البحرين... جهد مشهود في دعم العمل العربي المشترك

| المنامة - بنا

تحتفل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ودول‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬اليوم‭ ‬22‭ ‬مارس‭ ‬بالذكرى‭ ‬الرابعة‭ ‬والسبعين‭ ‬لتأسيس‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬1945‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬ميثاق‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬وجاء‭ ‬إنشاؤها‭ ‬إثباتاً‭ ‬للصلات‭ ‬الوثيقة‭ ‬والروابط‭ ‬العديدة‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬البلاد‭ ‬العربية‭ ‬جمعاء،‭ ‬وحرصاً‭ ‬على‭ ‬توطيد‭ ‬هذه‭ ‬الروابط‭ ‬وتدعيمها‭ ‬وتوجيهها‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬فيه‭ ‬خير‭ ‬البلاد‭ ‬العربية‭ ‬قاطبة‭ ‬وصلاح‭ ‬أحوالها‭ ‬وتأمين‭ ‬مستقبلها‭ ‬وتحقيق‭ ‬أمانيها‭ ‬وآمالها،‭ ‬واستجابة‭ ‬للرأي‭ ‬العام‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الأقطار‭ ‬العربية‭.‬

ووضعت‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬أهدافها‭ ‬توثيق‭ ‬الصلات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬استقلال‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء،‭ ‬وتنسيق‭ ‬الخطط‭ ‬والسياسات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء،‭ ‬وتحقيق‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والثقافية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والصحية،‭ ‬وحماية‭ ‬المصالح‭ ‬العربية،‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬الهيئات‭ ‬الدولية‭ ‬لكفالة‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬وتنظيم‭ ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭.‬

وتعتز‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬بحقيقة‭ ‬وأهمية‭ ‬انتمائها‭ ‬العربي،‭ ‬وتفاعلها‭ ‬الكبير‭ ‬مع‭ ‬قضايا‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬وهمومها‭ ‬وحقوقها،‭ ‬ودعم‭ ‬قضاياها‭ ‬المصيرية،‭ ‬وتفعيل‭ ‬وتطوير‭ ‬آليات‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭ ‬والمنظمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬كضرورة‭ ‬قومية‭ ‬ملحة‭ ‬تفرضها‭ ‬التحديات‭ ‬الراهنة‭.‬

انضمت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬بعد‭ ‬استقلالها‭ ‬في‭ ‬11‭ ‬سبتمبر‭ ‬1971،‭ ‬وساهمت‭ ‬منذ‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ‭ ‬وعلى‭ ‬مدى‭ ‬عقود‭ ‬بفعالية‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬الجامعة‭ ‬مع‭ ‬التزامها‭ ‬الأكيد‭ ‬بميثاقها‭ ‬ومبادئها،‭ ‬فقد‭ ‬ترأست‭ ‬المملكة‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الخامسة‭ ‬عشرة‭ ‬في‭ ‬شرم‭ ‬الشيخ‭ ‬بجمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬الشقيقة‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬2003،‭ ‬وترأست‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬اجتماعات‭ ‬مجلس‭ ‬الجامعة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوزاري،‭ ‬وأثناء‭ ‬ترأسها‭ ‬لهذه‭ ‬الدورات‭ ‬فهي‭ ‬تترأس‭ ‬أيضاً‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬المجالس‭ ‬الوزارية‭ ‬المتخصصة‭.‬

وتتفاعل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الهيئات‭ ‬التابعة‭ ‬لجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الأصعدة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتنموية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬ولهذا‭ ‬استضافت‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬اجتماعاتها‭. ‬فقد‭ ‬استضافت‭ ‬الدورة‭ ‬الثالثة‭ ‬لمنتدى‭ ‬التعاون‭ ‬العربي‭ ‬الصيني‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوزاري‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬مايو‭ ‬2008،‭ ‬كما‭ ‬استضافت‭ ‬فعاليات‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬منتدى‭ ‬التعاون‭ ‬العربي‭ ‬الصيني‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭. ‬واستضافت‭ ‬كذلك‭ ‬الدورة‭ ‬الأولى‭ ‬لمنتدى‭ ‬التعاون‭ ‬العربي‭ ‬الهندي‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2016‭. ‬كما‭ ‬عززت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬دورها‭ ‬البناء‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬أهم‭ ‬القضايا‭ ‬العربية‭ ‬الراهنة،‭ ‬خاصة‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وعملية‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

