هجرها وأولادهما ويمضي معظم وقته في بلد زوجته الثانية

إلزام أب بدفع نفقة لزوجته وولديهما ورفض حضانة الأم لهما

| عباس إبراهيم

قضت‭ ‬المحكمة‭ ‬الصغرى‭ ‬الشرعية‭ ‬الجعفرية‭ (‬الدائرة‭ ‬المستعجلة‭) ‬برفض‭ ‬ضم‭ ‬حضانة‭ ‬طفلين‭ ‬“11‭ ‬و7‭ ‬سنوات”‭ ‬لوالدتهما،‭ ‬وبإلزام‭ ‬والدهما‭ ‬الذي‭ ‬تزوج‭ ‬بأخرى‭ ‬عربية‭ ‬وهجر‭ ‬والدتهما‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬2018،‭ ‬والتي‭ ‬تعرضت‭ ‬للضرب‭ ‬والإهانة‭ ‬منه‭ ‬وظلت‭ ‬متمسكة‭ ‬به‭ ‬حرصا‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬تشتت‭ ‬العائلة،‭ ‬بأن‭ ‬يؤدي‭ ‬للمدعية‭ ‬نفقة‭ ‬زوجية‭ ‬بمبلغ‭ ‬80‭ ‬دينارا‭ ‬شهريا،‭ ‬وبإلزامه‭ ‬أيضا‭ ‬بتسليمها‭ ‬كسوة‭ ‬عيدي‭ ‬الفطر‭ ‬والأضحى‭ ‬مبلغ‭ ‬50‭ ‬دينارا‭ ‬مرتين‭ ‬في‭ ‬السنة،‭ ‬كما‭ ‬ألزمته‭ ‬بأن‭ ‬يؤدي‭ ‬نفقة‭ ‬للولدين‭ ‬بمبلغ‭ ‬120‭ ‬دينارا‭ ‬شهريا،‭ ‬مناصفة‭ ‬بينهما‭.‬

كما‭ ‬قضت‭ ‬بإلزام‭ ‬الأب‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬لولديه‭ ‬نفقة‭ ‬العيدين‭ ‬بمبلغ‭ ‬80‭ ‬دينارا‭ ‬مرتين‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬تقسم‭ ‬بينهما‭ ‬مناصفة،‭ ‬وألزمته‭ ‬كذلك‭ ‬بأن‭ ‬يسدد‭ ‬100‭ ‬دينار‭ ‬شهريا‭ ‬للمدعية‭ ‬كأجرة‭ ‬خادمة‭ ‬لهم،‭ ‬وبأن‭ ‬يدفع‭ ‬للولدين‭ ‬مبلغ‭ ‬وقدره‭ ‬100‭ ‬دينارا‭ ‬مرتين‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬للقرطاسية‭ ‬ورسوم‭ ‬الدراسة‭ ‬ومستلزماتها‭ ‬ومبلغ‭ ‬60‭ ‬دينارا‭ ‬شهريا‭ ‬لمواصلات‭ ‬المدرسة‭ ‬مناصفة‭ ‬بينهما‭ ‬وتسلم‭ ‬بيد‭ ‬المدعية‭.‬

وقال‭ ‬وكيل‭ ‬المدعية‭ ‬إن‭ ‬وقائع‭ ‬الدعوى‭ ‬تتحصل‭ ‬في‭ ‬أنها‭ ‬أقامتها‭ ‬بطلب‭ ‬الحكم‭ ‬بصفة‭ ‬مستعجلة‭ ‬بالآتي‭:‬

أولا‭: ‬بإثبات‭ ‬حضانة‭ ‬الولدين‭ ‬للمدعية‭.‬

ثانيا‭: ‬إلزام‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬بأن‭ ‬يؤدي‭ ‬للمدعية‭ ‬نفقة‭ ‬المأكل‭ ‬والملبس‭ ‬مبلغ‭ ‬150‭ ‬دينارا‭ ‬شهريا‭ ‬ومثلها‭ ‬لكسوة‭ ‬العيدين‭ ‬مرتين‭ ‬في‭ ‬السنة‭.‬

