سوالف

البحرين‭ ‬والهند‭... ‬علاقات‭ ‬متميزة‭ ‬في‭ ‬دروب‭ ‬الزمن

| أسامة الماجد

في‭ ‬مذكرات‭ ‬والدي‭ ‬الأديب‭ ‬والصحافي‭ ‬الراحل‭ ‬محمد‭ ‬الماجد‭ - ‬والتي‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬يدونها‭ ‬في‭ ‬دفاتر‭ ‬صغيرة‭ - ‬لقاء‭ ‬قصير‭ ‬مع‭ ‬فنان‭ ‬ونحات‭ ‬هندي‭ ‬يدعى‭ ‬عبدالغني،‭ ‬فالوالد‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬التقى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬سفراته‭ ‬الكثيرة‭ ‬وتحديدا‭ ‬في‭ ‬الثمانينات،‭ ‬ومن‭ ‬أقوال‭ ‬الفنان‭ ‬عبدالغني‭ ‬“نحن‭ ‬فنانون‭ ‬ولسنا‭ ‬تجارا،‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬أعرض‭ ‬أعمالي‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬فني‭ ‬يقام‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬أنحت‭ ‬تمثالا‭ ‬أدون‭ ‬فيه‭ ‬أسماء‭ ‬كل‭ ‬الفنانين‭ ‬البحرينيين‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬أنا‭ ‬متشوق‭ ‬كثيرا‭ ‬لزيارة‭ ‬البحرين”‭.‬

حين‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬والهند،‭ ‬فإننا‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬تاريخ‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬الصداقة‭ ‬والسلام‭ ‬والمحبة‭ ‬والمودة،‭ ‬علاقة‭ ‬مميزة‭ ‬في‭ ‬دروب‭ ‬الزمن‭ ‬وروابط‭ ‬تاريخية‭ ‬وثقافية‭ ‬وعلمية،‭ ‬ويكفي‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬أن‭ ‬المعبد‭ ‬الهندوسي‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬شيد‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬الفاتح‭ ‬عام‭ ‬1819‭ ‬وتمت‭ ‬توسعته‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عام‭ ‬1869،‭ ‬وهو‭ ‬مبني‭ ‬بإطار‭ ‬ينتمي‭ ‬إلى‭ ‬المذهب‭ ‬“بوشتسي‭ ‬مارا”‭ ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬المذاهب‭ ‬لأغلبية‭ ‬الجالية‭ ‬الهندوسية‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬وأناب‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬الأول‭ ‬سيدي‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الممثل‭ ‬الشخصي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬للاحتفال‭ ‬بمرور‭ ‬200‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬المعبد‭ ‬الهندوسي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

البحرين‭ ‬وجمهورية‭ ‬الهند،‭ ‬تاريخ‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬الودية‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات‭ ‬وتربط‭ ‬الشعبين‭ ‬علاقات‭ ‬صداقة‭ ‬وتعاون‭ ‬منذ‭ ‬القدم‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬راسخة‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬معروفة‭ ‬منذ‭ ‬فجر‭ ‬التاريخ‭ ‬بدورها‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬وتعزيز‭ ‬مبادئ‭ ‬التسامح‭ ‬واحترام‭ ‬الديانات‭ ‬الأخرى،‭ ‬فالجميع‭ ‬يعيش‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬المباركة‭ ‬باحترام‭ ‬متبادل‭ ‬ومحبة‭ ‬ووئام‭. ‬

ومن‭ ‬أقوال‭ ‬سيدي‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ (‬إن‭ ‬تلك‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التعايش‭ ‬والتسامح‭ ‬وقبول‭ ‬واحترام‭ ‬الآخر‭ ‬هي‭ ‬ليست‭ ‬وليدة‭ ‬اللحظة،‭ ‬بل‭ ‬جاءت‭ ‬متدرجة‭ ‬مع‭ ‬البناء‭ ‬الحضاري‭ ‬الذي‭ ‬شهدته‭ ‬البلاد‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬مئات‭ ‬السنين،‭ ‬مؤكداً‭ ‬جلالته‭ ‬ضرورة‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬السامية‭ ‬النابعة‭ ‬من‭ ‬طبيعة‭ ‬الإنسان‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬عُرف‭ ‬بدفاعه‭ ‬المستمر‭ ‬عن‭ ‬السلم‭ ‬والتآخي‭ ‬والوئام‭).‬