محمد بن مبارك: الجولان أرض عربية سورية محتلة ونرفض أي قرارات خارجية

إيران لا تزال الراعي الأول للإرهاب

| تونس - بنا

دور‭ ‬مهم‭ ‬للتحالف‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬بقيادة‭ ‬السعودية‭ ‬وجهود‭ ‬قوات‭ ‬الشرعية تطوير‭ ‬آليات‭ ‬العمل‭ ‬المشترك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬وزيادة‭ ‬التنسيق‭ ‬والتشاور حل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬مقدمة‭ ‬لإقرار‭ ‬السلام‭ ‬العادل‭ ‬والشامل‭ ‬والدائم‭ ‬بالمنطقة

 

وجه‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬كلمة‭ ‬إلى‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬دورتها‭ ‬العادية‭ ‬الثلاثين‭ ‬التي‭ ‬انعقدت‭ ‬في‭ ‬الجمهورية‭ ‬التونسية‭ ‬أمس،‭ ‬ألقاها‭ ‬نيابة‭ ‬عن‭ ‬جلالته‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬لدى‭ ‬ترؤس‭ ‬سموه‭ ‬وفد‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المشارك‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬القمة‭.‬وأعرب‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬عن‭ ‬خالص‭ ‬تمنياته‭ ‬لرئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬التونسية‭ ‬الشقيقة‭ ‬الباجي‭ ‬قائد‭ ‬السبسي‭ ‬بالتوفيق‭ ‬والسداد،‭ ‬وللجمهورية‭ ‬التونسية‭ ‬وشعبها‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬والازدهار‭ ‬والنماء‭.‬

كما‭ ‬أعرب‭ ‬جلالته‭ ‬عن‭ ‬بالغ‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬لعاهل‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة‭ ‬أخيه‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود‭ ‬لما‭ ‬بذله‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬كبيرة‭ ‬ومباركة‭ ‬لدى‭ ‬ترؤسه‭ ‬أعمال‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬السابقة‭.‬

وفيما‭ ‬يلي‭ ‬نص‭ ‬كلمة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬للقمة‭:‬

بسم‭ ‬الله‭ ‬الرحمن‭ ‬الرحيم

يسرنا‭ ‬أن‭ ‬نتقدم‭ ‬لأخينا‭ ‬فخامة‭ ‬الرئيس‭ ‬الباجي‭ ‬قائد‭ ‬السبسي،‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬التونسية‭ ‬الشقيقة‭ ‬بخالص‭ ‬التهنئة‭ ‬على‭ ‬تسلمه‭ ‬رئاسة‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬دورتها‭ ‬الاعتيادية‭ ‬الثلاثين،‭ ‬متمنين‭ ‬لفخامته‭ ‬كل‭ ‬التوفيق‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬مسيرة‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬للفترة‭ ‬المقبلة‭ ‬لما‭ ‬فيه‭ ‬خير‭ ‬قضايانا‭ ‬العربية‭ ‬العادلة‭ ‬وتحقيق‭ ‬مصالحنا‭ ‬المشتركة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الدور‭ ‬الهام‭ ‬الذي‭ ‬تلعبه‭ ‬الجمهورية‭ ‬التونسية‭ ‬الشقيقة‭ ‬والمكانة‭ ‬التي‭ ‬تحظى‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭.‬كما‭ ‬نعرب‭ ‬عن‭ ‬عميق‭ ‬شكرنا‭ ‬وبالغ‭ ‬تقديرنا‭ ‬لأخينا‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود‭ ‬عاهل‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة،‭ ‬على‭ ‬جهوده‭ ‬المباركة‭ ‬ومساهماته‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك،‭ ‬أثناء‭ ‬ترؤسه‭ ‬أعمال‭ ‬القمة‭ ‬السابقة‭.‬

أصحاب‭ ‬الجلالة‭ ‬والسمو‭ ‬والفخامة،

تنعقد‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬تشهده‭ ‬منطقتنا‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬ومخاطر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬من‭ ‬تاريخها‭ ‬الحديث،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يستوجب‭ ‬منا‭ ‬توحيد‭ ‬الصف‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬آليات‭ ‬عملنا‭ ‬المشترك‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬جامعتنا‭ ‬العربية‭ ‬وزيادة‭ ‬التنسيق‭ ‬والتشاور‭ ‬والتعاون‭ ‬بين‭ ‬دولنا‭ ‬الشقيقة‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬ينص‭ ‬عليه‭ ‬جدول‭ ‬أعمال‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬وما‭ ‬سوف‭ ‬يخرج‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬توصيات‭ ‬وقرارات‭ ‬تحقق‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬لأمتنا‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬التعليم‭ ‬وبناء‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وصيانة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭.‬