ثالثا‭: ‬إلزام‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬بأن‭ ‬يؤدي‭ ‬للولدين‭ ‬نفقة‭ ‬المأكل‭ ‬والملبس‭ ‬مبلغ‭ ‬200‭ ‬دينار‭ ‬شهريا،‭ ‬ومثلها‭ ‬لكسوة‭ ‬العيدين‭ ‬مرتين‭ ‬في‭ ‬السنة‭.‬

رابعا‭: ‬إلزام‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬بأن‭ ‬يؤدي‭ ‬أجرة‭ ‬الخادمة‭ ‬بمبلغ‭ ‬120‭ ‬دينارا‭ ‬شهريا‭.‬

خامسا‭: ‬إلزام‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬بأن‭ ‬يؤدي‭ ‬للمدعية‭ ‬أجرة‭ ‬مواصلات‭ ‬للأبناء‭ ‬مبلغ‭ ‬100‭ ‬دينار‭ ‬شهريا‭.‬

وقالت‭ ‬المدعية‭ ‬أنها‭ ‬زوجة‭ ‬للمدعى‭ ‬عليه‭ ‬منذ‭ ‬26‭ ‬أغسطس‭ ‬2004،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لاحظت‭ ‬تغير‭ ‬حاله‭ ‬وغيابه‭ ‬عنهم؛‭ ‬كونه‭ ‬يسافر‭ ‬بشكل‭ ‬متكرر‭ ‬لأجل‭ ‬إدارة‭ ‬أعماله،‭ ‬حتى‭ ‬سافر‭ ‬لدولة‭ ‬عربية‭ ‬تزوج‭ ‬فيها‭ ‬بأخرى‭ ‬وسكن‭ ‬معها،‭ ‬وهجرها‭ ‬كليا‭ ‬وامتنع‭ ‬عن‭ ‬الإنفاق‭ ‬عليها‭ ‬وعلى‭ ‬أبنائه‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬2018،‭ ‬وتركها‭ ‬وأولادهما‭ ‬بلا‭ ‬نفقة،‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬ميسور‭ ‬الحال‭ ‬ولديه‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬حاجته‭ ‬وحاجة‭ ‬من‭ ‬يعيل‭.‬

وأضافت‭ ‬أنه‭ ‬نادرا‭ ‬ما‭ ‬يحضر‭ ‬لمسكنهم،‭ ‬وعند‭ ‬حضوره‭ ‬دائما‭ ‬ما‭ ‬يفتعل‭ ‬المشاكل‭ ‬ويتطاول‭ ‬عليها‭ ‬بالألفاظ‭ ‬المسيئة‭ ‬والضرب‭ ‬والصراخ‭ ‬في‭ ‬حضور‭ ‬ومسمع‭ ‬ابنيهما،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يؤثر‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬نفسية‭ ‬الأبناء‭ ‬واستقرارهم‭ ‬العاطفي؛‭ ‬كونه‭ ‬لا‭ ‬يحترم‭ ‬الحياة‭ ‬الزوجية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تعنيفه‭ ‬وإجبار‭ ‬أولادهما‭ ‬على‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬زوجته‭ ‬الثانية،‭ ‬والتي‭ ‬تسيء‭ ‬معاملتهما‭ ‬باستمرار‭ ‬وحينما‭ ‬يرفضان‭ ‬كان‭ ‬يقوم‭ ‬بضربهما‭.‬

لكنها‭ ‬وحرصا‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬تشتت‭ ‬شمل‭ ‬عائلتها،‭ ‬فقد‭ ‬صبرت‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تعانيه‭ ‬من‭ ‬زوجها‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬ضياع‭ ‬مستقبلهما،‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬ظلوا‭ ‬بلا‭ ‬نفقة‭ ‬رغم‭ ‬يسار‭ ‬حالة‭ ‬وامتلاكه‭ ‬العقارات‭ ‬ولشركة‭ ‬أثاث‭ ‬معروفة‭ ‬بالبلاد،‭ ‬مبينة‭ ‬أن‭ ‬صافي‭ ‬دخله‭ ‬الشهري‭ ‬نحو‭ ‬4000‭ ‬دينار‭. ‬ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ابنتهم‭ ‬البالغة‭ ‬7‭ ‬سنوات‭ ‬ومنذ‭ ‬ولادتها‭ ‬مريضة‭ ‬باستمرار‭ ‬وتحتاج‭ ‬لمراجعة‭ ‬المستشفيات،‭ ‬لكن‭ ‬الأب‭ ‬لا‭ ‬يرغب‭ ‬بتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬الأبوة،‭ ‬فهو‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬خارج‭ ‬البلاد‭ ‬لإدارة‭ ‬أملاكه‭ ‬وأعماله‭ ‬أو‭ ‬للإقامة‭ ‬لفترات‭ ‬طويلة‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬زوجته‭ ‬الثانية،‭ ‬ودون‭ ‬مراعاة‭ ‬أو‭ ‬اهتمام‭ ‬لها‭ ‬باعتبارها‭ ‬زوجته‭ ‬الأولى‭ ‬أو‭ ‬لأبنائها‭ ‬الصغار،‭ ‬فأصبحت‭ ‬هي‭ ‬الأم‭ ‬والأب‭ ‬لهما‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد‭.‬

