‬وفقًا‭ ‬للمنهج‭ ‬العلمي‭ ‬الرصين‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أساتذة‭ ‬جامعيين‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الخبرة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تحكيم‭ ‬الدراسات‭ ‬والبحوث‭ ‬العلمية‭.‬

ثم‭ ‬عرض‭ ‬أكبر‭ ‬محسن‭ ‬الخلفية‭ ‬التاريخية‭ ‬لرعاية‭ ‬الأيتام‭ ‬مجهولي‭ ‬الأبوين‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مستشفى‭ ‬الإرسالية‭ ‬الأميركية‭ ‬كانت‭ ‬منوطة‭ ‬برعاية‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬الخمسينات‭ ‬والستينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬لافتًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬الأطفال‭ ‬مجهولي‭ ‬الوالدين‭ ‬والمقيمين‭ ‬حاليًّا‭ ‬في‭ ‬دار‭ ‬رعاية‭ ‬الطفولة‭ ‬ودار‭ ‬الفتيان‭ (‬30‭) ‬وكلهم‭ ‬من‭ ‬الذكور،‭ ‬موضحًا‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬الأطفال‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1996م،‭ ‬وحتى‭ ‬الآن‭ ‬لم‭ ‬يتعرض‭ ‬لزيادة‭ ‬أو‭ ‬تغيير‭ ‬يذكر،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬الأطفال‭ ‬جميعهم‭ ‬من‭ ‬الذكور‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬إقبال‭ ‬الأسر‭ ‬على‭ ‬احتضانهم‭. ‬

وخرج‭ ‬المؤتمر‭ ‬بعدة‭ ‬توصيات‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أهمها،‭ ‬ضرورة‭ ‬تبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬التشريعي‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحديد‭ ‬الإطار‭ ‬المفاهيمي‭ ‬لهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬تمهيداً‭ ‬لمعالجتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تدشين‭ ‬تشريع‭ ‬عربي‭ ‬موحد‭ ‬يراعي‭ ‬الظروف‭ ‬العربية‭ ‬ويعمل‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬إطار‭ ‬قانوني‭ ‬لحماية‭ ‬الأطفال‭ ‬مجهولي‭ ‬النسب،‭ ‬والاهتمام‭ ‬بالكشف‭ ‬المبكر‭ ‬للمشكلات‭ ‬السلوكية‭ ‬لهؤلاء‭ ‬الأطفال‭ ‬حتى‭ ‬يمكن‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬أعراضها‭ ‬مبكرًا،‭ ‬وتصميم‭ ‬برامج‭ ‬تدخل‭ ‬إرشادية‭ ‬وعلاجية‭ ‬لمعالجة‭ ‬مختلف‭ ‬المشكلات‭ ‬السلوكية‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬الأطفال‭ ‬مجهولي‭ ‬الوالدين،‭ ‬وتوفير‭ ‬مناخ‭ ‬أسري‭ ‬مناسب‭ ‬لرعايتهم،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تصميم‭ ‬نشرات‭ ‬تثقيفية‭ ‬وتوعوية‭ ‬لأفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رجال‭ ‬الدين‭ ‬والإعلاميين،‭ ‬لتصحيح‭ ‬المفاهيم‭ ‬الخاطئة‭ ‬حول‭ ‬النبذ‭ ‬والإهمال‭ ‬لهذه‭ ‬الفئة‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬ذنب‭ ‬لهم‭ ‬كونهم‭ ‬مجهولي‭ ‬الوالدين،‭ ‬وتفعيل‭ ‬استخدام‭ ‬الاختبارات‭ ‬النفسية‭ ‬في‭ ‬المتابعة‭ ‬الدورية‭ ‬للأطفال‭ ‬المحتضنين‭ ‬أو‭ ‬المحرومين‭ ‬من‭ ‬الرعاية‭ ‬الوالدية‭ ‬لما‭ ‬لهذه‭ ‬الاختبارات‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬تقييم‭ ‬البناء‭ ‬النفسي‭ ‬للطفل‭.‬

وتم‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬الفائزين‭ ‬بالجوائز،‭ ‬وقامت‭ ‬الشيخة‭ ‬هند‭ ‬بإعلان‭ ‬أسماء‭ ‬الفائزين،‭ ‬وقد‭ ‬فاز‭ ‬بالمركز‭ ‬الأول‭ ‬محمد‭ ‬أنور‭ ‬إبراهيم‭ ‬أستاذ‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬التربوي‭ ‬وعميد‭ ‬كلية‭ ‬التربية‭ ‬بجامعة‭ ‬الإسكندرية‭ ‬عن‭ ‬بحثه‭ ‬“المشكلات‭ ‬السلوكية‭ ‬لدى‭ ‬الأطفال‭ ‬مجهولي‭ ‬الوالدين‭ ‬وحاجتهم‭ ‬النفسية‭ ‬والاجتماعية”‭.‬

وفاز‭ ‬بالمركز‭ ‬الثاني‭ ‬على‭ ‬عبدالمنعم‭ ‬الزيات‭ ‬دكتوراه‭ ‬في‭ ‬الآداب‭ ‬تخصص‭ ‬علم‭ ‬اجتماع‭ ‬بجامعة‭ ‬المنوفية،‭ ‬عن‭ ‬بحث‭ ‬بعنوان‭ ‬“مشاكل‭ ‬الأطفال‭ ‬مجهولي‭ ‬الوالدين‭ ‬وتطلعاتهم‭ ‬المستقبلية‭ ‬عبر‭ ‬الوطن‭ ‬العربي”،‭ ‬واحتل‭ ‬المركز‭ ‬الثالث،‭ ‬فاطمة‭ ‬ناصر‭ ‬علي‭ ‬الشعيلية‭ ‬اختصاصية‭ ‬طفولة‭ ‬مبكرة‭ ‬ماجستير‭ ‬توجيه‭ ‬والإرشاد‭ ‬بجامعة‭ ‬نزوة‭ ‬بسلطنة‭ ‬عمان،‭ ‬عن‭ ‬دراسة‭ ‬بعنوان‭ ‬“الفروق‭ ‬في‭ ‬استجابة‭ ‬الأطفال‭ ‬لدى‭ ‬الأسر‭ ‬البديلة‭ ‬والأطفال‭ ‬في‭ ‬الأسر‭ ‬الطبيعية”،‭ ‬فيما‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬المركز‭ ‬الثالث‭ ‬مكرر‭ ‬محمد‭ ‬صادق‭ ‬محمد‭ ‬إسماعيل‭ ‬دكتوراه‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬السياسية‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬الزقازيق‭ ‬مدير‭ ‬المركز‭ ‬العربي‭ ‬للدراسات‭ ‬السياسية‭ ‬والاستراتيجية،‭ ‬عن‭ ‬دراسة‭ ‬بعنوان‭ ‬“آليات‭ ‬تعاطي‭ ‬التشريعات‭ ‬العربية‭ ‬مع‭ ‬قضايا‭ ‬الأطفال‭ ‬مجهولي‭ ‬النسب”‭.‬