وبناء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تقدم‭ ‬فإن‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬إقرار‭ ‬السلام‭ ‬العادل‭ ‬والشامل‭ ‬والدائم‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬مقدمته‭ ‬حل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ونيل‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الشقيق‭ ‬حقه‭ ‬المشروع‭ ‬كغيره‭ ‬من‭ ‬الشعوب‭ ‬في‭ ‬قيام‭ ‬دولته‭ ‬المستقلة‭ ‬الكاملة‭ ‬السيادة‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬عام‭ ‬1967م‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬التي‭ ‬ندعو‭ ‬إلى‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬وضعها‭ ‬بالنسبة‭ ‬للعرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬وطابعها‭ ‬التاريخي‭ ‬العريق‭ ‬استناداً‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬مبادرة‭ ‬السلام‭ ‬العربية،‭ ‬ووفقاً‭ ‬لحل‭ ‬الدولتين‭ ‬وقرارات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭. ‬

أصحاب‭ ‬الجلالة‭ ‬والسمو‭ ‬والفخامة،،،

تابعنا‭ ‬ونتابع‭ ‬باهتمام‭ ‬وقلق‭ ‬الأوضاع‭ ‬غير‭ ‬المستقرة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬دولنا‭ ‬العربية‭ ‬الشقيقة‭ ‬ونأمل‭ ‬أن‭ ‬تسفر‭ ‬الجهود‭ ‬الوطنية‭ ‬والدولية‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬إلى‭ ‬ربوعها‭ ‬ووحدة‭ ‬ترابها‭. ‬فبالنسبة‭ ‬للوضع‭ ‬في‭ ‬الجمهورية‭ ‬العربية‭ ‬السورية‭ ‬الشقيقة،‭ ‬نؤكد‭ ‬أهمية‭ ‬حماية‭ ‬استقلالها‭ ‬واستقرارها‭ ‬ووحدتها‭ ‬الوطنية،‭ ‬وسلامتها‭ ‬الإقليمية،‭ ‬ونبارك‭ ‬الجهود‭ ‬الهادفة‭ ‬إلى‭ ‬التوصل‭ ‬لحل‭ ‬سياسي‭ ‬وفق‭ ‬بيان‭ ‬جنيف‭ ‬1‭ ‬وقرارات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬بمشاركة‭ ‬فعالة‭ ‬ودور‭ ‬عربي‭ ‬نشط‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬سيادتها‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬أراضيها،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬هضبة‭ ‬الجولان‭ ‬المحتلة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1967م،‭ ‬رافضين‭ ‬أي‭ ‬ادعاءات‭ ‬أو‭ ‬قرارات‭ ‬خارجية‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن‭ ‬مؤكدين‭ ‬موقفنا‭ ‬الثابت‭ ‬بأن‭ ‬الجولان‭ ‬أرض‭ ‬عربية‭ ‬سورية‭ ‬محتلة‭ ‬وفق‭ ‬القرارات‭ ‬الدولية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭. ‬كما‭ ‬نؤكد‭ ‬دعمنا‭ ‬لجهود‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬والتدخلات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬تحقيقاً‭ ‬لطموحات‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‭ ‬الشقيق‭ ‬في‭ ‬الاستقرار‭ ‬والتنمية،‭ ‬مؤكدين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬دعمنا‭ ‬لجهود‭ ‬السيد‭ ‬غير‭ ‬بيدرسون‭ ‬مبعوث‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬سوريا‭. ‬

أما‭ ‬الجمهورية‭ ‬اليمنية‭ ‬الشقيقة،‭ ‬فإن‭ ‬الوضع‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يشكل‭ ‬مصدر‭ ‬قلق‭ ‬كبير‭ ‬لنا‭ ‬ولدول‭ ‬المنطقة،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التدخلات‭ ‬الإيرانية‭ ‬المباشرة‭ ‬ودعمها‭ ‬المتواصل‭ ‬لجماعة‭ ‬الحوثي‭ ‬الانقلابية‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تعطيل‭ ‬تنفيذ‭ ‬جميع‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬ويتم‭ ‬الاتفاق‭ ‬عليه‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬ستوكهولم‭ ‬الأخير،‭ ‬وذلك‭ ‬بغية‭ ‬استمرار‭ ‬الفوضى‭ ‬وانعدام‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬والمنطقة‭.‬