إن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬باعتبارها‭ ‬تشكل‭ ‬إطاراً‭ ‬عربياً،‭ ‬معبراً‭ ‬عن‭ ‬رغبة‭ ‬الأمة‭ ‬وشعوبها‭ ‬في‭ ‬الوحدة‭ ‬والتضامن،‭ ‬وتطوير‭ ‬آلياتها‭ ‬وأدواتها‭ ‬بما‭ ‬يجعلها‭ ‬أكثر‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬المصالح‭ ‬العربية‭ ‬المشتركة”‭ ‬هي‭ ‬أولوية‭ ‬أولى‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬للدفع‭ ‬بالعمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭ ‬قدماً‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭.‬

إن‭ ‬التاريخ‭ ‬يشهد‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬دفاعها‭ ‬عن‭ ‬عروبتها‭ ‬وكونها‭ ‬جزءاً‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬العظيمة،‭ ‬عندما‭ ‬أكد‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬تمسكه‭ ‬بعروبته‭ ‬وقوميته‭ ‬في‭ ‬الاستفتاء‭ ‬الذي‭ ‬أجرته‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬عام‭ ‬1971،‭ ‬كما‭ ‬يشهد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬وقوفها‭ ‬بقوة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الحق‭ ‬العربي‭ ‬ودفاعها‭ ‬المستميت‭ ‬عن‭ ‬القضايا‭ ‬العربية‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ومواقف‭ ‬البحرين‭ ‬الداعمة‭ ‬والمساندة‭ ‬للتضامن‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬وتعزيز‭ ‬التكامل‭ ‬والتنسيق‭ ‬العربي‭ ‬وما‭ ‬تتخذه‭ ‬بقيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬من‭ ‬مبادرات‭ ‬لتدعيم‭ ‬وتطوير‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك،‭ ‬ومواقفها‭ ‬المشرفة‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬مصالح‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب‭ ‬العربية‭.‬

وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬ثوابتها‭ ‬عززت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬دورها‭ ‬البناء‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭ ‬وعملية‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عضويتها‭ ‬الهامة‭ ‬في‭ ‬لجنة‭ ‬مبادرة‭ ‬السلام‭ ‬العربية‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها‭ ‬بحيث‭ ‬لعبت‭ ‬دوراً‭ ‬هاماً‭ ‬وبارزاً‭ ‬في‭ ‬الحراك‭ ‬العربي‭ ‬نحو‭ ‬سلام‭ ‬عادل‭ ‬والتي‭ ‬تضمنت‭ ‬كافة‭ ‬متطلبات‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

وساندت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬القضايا‭ ‬العربية‭ ‬المهمة‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬جهود‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والقرصنة‭ ‬وغيرها‭. ‬كما‭ ‬تمارس‭ ‬المملكة‭ ‬دوراً‭ ‬مشهوداً‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التدخلات‭ ‬الإيرانية‭ ‬السافرة‭ ‬في‭ ‬شؤونها‭ ‬الداخلية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عضويتها‭ ‬في‭ ‬اللجنة‭ ‬الرباعية‭ ‬العربية‭ ‬المعنية‭ ‬بالتصدي‭ ‬لهذه‭ ‬التدخلات‭.‬

وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬لعبت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬دوراً‭ ‬بارزاً‭ ‬وفعالاً‭ ‬خلال‭ ‬أول‭ ‬قمة‭ ‬اقتصادية‭ ‬تنموية‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة‭ ‬يناير‭ ‬2009‭ ‬والتي‭ ‬هدفت‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المشترك‭ ‬ودعم‭ ‬الاستثمار‭ ‬والمشاريع‭ ‬العربية‭ ‬المشتركة‭ ‬والانفتاح‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬ومنظمة‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬وجذب‭ ‬الاستثمارات‭.‬

وفي‭ ‬إطار‭ ‬التعاون‭ ‬العربي‭ ‬الإقليمي‭ ‬استضافت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الدورة‭ ‬الثالثة‭ ‬للاجتماع‭ ‬الوزاري‭ ‬لمنتدى‭ ‬التعاون‭ ‬العربي‭ ‬الصيني‭ ‬في‭ ‬مايو2007،‭ ‬وكان‭ ‬لهذه‭ ‬الدورة‭ ‬إثر‭ ‬هام‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬مسيرة‭ ‬التعاون‭ ‬العربي‭ ‬مع‭ ‬الصين‭. ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬عضواً‭ ‬مؤسساً‭ ‬لمنطقة‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬العربية‭ ‬والتي‭ ‬انطلقت‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬1998‭ ‬وأوفت‭ ‬بكافة‭ ‬التزاماتها‭ ‬تجاه‭ ‬قيامها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬هدف‭ ‬السوق‭ ‬العربية‭ ‬المشتركة‭.‬