وجاء‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬أن‭ ‬وكيلة‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬تقول‭ ‬إن‭ ‬المدعية‭ ‬منعته‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬منزل‭ ‬الزوجية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تزوج‭ ‬بالثانية،‭ ‬وأن‭ ‬الولدين‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬اختصاص‭ ‬المدعى‭ ‬عليه،‭ ‬وأنه‭ ‬مازال‭ ‬ينفق‭ ‬عليهم،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬المدعية‭ ‬لديها‭ ‬بطاقة‭ ‬للبنك‭ ‬تنفق‭ ‬منها‭ ‬متى‭ ‬تشاء،‭ ‬وقدمت‭ ‬الصور‭ ‬لإيصالات‭ ‬السحب،‭ ‬وقدمت‭ ‬مذكرة‭ ‬رد‭ ‬طلبت‭ ‬رفض‭ ‬الدعوى‭. ‬فيما‭ ‬رد‭ ‬وكيل‭ ‬المدعية‭ ‬أن‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬يمكنه‭ ‬دخول‭ ‬منزله‭ ‬متى‭ ‬شاء،‭ ‬لكنه‭ ‬تخلى‭ ‬عن‭ ‬جميع‭ ‬مسؤولياته‭.‬

وبينت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬أن‭ ‬الولدين‭ ‬قد‭ ‬تجاوزا‭ ‬سن‭ ‬حضانة‭ ‬النساء‭ ‬ببلوغهما‭ ‬سن‭ ‬السابعة‭ ‬من‭ ‬العمر،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬تكون‭ ‬معه‭ ‬حضانة‭ ‬المدعية‭ ‬للولدين‭ ‬المذكورين‭ ‬قد‭ ‬انتهت‭ ‬قانونا‭ ‬مما‭ ‬يستوجب‭ ‬ضمها‭ ‬إلى‭ ‬والدهما‭ ‬المدعى‭ ‬عليه،‭ ‬لاسيما‭ ‬وأنه‭ ‬لم‭ ‬يثبت‭ ‬في‭ ‬حقه‭ ‬أي‭ ‬سلوك‭ ‬منحرف‭ ‬يخالف‭ ‬مقتضيات‭ ‬الحضانة،‭ ‬مما‭ ‬يتعين‭ ‬القضاء‭ ‬برفض‭ ‬طلب‭ ‬المدعية‭ ‬بضم‭ ‬حضانة‭ ‬الولدين‭ ‬إليها‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المدعية‭ ‬زوجة‭ ‬المدعى‭ ‬عليه،‭ ‬قامت‭ ‬بواجباتها‭ ‬الزوجية‭ ‬نحو‭ ‬المدعى‭ ‬عليه،‭ ‬ولم‭ ‬يثبت‭ ‬نشوزها‭ ‬المسقط‭ ‬لنفقتها‭ ‬الزوجية،‭ ‬وأن‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬لا‭ ‬ينفق‭ ‬عليها‭ ‬مأكلا‭ ‬وملبسا،‭ ‬لذا‭ ‬فإنها‭ ‬تستحق‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬النفقة،‭ ‬فيما‭ ‬لم‭ ‬يرفض‭ ‬الأب‭ ‬طلب‭ ‬المدعية‭ ‬بإلزامه‭ ‬بالنفقة‭ ‬على‭ ‬ولديهما،‭ ‬بل‭ ‬أبدى‭ ‬موافقته‭ ‬على‭ ‬ذلك‭.‬