وإزاء‭ ‬ما‭ ‬يجري،‭ ‬فإننا‭ ‬نؤكد‭ ‬دعمنا‭ ‬الكامل‭ ‬للشرعية‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬ووحدة‭ ‬أراضيه‭ ‬واستقلاله‭ ‬وضرورة‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬سياسي‭ ‬شامل‭ ‬مبني‭ ‬على‭ ‬الثوابت‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬عليها‭ ‬المبادرة‭ ‬الخليجية‭ ‬وآلياتها‭ ‬التنفيذية،‭ ‬ومخرجات‭ ‬مؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الوطني‭ ‬ومؤتمر‭ ‬الرياض‭ ‬وقرار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬2216‭ ‬لعام‭ ‬2015م،‭ ‬بمساهمة‭ ‬فاعلة‭ ‬من‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬مؤكدين‭ ‬على‭ ‬الدور‭ ‬الهام‭ ‬للتحالف‭ ‬العربي‭ ‬لدعم‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬بقيادة‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة‭ ‬وجهود‭ ‬قوات‭ ‬الحكومة‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬استعادة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أرجاء‭ ‬اليمن‭ ‬الشقيق‭.‬

وإزاء‭ ‬ما‭ ‬تشهده‭ ‬ليبيا‭ ‬الشقيقة‭ ‬من‭ ‬اضطراب‭ ‬وعدم‭ ‬استقرار،‭ ‬فإننا‭ ‬نجدد‭ ‬دعمنا‭ ‬لكافة‭ ‬الجهود‭ ‬الهادفة‭ ‬للمصالحة‭ ‬الوطنية‭ ‬واعادة‭ ‬بناء‭ ‬الدولة،‭ ‬لتكون‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بمهامها‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬للإرهاب‭ ‬بمختلف‭ ‬صوره‭ ‬وأشكاله،‭ ‬بما‭ ‬يحفظ‭ ‬لليبيا‭ ‬استقلالها‭ ‬ووحدة‭ ‬وسلامة‭ ‬أراضيها،‭ ‬وننوه‭ ‬بجهود‭ ‬المبعوث‭ ‬الأممي‭ ‬الدكتور‭ ‬غسان‭ ‬سلامة‭ ‬للتوصل‭ ‬لحل‭ ‬سياسي‭ ‬وتحقيق‭ ‬المصالحة‭ ‬والتوافق‭ ‬الوطني،‭ ‬مشيدين‭ ‬بالدور‭ ‬الإيجابي‭ ‬لدول‭ ‬الجوار‭ ‬الليبي‭ ‬لحل‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭.‬

أصحاب‭ ‬الجلالة‭ ‬والسمو‭ ‬والفخامة،

يزخر‭ ‬جدول‭ ‬أعمال‭ ‬القمة‭ ‬ببنود‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬الإرهاب‭ ‬ومكافحته‭ ‬وصيانة‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬المدمر‭ ‬وما‭ ‬نتج‭ ‬وينتج‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬حصد‭ ‬للأرواح‭ ‬وتدمير‭ ‬الدول،‭ ‬مجددين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬موقفنا‭ ‬الثابت‭ ‬في‭ ‬إدانة‭ ‬الإرهاب‭ ‬بكافة‭ ‬أشكاله‭ ‬وصوره،‭ ‬وأيًا‭ ‬كان‭ ‬مكانه‭ ‬ومرتكبوه‭ ‬ودوافعه،‭ ‬وحيثما‭ ‬ارتكبت،‭ ‬مع‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬تكاتف‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬لمكافحة‭ ‬الفكر‭ ‬المتطرف‭ ‬والتنظيمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬وتجفيف‭ ‬منابعها‭ ‬الفكرية‭ ‬والمالية،‭ ‬مجددين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬إدانتنا‭ ‬لتلك‭ ‬الأعمال‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬ترتكب‭ ‬باسم‭ ‬الإسلام‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬المسلمين‭ ‬الأبرياء‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬حيث‭ ‬أنها‭ ‬أعمال‭ ‬إرهابية‭ ‬مدانة‭ ‬ومنافية‭ ‬لجميع‭ ‬المبادئ‭ ‬والقيم‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والإنسانية‭.‬

