“طيران الخليج” تسيّر رحلات يومية إلى لارنكا بأحدث طائراتها

“قبرص” جزيرة الحب والشواطئ الخلابة

| علي الفردان من لارنكا

بين‭ ‬سحر‭ ‬الشرق‭ ‬وتألق‭ ‬الغرب،‭ ‬تقع‭ ‬قبرص‭ ‬كثالث‭ ‬أكبر‭ ‬الجزر‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‭ ‬لتحضن‭ ‬حضارة‭ ‬تمتد‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬11‭ ‬آلاف‭ ‬عام،‭ ‬لتخبئ‭ ‬بين‭ ‬صخورها‭ ‬ورمالها‭ ‬الممتدة‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬الجزيرة‭ ‬التي‭ ‬تبلغ‭ ‬مساحتها‭ ‬نحو‭ ‬9‭ ‬آلاف‭ ‬متر‭ ‬مربع‭. ‬وتقوم‭ ‬طيران‭ ‬الخليج،‭ ‬الناقلة‭ ‬الوطنية‭ ‬للمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬بتسيير‭ ‬رحلات‭ ‬يومية‭ ‬مباشرة‭ ‬من‭ ‬مطار‭ ‬البحرين‭ ‬الدولي‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬لارنكا‭ ‬القبرصية،‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬طائراتها‭ ‬الحديثة‭ ‬كلياً‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬A320neo‭ ‬وA320‭ ‬واللتين‭ ‬توفران‭ ‬وسائل‭ ‬راحة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المساحة‭ ‬التي‭ ‬تتيحها‭ ‬للمسافرين‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬النظام‭ ‬الترفيهي‭ ‬المتطور،‭ ‬إذ‭ ‬انضمت‭ ‬الطائرات‭ ‬الحديثة‭ ‬للخدمة‭ ‬مؤخرا‭ ‬ضمن‭ ‬خطة‭ ‬طموحة‭ ‬بدأتها‭ ‬الناقلة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتحديث‭ ‬شامل‭ ‬للأسطول‭.‬

وتقول‭ ‬الأساطير‭ ‬اليونانية‭ ‬القديمة‭ ‬أن‭ ‬مكان‭ ‬ولادة‭ ‬“أفروديت”‭ ‬آلهة‭ ‬الحب‭ ‬والجمال،‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬صخور‭ ‬قبرص،‭ ‬إذ‭ ‬شكلت‭ ‬مازالت‭ ‬هذه‭ ‬الصخور‭ ‬تشكل‭ ‬رمزا‭ ‬للعشاق‭ ‬لمختلف‭ ‬السياح‭ ‬إلى‭ ‬الجزيرة‭ ‬الذين‭ ‬يتوافدون‭ ‬عليها‭ ‬للاستمتاع‭ ‬بسحر‭ ‬شواطئها‭ ‬الخلاب،‭ ‬إذ‭ ‬تعد‭ ‬الجزيرة‭ ‬موطن‭ ‬لأجمال‭ ‬الشواطئ‭ ‬في‭ ‬العالم‭ (‬حاصلة‭ ‬شهادة‭ ‬على‭ ‬العلم‭ ‬الأزرق‭ ‬العالمية‭) ‬مع‭ ‬أجمل‭ ‬المنتجعات‭ ‬السياحية‭ ‬والمطبخ‭ ‬القبرصي‭ ‬الذي‭ ‬يتأثر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬بمطبخ‭ ‬حوض‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط،‭ ‬حيث‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأطباق‭ ‬المعروفة‭ ‬في‭ ‬منطقتنا‭ ‬العربية‭.‬‭ ‬

وللاطلاع‭ ‬على‭ ‬مقومات‭ ‬الجذب‭ ‬السياحية‭ ‬في‭ ‬جمهورية‭ ‬قبرص،‭ ‬قامت‭ ‬طيران‭ ‬الخليج‭ ‬بتنظيم‭ ‬زيارة‭ ‬فريق‭ ‬إعلامي‭ ‬إلى‭ ‬مدن‭ ‬الجزيرة،‭ ‬إذ‭ ‬تم‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬الإطلاع‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المعالم‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬مدن‭ ‬لارنكا‭ ‬وبافوس‭ ‬وليماسول‭.‬

إلى‭ ‬بافوس‭ ‬عبر‭ ‬“البحيرة‭ ‬المالحة”

