قانونيون: لا حاجة لمنح أبناء البحرينية من أجنبي إقامة دائمة

| الرفاع - المجلس الأعلى للمرأة

أكد‭ ‬خبراء‭ ‬قانونيون‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ضمنت‭ ‬لأبناء‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬المتزوجة‭ ‬من‭ ‬أجنبي‭ ‬جميع‭ ‬القوانين‭ ‬والتدابير‭ ‬اللازمة‭ ‬لدعمهم‭ ‬واستقرار‭ ‬أسرهم،‭ ‬وحصولهم‭ ‬على‭ ‬معاملة‭ ‬البحرينيين‭ ‬أنفسهم‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الصحة‭ ‬والتعليم‭ ‬والإقامة‭ ‬وغيرها،‭ ‬وبما‭ ‬يضمن‭ ‬استقرارهم‭ ‬النفسي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬واستقرار‭ ‬أسرهم‭.‬

وأشار‭ ‬الخبراء‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬تلك‭ ‬القوانين‭ ‬والتدابير‭ ‬والإجراءات‭ ‬تنتفي‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬منح‭ ‬أولئك‭ ‬الأبناء‭ ‬الإقامة‭ ‬الدائمة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬طوال‭ ‬حياتهم،‭ ‬حيث‭ ‬يتعارض‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬قوانين‭ ‬المملكة‭ ‬وإجراءاتها‭ ‬التي‭ ‬تفرض‭ ‬وجود‭ ‬مسبب‭ ‬لإقامة‭ ‬الأجانب‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬مثل‭ ‬عقد‭ ‬عمل‭ ‬او‭ ‬زيارة‭ ‬أو‭ ‬تعليم‭ ‬أو‭ ‬علاج‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬شابه‭. ‬جاء‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬لهم‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬تقديم‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬اقتراح‭ ‬برغبة‭ (‬بصفة‭ ‬مستعجلة‭) ‬بشأن‭ ‬منح‭ ‬رخصة‭ ‬إقامة‭ ‬دائمة‭ ‬إلى‭ ‬أبناء‭ ‬المواطنة‭ ‬البحرينية‭ ‬من‭ ‬أب‭ ‬أجنبي‭.‬

المستشار‭ ‬القانوني‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬وليد‭ ‬المصري‭ ‬أكد‭ ‬أنه‭ ‬لاشك‭ ‬أن‭ ‬البحث‭ ‬في‭ ‬منح‭ ‬أبناء‭ ‬البحرينية‭ ‬المتزوجة‭ ‬من‭ ‬أجنبي‭ ‬فرصة‭ ‬الإقامة‭ ‬بشكل‭ ‬أطول‭ ‬مما‭ ‬هو‭ ‬معمول‭ ‬به‭ ‬له‭ ‬دوافع‭ ‬إنسانية،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬توصية‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن‭.‬

لكن‭ ‬المصري‭ ‬لفت‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬“إشكالات‭ ‬قانونية‭ ‬يجب‭ ‬إيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬لها،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬قانون‭ ‬الأجانب‭ (‬الهجرة‭ ‬والإقامة‭) ‬وتعديلاته‭ ‬والقرارات‭ ‬الصادرة‭ ‬تنفيذا‭ ‬له،‭ ‬نظم‭ ‬مسألة‭ ‬دخول‭ ‬وإقامة‭ ‬الأجانب‭ ‬بالبلاد،‭ ‬ولم‭ ‬ينظم‭ ‬صراحة‭ ‬مسألة‭ ‬كفالة‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬المتزوجة‭ ‬من‭ ‬أجنبي‭ ‬لأبنائها‭ ‬منه‭ ‬بشأن‭ ‬منحهم‭ ‬تأشيرة‭ ‬الدخول‭ ‬أو‭ ‬رخصة‭ ‬الإقامة”‭. ‬وقال‭ ‬“استنادا‭ ‬لذلك،‭ ‬فإن‭ ‬أبناء‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬الرشد‭ ‬يحصلون‭ ‬على‭ ‬رخصة‭ ‬إقامة،‭ ‬إما‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬رخصة‭ ‬عمل‭ ‬أو‭ ‬بالكفالة‭ ‬الشخصية‭ ‬إذا‭ ‬توافرت‭ ‬في‭ ‬الأبناء‭ ‬الشروط‭ ‬الواردة‭ ‬بقرار‭ ‬الكفالة‭ ‬الشخصي”‭.‬