فخامة‭ ‬الرئيس‭ ‬الحضور‭ ‬الكرام،،،

في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬يواجهه‭ ‬الإرهاب‭ ‬من‭ ‬ادانة‭ ‬فإن‭ ‬إيران‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬هي‭ ‬الراعي‭ ‬الأول‭ ‬للإرهاب‭ ‬بما‭ ‬يشكله‭ ‬من‭ ‬تهديد‭ ‬سافر‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬دولنا‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬وعلى‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬عبر‭ ‬تدخلاتها‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ودعمها‭ ‬متعدد‭ ‬الوسائل‭ ‬للعنف‭ ‬والتطرف‭ ‬والإرهاب‭ ‬والتنظيمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬وإثارة‭ ‬الفوضى‭ ‬وزرع‭ ‬الفتن‭ ‬للإضرار‭ ‬بأمن‭ ‬دولنا‭ ‬واستقرارها‭ ‬ومصالح‭ ‬شعوبها‭.‬

كما‭ ‬وان‭ ‬مواصلة‭ ‬إيران‭ ‬تطوير‭ ‬برنامجها‭ ‬للصواريخ‭ ‬الباليستية‭ ‬مخالفة‭ ‬صريحة‭ ‬لقرارات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والقوانين‭ ‬الدولية،‭ ‬ويمثل‭ ‬تهديداً‭ ‬لأمن‭ ‬المنطقة‭ ‬وشعوبها‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يستوجب‭ ‬تكاتف‭ ‬الجهود‭ ‬للتصدي‭ ‬لهذا‭ ‬الخطر‭ ‬وزيادة‭ ‬الضغط‭ ‬على‭  ‬إيران‭ ‬للالتزام‭ ‬بمبادئ‭ ‬حسن‭ ‬الجوار‭ ‬واحترام‭ ‬سيادة‭ ‬الدول‭ ‬واستقلالها‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬نصت‭ ‬عليه‭ ‬المواثيق‭ ‬الدولية‭.‬

وفي‭ ‬سياق‭ ‬تهديدات‭ ‬إيران‭ ‬لأمن‭ ‬المنطقة‭ ‬فإن‭ ‬استمرار‭ ‬احتلالها‭ ‬لجزر‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬الشقيقة‭ (‬طنب‭ ‬الكبرى‭ ‬وطنب‭ ‬الصغرى‭ ‬وأبو‭ ‬موسى‭)‬،‭ ‬يستوجب‭ ‬مطالبتها‭ ‬بضرورة‭ ‬التجاوب‭ ‬مع‭ ‬المساعي‭ ‬الحثيثة‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬لحل‭ ‬قضية‭ ‬الجزر‭ ‬الثلاث‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التفاوض‭ ‬المباشر‭ ‬أو‭ ‬اللجوء‭ ‬لمحكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية،‭ ‬مجددين‭ ‬دعمنا‭ ‬التام‭ ‬لحق‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬السيادة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الجزر‭.‬

أصحاب‭ ‬الجلالة‭ ‬والسمو‭ ‬والفخامة،

إذ‭ ‬نجدد‭ ‬تمنياتنا‭ ‬لأعمال‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬بالتوفيق‭ ‬والنجاح،‭ ‬يسرنا‭ ‬الإشادة‭ ‬بالجهود‭ ‬التي‭ ‬يبذلها‭ ‬أمين‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬أحمد‭ ‬ابو‭ ‬الغيط‭ ‬وجهاز‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬لتطوير‭ ‬وتعزيز‭ ‬دور‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬وتمكينها‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬انشئت‭ ‬من‭ ‬أجلها،‭ ‬وبما‭ ‬قاموا‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬للتحضير‭ ‬والإعداد‭ ‬لهذه‭ ‬القمة‭ ‬مجددين‭ ‬شكرنا‭ ‬وتقديرنا‭ ‬للشقيقة‭ ‬تونس‭ ‬لاستضافة‭ ‬القمة‭ ‬وتوفير‭ ‬عوامل‭ ‬النجاح‭ ‬لأعمالها،‭ ‬داعين‭ ‬الله‭ ‬التوفيق‭ ‬للعمل‭ ‬لما‭ ‬فيه‭ ‬خير‭ ‬وصالح‭ ‬أمتنا‭ ‬العربية‭.‬

والسلام‭ ‬عليكم‭ ‬ورحمة‭ ‬الله‭ ‬وبركاته،،،