وعند‭ ‬وصولنا‭ ‬مطار‭ ‬“لارنكا”‭ ‬الدولي،‭ ‬وهو‭ ‬المطار‭ ‬الدولي‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬الجزيرة‭ ‬والحديث‭ ‬ذو‭ ‬الطابع‭ ‬الأوروبي،‭ ‬انتقل‭ ‬الفريق‭ ‬الإعلامي‭ ‬لزيارة‭ ‬مدينة‭ ‬“بافوس”،‭ ‬والتي‭ ‬تعد‭ ‬مدينة‭ ‬التاريخ‭ ‬والرومانسية،‭ ‬حيث‭ ‬تزخر‭ ‬بالمعالم‭ ‬الأثرية‭ ‬والثقافية‭ ‬والمناظر‭ ‬الطبيعية‭ ‬الخلابة‭.‬

وتوجهنا‭ ‬إلى‭ ‬“بافوس”‭ ‬عبر‭ ‬طريق‭ ‬“بحيرة‭ ‬لارنكا”،‭ ‬إذ‭ ‬تمثل‭ ‬بحيرة‭ ‬لارنكا‭ ‬المالحة‭ ‬ثاني‭ ‬أكبر‭ ‬بحيرة‭ ‬مالحة‭ ‬بمساحة‭ ‬تفوق‭ ‬2‭ ‬كيلومتر‭ ‬مربع،‭ ‬والمصنفة‭ ‬بأنها‭ ‬منطقة‭ ‬محمية‭ ‬بموجب‭ ‬توجيه‭ ‬الموائل‭ ‬الأوروبية‭ ‬للطيور‭.‬

وشكلت‭ ‬البحيرة‭ ‬المالحة‭ ‬مصدرا‭ ‬للملح،‭ ‬حيث‭ ‬عد‭ ‬الملح‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬السلع‭ ‬التصديرية‭ ‬للجزيرة‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الحقب‭ ‬التاريخية‭.‬

قرية‭ ‬بيسوري‭ ‬الساحرة

وفي‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬بافوس،‭ ‬تستطيع‭ ‬المرور‭ ‬إلى‭ ‬قريبة‭ ‬بيسور،‭ ‬والتي‭ ‬تتميز‭ ‬بأزقتها‭ ‬المرصوفة‭ ‬بالحجارة‭ ‬البيضاء،‭ ‬وأجوائها‭ ‬الريفية‭ ‬بمطاعمها‭ ‬المتنوعة‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬مختلف‭ ‬أطعمة‭ ‬المطعم‭ ‬القبرصي‭ ‬واليوناني،‭ ‬إذ‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬القرية‭ ‬الجلوس‭ ‬في‭ ‬المقاهي‭ ‬والمطاعم‭ ‬والاستمتاع‭ ‬بالأجواء‭ ‬الرائعة‭.‬

بلد‭ ‬جبنة‭ ‬الحلومي

ويمتاز‭ ‬القبارصة‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬الحرف‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الزراعة‭ ‬والصناعات‭ ‬الغذائية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الحرف‭ ‬التقليدية‭ ‬التي‭ ‬مازال‭ ‬السكان‭ ‬يحافظون‭ ‬عليها؛‭ ‬للاطلاع‭ ‬على‭ ‬نمط‭ ‬الحياة‭ ‬القديم‭ ‬كانت‭ ‬لنا‭ ‬زيارة‭ ‬إلى‭ ‬قرية‭ ‬Letymbou،‭ ‬التي‭ ‬مازال‭ ‬السكان‭ ‬يحافظون‭ ‬على‭ ‬نمط‭ ‬الحياة‭ ‬القديم‭ ‬والصناعات‭ ‬والزراعة‭ ‬بطرقها‭ ‬التقليدية،‭ ‬إذ‭ ‬حاففظت‭ ‬القرية‭ ‬عبر‭ ‬العصور‭ ‬كقرية‭ ‬زراعية،‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬مصدر‭ ‬الدخل‭ ‬الرئيس‭ ‬للقرية،‭ ‬إذ‭ ‬يسمح‭ ‬ارتفاع‭ ‬القرية‭ ‬المنخفض‭ ‬للقرويين‭ ‬بزراعة‭ ‬الكروم،‭ ‬إذ‭ ‬يجد‭ ‬معظم‭ ‬العنب‭ ‬طريقهم‭ ‬إلى‭ ‬المصانع‭. ‬تحتوي‭ ‬القرية‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أشجار‭ ‬الزيتون،‭ ‬إذ‭ ‬يتحول‭ ‬معظم‭ ‬إنتاج‭ ‬الزيتون‭ ‬إلى‭ ‬زيت‭ ‬الزيتون‭. ‬يوجد‭ ‬أيضًا‭ ‬مجموعة‭ ‬كبيرة‭ ‬ومتنوعة‭ ‬من‭ ‬أشجار‭ ‬الحمضيات‭ ‬والفواكه‭ ‬المزروعة‭.‬