وكشف‭ ‬أن‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬اقترح‭ ‬إجراء‭ ‬تعديل‭ ‬إضافة‭ ‬فقرة‭ ‬جديدة‭ ‬إلى‭ ‬القانون‭ ‬بما‭ ‬يتيح‭ ‬منح‭ ‬رخصة‭ ‬إقامة‭ ‬لأبناء‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬المتزوجة‭ ‬من‭ ‬أجنبي‭ ‬طالما‭ ‬لم‭ ‬يلتحق‭ ‬أي‭ ‬منهم‭ ‬بالعمل‭. ‬من‭ ‬جانبها،‭ ‬أكدت‭ ‬رئيسة‭ ‬لجنة‭ ‬الشؤون‭ ‬التشريعية‭ ‬والقانونية‭ ‬بمجلس‭ ‬الشورى‭ ‬دلال‭ ‬الزايد‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الاستناد‭ ‬في‭ ‬المقترح‭ ‬بقانون‭ ‬على‭ ‬أرقام‭ ‬وإحصاءات‭ ‬وحالات،‭ ‬وقالت‭ ‬“من‭ ‬خلال‭ ‬جلسات‭ ‬عديدة‭ ‬عقدناها‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬لم‭ ‬نسمع‭ ‬عن‭ ‬ابن‭ ‬أو‭ ‬بنت‭ ‬بحرينية‭ ‬جرى‭ ‬ترحيله‭ ‬أو‭ ‬ترحيلها‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬إلى‭ ‬بلد‭ ‬الأب‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬آخر”‭.‬

وأشارت‭ ‬الزايد‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المشرع‭ ‬حرص‭ ‬على‭ ‬التيسير‭ ‬على‭ ‬أبناء‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬المتزوجة‭ ‬من‭ ‬أجنبي،‭ ‬موضحة‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬نص‭ ‬على‭ ‬معاملة‭ ‬أبناء‭ ‬البحرينية‭ ‬المتزوجة‭ ‬من‭ ‬أجنبي‭ ‬معاملة‭ ‬البحرينيين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الصحة‭ ‬والتعليم‭ ‬والإقامة”‭. ‬وتابعت‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬سمح‭ ‬للأم‭ ‬بكفالة‭ ‬أبنائها‭ ‬لأب‭ ‬أجنبي،‭ ‬وإعفائها‭ ‬من‭ ‬رسوم‭ ‬الإقامة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأبناء‭ ‬يستمرون‭ ‬في‭ ‬الإقامة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬كانوا‭ ‬على‭ ‬مقاعد‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬المعاهد‭ ‬أو‭ ‬الجامعات،‭ ‬وأكدت‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬المشكلة‭.‬

وقالت‭ ‬“نعتقد‭ ‬منطقيا‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬يصبح‭ ‬الولد‭ ‬أو‭ ‬البنت‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬الـ‭ ‬21‭ ‬عاما،‭ ‬تكون‭ ‬أوضاعهم‭ ‬قد‭ ‬استقرت،‭ ‬وينتقل‭ ‬وضعها‭ ‬القانوني‭ ‬من‭ ‬الحماية‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬الأم‭ ‬البحرينية،‭ ‬إلى‭ ‬الحماية‭ ‬قانونيا‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬يعملون‭ ‬بها‭ ‬وتوفر‭ ‬لهم‭ ‬المتطلبات‭ ‬القانونية‭ ‬للإقامة”‭. ‬وأكدت‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬وجود‭ ‬هناك‭ ‬ضوابط‭ ‬قانونية‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬الإقامة‭ ‬الدائمة؛‭ ‬لأن‭ ‬الأبناء‭ ‬بعد‭ ‬سن‭ ‬21‭ ‬يبدأون‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬بآخر‭ ‬الاستقلال‭ ‬عن‭ ‬أهلهم،‭ ‬ويشقون‭ ‬طريقهم‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬والعمل‭ ‬والزواج‭ ‬وغيره،‭ ‬وربما‭ ‬يقررون‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬موطن‭ ‬آبائهم‭ ‬الذي‭ ‬يحملون‭ ‬جنسيته‭ ‬والاستقرار‭ ‬هناك‭ ‬بقية‭ ‬حياهم‭. ‬بدورها،‭ ‬أوضحت‭ ‬النائب‭ ‬فاطمة‭ ‬القطري‭ ‬التي‭ ‬تقدمت‭ ‬مع‭ ‬زملاء‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬بمقترح‭ ‬منح‭ ‬الإقامة‭ ‬الدائمة‭ ‬لأبناء‭ ‬البحرينية‭ ‬المتزوجة‭ ‬من‭ ‬أجنبي،‭ ‬أن‭ ‬المقترح‭ ‬يهدف‭ ‬لتعزيز‭ ‬استقرار‭ ‬الأسرة‭ ‬البحرينية‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬دون‭ ‬إخلال‭ ‬بالدستور‭ ‬والقانون‭ ‬ومصلحة‭ ‬البحرينيين‭ ‬ككل‭.  ‬وقالت‭ ‬“بت‭ ‬الآن‭ ‬أكثر‭ ‬قناعة‭ ‬بإحالة‭ ‬المقترح‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬وزير‭ ‬المجلسين‭ ‬غانم‭ ‬البوعينين‭ ‬للجنة‭ ‬الخدمات‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬الدراسة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يعطينا‭ ‬فرصة‭ ‬لتطوير‭ ‬المقترح‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬مصلحة‭ ‬الجميع”‭.‬