تسبب بصدور أوامر قبض وحجز حسابات بحق الضحايا

حبس نقابي معروف سنتين بقضية تزوير عقود بيع بالتقسيط

| عباس إبراهيم

دانت‭ ‬المحكمة‭ ‬الصغرى‭ ‬الجنائية‭ ‬النقابي‭ ‬المعروف‭ ‬بالاتهامات‭ ‬المسندة‭ ‬إليه‭ ‬بشأن‭ ‬تزويره‭ ‬لمستندات‭ ‬مديونية‭ ‬لزبائن‭ ‬محلين‭ ‬يملكهما،‭ ‬إذ‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عمليات‭ ‬التزوير‭ ‬من‭ ‬استصدار‭ ‬أحكام‭ ‬ملزمة‭ ‬بدفع‭ ‬الزبائن‭ ‬لمبالغ‭ ‬خيالية‭ ‬على‭ ‬أجهزة‭ ‬لم‭ ‬يشترها‭ ‬بعضهم‭ ‬أصلاً‭ ‬أو‭ ‬سددوا‭ ‬قيمتها‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة،‭ ‬وقضت‭ ‬بمعاقبته‭ ‬بالحبس‭ ‬لمدة‭ ‬سنتين‭ ‬وقدرت‭ ‬كفالة‭ ‬مالية‭ ‬بقيمة‭ ‬1000‭ ‬دينار‭ ‬لوقف‭ ‬التنفيذ‭ ‬لحين‭ ‬الاستئناف،‭ ‬عما‭ ‬ثبت‭ ‬بحقه‭ ‬من‭ ‬اتهامات،‭ ‬فيما‭ ‬حبست‭ ‬4‭ ‬موظفين‭ ‬آخرين‭ ‬بمحلاته‭ ‬لمدة‭ ‬6‭ ‬أشهر‭ ‬وقدرت‭ ‬كفالة‭ ‬بمبلغ‭ ‬50‭ ‬دينارًا‭ ‬لوقف‭ ‬التنفيذ،‭ ‬لما‭ ‬ثبت‭ ‬بحقهم‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬تزوير‭ ‬لعقود‭ ‬البيع‭ ‬بالتقسيط‭ ‬لصالح‭ ‬زبائن‭ ‬المحل‭.‬

وتتمثل‭ ‬التفاصيل‭ ‬حسبما‭ ‬وردت‭ ‬بحكم‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬زبائن‭ ‬محلات‭ ‬النقابي‭ ‬المعروف‭ ‬كانوا‭ ‬قد‭ ‬اتفقوا‭ ‬مع‭ ‬محلين‭ ‬يمتلكهما‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬أجهزة‭ ‬إلكترونية‭ ‬مثل‭ ‬الهواتف‭ ‬والحواسب‭ ‬الآلية‭ ‬المحمولة‭ ‬“لابتوب”‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يدفعوا‭ ‬قيمتها‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬أقساط‭ ‬شهرية‭.‬

وفوجئ‭ ‬الضحايا‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭ ‬بأنهم‭ ‬مطالبين‭ ‬بسداد‭ ‬مديونيات‭ ‬لصالح‭ ‬النقابي‭ ‬المتهم‭ ‬بمبالغ‭ ‬كبيرة‭ ‬لا‭ ‬تمت‭ ‬للواقع‭ ‬بصلة،‭ ‬بعضها‭ ‬على‭ ‬ذات‭ ‬السلع‭ ‬التي‭ ‬اشتروها‭ ‬بالتقسيط‭ ‬وسددوا‭ ‬ثمنها‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬على‭ ‬أجهزة‭ ‬لم‭ ‬يشتريها‭ ‬أصلاً،‭ ‬وبمطالعة‭ ‬تلك‭ ‬المستندات‭ ‬المقدمة‭ ‬للمحاكم‭ ‬المدنية‭ ‬اكتشفوا‭ ‬أنها‭ ‬مزورة‭ ‬وغير‭ ‬حقيقية‭ ‬ولم‭ ‬يوقعوا‭ ‬عليها‭.‬

