أصابته في حادث مرور بعاهة مستديمة بنسبة 38 %

إلزام سيدة بتعويض شاب ب 13 ألف دينار

قال‭ ‬المحامي‭ ‬عمار‭ ‬الترانجة‭ ‬إن‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬المدنية‭ ‬السابعة‭ ‬ألزمت‭ ‬سيدة‭ ‬بأن‭ ‬تدفع‭ ‬لصالح‭ ‬شاب‭ (‬22‭ ‬عاما‭)‬،‭ ‬مبلغ‭ ‬13‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬تعويضا‭ ‬ماديا‭ ‬ومعنويا‭ ‬والفائدة‭ ‬القانونية‭ ‬بواقع‭ ‬3‭ % ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬رفع‭ ‬الدعوى‭ ‬وحتى‭ ‬تمام‭ ‬السداد‭ ‬وكذلك‭ ‬بمصروفات‭ ‬الدعوى‭ ‬ورسومها؛‭ ‬عقب‭ ‬إدانتها‭ ‬جنائيا‭ ‬بالتسبب‭ ‬بحادث‭ ‬سيارة‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬عاهة‭ ‬مستديمة‭ ‬في‭ ‬موكله‭ ‬وصلت‭ ‬نسبتها‭ ‬إلى‭ ‬38‭ %‬،‭ ‬والذي‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬معاق‭ ‬وفقد‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬المشي‭ ‬بسببه‭ ‬وحاسة‭ ‬السمع‭ ‬وتوازن‭ ‬جسده،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬ريعان‭ ‬شبابه‭ ‬وفقد‭ ‬مستقبله‭ ‬ووظيفته‭ ‬جراء‭ ‬ذلك‭ ‬الحادث،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأنه‭ ‬ظل‭ ‬في‭ ‬غيبوبة‭ ‬لمدة‭ ‬طويلة‭ ‬عقب‭ ‬الحادث‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬دفع‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬مرافعته‭ ‬عن‭ ‬المتضرر‭ ‬وباقي‭ ‬المدعين‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬عائلته،‭ ‬بثبوت‭ ‬أركان‭ ‬الضرر‭ ‬المادي‭ ‬والأدبي‭ ‬للمدعين،‭ ‬ورد‭ ‬على‭ ‬دفوع‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬بأنها‭ ‬تنعى‭ ‬في‭ ‬دفاعها‭ ‬بما‭ ‬مفاده‭ ‬المبالغة‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬طلب‭ ‬التعويض‭ ‬عن‭ ‬الأضرار‭ ‬المادية‭ ‬والمعنوية‭ ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬بالمدعين‭ ‬جراء‭ ‬تعرض‭ ‬ابنهم‭ ‬إلى‭ ‬الحادث‭ ‬المروري،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النعي‭ ‬مردود‭ ‬عليه،‭ ‬إذ‭ ‬انه‭ ‬ولما‭ ‬كان‭ ‬الحادث‭ ‬المروري‭ ‬الذي‭ ‬تعرض‭ ‬له‭ ‬المدعي‭ ‬الأول‭ (‬المتضرر‭ ‬المباشر‭ ‬من‭ ‬الحادث‭) ‬وهو‭ ‬شاب‭ ‬في‭ ‬مقتبل‭ ‬العمر‭ ‬وريعان‭ ‬شبابه،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬نشأ‭ ‬عنه‭ ‬ضرر‭ ‬مادي‭ ‬ومعنوي‭ ‬تمثل‭ ‬في‭ ‬الإصابات‭ ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬بجسمه‭ ‬وتركت‭ ‬نسبة‭ ‬عجز‭ ‬مستديم‭ ‬قدرته‭ ‬التقارير‭ ‬الطبية‭ ‬الموثقة‭ ‬والصادرة‭ ‬من‭ ‬اللجان‭ ‬الطبية‭ ‬بـ‭ ‬38‭ %.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬التقارير‭ ‬أكدت‭ ‬عدم‭ ‬رجوع‭ ‬المدعي‭ ‬الأول‭ ‬إلى‭ ‬حياته‭ ‬الطبيعية‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الحادث،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬الإصابات‭ ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬به‭ ‬أدخلته‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬غيبوبة‭ ‬لمدة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬نتيجة‭ ‬للحادث‭ ‬وما‭ ‬لحق‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬إصابات،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬فقدانه‭ ‬لتوازنه‭ ‬أثناء‭ ‬الوقوف‭ ‬أو‭ ‬السير‭ ‬مما‭ ‬أعجزه‭ ‬عن‭ ‬السير‭ ‬بشكل‭ ‬متزن،‭ ‬هذا‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬فقدانه‭ ‬السمع‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬فقدانه‭ ‬إلى‭ ‬وظيفته‭ ‬وجعله‭ ‬عاجزا‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬مباشرة‭ ‬حياته‭ ‬الطبيعية‭ ‬بشكل‭ ‬عادي‭ ‬وطبيعي،‭ ‬بما‭ ‬يدلل‭ ‬ويؤكد‭ ‬عدم‭ ‬رجوع‭ ‬حالته‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬قبل‭ ‬الحادث‭ ‬كشخص‭ ‬طبيعي‭ ‬بكامل‭ ‬قواه‭ ‬العقلية‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬كل‭ ‬إنسان‭ ‬سليم‭ ‬ومعافى‭.‬