وتشتهر‭ ‬قبرص‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬زيت‭ ‬الزيتون‭ ‬بصناعة‭ ‬جبن‭ ‬الحلومي،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬القرية‭ ‬القبرصة‭ ‬كان‭ ‬للفريق‭ ‬الإعلامي‭ ‬البحريني،‭ ‬فرصة‭ ‬الاطلاع‭ ‬عن‭ ‬كثب‭ ‬على‭ ‬الطرق‭ ‬التقليدية‭ ‬لصناعة‭ ‬جنبة‭ ‬الحلومي‭ ‬القبرصية‭ ‬المعروفة‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬حليب‭ ‬المعاز‭ ‬الذي‭ ‬يخمر،‭ ‬ويطبخ‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يستخلص‭ ‬منه‭ ‬جبن‭ ‬الحلومي‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الحلويات‭ ‬التقليدية،‭ ‬إذ‭ ‬يتم‭ ‬تناول‭ ‬الجنبة‭ ‬مع‭ ‬الخبز‭ ‬التقليدي‭ ‬المصنوع‭ ‬داخل‭ ‬أفران‭ ‬بوقود‭ ‬أخشاب‭ ‬الأشجار‭.‬

فسيفساء‭ ‬بافوس

تعد‭ ‬فسيفساء‭ ‬بافوس‭ ‬إحدى‭ ‬أروع‭ ‬تحف‭ ‬منطقة‭ ‬شرق‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‭ ‬وتشكل‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬متنزه‭ ‬كاتو‭ ‬بافوس‭ ‬الأثري‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬إدراجه‭ ‬بقائمة‭ ‬مواقع‭ ‬التراث‭ ‬العالمي‭ ‬لليونسكو‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1980‭. ‬اكتشفت‭ ‬هذه‭ ‬التحف‭ ‬العام‭ ‬1962مصادفة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قام‭ ‬مزارع‭ ‬بحرث‭ ‬أرضه،‭ ‬إذ‭ ‬تعد‭ ‬بيوت‭ ‬ديونيزوس‭ ‬وثيسيوس‭ ‬أيون‭ ‬وأورفيوس‭ ‬بمثابة‭ ‬فيلات‭ ‬لأربعة‭ ‬نبلاء‭ ‬رومانيين‭ ‬التي‭ ‬يعود‭ ‬تاريخها‭ ‬إلى‭ ‬الحقبة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬القرنين‭ ‬الثالث‭ ‬والخامس‭ ‬الميلادي،‭ ‬وتعرض‭ ‬الفسيفساء‭ ‬المتشابكة‭ ‬للأرضيات‭ ‬رسومات‭ ‬متنوعة‭ ‬مستوحاة‭ ‬من‭ ‬الأساطير‭ ‬اليونانية،‭ ‬بحسب‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬السياحية‭ ‬في‭ ‬قبرص‭.‬

حمام‭ ‬الرجوع‭ ‬للشباب‭ ‬

وفي‭ ‬شبه‭ ‬جزيرة‭ ‬أكاماس‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬“بافوس”‭ ‬وبين‭ ‬الجبال،‭ ‬تقع‭ ‬مغارة‭ ‬طبيعية‭ ‬تنحدر‭ ‬المياه‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬أعماق‭ ‬الصخور،‭ ‬لتشكل‭ ‬لحمامات‭ ‬“أفروديت”‭ ‬بين‭ ‬النباتات‭ ‬التي‭ ‬تغص‭ ‬بها‭ ‬المنطقة،‭ ‬إذ‭ ‬تقول‭ ‬الأساطير‭ ‬أن‭ ‬الإلهة‭ ‬أفروديت‭ ‬كانت‭ ‬تستحم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المغارة‭ ‬الصغيرة،‭ ‬كما‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يستحم‭ ‬داخل‭ ‬يسترد‭ ‬شبابه‭ ‬وتعود‭ ‬المرأة‭ ‬عذراء،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يجرب‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬السياح‭ ‬حظة،‭ ‬معتقدا‭ ‬بهذه‭ ‬الأساطير‭ ‬ويتناول‭ ‬قليلا‭ ‬من‭ ‬الماء‭ ‬ليرطب‭ ‬به‭ ‬جسده‭ ‬عله‭ ‬يرجع‭ ‬شبابا‭.‬