وقالت‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬بلاغها‭ ‬لدى‭ ‬إدارة‭ ‬مكافحة‭ ‬الجرائم‭ ‬الاقتصادية‭ ‬إنها‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬العام‭ ‬2010،‭ ‬اشترت‭ ‬من‭ ‬محل‭ ‬المتهم‭ ‬الخامس‭ ‬“النقابي”‭ ‬جهاز‭ ‬حاسب‭ ‬آلي‭ ‬“لابتوب”‭ ‬بقيمة‭ ‬700‭ ‬دينار،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تدفع‭ ‬قيمته‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬أقساط‭ ‬شهرية‭ ‬قيمة‭ ‬كل‭ ‬قسط‭ ‬64‭ ‬دينارًا،‭ ‬لمدة‭ ‬سنة‭ ‬واحدة،‭ ‬ووقعت‭ ‬على‭ ‬أوراق‭ ‬البيع‭ ‬بالتقسيط‭ ‬لصالح‭ ‬المحل‭ ‬وقد‭ ‬انتهت‭ ‬من‭ ‬سداد‭ ‬ثمنه‭ ‬بالفعل‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭.‬

لكن‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬بالمتهم‭ ‬يطالبها‭ ‬بدعوى‭ ‬مدنية‭ ‬أن‭ ‬تدفع‭ ‬له‭ ‬مبلغها‭ ‬مقداره‭ ‬1482،‭ ‬قيمة‭ ‬ذات‭ ‬الجهاز‭ ‬الذي‭ ‬سددت‭ ‬ثمنه‭ ‬أصلا‭ ‬ولا‭ ‬يصل‭ ‬سعره‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬المبلغ،‭ ‬وعندما‭ ‬قرأت‭ ‬عقد‭ ‬البيع‭ ‬تبين‭ ‬أنه‭ ‬مزور،‭ ‬خصوصًا‭ ‬وأنها‭ ‬قدمت‭ ‬للمحكمة‭ ‬المستندات‭ ‬الدالة‭ ‬على‭ ‬سدادها‭ ‬لثمن‭ ‬الجهاز‭ ‬المذكور‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬نسخة‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬العقد‭.‬

وذكر‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬الثاني‭ ‬أنه‭ ‬اشترى‭ ‬بالتقسيط‭ ‬من‭ ‬محل‭ ‬النقابي‭ ‬المدان‭ ‬هاتفين‭ ‬نقالين،‭ ‬قيمتهما‭ ‬الإجمالية‭ ‬500‭ ‬دينار،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يسدد‭ ‬الثمن‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الأقساط‭ ‬الشهرية،‭ ‬لكنه‭ ‬تفاجأ‭ ‬عقب‭ ‬مرور‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬دفعه‭ ‬للأقساط‭ ‬كاملة‭ ‬بدعوى‭ ‬مدنية‭ ‬ضده‭ ‬يطالبه‭ ‬فيها‭ ‬المتهم‭ ‬بسداد‭ ‬مبلغ‭ ‬2700‭ ‬دينار‭ ‬قيمة‭ ‬ذات‭ ‬الهاتفين،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الحجز‭ ‬على‭ ‬حساباته‭ ‬البنكية‭.‬