وفي‭ ‬إطار‭ ‬دعمها‭ ‬للتكامل‭ ‬العربي،‭ ‬طرحت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬لتطوير‭ ‬وتوثيق‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭ ‬ومنها‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الحقوقي‭ ‬مبادرة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬بإنشاء‭ ‬المحكمة‭ ‬العربية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬مبادرة‭ ‬جلالته،‭ ‬باحتضان‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لمشروع‭ ‬البورصة‭ ‬العربية‭ ‬المشتركة،‭ ‬وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬الاجتماعي‭ ‬مبادرة‭ ‬المشروعات‭ ‬المنزلية‭ ‬وغيرها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المبادرات،‭ ‬كما‭ ‬استضافت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الاجتماعات‭ ‬العربية‭ ‬ومنها‭ ‬اجتماع‭ ‬المجلس‭ ‬الوزاري‭ ‬العربي‭ ‬للسياحة‭ ‬ومجلس‭ ‬محافظي‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬العربي‭ ‬واجتماعات‭ ‬منظمة‭ ‬المرأة‭ ‬العربية‭ ‬والبرلمان‭ ‬العربي‭ ‬وغيرها‭. ‬وإيمانا‭ ‬منها‭ ‬بأهمية‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬المشتركة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الوحدة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬صادقت‭ ‬المملكة‭ ‬على‭ ‬معظم‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬والمعاهدات‭ ‬والمواثيق‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬ومنها‭ ‬الميثاق‭ ‬العربي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬ومعاهدة‭ ‬الدفاع‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭ ‬والاتفاقية‭ ‬العربية‭ ‬لمكافحة‭ ‬الفساد‭ ‬2016،‭ ‬واتفاقيات‭ ‬العمل‭ ‬العربية‭ ‬“الميثاق‭ ‬العربي‭ ‬للعمل،‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العربي،‭ ‬اتفاقية‭ ‬إنشاء‭ ‬المنظمة‭ ‬العربية‭ ‬للتنمية‭ ‬الزراعية‭ ‬والاتفاقية‭ ‬العربية‭ ‬بشأن‭ ‬السلامة‭ ‬والصحة‭ ‬المهنية‭ ‬والاتفاقية‭ ‬العربية‭ ‬بشأن‭ ‬تأهيل‭ ‬وتشغيل‭ ‬المعوقين‭ ‬والاتفاقية‭ ‬العربية‭ ‬بشأن‭ ‬عمل‭ ‬الأحداث،‭ ‬والاتفاقية‭ ‬العربية‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬2002،‭ ‬اتفاقية‭ ‬تسليم‭ ‬المجرمين‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية،‭ ‬الاتفاقية‭ ‬العربية‭ ‬لمكافحة‭ ‬جرائم‭ ‬تقنية‭ ‬المعلومات،‭ ‬اتفاقية‭ ‬إنشاء‭ ‬منظمة‭ ‬المرأة‭ ‬العربية،‭ ‬اتفاقية‭ ‬المنظمة‭ ‬العربية‭ ‬للمواصفات‭ ‬والمقاييس‭ ‬بجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وغيرها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬والمواثيق‭ ‬والمعاهدات‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يتسع‭ ‬المجال‭ ‬هنا‭ ‬لذكرها‭.‬

وترحب‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬دائماً‭ ‬باستضافة‭ ‬أي‭ ‬مؤسسة‭ ‬عربية‭ ‬تدفع‭ ‬باتجاه‭ ‬تعزيز‭ ‬العمل‭ ‬العربي،‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬استضافتها‭ ‬الشركة‭ ‬العربية‭ ‬لبناء‭ ‬وإصلاح‭ ‬السفن‭ (‬أسري‭) ‬التابعة‭ ‬لمنظمة‭ ‬الأقطار‭ ‬العربية‭ ‬المصدرة‭ ‬للبترول‭ (‬أوابك‭) ‬وهي‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬المتخصصة‭ ‬التابعة‭ ‬لجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.‬