وتابع‭ ‬الترانجة،‭ ‬أنه‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬وذاك‭ ‬فقد‭ ‬أصيب‭ ‬بحزن‭ ‬وأسى‭ ‬لما‭ ‬آلت‭ ‬إليه‭ ‬حالته‭ ‬عقب‭ ‬الحادث‭ ‬وتحوله‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬معافى‭ ‬إلى‭ ‬شخص‭ ‬معاق،‭ ‬مما‭ ‬يكون‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يطالب‭ ‬به‭ ‬موكله‭ ‬من‭ ‬تعويض‭ ‬فلن‭ ‬يقدر‭ ‬له‭ ‬إن‭ ‬تعيد‭ ‬له‭ ‬الأموال‭ ‬ما‭ ‬تعرض‭ ‬له‭ ‬بسبب‭ ‬الحادث‭ ‬من‭ ‬إصابات‭ ‬وعجز‭ ‬أفقده‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬السمع‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي‭ ‬أخذا‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬عمره،‭ ‬مطالبا‭ ‬برفض‭ ‬دفع‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬حول‭ ‬قيمة‭ ‬التعويض‭ ‬الجابر‭ ‬لضرر‭ ‬موكله‭.‬

وأفاد‭ ‬بأن‭ ‬المقرر‭ ‬لدى‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬وما‭ ‬تواتر‭ ‬عليه‭ ‬قضائها،‭ ‬بأن‭ ‬التعويض‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬جابرا‭ ‬للضرر‭ ‬المباشر‭ ‬ومتناسبا‭ ‬معه‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬الثابت‭ ‬من‭ ‬الحكم‭ ‬الجنائي،‭ ‬والذي‭ ‬قضي‭ ‬فيه‭ ‬بإدانة‭ ‬المتسببة‭ ‬عن‭ ‬الحادث،‭ ‬أن‭ ‬خطأها‭ ‬والضرر‭ ‬بينهما‭ ‬اتصال‭ ‬مباشر‭ ‬بما‭ ‬لحق‭ ‬بالمدعي‭.‬

وتابع،‭ ‬أن‭ ‬المقرر‭ ‬في‭ ‬قانون‭ ‬التأمين‭ ‬الإجباري‭ ‬الصادر‭ ‬بالمرسوم‭ ‬رقم‭ ‬3‭ ‬لسنة‭ ‬1987،‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يفرق‭ ‬في‭ ‬تغطية‭ ‬المسؤولية‭ ‬المدنية‭ ‬الناشئة‭ ‬عن‭ ‬حوادث‭ ‬السيارات‭ ‬بين‭ ‬ركاب‭ ‬السيارة‭ ‬وغيرهم‭ ‬ممن‭ ‬يتعرضون‭ ‬للإصابات‭ ‬من‭ ‬حادث‭ ‬يقع‭ ‬لها،‭ ‬إثر‭ ‬ذلك‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يعتد‭ ‬بما‭ ‬يرد‭ ‬في‭ ‬وثيقة‭ ‬التأمين‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬تغطية‭ ‬التأمين‭ ‬على‭ ‬الركاب،‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬نطاق‭ ‬التأمين‭ ‬يغطى‭ ‬كامل‭ ‬المسؤولية‭ ‬المدنية‭ ‬الناشئة‭ ‬عن‭ ‬فعل‭ ‬المؤمن‭ ‬له‭ ‬والغير‭.‬

وانتهى‭ ‬الترانجة‭ ‬في‭ ‬ختام‭ ‬مرافعته‭ ‬بطلب‭ ‬الحكم‭ ‬بإلزام‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬بجميع‭ ‬الطلبات‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬الدعوى‭ ‬الماثلة،‭ ‬وبإلزام‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬بالرسوم‭ ‬والمصروفات‭ ‬ومقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة‭ ‬مضافا‭ ‬إليها‭ ‬الفائدة‭ ‬القانونية‭ ‬بواقع‭ ‬10‭ % ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬وقوع‭ ‬الحادث‭ ‬الحاصل‭ ‬في‭ ‬19‭ ‬فبراير‭ ‬2013‭ ‬وحتى‭ ‬السداد‭ ‬التام‭.‬