‭ ‬أما‭ ‬الضحية‭ ‬الثالثة‭ ‬فأوضح‭ ‬أنه‭ ‬اشترى‭ ‬هاتفًا‭ ‬نقالاً‭ ‬قيمته‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬60‭ ‬دينارًا،‭ ‬وسدّد‭ ‬ثمنه،‭ ‬وتفاجأ‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬مدة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬بالقبض‭ ‬عليه‭ ‬لصدور‭ ‬أمر‭ ‬بالقبض‭ ‬بحقه،‭ ‬استنادًا‭ ‬على‭ ‬صدور‭ ‬حكم‭ ‬مدنية‭ ‬ضده‭ ‬يلزمه‭ ‬بسداد‭ ‬مبلغ‭ ‬3600‭ ‬دينار‭ ‬لصالح‭ ‬ذات‭ ‬النقابي‭ ‬صاحب‭ ‬المحلات‭ ‬المعروفة‭ ‬بالبيع‭ ‬بالتقسيط،‭ ‬على‭ ‬ادعاء‭ ‬أنه‭ ‬اشترى‭ ‬هاتفين‭ ‬نقالين‭ ‬ولم‭ ‬يدفع‭ ‬أقساطهما‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬أصلاً‭.‬

وبالتحقيق‭ ‬مع‭ ‬أحد‭ ‬موظفين‭ ‬المحل‭ ‬المتهم‭ ‬بالقضية‭ ‬هو‭ ‬الآخر،‭ ‬اعترف‭ ‬بأنه‭ ‬يعمل‭ ‬لدى‭ ‬النقابي‭ ‬المعروف‭ ‬والذي‭ ‬يبيع‭ ‬الأجهزة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬وتذاكر‭ ‬السفر‭ ‬بالتقسيط،‭ ‬مبينًا‭ ‬أن‭ ‬وظيفته‭ ‬كانت‭ ‬إدخال‭ ‬بيانات‭ ‬السلع‭ ‬المباعة‭ ‬للزبائن‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬المحاسبي‭ ‬للمحل،‭ ‬والذي‭ ‬صمّمه‭ ‬النقابي‭ ‬نفسه،‭ ‬بحيث‭ ‬تظهر‭ ‬قيمة‭ ‬السلعة‭ ‬والقسط‭ ‬بعد‭ ‬إدخال‭ ‬البيانات،‭ ‬إذ‭ ‬يتم‭ ‬طباعة‭ ‬العقد‭ ‬متضمنا‭ ‬كافة‭ ‬البيانات‭ ‬والشروط،‭ ‬فيوقع‭ ‬عليه‭ ‬الزبون‭ ‬والمتهم‭ ‬الرابع،‭ ‬ثم‭ ‬تسلم‭ ‬المستندات‭ ‬للمتهم‭ ‬الخامس‭ -‬النقابي‭- ‬ليقوم‭ ‬بالتوقيع‭ ‬عليها‭.‬

‭ ‬أما‭ ‬المتهم‭ ‬الرابع‭ ‬فقرّر‭ ‬أنه‭ ‬ترك‭ ‬العمل‭ ‬لدى‭ ‬النقابي‭ ‬بعدما‭ ‬اكتشف‭ ‬وقائع‭ ‬الاحتيال‭ ‬التي‭ ‬يتبعها‭ ‬بحق‭ ‬الزبائن،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تقديم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البلاغات‭ ‬ضده‭.‬

وثبت‭ ‬للمحكمة‭ ‬بتقرير‭ ‬خبير‭ ‬التزييف‭ ‬والتزوير‭ ‬أن‭ ‬المستندات‭ ‬المقدمة‭ ‬في‭ ‬الدعاوى‭ ‬المدنية‭ ‬المرفوعة‭ ‬من‭ ‬النقابي‭ ‬المعروف،‭ ‬قد‭ ‬أضيفت‭ ‬إليها‭ ‬عبارات‭ ‬في‭ ‬ظرف‭ ‬كتابي‭ ‬لاحق‭ ‬ومغاير‭ ‬لباقي‭ ‬ظروف‭ ‬كتابة‭ ‬باقي‭ ‬بيانات‭ ‬صلب‭ ‬العقد،‭ ‬وأن‭ ‬تلك‭ ‬العبارات‭ ‬هي‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمبلغ‭ ‬المستحق‭ ‬للسلعة،‭ ‬وكذلك‭ ‬بيان‭ ‬رقم‭ ‬الفاتورة‭.‬