وتتعاون‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬مع‭ ‬آليات‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية،‭ ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬قامت‭ ‬بتقديم‭ ‬تقريرها‭ ‬الأول‭ ‬إلى‭ ‬لجنة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬العربية‭ ‬التابعة‭ ‬لجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ (‬لجنة‭ ‬الميثاق‭) ‬في‭ ‬العام‭ ‬2012،‭ ‬وأعقب‭ ‬ذلك‭ ‬مناقشته‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2013،‭ ‬ثم‭ ‬إصدار‭ ‬ملاحظات‭ ‬وتوصيات‭ ‬اللجنة‭ ‬بخصوصه‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬ذاته،‭ ‬كما‭ ‬قدمت‭ ‬البحرين‭ ‬تقريرها‭ ‬الدوري‭ ‬الأول‭ ‬إلى‭ ‬اللجنة‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬يوليو‭ ‬2016‭ ‬وكذلك‭ ‬قدمت‭ ‬ملحقا‭ ‬تكميليا‭ ‬محدثا‭ ‬له‭ ‬تم‭ ‬مناقشته‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬وإجراء‭ ‬حوار‭ ‬تفاعلي‭ ‬بشأن‭ ‬مضمونه‭.‬

وأسهمت‭ ‬الكفاءات‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬الدفع‭ ‬بالعمل‭ ‬العربي‭ ‬المشترك‭ ‬حيث‭ ‬تولت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناصب‭ ‬منذ‭ ‬انضمامها‭ ‬للجامعة‭ ‬العربية،‭ ‬حيث‭ ‬شغلت‭ ‬المناصب‭ ‬التالية‭: ‬السفير‭ ‬عبدالنبي‭ ‬مسيب‭ ‬رئيس‭ ‬بعثة‭ ‬جامعة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬برلين‭ ‬بألمانيا‭ ‬سابقًا،‭ ‬الدكتور‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬النجدي‭ ‬مستشار‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬سابقًا،‭ ‬الأستاذة‭ ‬فائقة‭ ‬سعيد‭ ‬الصالح‭ ‬مستشار‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬سابقًا‭.‬

وهناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناصب‭ ‬الهامة‭ ‬التي‭ ‬يتبوأها‭ ‬بحرينيون‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬حرص‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الدائم‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يشارك‭ ‬أبناؤها‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬الجامعة،‭ ‬حيث‭ ‬يتولى‭ ‬السفير‭ ‬خليل‭ ‬الذوادي‭ ‬منصب‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬المساعد‭ ‬رئيس‭ ‬قطاع‭ ‬الشؤون‭ ‬العربية‭ ‬والأمن‭ ‬القومي،‭ ‬ويتولى‭ ‬النائب‭ ‬عادل‭ ‬العسومي‭ ‬منصب‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬البرلمان‭ ‬العربي،‭ ‬وكذلك‭ ‬يتولي‭ ‬المستشار‭ ‬محمد‭ ‬فزيع‭ ‬رئاسة‭ ‬لجنة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬العربية‭ (‬لجنة‭ ‬الميثاق‭)‬،‭ ‬ويعمل‭ ‬أحمد‭ ‬المرشد‭ ‬خبيراً‭ ‬إعلامياً‭ ‬بمكتب‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬وغيرهم‭.‬

وفي‭ ‬المقابل‭ ‬كانت‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية،‭ ‬السند‭ ‬والداعم‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬فقد‭ ‬أعلنت‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬تضامنها‭ ‬الكامل‭ ‬مع‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬حكومة‭ ‬وشعباً،‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الأعمال‭ ‬والنشاطات‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬زعزعة‭ ‬أمنها‭ ‬واستقرارها،‭ ‬والمساندة‭ ‬القوية‭ ‬للجهود‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬السلطات‭ ‬البحرينية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استئصال‭ ‬خطر‭ ‬الإرهاب‭ ‬من‭ ‬ربوع‭ ‬البحرين،‭ ‬وخلال‭ ‬أحداث‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬المؤسفة‭ ‬وقفت‭ ‬الجامعة‭ ‬بقوة‭ ‬مع‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وأصدر‭ ‬مجلس‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوزاري‭ ‬في‭ ‬دورته‭ (‬136‭) ‬بيانا‭ ‬أكد‭ ‬فيه‭ ‬التزامه‭ ‬بدعم‭ ‬واستقرار‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وتأييده‭ ‬ومساندته‭ ‬للخطوات‭ ‬الحكيمة‭ ‬التي‭ ‬اتخذها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬لإعادة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬للبلاد،‭ ‬مشيدًا‭ ‬بخطوات‭ ‬جلالته‭ ‬في‭ ‬إجراء‭ ‬الانتخابات‭ ‬التكميلية‭ ‬وإطلاق‭ ‬حوار‭ ‬التوافق‭ ‬الوطني‭ ‬ومبادرة‭ ‬جلالته‭ ‬بتشكيل‭ ‬اللجنة‭ ‬الملكية‭ ‬المستقلة‭ ‬لتقصي‭ ‬الحقائق‭.‬

وأعربت‭ ‬الجامعة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬بياناتها‭ ‬عن‭ ‬قلقها‭ ‬الشديد‭ ‬من‭ ‬التدخلات‭ ‬الإيرانية‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬ومساندتها‭ ‬للإرهاب‭ ‬وتدريب‭ ‬الإرهابيين‭ ‬وتهريب‭ ‬الأسلحة‭ ‬والمتفجرات‭ ‬وإثارة‭ ‬النعرات‭ ‬الطائفية،‭ ‬ومواصلة‭ ‬التصريحات‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬المستويات‭ ‬لزعزعة‭ ‬الأمن‭ ‬والنظام‭ ‬والاستقرار،‭ ‬وتأسيسها‭ ‬جماعات‭ ‬إرهابية‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ممولة‭ ‬ومدربة‭ ‬من‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬وذراعيه‭ ‬كتائب‭ ‬عصائب‭ ‬أهل‭ ‬الحق‭ ‬الإرهابية‭ ‬وحزب‭ ‬الله‭ ‬الإرهابي‭.‬

ومن‭ ‬مظاهر‭ ‬دعم‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬دعم‭ ‬مجلس‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬ترشيحات‭ ‬البحرين‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬المناصب‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ووكالاتها‭ ‬المتخصصة‭ ‬وهي‭: ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للمستوطنات‭ ‬البشرية‭ ‬“UN-HABITAT”‭ ‬التابع‭ ‬للمجلس‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للفترة‭ ‬2020‭-‬2023،‭ ‬والمجلس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لبرنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإنمائي‭ / ‬صندوق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للسكان‭/‬مكتب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لخدمات‭ ‬المشاريع‭ ‬“UNDP/UNFPA/UNOPS”‭ ‬التابع‭ ‬للمجلس‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للفترة‭ ‬2023‭-‬2025،‭ ‬والمجلس‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬“ECOSOC”‭ ‬للفترة‭ ‬2023‭-‬2025‭.‬

لقد‭ ‬كان‭ ‬تأسيس‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الخطوات‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬توحيد‭ ‬الجهود‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬الكيان‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬أساسه‭ ‬ووحدته‭ ‬وأمنه‭ ‬وازدهاره‭. ‬وهي‭ ‬أقدم‭ ‬وأعرق‭ ‬منظمة‭ ‬إقليمية‭ ‬ودولية،‭ ‬راسخة‭ ‬وثابتة‭ ‬ومستمرة‭ ‬بيتا‭ ‬لكل‭ ‬العرب،‭ ‬يجتمعون‭ ‬تحت‭ ‬سقفه،‭ ‬ويتحاورون‭ ‬بين‭ ‬أروقته‭ ‬وقاعاته‭ ‬ضمن‭ ‬رؤية‭ ‬عربية‭ ‬واحدة‭ ‬لصيانة‭ ‬المصالح‭ ‬العربية‭. ‬وتعد‭ ‬ذكرى‭ ‬تأسيس‭ ‬الجامعة‭ ‬الـ‭ ‬74‭ ‬فرصة‭ ‬لتقييم‭ ‬الظروف‭ ‬والإمكانيات،‭ ‬وتقييم‭ ‬الأداء‭ ‬والدور‭ ‬المطلوب‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬هذه‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاستثنائية‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬المنطقة،‭ ‬سعيًا‭ ‬لتمكين‭ ‬الجامعة‭ ‬لترتقي‭ ‬بعملها‭ ‬إلى‭ ‬المستوى‭ ‬الذي‭ ‬تتطلع‭ ‬إليه‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭.‬